رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 15 - 6 - الجمعة 7/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس عشر
6
تم النشر يوم الجمعة
7/6/2024
❈-❈-❈
قام من مجلسه وجثي امامها علي ركبتيه
واحتضن كفوفها بكفه العريض واردف بندم
= والله آسف اوعدك مش هكدب عليكي تاني وهعمل كل حاجه عشان تسامحيني بس متسبنيش انتٍ اللي نشلتيني من اللي كنت فيه، انتٍ النقطه البيضه اللي في حياتي ارجوكي حاولي تسامحيني.. على فكره احنا ممكن نعيش زي اي اثنين طبيعيين واعوضك عن الموضوع ده، في حاجات تانيه على فكره ممكن نعوضها بيه مش لازم يعني
أجابت بجمود عكس ما بداخلها فضعفه ذلك يكاد يقتلها ولم تعرف السبب
=وهتعوضني بقى ازاي ان شاء الله!
أسند رأسه عليها وهو يحاوطها أكثر بخوف شديد من فقدانها ليقول بسرعه ولهفة برجاء مستعطف إياها لدرجه ألمتها
= ان انا اعملك كويس واتقي ربنا فيكي زي ما كنت بعمل أيام الخطوبه واكتر كمان، هغرك هدايا و فسحه و خروج كل يوم لو عاوزه طلباتك كلها هتكون عندي مواجب ومش هحرمك من حاجه، اي مكان انتٍ عاوزه تروحي او اي بلد حتي هوافق على طول... هضعف شغلي عشان اجيبلك فلوس اكثر و هحققلك كل ده، طب حتى جربيني وشوفي وهتعرفي ان انا مش بكدب المره دي
هزت ضحي كتفيها بغير اقتناع ثم حدقت فيه مرة أخرى بنظرات معاتبة، هاتفه بصرامة جادة
= لسه من شويه كنت بتشتكي ان غاده كانت بتستغل الموضوع ده عشان تعمل اللي هي عاوزاه ليه مسره تعيده انا مش كده يا منذر .. مش هتشتري سكتي بالموضوع ده بالفلوس
عبس بوجهه بضيق عند ذكر أمر طليقته ثم أخفض نبرة صوته ليقول بعتاب
= هشش ما تكرنيش نفسك بيها انتٍ غيرها خالص دي كرهتني في حياتي اكتر ما انا كرهتها، انتٍ مش متخيله اصلا كانت بتعمل معايا ايه وانا ما حكيتلكيش كل حاجه! وانا عارف ان انتٍ مش ماديه والله ما اقصد كده كمان بس انا بقول لك اللي بأيدي ممكن اعمله عشان اعوضك.. بس ما تسيبنيش عشان خاطري يا ضحى! انا اناني وكل حاجه وحشه زي ما قلتي بس مش هعمل كده تاني و مش عاوزه ابقى لوحدي تاني، ولا تحرميني من الإحساس اللي انا حسيته معاكي.. هو انا ليه مش مكتوب عليا اعيش مرتاح زي غيري هو انا اتخلقت عشان العذاب واعيش عشانهم
ضاقت نظراتها حتى باتت أكثر حدة وهي تعاتبه بوجوم
= ما تروح تحسيبهم هم بتحاسبني انا ليه بدلهم، بص قدامك! انت بتخليني ادفع ثمن حاجه انا ما ليش ذنب فيها
أمسكت فجاه رأسها بألم، عقد ما بين حاجبيه متساءلًا باستغراب مقلق
= مالك انتٍ كويسه؟ ضحي ردي عليا
شعرت ضحي بثقل في رأسها، فوضعت يدها على جبينها تتحسسه هامسة بصوت واهن
= دماغي وجعتني حسيت بدوخه وصداع.. ممكن تطلع بره بقى وتسيبني في حالي عشان انا تعبت من كتر الكلام وعمالين نلف ونوصل لنفس النقطه
اعتدل منذر في وقفته ببطء، وتنحنح بصوت خشن
= طب اقعدي ارتاحي وانا هجيبلك صينيه الأكل تلاقي تعبتي عشان ما اكلتيش كمان
انتفضت بنشيج وهي ترمقه بتلك النظرات الدونية بتعب وإرهاق
= مش عاوزه منك حاجه غير انك تسيبني في حالي ممكن تطلع بره لو سمحت وتسيبني لوحدي عشان افكر في المصيبه اللي انت حطيتني فيها.. يلا شوف اوضه تاني و سيبني في حالي، مش خلصنا خناق وقلت كل الحقيقة خلاص ولا في حاجة مخيبها عليا تاني.
أتسعت عيناه بقلق وحاول التنفس عده مرات
كتأثير مهدئ لغضبه المكبوت، لكن أصًّر قائلًا
بعناد أشد
= حل إيه يا ضحي إللي تفكري فيه، هي ملهاش حل غير أنك تسامحيني وترضي تعيشي معايا وانا المره دي هوفي بوعدي.. ولو فضلتي مصممة علي الطلاق برده مش هيحصل بعد لما لاقيتكٍ.. خدي وقتك عشان تستوعبي إنما بعد لأ!.
اقتربت منه ووقفت قبالته ناظرة في عينيه بتفرس حانق مقصود حتي لا يستغل ضعفها مجدداً لصالحه. شكل الوجوم تعبيرها أساسيًا على وجهها وهي تسأله بازدراء
= طبعاً الموضوع بسيطة بالنسبة لك لما تخدع و تعشم حد بحاجة..... بس أنا قلبي مش بيتحمل، بتعب من القساوة
أشار إلى نفسه وهو يقول باستنكار واضح
=أنا قاسي!! يا ضحي؟
هزت رأسها بإيماءات متتالية مرددة موضحاً باقتضاب عابس
= بتقسى.
ازدردت ريقها لتبتلع تلك الغصه التي لم تفارق
حلقها وقت بدأت تفهم الآن فقط الأمر ولما هي اختارها بالأخص، لتضيف بنبرة منكسرة
= واحده سنها 35 وخلاص قطر الجواز عدى ذي ما غيرها بيقول! و اكبر منك في السن بسبع سنين كمان، وبتخاف من كلام الناس والمجتمع وعامله لهم حساب.. ادخل اضحك عليها بالهدايا والفسح والوعود الكذابه! وهي لما تصدق هي كانت تطول اصلا واحد زيك يبصلها.. كفايه انها مش جميله جسمها مليان ما حدش بيتقدم لها خالص! والمره الوحيده اللي حصلت كانت بشروط كمان، وهي عليها ترضخ لناس مريضه زيكم.. مش هو ده اللي فكرت فيه لما جيت اتقدمتلي وانت متاكد ان انا هوافق على طول ومش هفكر اسيبك حتى بعد ما اعرف اللي فيها، لا برافو بجد احييك يا منذر عرفت تلعبها صح عليا! وصدقتك لا حقيقي برافو! ده لو حد كان صارحني قبل الجواز باللي انت ناوي تعمله فيا ما كنتش هصدقه
شردت بنظراتها في أحلامها معه بكل شئ!
الحلم الذي حلمت به عديدة من المرات لكن لم تحلم أن يخيب ظنها بذلك الشكل؟ رمقته بنظرات ساخطة وهي تضيف بصلابة
= عارف انا لما كنت طول الوقت بفكر في كل حاجه ومستعجل عليها ليه؟ وليه انا بالذات اللي فكر فيها ومصمم كده يتجوزني كان بيجيلي احساس أن في حاجه أنا معرفهاش بس بسبب ضغط الناس والمجتمع كنت بضغط علي نفسي واطنش! واقول لنفسي بطلي تفكري في حاجات ملهاش وجود غير جواكي وافرحي شويه بقي! وخلاص الدنيا ابتدأت تضحكلك وتعوضك .. وفي الآخر طلع احساسي صح وانت كان وراك حاجه مخبيها عليا
اتسعت عينا منذر وهتف باستنكار أكبر
= ايه الكلام اللي انتٍ بتقوليه ده هو انا عمري في حياتي بصيتلك بالطريقه دي ولا كان يهمني الشكل ولا جسمك عامل ازاي؟ يا ضحى افهميني أنا لو كنت بفكر بالطريقه دي كنت...
اقتربت ناحيته وهي تهتف بصوت قاسٍ يحمل التهديد والقوة الصريحة في صوتها
=افهمني انت يا منذر انا لو في حاجه كسبتها من الجوازه دي! هي أن من هنا ورايح مش هفكر في كلام الناس والمجتمع لان هو اللي وصلني لكده.. مع أن كان قدامي كل حاجه واضحه بس غمضت عيني وكل ده عشان اتحول من عانس لمدام، بس انا السبب برده لأني كنت بسمح لشويه ناس ما لهمش اي حكم علي حياتي والمفروض اطنشهم ولا اوقفهم عند حدهم!
أضافت عليه متحديه إياه بجموح وهي ترمقه بتلك النظرات القاتلة
= بس بعد كده مش هسمع لهم ولا هخلي حد يتحكم في حياتي.. فخاف يا منذر لأن كل ترتيباتك مش هتمشي زي ما انت عاوز للاسف.
إلي هنا لم يستطيع منذر الرد اكثر من ذلك والمجادله معها، فهو حقا فكر في نفسه وتعامل مع الأمر؟ كـمصلحة متبادلة وانتهت.. أخذ ما يريده ولكن ماذا عنها؟ لم يفكر!.
خرج من الغرفة بهدوء حذر موصد الباب خلفه بعد أن رمقها بنظرة أخيرة أسفة عليها، أما عن الأخرى؟ فلم تتوقع أن تمضي ليلة زفافهم بتلك الطريقة العجيبة.. لقد تركها و ذهب لينام بالخارج مثلما طلبت منه.. عضت شفتيها بقهر وهي تنظر الي منامتها بتحسر... فلقد ذهبت أحلامها أدراج الريح، وباتت تعيسة الحظ، خائبة الرجاء.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية