-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 15 - 4 - الجمعة 7/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس عشر

4

تم النشر يوم الجمعة

7/6/2024

انقبض قلبها بألم كبير من كلماته القاسية تلك، كما شحب لون بشرتها بفزع صريح! قبل أن يخترق صوته القاسي شرودها وهو يكمل بجفاء


= بس لما كبرت قلت ما ينفعش اكره معاذ هو ملوش ذنب برده كل الحكايه ان ربنا أختار يبتلي بالمرض ده.. حتى اهلي كنت بطلع ليهم اعذار لحد ما تعبت وزهقت بس مضطر امشي على النظام ده واكمل ما هو انا لما احاول اشتكي بطلع انا الوحش الاناني اللي مش مقدر تعب اخوه ومش بيساعد رغم كل اللي عملته.. عرفتي ليه بقول لك ان انا عمري ما اتحطيت في وضع راضي عنه ولا كان باختياري بس مضطر اكمل فيه... حتى لما اختار لي انسانه اتجوزها اختارلي اسوء واحده في الدنيا كلها اللي جوزهالي اصلا عشان مصلحه معاذ برده ذي كل مره ما فكرش فيا ولا اخد رأيي.. ومن هنا ابتدت ماساه تانيه في حياتي! 


عاد بذاكرته لفترة مضت، ظن أنه نسيها وطوي إياها مع ما يطوى من ذكريات مشينة، إنها تلك الوقحة التي سودت أيامه وجعلته يكره الزواج وكل صنف النساء بسبب معاملتها القاسية و المهينة له، فكلمه كره قليله على ما عاشه معها ولا يريد أن يعيش تلك اللحظات مجدداً مع ضحى؟ صحيح هو لا يعرف حتى الآن رده فعلها الأخيرة في ذلك الأمر لكن متاكد حتى لو بنسبه قليله بأنها غير غاده تماما، فتلك الحقيره كانت تستغل ضعفه الى صالحها!. 


❈-❈-❈


بعد زواجه من غادة واكتشافه للامر الذي حاول الإنكار كثيراً، و في لحظة ما أثناء محاولاته الفاشلة معها لعله ينجح الأمر ولا يتعرض للاساءه وراء ذلك أيضا، حاول بكل الطرق أن يشعر بشيء ما عندما يلامس جسدها فانتفض لأكثر من مرة مستنكر ذلك الإحساس المرعب الذي جعل قلبه يتحول كالهلام، في البداية ظنت الأخري أنها تتوهم مما تشك به، ولكن حينما فشل للمره التي لا تعرف عددها وهو يحاول دون فائدة... باتت متاكده مما تفكر فيه.


ابتعدت غاده للخلف وهي تحسب الفراش عليها وهو أبتعد عنها بقله حيلة لا يعرف ما الذي يصيب إياه دون الشعور بالرغبة نحو زوجته، لتنظر إليه غاده بنظرات مغتاظة ليقول منذر بخوف


= انا مش عارف مالي! اكيد في حاجه غلط


نظرت غاده له بغيظ مكتوم، ووضعت يدها على وسطها وهي تقول بسخرية قاصدة إهانته


= ولا غلط ولا صح يا اخويا ما العباره بانت خلاص، انا اللي حظي على طول فقري ويوم ما اقع؟ أقع مع واحد زيك مالوش فيها


ابتلع ريقه بتوجس من كلماتها وقال بحده 


= انتٍ قصدك إيه؟ و بتتكلمي معايا بالطريقة دي ليه.


قالت بثقة لتؤكد له الأمر بعدم إحساس لشخصه


= قصدي يا اخويا خليك صريح وقول انك ما بتعرفش وما لكش في الجواز... خلصت كل الحجج و الأعذار معاك وكل مره اقول معلش تلاقي تعبان من مجهود الفرح ويوم وراء يوم لحد ما العباره بانت.. أنت مش راجل!!. 


اتسعت عيناه أثر إهانته الصريحة منها واكتفي بصفعها بقوة قبل أن يهرب عن أنظارها بينما هي كزت على أسنانها صارخة بانفعال 


= انت بتضربني هتعمل راجل عليا، طب خليك صريح مع نفسك عشان هي دي الحقيقه انت مش راجل يا منذر ولا قدام اهلك ولا معايا.


❈-❈-❈


زادت نظراته المهينة من مجرد ذكرياته مع طليقته، ثم تابع مكملاً باشمئزاز صريح


= كان عقلي رافض استوعب ان انا ممكن اكون كده! وده عشان حاجه واحده بس مش مستحمل معايره ولا مصيبه تاني تتحط فوق دماغي وقلت لنفسي كفايه اللي انا فيه وكنت بدعي ربنا ان يطلع ده مش حقيقي لحد ما اتاكدت فعلا إني آآ... أن حياتي مع غاده اتحولت لعذاب.. مع اول مشكله تحصل معانا تفضل تعايرني بالموضوع ده واللي زاد وغطه لما أبويا هو كمان كان بيضعف من شخصيتي قدامها و كأنه بيتعمد يهني ويقلل مني لاي سبب تافه او اي غلطه اعملها ويبدا يحاسبني بطريقته قدامها وما يستناش حتى تمشي وده خلاها تتقوى عليا اكتر وتشوف نفسها اكتر لما عرفت اللي فيها ان انا ضعيف الشخصيه قدامهم.. وبقت تستقوي عليا وتعايرني اكتر وتدوس عليا زيهم وهي عارفه ان انا مش هقدر افتح بقي بحرف! 


تجمدت الكلمات على طرف لسان ضحي و بقيت أنظارها مثبتة عليه هو فقط، ثم رفعت وجهها للأمام غير مصدقة ولا مستوعبه كم الآلام والاوجاع تلك التي من الممكن ان يعيشها شخص ما؟ وان يكون هناك اشخاص مثل أسرته وطلقته تلك الحقيرة! والتي كانت تتعمد ان تقلل من شأنه مقابل شيء ليس له يد فيه؟ فكان من السهل إذا لم تتحمل الوضع ان تنفصل عنه وترحل لكنها كانت تستغل تلك النقط لصالحها حتي تصل إلى ما تريد... وما كان يساعدها على ذلك مع الاسف أسرته! التي كانت هي الأخرى تتعمد التقليل من شأنه امام الآخرين... 


وعادت ضحى الى تلك النقطة مجدداً ربما يكذب عليها مرة أخرى وليست تلك الحقيقه.. لكنها اذا كانت الحقيقه فحقا ما عاشة صعب للغاية وفوق مقدرة التحمل. 


وضع منذر يديه على رأسه ضاغط عليها بقوة من الألم الشديد الشاعر به وبتثبيط رهيب في معنوياته فلقد استنزف مشاعر القهر والحسرة مجددًا وهو يتذكر خابت أحلامه تمامًا كلها، و كأنه سينهار كل شيء في لحظة، حيث زادت حدة الألم واشتدت قسوتها، فعجز عن الصمود، ترنح جسده للخلف وسقط جالس فوق الأريكة ليقول ببكاء متألم


= انا كنت خايف ابويا يعرف ويعايرني زيها لان عمره ما هيقف معايا و يساعدني، هو عمره ما كان معايا كده زمان عشان يبقى معايا دلوقتي كده.. وكنت طول الوقت بخاف أما تبدأ تهددني انها هتقول لابويا وكنت اعمل لها اللي هي عاوزاه علي طول... عشان اكتر حاجه كانت بتوجعني فعلا كلامه واهانته وما كنتش ناقص ولا قادر اسمع منه حاجه وهو مش هيسكت وهيقول لكل الناس لان عمره ما بيفكر في مصلحتي ولا بيخاف على شكل ابنه قدام الناس.. وهي كانت بتسحب مني فلوس كثير على الموضوع ده.... وكانت اي حاجه بتتبلى عليا فيها ابويا كان بيصدقها عرفت تدخل لهم صح وتخليهم في صفها.. او يمكن لان محدش معايا وطول الوقت شايفيني وحش فكانوا بيصدقوا عليا اي حاجه.. لحد ما أخيراً طلقتها وخلصت من قرفها وحسيت كأن روحي ردتلي شويه.. 


أتسعت عينيها بقوه وابتلعت ريقها بتوتر ملحوظ، وهي تراه بذلك الضعف ويبكي أمامها أيضا، فهي لم يصادفها رجل يبكي في حياتها لكن لم تشعر بالاشمئزاز ولا النفور منه مثلما توقع هو! فما يحكي حقا صعب الصمود أمامه، مسح دموعه بسرعه شاعراً بالخزي من نفسه وهي تراه بذلك الشكل لأول مرة في حياتها، بالتأكيد ستاخذ عنه أفكار كثيره غير مرغوبه! واولهم بان الرجال لا تبكي مثل ما دائما يخبره والده. 


= قلت لنفسي خلاص هعيش كده لوحدي علي طول وانا كنت كده حتى لو بقعد معاهم في بيت واحد ما حدش بيهتم بيا أصلا طب والله العظيم ساعات كتير كنت بتعب وهم مش دريانين بيا وكان الغريب لما يشوفني في الشارع يسألني مالي وهم لا.. وعشان كمان مظلمش حد معايا قلت مش عاوز ادخل حياتي حد تاني.. لأني مش عارف إللي جاي ده اذا كان هيوجعني ولا هيكون معايا و يطبطب عليا بس انا عمري ما شفت الطبطبه والحنيه والاهتمام في حياتي خالص.. كنت أسمع أن المفروض تكون من الام اكثر واحده عشان هي حنينه في طبعها مع ولادها لكن امي عمرها ما كانت كده إلا مع معاذ بس، اقول لك على حاجه ممكن ما تصدقهاش انا عمر ما حد حضني فيهم! وطول الوقت ده ما اعرفش اذا كان الحضن ده فعلا بيفرق مع وجع ذي ما بيقولوا ولا لاء.

الصفحة التالية