رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 18 - 6 الجمعة 21/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن عشر
6
تم النشر يوم الجمعة
21/6/2024
بالمساء بالخارج حركت الرياح الناعمة الأزهار و الأعشاب وتمايلت أغصان الأشجار، أخرجت رأسها من النافذة لترفع ضحي عينيها للسماء التي بدأت تمطر بغزارة لكنها لم تأبه و بقيت واقفة مكانها تسمح للأمطار بالهطول عليها.. لربما عليها أن تستقبل الحزن في حياتها كما تستقبل المطر وتجعله يغسلها من الداخل..
حتى أخيراً سمحت للدمع أن ينطلق من عينيها رقراقًا لعله يداوي بعضا من أوجاع قلبها وهي تشعر بالترنح والتيه والتشوش فلا تصدق ما آلت الأمور عليها بالفتره السابقة.. حتى كما حاولت حل الأمور لتجد العائق أمامها! فالامر حقا صعب تقبله او حله.
أغمضت ضحي عينيها اللتان تفيضان حزنًا ثم استدارت تمضي نحو الفراش لتخلد للنوم قبل أن يعييها الحزن والألم القابعين داخلها، بقيت لساعات على فراشها تتقلب فيما دموعها تنهمر في الظلام وجوانحها تضج من فرط الذنب والندم؟ كونها متاكده بأنه يوجد بالغرفه التي بجانبها شخص يعاني ويحتاج الى مساعدتها وهي ترفض! او ربما حاولت الاقتراح من وجهه نظرها كيف تساعده لكنه رفض.
لكنها حتى الآن ليست متأكدة أنها تريد الرحيل
هي ليست مهتمة جدًّا بطلب الانفصال منه و يكفيها الاراده لإنجاح هذا الزواج.. فاذا وجدت الحل وكيف ستثير أمورها بالتأكيد ستعطي فرصه ثانيه دون التفكير بالأمر! لكن مجرد امل وحيد تحتاجه؟ لكنه يخشى فعل اي أمر حتى لا ينكشف سره ومن جهه أخرى يخاف أن تجبر يوماً على الرحيل عنه أو أذية قلبه الذي لن يتحمل منها أمرًا كهذا!
إذن هل تستطيع بعد كل هذا أن تتنازل و ترتضي أنصاف مشاعر وردود أفعال لغيرة محتملة.. وهل أخطأت بالثورة التي قامت بها بعد معرفتها بالامر من البدايه و هجرانها إياه ليلا وجفائها معه نهارا! وانفصالهم كلا منهم بغرفه بعيد عن الاخر.. هو لا يظهر أي لين بأنه قد يبوح لها بأسرار ماضيه وحقيقة مشاعره وما ينتويه مستقبلا! لكن متاكده اذا أعطته الاشاره فقط سيتغير في غصن ثواني فهو يحتاج الى تلك الفرصه والدعم فقط ليشعر بوجود أحد جانبه.
أطلقت نفسا مرتجفا مستمره بالتفكير، الآن لا خيار لها إلا أن تعود كما السابق مع أسرتها و تتقبل كلام الآخرين.. ومن جهه اخرى لا تثق به 100% خاصة وأن له سوابق في الغدر و الخداع معها!
شعرت ضحي برغبة مضنية في النهوض من تلقاء نفسها والاندساس بجانبه على السرير بدون أي مقدمات كأنه لم يحدث شيء بينهما وتعيش لحظه واحده كأنهم زوجين طبيعيين.. فهو يتمنى ذلك بشده! وسوف يرحب.
هزت رأسها نافية بعنف سيكون من المهين لها أن تعود من تلقاء نفسها له وهي التي بدأت الأمر برمته وطلبت منه النوم في غرفه بعيد عنها وهو موافق دون إعتراض!.
مرت دقائق أخرى قبل أن تزيح الغطاء من فوقها وتعتدل جالسة تحسم الصراع المحتدم في داخلها وهي كلها رهبة.. ازدردت ريقها قبل أن تهمس ببؤس
= خليكي صريحه مع نفسك يا ضحى اهلك مش هيستقبلوكي زي الاول وانتٍ مطلقه ده إذا وافقوا على الطلاق اصلا! والله اعلم حتى لو قلت لهم اللي فيها هيقوليلي اطلبي الانفصال ولا اكمل؟ فخليها تيجي مني وافكر انا عايزه ايه!!.
تقطع قلبها على حالها فقد تمادت في إذلال نفسها والنيل من كرامتها بسبب المجتمع الظالم وتلك العادات والتقاليد التي جعلتها مقيده وليس امرأة حره، في زمن صعب المنال
فما كان منها إلا أن ملأت رئتيها بالهواء وزفرته في محاولة يائسة للسيطرة على مشاعرها وانفعالاتها البائسة..
لتفكر بجدية مجدداً لما لا تحاول حتى لو لمره واحده ان تقترب من منذر وتساعده للتغير؟ صحيح خدعها مره واحده لأجل مصلحته، لكن هو ليس شخص سيء جداً لهذه الدرجة و لديها يقين إذا استمع لنصيحتها فسيكون أفضل الأشخاص وكل تلك الأمور سوف تحل.. لكنه يحتاج إلى دعم وعزيمة فلما تبخل عليه ولا تعطيهم له وتنتظر النتيجه بالاخير وتفوز بها.
واذا أدت الى خساره فادحة يمكنها وقتها طلب الإنفصال بصدر رحب دونه الشعور بالذنب لانها قد قدمت كل ما لديها وحاولت معه.. حتى عندما تتذكر تلك الأيام بعد! تشعر بالسكينه وليس الندم على عدم محاولتها !!.
❈-❈-❈
في اليوم التالي، ظل الطفل مالك ينظر إلى والدته ببلاهة محاولة استيعاب ما قالته توًا، من اقتراحها الغير متوقع! عندما طلبت منه ان يرتدي ثيابه حتى يذهبون مع والده الى فسحه للخارج كلاهما مثل ما كان يريد و يتمنى.. سأل والدته عده مرات لا يستوعبها بعد
= بجد يا ماما هنخرج مع بابا ولا بتضحكي عليا .
هبطت علي ركبتها ثم حانت بوجهها بأمومة
قائله بحنان
= لا يا حبيبي طبعا مش بضحك عليك اتفقت مع بابا امبارح اننا هنخرج كلنا زي ما انت عاوز وهتتصور الصور اللي انت كنت عاوزها كمان معاه عشان تفرجها لاصحابك.. هاه مبسوط
ظل الطفل ثواني غير مصدق ثم صاح منفجر الأسارير
= مبسوط جدآ طبعا شكراً يا ماما هييييه.. هروح ألبس بسرعه قبل ما ترجعوا في كلامكم
سعدت بسمة بشدة باصطحاب معاذ لهم و تخصيص وقت لهما خاصة أخيراً، فلعل ذلك يعزز شيء من ثقة أبنها بنفسه فهو خجول ولا يندمج بسهولة مع الأطفال الآخرين.. كونه انطوائي ودائما يرى كل الاطفال حاولوا مقتربين من والدهم إلا هو، رغم أنه حي يرزق
و على ما يبدو أن اهتمامها وحده لا يصلح شيء و وجود الأب سيكون عامل جيد تلك الأيام القادمه ليعوضه.. فهي تتمنى بشده ان تعطي طفلها كل ما حرمت منه بحياتها وهي طفله صغيره .
انتهي طفلها بسرعه من ارتداء ملابسه وجلس ينتظر والده بحماس كبير، وهي كانت انتهت أيضاً.
تطلعت في الساعه لتجد باقي ربع ساعه فقط على المعاد المحدد بينهما ولم يأتي بعد، فقد أخبرها أنه سيذهب ليشتري شيء ويأتي بسرعه لكنه لم يأتي حتى الآن، هل من الممكن كان يخدعها بعد ان وعدها!!.
انكمش قلب بسمة لما فكرت به، فاذا حدث ذلك ستصيبها خيبه كبيره هي وطفلها! بعد ان تجهزوا في انتظاره، رغم يقينها أنه لا يفعلها بالتأكيد وسوف يأتي بعد قليل.. ولكن مجرد التفكير بذلك وأنه في كل مرة يثبت لها بانه شخص ليس يعتمد عليه يجعلها تضيق اكثر واكثر وتفقد الأمل في تغيره
نفضت بسمة عنها تلك الخواطر السلبية التي تنهش طاقتها وروحها بمجرد أن تفكر بأن لا يأتي زوجها ويصطحبهم للتنزه مثل ما وعدها أمس، ثم ادعت القوه والثبات وهي تقول لنفسها
= أكيد شويه وهيجي بلاش قلق على الفاضي يا بسمة، هو في كل العبر بس اكيد مش هيقدر يعمل فيا انا وابنه كده.
❈-❈-❈
انتظرت ضحي الصباح بفارغ الصبر كأنها ستبدأ حياتها من جديد كزوجه طبيعيه حتى لو كانت تحت التجربة! فبالنهايه اذا حاولت الانفصال حالياً لم تستطيع فلما لا تستغل هذه الفرصه وتجرب حظها معه؟ تحركت بنشاط لتغتسل فقد لديها الأمور الكثيره لتفعلها فمنذر ليس الشخص الذي سيتغير في أيام بسرعه وستبذل معه مجهود كبير! وتعطيه كل الحق فما بنوه أسرته في سنوات طويله لم تستطيع هدمه في أيام.
علي الجانب الآخر استيقظ منذر مبكراً حتى لا يتاخر على عمله، وسارعت الأخري تجلب منضدة صغيرة تضعها أمامه قبل أن تضع الصينية فوقها هاتفه بحماس وهي تمسك يديه وتضع العيش
= عملتلك الفطار! وشاي بلبن مش لبن بس عشان أخذت بالي انك مش بتحبه ولا ليك في القهوه.. قل لي صحيح قبل ما انسى هو انت بتحب الفاصوليا .
صوب نظراته إليها بدهشة يغمغم
= نعم! مش فاهم في ايه؟