-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 34 - 2 - السبت 15/6/2024


قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الرابع والثلاثون

2

تم النشر السبت

15/6/2024


بحي الألفي وخاصة بتلك الغرفة 

قبل قليل انتهت من صلاة القيام وهي جالسة على مقعدها، ولا تخلو نظراته من مراقبتها خوفًا عليها، نهضت تنزع اسدالها، وألقته بإرهاق متجهة للأريكة لتتمدد عليها ..خطى متجها لداخل مطبخهما وقام بتجهيزه من جميع الفواكه الموجودة بالثلاجة، ثم اتجه يجذب تلك الطاولة الدائرية قائلاً:

-عاليا قومي كلي حاجة، مفطرتيش كويس ..فتحت عيناها بإرهاق واردفت 

-ياسين عايزة انام، ماليش نفس للأكل 


انحنى يجذبها من أكتافها يسندها بذراعه يجذب بعض حبات التين:

-كلي كام حاجة، وضعت رأسها على كتفه وهمست بألمًا:

-ماليش نفس صدقني..قرب من فمها الفاكهة

-لا ياله دي فاكهة ياعاليا، متكونيش طفلة يالة افتحي بوقك ..فتحت فمها وبدأت تتناول بهدوء ..مد كفيه يجمع خصلاتها خلف أذنها..كانت أمامه كتفاحة آدم ..هناك دقات عنيفة، هل هي عواطف ام عواصف الحب التي بدأت تخترق قلبه..شعر بنبض قلبه المرتفع وهي تهمس اسمه قائلة:

-ياسين خلاص مش قادرة..انحنى إليها 


فلافحت أنفاسه وجنتيها، رفعت زرقتها فتاهت بسواد عينيه..ارتجفت شفتيها من نظراته بها حتى شعرت بإنسحاب انفاسها، وابتعلت ريقها بصعوبة..جذبها بذراعه من خصرها يقربها إليه وتحدث بصوت أقرب للهمس:

-رمضان كريم يابلقيس ..التمعت عيناها فتلألأت عبراتها تحت جفنيها حتى ابتعدت ببصرها عنه 

أدار وجهها إليه وإزال عبراتها التي انسابت رغمًا عنها :

-طيب ليه الدموع دي، مامتك وحشتك، ايه رأيك نروح نفطر معاهم بعد ماأرجع من السفر

شهقة خرجت من جوفها تضع رأسها بحنايا عنقه، فلقد فاق تحملها قربه دون أن تستنشق رائحته الرجولية ليهدأ ثوران قلبها ..

لف ذراعيه حولها وارتجف قلبه بقوة لا يعلم ماذا عليه فعله حتى تصمت عن  البكاء ..ربت على ظهرها يهمس بجوار أذنها :

-عاليا اهدي بتعيطي ليه، أنا معرفش المفروض اعمل ايه، عارف أن هرمونات الحامل متضطربة ..حاوطت خصره تردف:

-ياسين عايزة انام في حضنك

توسعت عيناه بذهول فهذا لم يخطر بذهنه، أخرج رأسها من أحضانه يحتضن وجهها 

-عاليا انت سخنة..هزت رأسها بالنفي وترجته بعيناها، لا تعلم لماذا تشعر بهذا، كل ما تريده ان تنعم بأحضانه فقط ..

نهض من مكانه وساعدها بالنهوض، ليصل لفراشه، قامت بنزع روبها ليبتلع ريقه بصعوبة من تلك المنامة السوداء  القصير التي تظهر مفاتنها بسخاء، ياالله كيف لها تكون بتلك الهالة المفعمة بالرقة والجمال، خرج من تأمله بها على صوتها

-عايزة انام لحد الصبح .. فأشار إليها

-هتنامي كدا..تمددت على الفراش وهزت رأسها قائلة:

-ياسين الجو حر ومش قادرة اغير، من فضلك مش حمل مناهدة ، لو مش عايز خلاص، قالتها مستديرة بإرهاق ، امسك كفيها يديرها إليه قائلاً:

-لأ نامي وخدي راحتك ..يعني مش هتضايق

ابتسامة خفيفة مستغفرًا ربه واقترب منها يساعدها بالتسطح 

-لا مش هضايق، المفروض اصلا ترتاحي بنومك كويس 


❈-❈-❈


تعلقت بكفيه تطالعه بأعين مرهقة:

-ممكن تنام جنبي وبطل كلام ..

اومأ برأسه واستدار للجانب الاخر، نظر  لكنزته ثم إليها ، لم يكن متعودًا على نومه بهذا الوضع..رفع نظره للمكيف وقام بزيادة سرعته عندما شعر بأن الغرفة فوهة بركانية ..تمدد بجوارها كانت قد ذهبت بنومها..اقترب منها وداعب وجهها يرفع خصلاتها من فوق وجهها، كانت كالأطفال بنومها، وجهها الأبيض المستدير، وعيناها التي تغلقها لتبعد بجمالها عن مرمى عيناه، عيناها خليطًا من الزرقة والخضرة، لا يعلم مالونها ولكنه يعشق لونها وتمردها بغضبها ..لاحت ابتسامة عندما تذكر غضبها وشراستها عليه..ذهب ببصره لبطنها المنتفخة قليلا، فبسط كفيه يحركها بهدوء عليها، قشعريرة اذابت جسده حتى اقترب منها ولم يفصل بينهما سوى انفاسهما، رفع ذراعيه وحاوط خصرها مقتربًا منها يدفن رأسها بعنقها، مستنشقًا رائحتها بوله


همس بأنفاسه الحارة: 

-وبعدين ياعاليا عملتي فيا ايه، بحاول ابعد عنك وبرضو بتحاولي تجذبيني 


رفع رأسه يطالع وجهها البهي وشعر بنيران تتسرب لأوردته، ماهذه الحرارة التي تنبعث بجسدي، هل هذا من اقترابها أم عشقها الذي تسلل لقلبه


حاول الابتعاد عنها ولكنها وضعت كفيها على صدره فتصنم بمكانه وهو يطالع كفيها وشعر بدقات عنيفة بصدره، تمتمت اسمه بنومها ..

حاول الابتعاد ولكن كأن قلبه عانده ولم يقو على الحركة فأغمض عيناه بهدوء محاولا الثبات بحضرتها 


بعد فترة فتحت عيناها وجدت نفسها محاصرة بذراعيه، ووجه القريب منها، شعرت بالحرارة تجتاح جسدها من قرب أنفاسه منها..أمسكت كفيه حتى تبعدها من فوق خصرها ..ابتعدت تحتضن احشائها، ورغم استيقاظه إلا أنه ظل كما هو لم يحرك انش واحد..جلست على الفراش تبتلع ريقها بصعوبة كلما تذكرت قربه منها، كانت تظن أنه يراود أحلامها، أطبقت على جفنيها متذكرة حديثها له قبل نومها، فتحت جفونها ببطئ تطالعه بصمت تتشرب ملامحه الرجولية، انسابت عبرة حارقة على وجنتيها كلما تذكرت أن هذا الشخص سبب آلامها وليس لها الحق به 


فتح عيناه عندما استمع لشهقاتها التي تحاول كتمها، فهمس بنبرته المتحشرجة بالنوم :

-عاليا مالك؟!

أزالت عبراتها سريعًا، وحاولت النهوض إلا أنه امسك رسغها واعتدل بجلوسه 

-تعبانة!!

هزت رأسها بالنفي، فحصها بنظراته مترقبًا إجابتها؟!

-طيب مالك بتعيطي ليه؟!

استدارت برأسها إليه مردفة:

-أنا مش عارفة قولتلك ايه قبل ماانام، آسفة لو كنت ضايقتك، هروح اوضتي 

-استنى عندك!!

قالها ونزل من فوق الفراش متجهًا إلى وقوفها، حمحم مبتعدًا بنظراته عنها وأردف:


-مبقاش ينفع تنامي لوحدك، افرض تعبتي وانا نايم ومحستش بيكي، صمت للحظات مبتلعًا ريقه ثم تحدث بنبرة رخيمة:

-بعد كدا هتنامي هنا جنبي، طول ماأنا موجود، ومبقاش ينفع تروحي عند جنى، هي حامل دلوقتي وكمان جوزها معاها..رفعت رأسها إليه سريعًا تطالعه بذهول

-لا طبعا ..انا ..انا بس كنت تعبانة وكنت ..اقترب يضع إصبعه على فمها 

-بعد كدا اللي أقوله هو اللي يتسمع ، ماشي يابلقيس، ومش عايز دموعك دي تاني

سحب كفيها واتجه بها للأريكة 

-اقعدي هعمل أنا السحور..استدار ولكنها أمسكت كفيه ورفعت رأسها 

-ياسين إنت فرحان بجد علشان هيبقى عندك بيبي..

امال بجسده ودنى من جلوسها يحاوطها بنظراته قائلاً:

-اسمه هيكون عندنا بيبي ياعاليا، مش عندك، البيبي دا هيكون ابننا أو بنتنا


ارتجف جسدها ونظرت إليه بعينين ضائعتين تهز رأسها وتحدثت بنبرة حزينة:

-مش عارفة، حقيقي مش عارفة خايفة 

جذب المقعد وجلس بمقابلتها

-خايفة من ايه؟! ايه رأيك ناخد هدنة ونتقرب من بعض، ونكون صحاب فترة ونشوف هنعرف نتعامل مع بعض ولا لا

هبت واقفة تفرك كفيها:

-يعني ايه؟!..قالتها بهدوء غير معتاد

وقف بمقابلتها واخترقها بنظراته قائلاً :


-عاليا أنتِ فعلًا مش عايزة!! البيبي..رفعت عيناها إليه سريعًا ووضعت كفيها على أحشائها بعفويةً:

-لأ عايزاه طبعًا..منع ابتسامة بدأت تظهر عليه..ورغم ذلك تحدث:

-إن شاءالله يجي بالسلامة، حافظي إنتِ بس على نفسك وعليه يابقلستي


بقلستك!! ياريت تغير الاسم دا ياحضرة  الظابط..

-كويس حضرة الظابط احسن من ملك الهكسوس ..

رفعت حاجبها تطالعه مندهشة:

-يسلام ماهو انت لسة قايل بلقيس


-عندك مانع، أقول اللي عايزه


هزت رأسها مبتسمة بالموافقة

اقترب يلثم جبينها مطبق الجفنين، فكل ما بداخله  يعانده، هناك احاسيس ومشاعر متضاربة، بها يصفعه عقله وبها ما يغفر له قلبه 


تحرك للمطبخ، وضعت كفيها على صدرها تهمس 

-قلبي هيوقف ..حرام عليك ياياسين 


بغرفة أوس 

استيقظت على صوت هاتفها..كان جالسًا يعمل على جهازه، لفت انتباهه رنين هاتفها، استدار يرى من المتصل بذاك التوقيت، رفعته مبتسمة 

-بابي ..على الجانب الآخر 

كان جالسًا أمام البحر ينظر لأمواجه ورد قائلًا:

-حبيبة بابي كانت نايمة ..نظرت لزوجها مبتسمة ثم أجابته:

-أيوة حضرتك عارف اول يوم بيكون صعب وخاصة في الحر دا

قهقه بصوت مرتفع 

-حبيبتي اللي الشغل تعبها في الحر، 


زمت شفتيها بحزن بعدما ذكرها والدها بعملها، فنهضت واتجهت إلى أوس 

-دا تقوله لجوز بنتك يابابا، قوله هتفضل حابس ياسمينا لحد إمتى 


جذب منها الهاتف، يطالعها بنظرات معاتبة 

-عمو ريان حبيبي 

-ازيك ياباشمهندس كدا مفيش كل سنة وعمو طيب 

فرك حبينه معتذرًا :

-آسف ياعمو والله..كان عندي كام اجتماع ورجعت تعبان نمت مافوقتش غير على الفطور 

-صحة وهنا حبيبي ، ناويين تيجو امتى تفطروا معانا 


يومين إن شاءالله عمو، حضرتك عارف قوانين العيلة 

تمام حبيبي مستنيكو، بوسلي ياسو 


جلست أمامه تطرق على الطاولة..شرد بحديثها مع والدها، فتصنع انشغاله بعمله 

-"أوس "!! ..رفع عيناه إليها 

-نعم حبيبتي..طالعته لبعض الوقت ثم هتفت

-عايزة ارجع شغلي لو سمحت، دلوقتى جنة كبرت ..لو سمحت ياأوس 


ربت على كفيها ثم اغلق جهازه 

-حاضر ياياسو، هشوف ظروف الشغل، واعمل ترتيبات رجعوك، لكن بشروطي حبيبتي 


توقفت مقتربة منه ثم طبعت قبلة على وجنتيه

-ربنا يخليك ليا حبيبي..سحبها من كفيها حتى سقطت على ساقيه

-ايه دا بقى، مفكراني جنة بتراضيها

دنى منها ينظر لثغرها 

-وحشتيني ياسمينة قلبي 

حاوطت عنقه مبتسمة ورفعت كفيها على وجنتيه

-وانت كمان حبيبي وحشت ياسمينك 

الصفحة التالية ⏪️