رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 15 - 3 - الجمعة 7/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس عشر
3
تم النشر يوم الجمعة
7/6/2024
شدت علي شعرها للخلف بقوة وهي تحاول استيعاب ما وقعت به خارج عن سيطرتها، لتضيف قائلة باستياء
= يعني ايه اهتمامك بيا من اول يوم خطوبه والهدايا والشبكه الغاليه والفرح اللي ما حصلش كل ده كنت بتعمله عشان مصلحتك.. مفكر كده بتعوضني وهتخليني اسكت و استحمل غصب عني الوضع ده ! وكلامك عن الحنيه والحب ده برده كان من ضمن التمثيليه اللي كنت بتمثلها عليا.. كل حاجه كنت بتعملها من غير مقابل زي ما انا كنت فاكره؟؟ كنت مستني مني المقابل اول ما اعرف كل حاجه
توجس منذر خيفة من تهور عصبيتها الزائدة، فاستعطفها بحذر
= ضحي اهدي عشان الموضوع مش زي ما انتٍ فاكره في حاجات كتير انتٍ ما تعرفهاش عني..ولو عرفتيها مش هتصدقي انا استحملت قد ايه عذاب جايز اكون اناني فعلا زي ما انتٍ بتقولي بس ما كانش قدامي حل غير ده
لترمقه بنظرات مغتاظة، مندفعة نحوه بعصبية وهي تصيح منفعله
= انت كمان مصدق نفسك ان انت اللي مظلوم في الحكايه؟ والضحيه ما تبص حواليك انت عملت فيا ايه انت ضحكت عليا وخدعتني! انا ذنبي إيه في كل ده.. ذنبي إيه استحمل عيبك
أنك آآ كده
شعر منذر بالغضب والحزن وظن أنها تقصد السخريه والإهانة من أمره لكنها من صدمتها لا تعرف ماذا تقول وماذا يصح لا تقول! توترت أنفاسه،وسيطر الحزن على تعابير وجهه الذابل وبدأ صوته مختنقًا وهو يقول
= ضحى ممكن تكوني انتٍ الوحيده اصلا اللي ظلمتها لكن في كل حكايه ومشكله تحصل بطلع انا المظلوم! ويا ريتهم حد بيعترفوا بكده
انا اسف عارف ان كان لازم اقول لك بس انا متاكد انك كنتي هترفضي اكيد ما فيش واحده هتستحمل الوضع ده.. انا بس اللي بستحمل عشان مجبر وما عنديش اختيار! عشان كده انا حاسس بيكي دلوقتي، بس اسمعيني عشان خاطري وافهمي الحكايه ممكن صعب عليكي شويه و بلاش تظلميني زيهم.. انا والله العظيم ما كانت في نيتي ولا كنت اتوقع ان انا ممكن اعمل حاجه زي كده بس هم السبب.. كان عاوزين لثاني مره يظلموني ويجوزوني بالغصب عشان مصلحتهم! مصلحه البيه ابنهم كأن انا مش ابنهم كمان، انا ما كنتش هستحمل لتاني مره يجوزوني واحده باختيارهم واشوف العذاب والقرف اللي انا شفته مع غاده
وكأنها قد عادت إلى رشدها بعد سماعها أمر زواجة السابق يتردد بين شفتيه، فهتفت بلا وعي وجنون
= غاده! مراتك الاولانيه كانت تعرف بالوضع ده برده مش كده؟ طب ازاي؟ ازاي وهي جايبه طفل منك ولا انت ما كنتش كده وبقت كده من فتره.. انا مش فاهمه حاجه؟!.
❈-❈-❈
هز منذر رأسه برفض عده مرات بثبات زائف موضحًا بحرج كبير
= لا يا ضحى انا كده من زمان وعرفت الوضع ده من اول يوم جوازي منها! اما بخصوص الطفل اللي هي جابته فده مش ابني.. وقبل ما مخك يودي ويجيب هي للاسف خانتني وفي بيتي ولما شفتها معاه هرب وهي بكل بجاحه وقفت قدامي وقالتلي بخونك وما انكرتش... قالتلي امال كنت هعمل ايه وانت كده عاجز وضعيف الشخصيه قدام اهلك و انا استحملت إللي محدش يستحمله معاك و قلبت نفسها الضحيه، وفي اخر الكلام طلقتها وهي قالتلي لو عاوز احافظ على سرك انت كمان حافظ على سري .
نظرت إليه نظرة احتقار من صدمتها به و الكلمات تعجز عن الخروج من شفتيها، ثم همست بصوت واهن مصدوم
=و.. وافقت..وآآ... والطفل اتكتب باسمك كمان والكل مفكره إبنك..و الكلام اللي كنت بسمعه عليك انك مش بتسال عليه كان حقيقه عشان هو مش ابنك.. انت ازاي قدرت تعمل كده؟ تستحمل ان مراتك تخونك وتكتب طفل مش ابنك باسمك عادي وكل ده عشان خايف تفضحك وتعرف الناس انك عاجز
تسارعت أنفاسه بخزي فخرج صوته لاهثًا وهو يقول بصعوبة من شعور الاستحقار الذي يواجه منها
= ما تبصليش البصه دي انتٍ كمان انا فاهمه كويس انتٍ شايفاني ايه دلوقتي بس مش دي الحقيقه، مين قال لك ان انا استحملت! انا ما فيش وضع اتحطيت فيه كان برضايه بس كنت مضطره اكمل و وافقتها على الهبل ده مش عشان خايف منها ولا عشان الاتفاق اللي عملته زي ما هي فاكره برده.. أنا سكت عشان سترت عليها وعشان ابوها ما يموتهاش ولا يموت هو بالفضيحه وانا قلت لها الكلام ده في مره انتٍ لو فتحتي بقك انا مش مدان بحاجه على الأقل ما عندكيش دليل واحد لكن انا ببساطه لو قلت وعملنا تحليل للطفل هيعرف الكل انه مش ابني وكلامي صح.. انا ممكن اكون فعلا ضعيف الشخصيه زي ما هي بتقول بسبب معامله اهلي ليا من اللي شايفاه طول الوقت وهم بيقللوا مني لكن الا الموضوع ده.. والله العظيم سكوتي كان عشان استر عليها رغم انها ما تستاهلش
هزت رأسها بيأس غير مصدقة أو مقتنعة بما قاله، لأني ببساطه لقد كذب عليها مره فمن المحتمل ان يكذب عليها مجدداً ويخترع تلك القصص حتى يستعطفها وتتغاضى عن الأمر!
وذلك ألمه أكثر، تألم من كثرة الضغط عليه من كل النواحي حتى أنهكه الألم وأوجعه بدرجة ملحوظة، وهو يضيف قائلاً بلا احساس أو تعبير
= مش مصدقاني! ما ليكي حق هو انتٍ تعرفي إيه عني.. فاكره لما اتهموني ان انا بخنصر (بسرق) من فلوس الوكاله وكلهم شكوا فيا رغم أن شايل الشغل كله فوق دماغي وما شافوش مني اي حاجه وحشه قبل كده ومع ذلك اول ما جت الفرصه كلهم فتحوا عليا النار و اتهموني من غير اي دليل.. ده كان نقطه في بحر من اللي بيعملوا فيا علي طول! انا من اول يوم اخويا جه على الدنيا دي وانا عرفت الظلم الحقيقي.. من اول ما اكتشفوا ان هو مريض قلب وانا حياتي اتقلبت 180 درجه... من اول ما راحوا يكشفوا عليه ونسيوني هناك وانا كان لازم افهم أنها البدايه
شعر أنه لم يكن في وعيه كانت نظراته شـاردة في مكان أخر يبعد عنه بمسافات قليلة.. لكن يلاحق في عقله صور عشوائية لمراحل مختلفة من حياته معهما، فنهج صدره باضطراب كبير مضيفاً
= وانهم بعد كده هينسوني، كان عندي سبع سنين لما عرفوا ان معاذ مريض قلب كان عاوز اهتمام ورعايه طول الوقت، تمام تعالي على نفسك وساعدنا اديك شايف تعب اخوك، اللي في اي لحظه ممكن يموت عشان كده لازم
نديله كل اهتمامنا ونعوضه! بس للاسف وسط الاهتمام والتعويض ده نسيوني ومش مره ولا اتنين لا طول الوقت خالص.. انا متهيا لي اصلا ان هم لما حد يسألهم عندكم كام عيل بيقولوا على طول واحد وينسوا الثاني إللي مش مهم أصلا هو أنت مريض قلب ذي أخوك معاذ!
كفكف دمعاته سريعًا التي تساقطت دون أراده منه قبل أن تراها أعينها المدققة بأوجه ويشعر بالضعف والتقليل من شأنه بسبب نظراتها، وهو اكتفى من ذلك! فهو نبذ بقسوة الحزن بحقيقة، و الفاجعة أقسى في كل مرة
شعرت بخفقان قوي في قلبها وهي ترى و تسمع حالته تلك بصمت صادم، تنهد هو بألم يعصف الأفكار برأسه يشعر بصداع يكاد، يفتك به لا يدري كيفية الخروج من مأذقه هذا؟ ثم تحدث هامسا بصوت مرتعش ضعيف
= الكلمه دي كنت بسمعها طول الوقت لما احاول اشتكي ولا انبههم على اللي بيعملوا فيا! لحد ما كرهوني في المرض وفي معاذ كمان.. عارفه كمان وصلوني لدرجه إيه؟ ان انا بقيت اتمنى ان يبقى عندي مرض خطير عشان يهتموا بيا اصل انتٍ مش فاهمه كانوا بيعملوا ايه عشان يوصلوني لكده؟ كل ما كنت اكبر سنه الاقي نفسي مسؤول عنه! و كل ما يغلط ولا يعمل حاجه غلط بقصد ولا من غير قصد انا اللي اتحاسب مكانه بحجه ان انا ما خليتش بالي منه ومنعته يعمل الغلط ده.. وكنت بضرب واتعاقب مكانه ويا ريت جت على كده وبس فجاه كمان لقيت نفسي مضطره أقدم تنازلات عشان خاطر الاستاذ معاذ ما يضرش... وفي مره هو اتشاكل (اتخانق) مع واحد صاحبه وضربه في قلبه و تعب وانا اللي اتضربت و اتعاقبت مكانه كالعاده رغم ما كانش ذنبي ولا حتي سألوا مين اللي غلطان فينا بس انا اللي لازم اشيل العقاب عشان هم عمرهم ما هيقدروا يعاقبوه عشان خايفين عليه.. انما انا ما متعود ايه يعني هي كانت اول مره ولازم اشيل.. ما أنا الكبير
انخلع قلبها في صدرها من تصريحاته الظالمة هذه، فعجزت عن الرد عليه. بينما غلت الدماء في العروق المغذية لخلايا عقله فشعر بنيران متأججة تحرقه، فلم يتحمل المزيد من الضغوطات المميتة عليه من الجميع دون أي وجه حق، فصرخ بوجع حقيقي
= ومش بس كده لا قعدونا من المدرسه احنا الاتنين عشان خايفين انه يتاذي من المدرسه، ما كانتش اول مره يرجع من المدرسه متضرر! وكنت على طول في مشاكل بسببه، بس انا كنت حابب اكمل وكنت بجيب مجموعه كويس لكن طالما دي حاجه هتضر معاذ لازم اتحرم منها زيه وبلاش منها خالص.. ومحدش اهتم برايي، ومن هنا ما كانتش اول مره يجوا عليا عشان خاطر معاذ ويتطلب مني أتنازل.. لدرجه بقيت احس نفسي عايش عشان خاطر اسعد معاذ و بس، حتي شغل الوكاله انا اللي كنت بشيله كله
من صغري اصلا من ساعه ما قعدت من المدرسه انا اللي شربت الصنعه وابتدي أبويا يعلمني ويضغط عليا عشان اشيل مسؤوليه الشغل كله ومعاذ لما كان بيجي كان بيقعده ويقول له اتفرج من بعيد عشان ما تتعبش وانا لما كنت أتعب أو افكر استريح شويه كان يهد الدنيا ويفضل يشتم فيا قدام العمال ويقول لي ما تسترجل يالا وبطل نطاعه وكلام تاني مش قادر انساه كان صعب على عيل زيي يكون شخص ضعيفه و مستسلم للاهانه! كان طول الوقت بيستخدم معايا أسلوب الشده و الضغط ده والإهانة عشان يطلعني مسؤول وراجل زي ما هو عاوزه.. حتى خله كله يستقوى عليا و العمال كانوا أوقات بيعملوني بنفس الطريقه القاسية في الشغل وانا مش قادر افتح بقي عشان هو كان بيكتمني لما كنت احاول اعترض وشايف انه كده بيخليني راجل مسؤول.. وكمان عشان اشيل مسؤوليه ابنه المريض رغم اصلا في الاواني الأخيرة ابتدأ معاذ صحته تتحسن عن زمان بس فضل الوضع ده شغال معايا منهم كلهم كأنهم اتعوده خلاص يعاملوني بالطريقه دي ومش عارفين يغيروها ولا عاوزين حتى يتغيروا .