-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 34 - 1 - السبت 15/6/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الرابع والثلاثون

1

تم النشر السبت

15/6/2024 


أبداً ..

لم تكنِ عابرة في حياتي

دوماً كنتِ أنتِ الأساس 

الذي قامت عليه مشاعري 

والغيمة التي أنبتت نبضي 

وقطعة السكر التي حلّت 

مرار الأيام في حلقي 

انتِ اليد ..

التي طيبت خاطري 

كنتِ أنتِ الكلمات 

للقصيدة والروح للجسد 

ومجمل الأحداث للرواية

فكيف أُخبركِ ..

أنكِـ أحدَثتِ

فوضَى في قـَلـبـي 

أعجزُ عن إسكاتها 

وأنَّ حديثَكِــ مَـعي 

عَـافية لـِـ فـُؤَادِي


توقفت أمامه وتبسمت وأنا احتوي أنفاسه ..وهمست بأشواقي المثقلة بعشقه قائلة:


إني والله أحبك إلى أن ألقى الله 

وأقف بين يديه لـ يفصل فى محبتنا 

ويخبرنا من كان أكثر حباً وشغفاً بـ الثاني 


إنني أعيش في فلك حبّك 


وأسكن شغا ف قلبك 


فـ الحب من غيبات القلوب و الغيب لا يعلمه إلا الله

ثم إني والله أعلم جيدا...

أنك ستظل باقيًا  بداخلي

كآيات الله التي تتلى في المسجد الأقصى..



❈-❈-❈



بعد عدة ساعات تملمت بنومها على صوت هاتفها، فجذبته:

-أيوة يابابا..قالتها بصوتًا متحشرج بالنومِ

-إنتِ فين ياجنى، اتصلت بالبيت قالولي مرجعتيش..

أجابته وهي مازالت بأحضانه

-بابا أنا مع جوزي، بكرة هجيلك إن شاءالله، فيه حاجات لازم نتكلم فيها 

-ماشي ياجنى، خدي بالك من نفسك ومتخرجيش من غير جاسر 

-حاضر..قالتها ورفعت رأسها من فوق صدره، وجدته غافيًا، أو ربما يفعل ذلك أمامها فانحنت تتمسح بعنقه وهمست

-أنا جعانة، ابنك عايز ياكل دلوقتي ..


ثم رفعت أناملها الرقيقة وسط خصلاته تبعثرها بفوضوية، ابتسم يبعد كفيها 

-جنى اسكتي عايز أنام..اقتربت من خاصته وهمست بأنفاسها الرقيقة:

مراتك وابنك جعانين معرفتش أفطر علشان واحد بارد استفزني على الفطار 


فتح عيناه نص فتحة ثم أشار على نفسه :

-تقصديني صح!!..

وضعت رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه 

-اه كنت زعلانة منك علشان كنت وحشني قوي، وحضرتك ولا عبرتني 

اعدل رأسها يقربه منه وتحدث بنبرة شجية عاشقة :

-لو كنت قربت منك، أو كلمتك صدقيني مكنش حد هيقدر ياخدك مني..داعب أنفها يقرب رأسها لتختلط الأنفاس 

-كنت هخطفك المرة دي بجد، ولو جيش وقف قدامي مكنتش هرحم حد، المرة اللي فاتت عملت اعتبار لوعدي مع عمي مش أكتر، بس كدا انا نفذت وعدي وماحاولتش أقرب منك 


ابتلعت ريقها عندما لامس ثغرها بخاصته وتابع حديثه بعيونًا هائمة وقلبًا ينتفض عشقًا 

-جنى ازاي قدرتي تعيشي الوقت دا كله بعيد عن حضني، كنتي بتعرفي تنامي عادي...رفع كفيه يعدل خصلاتها ليضعها خلف أذنها 

-مشفتيش الرسايل اللي بعتها، قلبك قاسي قوي لدرجة ترميني بالوجع دا 


احتضنت وجنتيه تتعمق بسحر رماديته:

-لو انت كنت عايش وسعيد يبقى انا كنت عايشة وسعيدة حبيبي 


غمغم مزمجرًا على حديثها :

-ولو بس كنتي قاسية ..زمت شفتيها وابتعدت عن ذراعيه بشبه ابتسامة

-يعني ينفع اللي طلبته مني دا، ينفع تخليني افكر اني..وضع كفيه على فمها 

-اياكي..سامحتك مرة، مش هسامحك المرة دي..أنتِ مراتي وروحي اللي مستعد ادفع عمري كله ولا إن حد يزلها بكلمة، ورغم قسوتك سامحتك


اعتدلت جالسة تربع ذراعيها وهتفت بنبرة متقطعة:

-ممكن مانتكلمش في اللي فات وفكر هنقول ايه لبابا، أنا متأكدة أنه مش هيسامحني ابدًا، وخصوصًا لما يعرف إن عز وعمو جواد كانوا عارفين وهو لا 


اعتدل بجلوسه يجذبها لأحضانه

-ممكن متفكريش في حاجة خالص، غير بابننا، وازاي تعملي كدا من غير مالدكتور يسمحلك 

رفعت رأسها إليه تحاوط جنينها 

-دا حياتي ومش هتنازل عنه سمعتني، حتى لو الدكتور قالي هتموتي لو كمل 

ابننا هجيبه ياجاسر، ومتحاولش تقنعني غير إنك تخاف عليه وعلى نفسك وبس 

ضم رأسها لأحضانه وشرد لبعض الوقت قائلًا:

-إن شاءالله حبيبتي، اللي ربنا مقدره هنشوفه ..احتضن وجهها ونظر لداخل عيناها 

-جنى عايز منك حاجة وياريت تسمعيني للأخر 

صمتت تستمع إليه بإهتمام، توقف يجذب روبها 

-قومي خدي شاور بسرعة واجهزي هننزل نتسحر برة ونتكلم 

قطبت جبينها وأشارت بيديها 

-نخرج دلوقتي..انحنى بذراعيه يغمز لها:

-لو عايزة ابنك يجي بالسلامة تعالي نخرج مكان عام، انا مش ضامن نفسي وانا شايفك قدامي بحالة واحدة قطعة تشكوليت عايزة تلتهم 

ابتسمت برضا من حديثه، فرفعت كفيها على وجهه تمرر أناملها قائلة بصوت انثوي، اختل توازنه 

-بحبك قوي ياجاسر، بحبك لدرجة خايفة على قلبي من كتر نبضه ليك 

معقول الوقت دا كله كنت مفكرة حبي حب اخوي 

حاوطها بذراعيه وابتسم متسع الصدر، من كلماتها التي ارضت غروره الذكوري

رفع خصلاتها على جنب فظهر اثار صك ملكيته على عنقها بقوة أمام عينيه فدفن رأسه بخصلاتها:

-جنى اعقلي، انا بحاول اكون عاقل، ودا مش بطبيعتي معاكي ياروحي ، قومي خدي شاور، واجهزي عايز نخرج نسحر برة 

-جاسر أنا خايفة يحصل حاجة لبيبي زي المرة اللي فاتت

جذب كفيها وأجلسها أمامه، ثم لف ذراعيه حول جسدها واضعًا ذقنه على رأسها

-حبيبتي كل حاجة مكتوبة عند ربنا، ومهما تعبنا واتوجعنا بيكون فيه رضا من ربنا علينا، المهم نكون راضين بالقضاء والقدر، دا من أسباب الايمان ياجنجون..طبع قبلة على وجنتيها هامسًا بجوار أذنها:

- هو أنا مش كفاية ولا إيه .

استدارت بوجهها إليه:

-عايزة بيبي ياجاسر، حاجة نكون مشتركين فيها العمر كله، نفسي في بيبي يقول لك بابي ويقولي مامي

جذب رأسها لأحضانه مرة أخرى ثم تنهد قائلاً:

-إن شاءالله ياجنى أنا مش طماع صدقيني، أهم حاجة تكوني كويسة، اه هكون سعيد لو ربنا رزقني بطفل، لكن هكون راضي برضو لو محصلش نصيب، دايما تطلبي من ربنا الأقل في الدنيا، والأكتر في الآخرة 


مسحت وجهها بعنقه 

-الموضوع دا تعبني قوي، عايزة ارتاح، مش موضوع عدم رضا، الموضوع خايفة  بجد من وقت مالدكتور قال احتمال يكون حملك كدا وأنا مرعوبة 

رفع وجهها ينظر بداخل عيناها 

-مرعوبة ليه، انتِ كنتي تتخيلي نبقى مع بعض كدا، ولا بعد جوازنا كنتي تتخيلي اني اطلقك بعد الحب دا كله، حبيبتي دي اقدار ومكتوب لنا ، واللي ربنا كاتبه نرضى بيه، رفع كفيها يلثمهما 

-أنا دلوقتي حتى من غير البيبي راضي، كفاية وجودك جنبي دا المهم وان شاءالله حاسس ربنا هيسعدنا ياقلبي و البيبي يجي بالسلامة


.وضع كفيه على احشائها يحركها بهدوء:

-عندي يقين بربنا إن شاءالله ربنا يكرمنا ويبقى عندنا اطفال، المهم متكونيش زعلانة لو محصلش نصيب، افتكري دا قدر ومكتوب

حاوطت عنقه ودنت تطبع قبلة بجوار شفتيه

-ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك 

داعب وجهها بأنفه واغمض عيناه 

-صدقيني ياجنى إنت عندي أهم من أي حاجة..منكرش الأطفال رزق، لكن في كل الأحوال عايزك تحمدي ربنا ، احنا مع بعض ودا المهم 

لمست وجنتيه بأناملها مبتسمة

-بعشقك يابن عمي 

رفعها بقوة حتى اختفت بأحضانه 

-اثبتي..لكمته بصدره 

-بس بقى، فيه اكتر من كدا إثبات 


اومأ يرفع رأسها يغمز لها 

-اه وانتِ عارفة قصدي ..!!

نزلت برأسها بأحضانه

-بس بقى ..قهقه عليها ينظر بساعة هاتفه :

-طيب قومي من حضني، بترمي نفسك عليا ليه، دفعته بقوة حتى سقط فوق  الفراش يضحك بصوت مرتفع..اقتربت تلكمه مردفة:

-بطل ضحك بقى ..جذبها حتى سقطت فوقه، يحاصرها بذراعه 

-تعرفي من اخر مرة كنا مع بعض مضحكتش 

وضعت رأسها على صدره متذكرة ايام حزنها من بعده فاستندت برأسها على صدره:

-كنت قاسي قوي ياجاسر، ازاي قدرت تبعد عني كدا ..اقتربت من وجهه تعانقه بعيناها:

-إنت طلقتني، عارف يعني ايه طلقتني، قلبك طاوعك تقولي إنتِ طالق ..انسابت عبراتها تضع كفيها موضع نبضه 

-دا موجعكش..ياريتك موتني احسن

اعتدل سريعا حتى انقلب وضعهما يحاصرها بذراعه

-كان لازم اعمل كدا، علشان مضعفش، أنتِ نقطة ضعفي، وكنت خايف من فيروز عليكي، سلامتك عندي كانت أهم 


لكمته بقوة :

-فين سلامتي دي وانت بعيد عني، قولي ازاي جالك قلب تعمل فينا كدا، حتى لما رجعتني اهنتني ، خليتني بنت ليل 

قبض على ثغرها حتى تصمت، لعلها تشعر بما كان يعانيه ببعدها..أخيرًا ابتعد عنها يحاوطها بذراعيه وأغمض عيناه

-يوم ما فيروز رحت لك المعرض وكانت ناوية تقتلك أن تقريبا مت ياجنى، لما شوفتها بترفع السلاح عليكي، مكنتيش حاسة بيا، دعيت ربنا وقتها واتمنيت سلامتك حتى لو هبعد العمر كله 


نظر بعيناها التي تلألأت بطبقة كرستالية واقترب يقبلها بكل لهفة وخوف واستأنف بدقات قلبه المرتفعة:


-من خوفي مفكرتش في حاجة غير انك تكوني كويسة وبس ..اعتدلت جالسة وشهقت ببكاء مرتفع عندما تذكرت ذاك اليوم تختبأ بأحضانه، أخرجها ف طالعته بحزن:

-علشان كدا رميت نفسك قدامي، علشان كدا كنت عايز تموتني وانا عايشة لو حصل لك حاجة ، إنت ليه اناني ياجاسر، اناني مش عايز تتوجع زيي ..، أول مرة هربت بجوازك، والمرة دي عايز تموت متعرفش لو حصل لك حاجة أنا هكون ميتة 


❈-❈-❈


جذب رأسها لصدره متنهدا بألامه التي تنخر بعظامه، وأعماق روحه التي اهتزت من آلامه..لحظة صمت منه ثم تابع :

-لو بخوفي عليكي أكون أناني يبقى اناني ياستي، المهم تكوني بخير وبس،


آلمها حديثه، وعيناه التي تجلى بها الحزن، رفعت ذقنه وتعمقت بعيناه 

-لدرجة دي 

ابتسم بعشق وكأن قربها حالة متقلبة المزاج ..داعب أنفه بأنفها قائلاً:


-جنى انا روحي فيكي ، شوفتي بقالي كام سنة وحبك بيكبر جوايا، ازاي عايزة أضحي بيكي 

أطبقت على جفنيها تسحب أنفاسه، هذا الرجل يُعد تنفسها للبقاء على قيد الحياة..كأن شعر بها، مرر أنامله على وجنتيها مرورًا لثغرها، حتى رفعت عيناها واحتضنته بها لتهمس له -دلوقتي بس عرفت ليه اتوجعت الفترة اللي فاتت، علشان يراضيني بيك في الأخر ..وضع إبهامه على شفتيها واقترب لتخلتط الأنفاس ..لتمر دقائق ناعمة بينهما بترانيم عشقهما الذي يعزف أبدع المقطوعات بنبض القلوب لتهدأ  وتسكتين بعد رحلة شاقة متعبة ..

سكنت داخل أحضانه بهدوئها المعتاد ولكن نبض القلب مازال محلقًا بدقاته العنيفة..كان يغرس أنامله بخصلاتها يداعبها بصمت، كل واحدًا بملكوت عشقه


رفعت رأسها وتسائلت: 

-جاسر ليه قتلت فيروز، كان ممكن تعمل حاجة غير انك تقتلها متوقعتش تقتلها أبدًا !! ابتلعت غصتها واكملت:


لسة نظراتها ليا بتدبحني كأني حرامية سرقتك منها، جذبت الغطاء معتدلة:

-تفتكر هي كانت صح وأنا سرقتك منها، تفكتر علشان كدا ربنا دايما بيوجعني فيك وبنبعد عن بعض 


-اشش..ايه اللي بتقوليه دا، اوعي تفكري في حاجة زي كدا ابدًا، أنا حبيتك من قبل ما أعرفها يعني لا خطفتيني ولا الهبل دا ...امال برأسه يتعمق بعسلها الصافي  

-سبع سنين ياجنى، سبع سنين وانا بضغط على نفسي علشان مااوجعكيش ولا اوجع حد، واتحملت فوق طاقتي، ودلوقتي جاية تقولي خطفتيني منها

-بس هي مالهاش ذنب ياجاسر!!

صاح بغلظة مبتعدًا:

-ولا أنا ليا ذنب ياجنى، انت متعرفيش حاجة ، فيه حاجات مينفعش اقولها 

-زي ايه ..؟! اردفت بها تترجاه بعيناها، ثم استأنفت:

-ريحني بدل ماانا مش قادرة ارتاح من ذنبها، كل كلامها في ودني ..انا دمرت حياتها، لما انت بتحبني قوي كدا، ليه وجعتنا  ..انا كنت بموت ازاي محستش ازاي هونت عليك، بلاش انا قلبك ازاي تكون مع واحدة وتظلم واحدة تانية

-أنا مظلمتهاش افهمي بقى..صرخ بها يجذب سجائره، وكأن الحديث عنها لعنة له ..تنهد ونظر إليها:


جنى انسي، فيروز ماتت ربنا يرحمها ويرفع ذنوبها 

-بس أنا متحملة موتها، دمها في أيدي ياجاسر، ماتت بسببي ، والله ماكنت بتنمى لها الموت حتى بعد اللي عملته فيا، لاني عذرتها

آآه صرخ بها وهو يدفع مافوق الكومودينو.. وبعدين معاكي ياجنى، عايزة توصلي لايه ..اه صعبت عليا وصعبت جدا كمان، مكنش قصدي اقتلها، هي اللي بدأت، كنتي مستنية اسبها تموتك ، هي اللي جت لحد عندك 


❈-❈-❈



انا مش وحش يابنت عمي، لو وحش كنت حكت لك على اللي عملته فيا، عايزك ترتاحي جوزك قلبه لسة نضيف ومتنسيش ياجنى رغم اللي عملته بس اتوجعت علشانها، والله زعلت عليها، كان بينا عيش وملح، وانا اتربيت على قيم وأخلاق لو نسيتي يابنت عمي اللي قدامك دا تربية جواد الألفي اللي رحمها مني هو وبس 


نهضت من مكانها وتوقفت أمامه

-جاسر ..فيروز عملت فيك ايه غير اللي اعرفه، عارفة موضوع سهرها وأنها نزلت البيبي من غير ماتعرف ايه اللي عملته وجعك منها قوي كدا 

-جنى فيروز عند ربنا دلوقتي ، ممكن تنسي ممكن ماتفكريش غير في ابنك وجوزك دلوقتي 

-بس هي صعبانة عليا وحياة ربنا موتها وجعني ...اقترب منها وجذبها لتجلس بجواره على الفراش ، وقبلها


قبلة سطحية على شفتيها قائلًا:

-حبيبي الحنين ياناس، يعني بعد اللي عملته فيكي، لو واحدة مكانك كانت زمانها دعت عليها


رفعت عيناها الباكية وتحدثت:

-اه مسامحها، لأنها معذورة كانت بتحبك بجد، وأنا في نظرها خطفتك منها خايفة نكون ظلمناها، حبنا لبعض عمانا وخلنا انانيين

-آه وآه حارقة خرجت من حصرة جوفه وهو يضمها بقوة قائلاً :

-أنا مظلمتهاش ياجنى، حاولت معاها بكل الطرق، وحياة ربنا دوست على نفسي كتير علشانها، عارف انها مكنتش وحشة وعذرت غيرتها، وقولت لها تعالي نبعد ونعيش بس هي مسمعتش مني، كانت عايزة حياة امها، المهم تخرج وتعمل حفلات وغيره، متحملتش، رغم اتعايشت مع ألمي لكن هي محبتش تساعدني علشان اتخطاكي

تراجعت بجسدها بعدما تذكرت حياتهما سويا، واستدارت للمغادرة إلا أنه جذبها بقوة حتى ارتطدمت بصدره

-جنى من وقت ماعرفت موضوع يعقوب مقدرتش اتحمل يمكن كنت بحاول أدوس وأعيش مع فيروز علشان شايفك قدامي 

-خلاص انسى ياجاسر ، مش عايزة افتكر انك اتجوزتها تمام وأنا آسفة اني اتكلمت معاك، مش عايزة اسمع عنها حاجة تانية 

تنهد متألمًا والحزن خيم على وجهه وبدأ يتسرب لداخله، رغمًا ستظل فيروز نقطة حياته السوداء


حاول تغيير الحوار، فرسم ابتسامة 

-يابنتي ياله نخرج، امسك ذراعها يجذبها بقوة، يهمس بجوار أذنها 

-مستعد اكرر المشهد مرة تانية، فخافي على نفسك مني ..ضغطت على شفتيها وحاولت الابتعاد من قبضته عندما التهبت وجنتيها بحمرة خفيفة خجلة من همساته

-جاسر سيب ايدي

-لأ مش هسيبك..ابتسمت قائلة:

ضهري وجعني على فكرة، وكدا إنت اللي بتجر خناق علشان نتأخر ومنخرجش

أشار على نفسه متصنع الصدمة:

-قولي والله..ضيقت عيناها متسائلة:

-والله ايه..جذب عنقها وتحدث اقرب من الهمس:

-قولي والله بحبك ياجسورة

أفلتت ضحكة أنثوية هادئة، جعلتها أمامه أبجدية من العشق وضع رأسه بعنقها يستنشق عطرها الممزوج ببخور العاج الحجازية..يهمس لها بأنفاسه المرتفعة:

-نفسي في حاجات كتيرة اعملها معاكي ياجنى، نفسي نسافر ونلف العالم، ونروح نحج لوحدنا، عايز في كل مكان يبقى لنا ذكرى حلوة، مش عايز مكان على وجه الارض مجرد من ذكرياتنا 

-جاسر ..همست بها بخيط من الدموع الذي زين عيناها فأصبحت كنجمة متلألئة أمامه...نفض نفسه بعيدًا عنها واتجه للشرفة ممسكًا بسجائره

-ادخلي خدي شاور واجهزي، عايز نخرج بجد..


اتجهت إليه بعدما ارتدت قميصه ولثمت وجنتيه

-حاضر حبيبي، نص ساعة وأكون جاهزة ..طبع قبلة على رأسها يومأ لها وهو يرسمها بعيناه حتى اختفت من أمامه

الصفحة التالية