-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 15 - 5 - الجمعة 7/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس عشر

5

تم النشر يوم الجمعة

7/6/2024

❈-❈-❈

نظر منذر لها فجاه مطولاً وهو يتنفس بقوة كبيرة مشحونة بالمشاعر المهشمة بينما في تلك اللحظة جف حلقها تقريبًا وأحست بتلك الرجفة تتسرب إلى أوصالها عندما مسح علي وجهها براحتيه قائلاً بضعف يشبه الرجاء 


= هو بيفرق فعلا يا ضحى، جربتي قبل كده؟ 


تسمرت في مكانها من سؤاله القاسي، ظل يتطلع فيها بقوة و رجاء وكأنه يستجد بها لتعطف عليه وتحضنه وتشعره بالاهتمام و الحنان الذي افتقدته و الحياه.....لكنها رفضت التحرك له فبالنهايه هي ما زالت تحت تأثير الصدمة رغم الضعف التي بدأت تشعر به تجاهه، قبل أن تستجمع نفسها وترسم الجمود الزائف .


وخـزة عنيفة عصفت بقلبه عقب رفضها الانصياع له حتى من باب الشفقة وذلك جعل حزنه وخزلانه يتزاد أكثر بيأس، إبتلع ريقه بجمود مؤلم وهو يضيف قائلاً 


= انا اللي خليني اغير رأيي! لأن انا سمعت ابويا وامي أنهم ناويين يجوزوني من تاني و يختارلي واحده على مزاجه وانا ما قدرتش قلت مش هضغط على نفسي تاني و أوافق ولا استسلام واسكت واسيبهم يختاروا المره دي برده واللي هي اكيد هتكون واحده بتاذيني لانهم مش عارفين عني اي حاجه ولا بيدوروا على مصلحتي عشان كده قلت لهم ان انا في واحده في دماغي.. رغم ما كنتش لسه قابلتك لحد ما بالصدفه شفتك وسمعتك وفكرت فيكي و اتقدملك و كنت لاول مره في حياتي اقف قدامهم واصمم على حاجه من اختياري لانهم رفضوا في البدايه بحجه اني مش مسؤول و خايب وما بعرفش اختار 


تنفست الصعداء بصعوبة بالغة وهي تشعر بالسخرية من أمرها فبدلاً من أن تشعر بالعطف والشفقة على نفسها شعرت بهم تجاهه لكن مع ذلك لم تظهره، ثم قالت بصوت مختنق


= وطبعا صممت عليا عشان مصلحتك زيهم واستغلتني، تمام يا منذر اللي انت قلته والله وجعني أوي باعتبار كلامك لو صح وكل ده عملوا معاك، بس انا كمان ذنبي ايه.. ما كانش ينفع تحطني في الوضع ده ولو هم ظلموك انت كمان ظلمتني 


أحاط وجهها براحتيه ماسحًا عبراتها المبللة لوجنتيها، فتوسلها راجيًا بصراحة هذا المرة


= انا ولله العظيم ما كذبت في كلمه واحده عليكي، رغم أن في كلام وجعني بس قلت احكيلك كل حاجه مره واحده وخلاص طالما اتفتحت.. ولو عاوزاني اجيب مصحف واحلف لك انا مستعد .. بس اهدي و اسمعيني أنا


أبعدته عنها بالقوة ماسحة دموعها ما تبقي منها بضعف وبتحسر أكبر، لتشعر أنها فقدت أعصابها كليًا فلتت زمام الأمور من يديها ولم يعد باستطاعتها السيطرة على حالها، تحولت للشراسة والهياج من صدمة الأمر الغير متوقع 

وهي تصيح بعنف شديد


=اهدائي ايه وزفت ايه انتْ فاهمه انت بتقول ايه؟ مستوعب انت عملت فيا ايه وخدعتني ازاي.. انا عملت فيك إيه عشان تعمل فيا كده وتحطيني في الوضع ده؟ انت مش بس اناني انت حقير وجبان.. عشان استغليت أن كنت محطوطه في ضغط المجتمع وبسمع لهم.. يا اخي ملعون ابو المجتمع و عليك عشان يخليك تستغلني .. انت فاهم انت عملت ايه فيا دلوقتي ولا مش فارق معاك غير نفسك


رفع منذر رأسه بحدة تطل من عينيه نظرة صارمة باعتراض علي كلماتها التي توحي بعدم تقبلها الأمر، لتمتد يده الي عينيها يمرر انامله فوقها بخفة جعلتها تغمضها دون ارادة منها تتساقط دموعها الحبيسة فوق وجنتيها مجدداً بينما جسدها يرتعش بخفقات لتشعر انامله بتلك الخفقات السريعة بجنون ليخفض راسه مقربا وجهه هاتفاً بصوت عميق


= كل اللى انا فهماه انى مقدرش اعيش من غيرك يا ضحي انا عملت حاجات عمرى ما كنت اتصور انى اعملها ساعات كنت بكره نفسى واقول انا ليه بعمل كده؟ كل ما معاد الفرح يقرب كنت بكره نفسى اكتر وانا عارف ان اليوم ده هيجي وهتعرفي الحقيقه, بس كنت بحاول افكر بانانيه شويه زيهم وأقول انا احق بيك من أي حد وليه ما اعيشه حياه زيهم هادية, ضحي إنتٍ سهل انك تلاقى واحد يحبك لكن صعب انك تلاقى واحد فهماك ويهتم بيكي


ليهتز بداخلها شيئ جعل من ضربات قلبها عالية متسارعة بقوة مؤلمة لتحاول التنفس ببطء وهدوء في محاولة منها لتهدئة تلك المشاعر الهائجة بداخلها لرؤية كل هذا الضعف في رجل يتوسل اليها أن تظل معه مقابل يفعل لها الهوائل، كان الأمر غريب و محير عليها حقا.


لذلك زاد نحيبها المتحسر علي نفسها لدرجة أتعب قلبها شعورها بالخذلان وغلفت الأجواء الاحتفالية السعيدة بسحب الحزن الكثيفة، 

ثم نظرت له شزرًا وهي تهتف بغضب 


= بطل تضغط عليا وتستغل عواطفي ضدك، انت استغلتني يا منذر وخليتني ابصلك بطريقه وحشه بعد ما كنت بحترمك وشايفاك حاجه كبيره في نظري.. والمشكله انت عملت كل ده عشانك..و انا زي الهبله كنت موافقه و ساكته و وضحتلك من تصرفاتي انا قد ايه عاوزه الجوازه دي عشان اخلص من كلام الناس و رخصت نفسي ليك، وبقيت حاطه في دماغك ان انا هخاف من الطلاق عشان الناس برده.. طب إيه رأيك لو قلت لك أنا مش هسكت علي ده و استسلام ذي ما انت فاكر ومش هيفرق معايا كلام الناس بعد كده و هطلق منك.. وهبوظلك ترتيباتك إللي انت فرحان بيها دي عشان تعرف ازاي تستغل بنات الناس لمصلحتك


شعر بالياس والاحباط، هامسا بضعف وصوت اجش مرتعش


= بس انا مش عاوز تسيبيني يا ضحي انا في الأول كنت بحس ان كل حاجه كانت بتمشي بتدابيري لكن بقيت بحس انها صدفه مقصوده من ربنا عشان يعوضني بيكي!. انا محتاجلك بجد .


أبتسمت بتهكم ساخط نتيجة أثر غضبها الشديد منه، ثم انهارت مجهشة ببكاء مرير بلا وعي وهي تهتف بخيبة أمل كبيرة


= محتاجلي في إيه؟ مش خلاص اتجوزتني عشان تداري اللي انت فيه، ما هو اوعي تكدب وتقول انك بتحبني عشان انت ما حبتنيش و كل اللي كنت بتعمله عشان حاجه واحده بس توصل للي انت عاوز توصل له دلوقتي.. بس يا خساره ترتيباتك هتطلع على الفاضي لانك ما فكرتش للحظة واحدة أن ممكن ارفض الوضع ده واقول لاهلي بكره على الحقيقه ويطلقوني منك وبالذات ماما اللي كانت شاكه فيكي أصلا واللي أكيد مش هيسكتوا على حاجه زي كده! واذا علي خوفي من المجتمع والناس فانا ممكن استنى شهر ولا شهرين ولا حاجه  و اقول ما حصلش نصيب ومش هكون اول ولا اخر واحده تطلق يعني ايه رايك في الترتيب ده 


رمش بعينه بخوف وهو يهز راسه بضعف واختناق رافضا قائلاً


= لا يا ضحى انتٍ اكيد مش هتعملي كده؟ انتٍ أصلا اللي خليتيني اتمسك بيكي اكتر بسبب اهتمامك بيا إللي لاول مره احس بيه في حياتي وخوفك عليا وعلى مشاعري.. ما تجيش بعد ما اديتيني الأمل تعملي فيا كده 


نظرت له بألم مصدومة مما حدث لها، وهوى قلبها في قدميها صارخة ببكاء من صعوبة الموقف والألم


= طب ما انت كمان كسرتني واديتني امل على الفاضي ان انت انسان كويس وهتعوضني وبتعمل كل ده عشان عاوزني بجد مش عشان مصلحتك! انت ليه مش قادر تستوعب اللي انت عملته ده إنت كسرتني

الصفحة التالية