-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 34 - 3 - السبت 15/6/2024


قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الرابع والثلاثون

3

تم النشر السبت

15/6/2024


بمنزل سيف 

انتهت من عملها واتجهت لغرفة اختها 

-هنهون بتعملي ايه!!

أشارت إليها هنا وهي تلملم رسوماتها الهندسية 

-كان عندي تيست عملي وخلصته، أنتِ بتعملي ايه 

-تعالي نتمشى تحت لحد معاد السحور، ونشوف ايه اللي حصل مع جنى وجاسر، مفيش اخبار 

رفعت كتفها بعدم معرفة قائلة:

-من وقت ماخرجت منعرفش عنهم حاجة 

تحركت الفتياتين إلى الأسفل قابلتهما ميرنا تحمل بعض من المكسرات 

-رايحين فين يابنات !!

هنتمشى شوية يامامي، يعني هنشوف ايه الاخبار من وقت ماجنى خرجت معرفناش ايه اللي حصل 

أشارت بعينها لأبنتيها :

-حبايبي لو فيه حاجة مهمة كنا عرفنا، عيب اننا ندخل في حاجات خاصة زي كدا..اقتربت هنا من والدتها 

-مامي ممكن اروح اشوف روبي عايزة اسألها عن حاجة..نظرت بالساعة المعلقة على الحائط ثم أجابتها

-الساعة اتنين دلوقتي ممكن تكون نايمة، روبي ام دلوقتي يعني وراها مسؤليات ياهنون، الصبح حبيبتي 


اومأت برأسها وتحركت لغرفتها قائلة:

-اوكيه مامي..بينما اقتربت سنا 

-ماما كنت عايزة من حضرتك تكلمي بابي، "علي"عايز يحدد على الفرح، هو قالي لما المشاكل تهدى شوية، والحمد لله ، أخيرًا الدنيا هديت

ربتت والدتها على كتفها:

-حاضر هيقعد مع عمامك ويشوف الوقت المناسب ويقول لعلي حبيبتي 


طبعت قبلة على وجنتيها 

-شكرًا مامي..


بمنزل حازم 

فتح جهازه وبدأ بالعمل عليه لعدة دقائق ، دلفت الخادمة تحمل قهوته

-القهوة ياجواد باشا

أشار على الطاولة واردف وهو مازال منشغلًا بعمله:

-حطيها هنا، واقفلي الباب وراكي، اومأت وهي تنظر بشاشته ، رفع عيناه إليها 

-أنا قولت ايه ؟!

هزت راسها وخرجت سريعًا..ظلت نظراته عليها، ثم اتجه لكاميرات المنزل ،يراقبها، رفع قهوته يتذوقها اولا ثم اتجه الى هاتفه

-ماما عايزة فنجان قهوة وياريت حضرتك اللي تعمليه..قالها ونظراته على الشاشة 

لحظات وهو يراقبها ، ثم نقر على مكتبه واتجه إلى هاتفه 

-عمو باسم ازي حضرتك ، هبعتلك حاجة شوفها ..تراجع بجسده بدخول والدته 

-القهوة حبيبي ، هي عزة معملتش قهوة

توقف يتناول منها القهوة ثم اتجه لمقعده:

-تسلم ايدك حبيبتي..جلست بمقابلته 

-جواد عايزة اتكلم معاك في موضوع 

اشار بيديه وأردف:

-اتفضلي ياماما 

-ممكن اعرف هتفضل ضارب على الجواز لحد امتى، حبيبي الأصغر منك دلوقتي اب ، شايف ياسين بعد كام شهر هيكون اب، تعرف بينك وبينه قد ايه 

تنهد متألمًا والحزن خيم على وجهه ، رفع نظره لوالدته:

-لسة مالقتش اللي تشغل قلبي ياماما ، وبعدين خالو جواد اتجوز اخر اخواته وهو الأكبر..

زفرت وتطلعت عليه بغضب، وصاحت مهتاجة:

-جواد انا مش عجبني وضعك دا، اسمعني كويس انت دلوقتي عديت التلاتين بكتير يابني ، عايز تتجوز وانت عندك خمسة وتلاتين سنة طيب هتجيب ولاد امتى حبيبي 


-ماما لو سمحتي متضغطيش عليا تاني 

-بجد ياجواد!! شايف انا بضغط عليك

-أيوة ياماما بتضغطي عليا، ليه عايزة مني ارتبط وانا قلبي مع واحدة تانية، ايه عايزة تكرري موضوع جاسر

هبت فزعة من مكانها، تضع كفيها على وجهه وكأنها ستصفعه، وانسابت عبراتها قائلة بنبرة حزينة:

-إنت عايز تموتني يابني، مجنون لسة جنى مسيطرة عليك، مش وعدتني تنساها، دي مرات اخوك يامتخلف

-ماما مش اللي وصلك، لسة يعالج نفسي منها ،غصب عني والله غصب عني بحاول أدوس على قلبي ياماما ، بس معرفش ليه معملتش معايا زي ربى، لية مكلبشة في قلبي كدا 

-اخرس..انت اكيد مجنون


هزت رأسها رافضة حديثه تتراجع بجسد مرتجف من الوجع:

-مش هسامحك يابني، لو فضلت كدا مش هسامحك، دا جاسر طلع احسن منك، رغم حبه بس بعد عنها واتجوز، إنما إنت ايه ، عايز تموتني 

اقترب منها يحتضن كفيها يقبلهما، وتحدث بنبرة متحشرجة بالبكاء:

-والله ياماما بحاول اخرجها، ووعد مني هحاول ابني حياة جديدة، ادعي لي ياماما بلاش توجعي قلبي اكتر ماهو موجوع ..ضمته لأحضانها تبكي على قدره كأن الماضي يكرر نفسه بأبنها ..أزالت دموعها وتحركت للخارج دون حديث آخر 


بعد فترة اتجه لشرفته يحمل فنجان قهوته يرتشف منه ، ذهب ببصره لجلوس هنا بشرفتها منشغلة بشيئا تفعله، ابتسامة ساخرة ظهرت على ملامحه، جذب المقعد وجلس رافعًا قدمه على السياج الحديدي ، وبدأ يرتشف بقهوته ونظراته عليها، ابتعد عن مراقبتها متراجعًا بجسده على المقعد وأغمض عيناه هامسًا لنفسه:

-مجنونة يابنت خالي، الوحيدة اللي عمري مااتخيلت نفسي معاها، الفت ضحكة يهز رأسه وهو مازال مغمض العينين 

-قال معجبة، دا انا ناقص يحطوا صورتي ضد بنات العيلة، تراجع مرة أخرى وجدها تستند على السياج تتحدث بهاتفها ونظراته إليه، رفع حاجبه ساخرًا على حركاتها الطفولية، فنهض من مكانه، وتحرك إلى جدار الشرفة مردفًا

-بتكلمي مين ياعيلة الساعة واحدة بالليل، ولا دي اشتغالة

ردت على صديقتها:

-تمام حبيبتي نتقابل بكرة في الجامعة مضطرة اقفل ، أغلقت الهاتف واتجهت تستند مثله تنظر للأسفل واردفت ساخرة

-اي يابن عمتي المغرور، مفكر نفسك انك مهم قوي علشان اعمل حركات العيال الهبلة دي..روح نام ياجواد، أصل عيلة ومتنفعش تتكلم معاها 


ألقى عليها تلك المزهرية التي توضع فوق الطاولة

-اصبري عليا ياشبر ونص، مبقاش غير العيال اللي اصاحبهم، يابت دا انا لو اتجوزت من سنين كنت زماني جبت بت قدك 

اومأت برأسها ساخرة

-أيوة ماأنا عارفة، علشان كدا متجوزتش، شاو ياحضرة الظابط ، قال عيلة، توقفت مستديرة إليه 

-عارف انت مغرور قوي وواخد في نفسك مقلب ..جحظت عيناه من حديثها، ثم هتف:

-امشي يابت بدل ماانطلك من هنا

تحركت وهي تضحك بصوت مرتفع، حتى دلفت غرفتها، استندت على الباب تجز على شفتيها:

-مبقاش هنا لو مخلتكش تجري ورايا يابن عمتو مليكة 

عند جواد اتجه إلى  مكتبه ينظر بتلك القضية التي، يجمع دلائل ويضع خطط ليوقع تلك الشبكة المميتة، امسك هاتفه وقام بمهاتفة أحدهم ..


عند جاسر بأحد المطاعم المشهورة على النيل ، استمع الى رنين هاتفه ترك كفيها وأشار إليها:

-هرد على جواد حبيبي..أمسكت كفيه وتحدثت:

-كلمه قدامي ياجاسر، ليه تقوم، انت بتقول جواد

حبيبي دا شغل اكيد 

هزت رأسها معترضة:

-ولو ياجاسر، هو انا مش مراتك والمفروض متخبيش عليا حاجة 

اومأ برأسه دون حديث ورفع الهاتف محيبًا :

-أيوة ياجواد !!

-بص ياسيدي، بما إن الراجل دا له شاليه في العريش، وبيعمل حفلات كتيرة في مواسم معينة، يبقى كدا ممكن نقول بحري 

ضيق جاسر مابين حاجبيه متسائلاً:

-قصدك أنهم بيجيبوا الممنوعات عن طريق البحر

-ممكن!! ليه لا..بدل عارف ومتأكد أننا بندور وراه يبقى عامل حسابه أنه يبعد عن البر


نقر جاسر على الطاولة وتحدث:

-معتقدش ياجواد، متنساش شرطة السواحل مستنفرة حلو 

حك جواد جبينه وأردف: 

-ومتنساش أن الميعاد مينفعش يأجله علشان معنى كدا أنهم ممكن يخسرو حياتهم وكمان فلوسهم 

حمحم جاسر عندما وجد نظرات جنى عليه وأردف :

-بكرة نتكلم ونشوف هنعمل ايه، حاليا هتسحر واتمشى شوية 

رفع حاجبه ساخرًا:

-إنت هتستهبل يالا، بكلمك في القضية تقولي اتسحر، وبعدين سحور ايه الساعة واحدة ونص دا، لسة بدري على الفجر

-جواد جنى بتسلم عليك ..قالها جاسر لينهي الاتصال، فرد جواد 

-اوووبس ..اسف ياجسور، سلملي عليها، سلام ياوحش 



❈-❈-❈


تنهد بعمق في محاولة استجماع رباطة جاشه، عندما اقتربت تستند على الطاولة واردفت:

-ايه موضوع القضية دي ماتحكي لي، وليه بعدتني عنك وقولت خايف عليكي ..ظلت نظراته عليها بصمت للحظات ثم امسك كفيها:

-تعالي حبيبي هنا في حضني..نهضت وجلست بجواره ، حاوطها بذراعيه يضمها لصدره متجها بأنظاره للنيل

-بعت لك رسايل حضرتك مشفتهاش..رفعت رأسها تطالعه :

-رسايل ايه دي؟!

رفع حاجبه ساخرًا وزم شفتيه 

-على فكرة زعلان منك قوي، وهنتعاتب لكن مش الليلة دي، خلي الليلة دي نهدى من أشواقنا لبعض، وبعد كدا اللي له حق عند التاني ياخده

رفعت كفيها على صدره تلمس زر قميصه مردفة بصوتها الرقيق الذي جعل دقات قلبه كمعزوفة لها

-لسة فيه عتاب بعد اللي اتقال، احنا متعتبناش كفاية, هو انت ناوي على حاجة لسة

-على حاجات ياروحي مش حاجة واحدة، اشبع منك الأول وأحوش شوية وبعد كدا اعاتبك 

-لا والله يعني لو انا غلطانة هتحاسبني، صح، وتعاقبني، بس قبل مانتعاتب عارفة إني غلطانة، اعتدلت وغرزت بنيتها برماديته قائلة:

-بس قولي نوع العقاب، هجر ولا  



❈-❈-❈


احتضن وجهها واقترب من أنفاسها 

-أنا قولت بلاش نتعاتب دلوقتي علشان الليلة دي ليلة اشتياق بينا، بلاش نوجع بعض واحنا لسة مشبعناش من بعض..نظر حوله، ورغم أنه اختار مكانًا بعيدًا عن العيون يطل مباشرة على النيل ولا يوجد به سواهم  إلا أنه تحدث:

-احنا في مكان عام دلوقتي وانت بطريقتك دي هتخليني افقد اعصابي وتشوفي صور جوزك بكرة في أولى الصفحات 

امالت على صدره تضحك وهي تلكمه بصدره :

-اسكت ياجاسر، انت ايه !!

رفع ذقنها ونظر لضحكاتها التي سلبت توازنه 

-انا إيه ، أنا عاشق يابنت عمي، وليس على العاشق حرج،  غاصت بكلماته وفقدت توازنها، فرفعت كفيها على وجنتيه

-الحب دا صعب قوي، تراجعت بجسدها على المقعد قائلة بمشاكسة:

-اصعب من امتحانات الثانوية العامة ياحضرة الظابط 

-نعم ياختي!!

قهقهت عليه بعدما تغيرت ملامحه، كان ينتظر منها انا تبرد نيران قلبه ولكنها داعبته بكلماتها المشاكسة 


نهض من مكانه يسحب كفيها 

-ياله هنرجع..توقفت تطالعه مذهولة 

-اكيد بتهزر، احنا مسحرناش ، سحب كفيها بعدما القى بعض الوريقات النقدية وخرج يسير بها على كورنيش النيل 

-حبيبتي هناخد اي اوردر وناكل في بيتنا، انا مش هاكل وعارفك كويس مش هتاكلي

توقفت متزمرة 

-لا انا عايزة اسحر بجد، فيه هنا مطعم خاص بالألبان ايه رأيك ندخل نسحر فيه 

-مطعم ألبان!!

تسائل بها مستغربًا فأشارت عليه 

-أه بص وراك وانت تعرف قصدي ..استدار ينظر مستغربًا على ذاك المطعم ..ثم ضم كفيها وتحرك للجانب الآخر من الطريق 

-تعالي ياغلباوية ..


بعد فترة وصل لمنزلهما وضع بعض الأشياء التي احضروها، ثم صعد للأعلى قائلاً:

-هطلع اصلي الشفع والوتر بسرعة حضرتك جيتي ومكملتش صلاتي، مش هاخد وقت كبير ناقص الشفع والوتر بس لحد ماتشربي عصيرك..عندك فواكه كتيرة في التلاجة، اعملي "Fruit salad "

متنسيش إنك حامل

قالها وصعد سريعًا للأعلى ، نظرت بساعة يديها وجدت أنه مازال وقت للفجر


وضعت الحقائب بمكانها واتجهت تنزع حجابها بجاكيت بذلتها النسائية، لتبقى بتلك الحمالات ، نظرت لبنطالها ثم انحنت تنزعه ضاحكة بشقاوتها كالطفلة، وألقته بعيدًاورفعت خصلاتها للأعلى متجهة 

-أعمل ايه الجو حر جدًا، رفعت نظرها للمكيف، وزادت من سرعته، فتوقفت قائلة:

-لا دا كدا عايزة البيسين، اوووف، وطبعًا معرفش فيه هنا ولا لا..ذهبت بشرودها لدخولها المنزل متذكرة ذاك البيسين، اتجهت سريعًالبعض الفواكه لاعداد وجبة خفيفة له، تذكرت عدم تناوله الطعام سواء افطار وسحورًا ..قامت بتشغيل إذاعة القرآن الكريم ..واتجهت بإحضار اللبن لإكمال ماتفعله ..انتهت بعد عشر دقائق لتحمل تلك الأواني وتصعد لغرفتهما، وضعتهما على الطاولة، واتجهت إلى غرفة الملابس تبحث عن شيئا مناسبًا ترتديه ، لم يكن الكثير من الملابس المناسبة لها سوى عدة بذل نسائية قد ابتاعها وأخريات تناسب النوم..وضعت اصبعها بفمها تنظر لتلك المنامات متحيرة في ايهما سترتديه بتلك الليلة، ولم يعد سوى القليل على آذان الفجر..اخيرا وقعت انظارها على ذاك البنطال الذي يصل لركبتيها وبه كنزة بحملات رفيعة من اللون الاسود، جذبتها واتجهت تبدل ثيابها لتخرج بعد قليل بعدما انتهى من صلاته

الصفحة التالية ⏪️