رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 17 - 1 الخميس 13/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع عشر
1
تم النشر يوم الخميس
13/6/2024
بعد مرور أيام، فردت ضحي جسدها بوهن تريد أن تنعم ببعض الراحة والاسترخاء. كانت شاردة أغلب أوقاتها تفكر مليًا في موافقتها على عرضه بالاخير خشيت من تسرعها، لكن لم يكن أمامها بديل، فهي حتي الآن لا تصدق كيف وافقت منذر ان تظل معه بعد أن كشف خدعته لها، والاغرب في الامر أنها مازالت لا تعرف هل ستتحمل الوضع هكذا ام لأ.
هل ستتحمل أن تعيش مع رجل ضعيف الشخصيه مثل ما يلقبوا الجميع باعتراف منه؟!. هل ستتحمل أن تعيش الباقي من حياتها دون أن تنعم بالأمومة ويكون لها طفل! بحكم أنه راجل عاجز.. بينما يوجد طفل علي إسمه وليس ابنه بحق.
الأمر مريب عليها لكن حقا شعرت بشعور غريب تجاهه عندما وجدته يتألم هكذا بمفرده! و الأمر الذي جعلها تعجز عن الوصف سعادته عندما أخبرته بأنها لم تتركه. أحياناً تترجم ذلك الشعور أنه عطف وأحيانا آخري شيء آخر يتسلل ببطء داخلها لكن لا تريد ذلك. فهي تحاول الهروب من تلك المشاعر التي بدأت تقتحمها دون أن تعرف ما هي دوافعها لتشعر بذلك فجاه دون عن سابقاً .
لكن بنفس الوقت ما زالت غاضبة منه ولم تنسى خداعته وكيف ظلمها.. هو برع في استغلال ضعفها وهي كانت مضطرة لمواكبته رغمًا عنها.
ومع كل ذلك وافقت على أن تظل معه ولم تعاقبه بالرحيل. خشيت ضحي أن تعترف لنفسها بأنها تكن شيئًا لذلك الذي يجذبها إليه رغم جفاءها معه. وبأن قلبها قد تحرك ونبض لأجله. ربما هي مجرد أوهام في عقلها ليست واثقة من تفكيرها لكنها إن تركت العنان لمشاعرها و سمحت لها بالخروج بغير وتقتها سيظهر الأمر واضحًا عليها.
و بنفس الوقت كانت دومًا مجبرة أن تعقد تلك المقارنة المؤلمة! اذا تطلقت بوقت قصير بعد زواجها وعادت الى منزل أسرتها من جديد فماذا ستكون حياتها يا ترى؟ بالطبع ستكون اسوء من ما كانت آنسه تنتظر أن يدق أحدهم منزل والدها و يطلبها للزواج! بالاضافه الى أحاديث الناس التي لا تنتهي حولها.. فكيف ستنسى تلك الأيام وحياتها البائسة حينها.. بدأت تري نفسها تعيسة الحظ ولم تنعم بما حُرمت منه و من أبسط الأحلام الوردية لأي فتاة مقبلة على الزواج ..
هل ستعود وتنتظر الخطاب من جديد لكن الأمر مع اختلاف بسيط فسوف تكون مطلقه في نظرهم! فلم تستطيع إثبات أنها ما زالت آنسه؟ ولم يلمسها زوجها ولم يحدث أبدا حسب أقواله.
وهو لم يواجه صعوبة كبيرة في التأثير عليها بل كانت سهله المنال، ويا ترى اذا وجدت شاب هل القادم سيكون جيد ام سيء؟ فبدت تضيق من التفكير في ذلك الوضع.. اذا انفصلت و بحثت عن غيره واذا ظلت معه!.
شعرت بصخب كبير في رأسها المزدحمة بالأفكار نتيجة إنهاكها بالتفكير المتواصل، حتي لج إليها منذر وهو يحمل صينية طعام والتي صنعها بنفسه دخل بهدوء مفرط لكنها مع ذلك شعرت به! ليقول بلطف
= انا عملت الفطار وفنجان قهوه كمان
تفاجأت بما فعله ودنا منها وهي تتسائل بغرابة
= بنفسك!. كنت طلبت مني وعملت لك
جلس أمامها بعد أن وضع صينية الطعام وهتف مبتسماً
= على ايه يعني دي شويه جبن و مربي حاجه بسيطه، عامله ايه دلوقت؟.
ابتسمت له ابتسامة باهتة وهي ترد
= الحمدلله
تبادل الاثنان نظرات مطولة وكلاهما منتظران بترقب ما سيقال لاحقًا، تعلقت أنظاره بها، فلم يبعد عيناه عنها، وتابع عن كثب تلك الحركات المتوترة الصادرة منها. ظل يحدق في عينيها مبتسماً و بداخله يريد أن يعانقها مره ثانيه و ثالثة ورابعة أيضاً إذا أمكن حتى يعود يشعر بذلك الشعور ويحلق مثل هذا السرب المحلق في السماء، شعرت بالخجل من نظراته الثاقبة تلك فتهربت و قالت
= بابا وماما جايين النهارده على فكره يزوروني هو انت هتكون موجود ولا هتنزل الشغل خلاص
انتظر منذر لثوانٍ قبل أن يتحدث قائلاً
= لا ما تقلقيش هكون موجود أكيد، ضحي هو انتٍ فكرتي في المقابل اللي هتطلبي مني قصاد ما هتقعدي معايا وتستحملي وضعي
شعرت بالريبة من رده الغير مريح، فكان يريد أن يحسم كل شيء منذ البداية، حتى لا يضطر للمجادلة معها من جديد لكن لا يعرف بانه فسد جزء اصلحه بتلك الكلمات، فردت عليه بنرفزة
= هو انت ليه طول الوقت بتحسبها كده يا منذر لازم اي حد يعمل لك حاجه كويسة يبقى مستني مقابل منك؟ لو معتقد ان انا هطلب زي طليقتك فلوس مثلا تبقى غلطان عشان انا عمري ما هحطك في الموقف ده واستغل الوضع حتى لو انت عملت كده في الاول معايا .. انا مش كده.
انتصبت في وقفتها، وحدقت فيه بنظرات شبه صارمة تضيف مردده باقتضاب
= هو صحيح اي اتنين بيكونوا مع بعض شركه او متجوزين، لازم كل واحد يدي للتاني بس ده واجب عليهم يراعوا بعض مش يحطوا شروط وكل واحد يستغل التاني ولو ما عملش حاجه التاني ما يعملش! وابدا اساوم اذا ما عملتليش الحاجه اللي طلبتها منك همشي لاما اقول لاهلك على اللي عرفته عنك.. اظن الاسلوب ده إسمه قله احترام وتقدير والعلاقه ما بينا عن النظام ده عمرها ما هتنجح و كل واحد مستني التاني يدي عشان يدي زيه .
تحرك حلقه وهو يبتلع ريقه من الارتباك و التوتر فلم يتوقع رده فعلها هذه تلك مطلقاً كونه كان يتعايش مع اشخاص عكس ذلك! لذا
لم يتخيل منذر مطلقًا أنه يتعامل مع شخصية مثلها.. خجل منها بشدة، هي تفكر بصورة عقلانية عنه وهي التي تحكم على الأمور صحيح وليس فقط لمجرد أن تفرض رأيها عليه أو تهمش قراراته، بل لأنها تفكر في الصالح العام لهم. صمت قليلًا ثم تحدث هامسًا بحرج
= طب اهدي انا اسف والله ما كنت اقصد حاجه وحشه بس انا اتعودت على الوضع ده أعيش كده سواء كنت مع غاده ولا مع اهلي و انا وضعي صعب وانتٍ اكيد مش هترضي بواحد زيي بدون مقابل؟ يعني ده اللي قلته لنفسي عشان كده سألتك اللي هتطلبي هكون قده ولا لاء.
زفرت بحنق بائن في نبرتها وهي تقول بضيق
= هو انت ليه دايما حاطط نفسك في خانه انا الوحش وانا الشخص الضعيف؟ يعني الصفات الوحشه كنت اسمع دايما الناس بتقولها لحد مش الناس بتقولها لنفسها !.
علقت غصة في حلقه وقد تذكر قسوه أهله العنيفة معه حينما اكتشفه مرض أخيه الصغير و بدأت معاناته معهم ولم يكن بقلوبهم أي شفقة. أخفض رأسه متخاذل ليهمس بنبرة مختنقة
= ما لوش داعي اكدب و ازور الحقيقه انا كده سوا بشهادتي ولا بشهاده غيري و لما تعرفيني اكثر هتعرفي كده برده..
ضغطت ضحي على شفتيها قائلة بصدق
= طب ايه رايك بقى انا متاكده ان انت مش كده يا منذر؟ عشان انت لو كده فعلى الاقل انت معترف بكده وده اول طريق للتغيير ده لو انت كده فعلا ؟. على العموم انا مش عاوزه حاجه او ممكن هعوز بعدين بس هسميها طلبات مش شروط وانت ليك الحق تنفذ أو ترفض .
رمش بعينيه في حرج أكثر واضح من كلماتها فهو لم يفهم أهي تفعل ذلك عطف أو صدق! فلم يتعرض لموقف كذلك و أحد يتحدث عنه بالطيب! لكنه رأى في نظراتها المتطلعة إليه شيئًا غريبًا عن كل مرة. حمحم وهو يجيبها بتلعثم
= آآ ماشي تمام لو عاوزه كده ما فيش مشكله و انا لو بايدي اعمل لك الحاجه دي هعملها ..
تنهدت تنهيدة طويلة عندما رأت عدم تصدقه لترد هاتفه بجدية
= هو انت مستغربني أوي كده ليه ؟ انا مش بقول اي كلام على فكره ولا عاوزه اغير اسم المعنى وهعمل زيهم! عشان هو طبيعي اقبلك على حالك أو اسيبك؟..الأمر بسيط! عشان ما فيش حد يقدر يجبر حد على إحترام وجوده بحياته..
أخفضت نبرتها ليبدو صوتها رزينًا وهي تضيف
= وانا لو كنت عملت زي غاده وطلبت منك فلوس مقابل اقعد هنا، ما كانش هيبقى في بينا احترام وانا لحد دلوقتي بحترمك وده معناه ان انا قابلتك على وضعك يا منذر
❈-❈-❈
في منزل آدم بالتحديد في غرفه ديمة كانت تجلس شارده الذهن وهي تتذكر مقابلتها قبل أيام مع بسمة حين اخبرتها سبب إخفاء دراستها بالجامعة! عن أهلها وزوجها فكان يجب توضح ذلك الأمر لها حتى لا تسيء الظن بها.
بللت بسمة شفتيها وسحبت شهيقا عميقا وطردته بتمهل وهي تنظر لها متحدثة بقلق
= انا بس كان لازم اشرحلك الموضوع عشان الموقف السخيفه اللي حطيتك فيه ساعه فرح منذر أخو جوزي