رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 34 - 4 - السبت 15/6/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الرابع والثلاثون
4
تم النشر السبت
15/6/2024
استمع لقرآن المذياع بالأسفل، بحث بعينيه عليها بخروجها من غرفة الملابس، طالع هيئتها لبعض الوقت حتى تتدلت بخطواتها إليه
احتضن كفيها يسحبها ليصلوا لتلك الطاولة:
-ايه رأيك في الهدوم..تناولت إحدى الأكواب المعدة لتلك السلطات
-حلوين قوي حبيبي ، ليه مفهمش بيجامات، كلهم قمصان
تناول منها الكوب وأجابها:
-اللي يعجبك خديه والباقي براحتك..
كنت عارف اني هرجع..ضمها لأحضانه يهمس بجوار أذنها :
-مكنتش عارف، كنت متأكد إنك هترجعي، ماهو مش بعد الحب دا كله ترميني، مش كدا ولا ايه، رفع ذقنها يمرر ابهامه على شفتيها:
-كنتي ممكن ماترجعيش ياجنى، كنتي هتقدري تعيشي بعيد عنى حتى لو مفيش حمل
انحنت برأسها تتمسح بصدره:
-جاسر انت قولت مش هنتكلم ليه بتفتح الموضوع..أخرجها من أحضانه، ثم حاوط وجهها
-السؤال دا مهم..استرسل برماديته العاشقة لها:
-أكيد مش هتقدري، ماهو أنا جاسر حبيبك، وصعب يتنسي ويتبعد عنه
عقدت حاجبيها واردفت بدلال متهكمة:
-أيوة صح، أمور ومغرور، اقتربت تهمس بجوار شفتيه حتى كادت أن تلمسها
- بس مع الوقت كله هيتنسي ياحبيبي
رمقها بنظرات مبهمة، حتى جعلها تتوتر وتحاول التملص من قبضته، ولكنه جذبها وأجلسها على ساقيه ولف ذراعيه يحاوط خصرها يغرس أنامله به، حاولت التملص ولكنه رمقها محذرًا إياها:
-اعتذري على الكلام اللي قولتيه..اختلج صدرها الضيق من حركاته:
-جاسر بتوجعني، انحنى يدفن رأسه بعنقها مردفًا:
-اعتذري..رفرفت بأهدابها من حركة كفيه التي تجاوزت الحركة على جسدها..فصرخت
-آسفة!!..وسع بقى
رفع رأسه والتوت زواية فمه بإبتسامة عابسة، وغمز بعينه ومازالت أنامله تتلاعب بها، ثم أردف:
-الكلمة دي متلزمنيش ياحبيبتي، عايز كلام واضح وصريح
-يسلام قولت اعتذري واعتذرت، هو فيه صراحة اكتر من كلمة آسفة
هز رأسه يجذب عنقه يقربها إليه
-اه !!
لكمته بقوة وهدرت به مزمجرة حتى تورد وجهها من غضبها:
-والله مغرور، معرفش اتحولت امتى، فين جاسر اللي حبيته
لحظة وكانت بين ذراعيه قائلاً:
-موجود شاوري بس على أي نوع جاسر وانا تحت أمرك ياحبي، حدجها بنظرة ثابتة:
-جنى مستحيل تبعد عن جاسر حبيبها
صح!!
رفعت ذراعيها حول عنقه وتحدثت بدلال:
-جنى مجنون بجاسرها..رمش بعينيه حتى يستكشف صدقها، ولكن هناك احساس عميق وشعورا يجتاح كيانه من كلماتها التي سيطرت عليه وجعلته يبتسم بجاذبية، ثم سبح بنظراته عليها منبهرًا بسحرها الذي خطف لب قلبه وهو ابن العشرين ربيعًا، فأردف بنبرة رجلًا عاشق:
"اعشقك مجنونتي وأود ادخالك داخل صدري حتى لايراكي سوايا، ولا تفترقي عن نبضي، وتملئي روحي وكياني بدقات قلبك باسمي"
أغمضت جفونها تستمع لمعذوفته التي جعلتها قديسة لعشقه الطاغي على روحها، نعم هي لم ولن تندم ابدا عن عشقها لرجلها الأول والأخير
اعتدل بعدما وجدها بتلك الحالة، واتجه إلى الشرفة يسحب سجائره، أعتدلت جالسة على فراشها، ودقات قلبها تقرع كالطبول، ذهبت ببصرها إليه، وجدته ينظر للسماء وينفث دخان سجائره بهدوء..حملت أكوابها التي أعدتها واتجهت إليه
❈-❈-❈
نظر للكوب، ثم جلس على المقعد وأشار عليه:
-قشطة وعسل ياجنى، بعد الأكل اللي اكلنها
توقفت أمامه بعدما شعرت رفضه للطعام، واتجهت تجلس فوق ساقيه وتناولت كوبه من بين يديه
-لا ماهو أنا متعبش وفي الاخر متكلوش، جاسر مش شايف نفسك بقيت تحرق سجاير اكتر من الاكل
رفعته للأعلى ونظرت إليه قائلة بتوضيح:
-اولا دي قشطة طبيعية مش صناعية ابدا ومفهاش مواد حافظة، ثانيا دا عسل نحل طبيعي برضو يعني مش سكر ولا حاجة ، وعارفة ومتأكدة انك بتحب الفواكه كدا ايه اللي اتغير
الكوباية دي هتتاكل كلها ومن غير اعتراض، نظرت بساعة يديها
-علشان عايزاك في رحلة قبل الفجر
تفحصها بنظراته وغمز بطرف عينه
-حلو رحلة ايه دي، لو اللي في بالي تحت أمرك..وضعت الملعقة بفمه
-ابلع ياحبيبي ، دايمًا نيتك وحشة وقليل ادب
قهقه عليها : برضو هتقول قليل أدب..فرد شعرها يلفه حول معصمه:
-يابنتي افهمك إزاي إن جوزك لسة مؤدب
رفعت حاجبها ساخرة:
-أيوة عارفة محترم، وأنا اكتر واحدة شاهدة على كدا..
طيب مابلاش فواكهك دي انا عايز اكل حاجة تانية
ادخلت الملعقة بفمه واردفت متمثلة الغضب:
-كل ياحبيبي، الفجر هيدن، قال تاكل حاجة تانية..دفن أنفاسه بعنقها يهز رأسه وهو يضحك بصوت مس كيانها فلمست خصلاته :
-ربنا مايحرمني من ضحكتك ودايمًا منور حياتي
رفع رأسه ولمعت عيناه مبتسمًا:
-جنى إنتِ حقيقي كنتِ مستعدة تزعلي باباكي وتتخلي عن كل حاجة علشاني، كان ممكن تضحي بيهم علشاني
تنهدت متألمة على تلك الأيام ثم ذهبت ببصرها تنظر لذاك الظلام الذي يعم الأجواء ثم اتجهت إليه:
-هتسمع مني للأخر صح..اومأ لها دون حديث:
-مكنتش هقدر ياجاسر، انا كنت بضغط بالكلام بس، رفعت عيناها إليه
-لكن لو بابا فضل مُصر وقتها وانت رفضت مكنتش هرجع معاك
-أنا عارفة بابا كويس، بابا بيفكر في حاجة، أو بحاول يقنعني بحاجة هو شايفها صح وأنا شايفاها غلط، هو شايف حبي ليك حب مرضي، وأنا شايفاه عشق، علشان كدا مردتش اضغط عليه وعملت اللي طلبه مني، دلوقتي هو أكيد زعلان مني وحزين علشان ماعرفتوش ..اللي مطمني انك عنده غير أي حد، أما على كلامه عنك الايام دي أنا معرفش، ممكن تكون إنت عارف ومخبي، اللي متأكدة منه مش موضوع فيروز هو اللي أجبرك تبعد عني ..حاسة الموضوع أكبر
استدار يشير للمنزل حتى يغير الحديث
-إيه رأيك في البيت حبيبي مقولتيش.
ليه اشتريت البيت دا، بعيد قوي، وبيت مين اللي جنبنا دا
-حبيت البيت علشانك، هو مش جنبه بحر بس حلو
امم ..عجبني قوي، ماقولتش بيت مين اللي هناك
توقف يسحب كفيها يشير إليها
-بيت راكان البنداري، بس مبيجيش فيه غير أوقات معينة
نظرت حولها تشير إليه:
-علشان كدا محاوط بالأمن في كل مكان، وأنا داخلة كنت مفكرة داخلة وحدة عسكرية
جذب كفيها ووضع الفواكه بفمه مجيبًا:
-طعمها حلو تسلم ايدك ياروحي، موضوع الأمن دا شغل راكان، بيخاف على ولاده جدا، بعد اللي حصل عامل في كل أملاكه كدا، وبالمناسبة مراته جميلة قوي عايزك تتعرفي عليها، هي ماسكة شركات العيلة كلها، واسمها الكل يعرفه في مجال الاقتصاد
-امم، عندهم ولاد ؟!
اومأ لها
-آه ..بنت وولد، ابنها اللي كان اتخطف من فترة، ومعاها ولد من اخو راكان
-أيوة افتكرتها، مش دي اللي حضرت فرحك على فيروز
-أيوة هي وكمان رحنا كام مرة عندهم
-طيب ياحبيبي كل والعمر لإلك ياحنين
-زعلتي ليه بس جنة حياتي، قالها وهو يقبل أناملها
وضعت ملعقة بفمه وحاولت تغيير الحديث فتحدثت:
-نسيت اسألك هنروح امتى للدكتور علشان نطمن على البيبي، على فكرة مرحتش ولا مرة
رفع ذقنها واحتضن وجهها يقربها إليه
-الوقت اللي يعجبك، المهم تكوني مبسوطة
ذهب ببصره لحمام السباحة عندما وجد نظراتها إليه ، فأمسك فواكها
-مبتكليش ليه؟!
هزت رأسها رافضة
-أكلت شوية وأنا بحضر تحت
سحب كفيها واتجه للأسفل:
-تعالي معايا..قالها وهو ينظر بساعته، باقي ساعة وعشر دقايق همس بها وهو يجذب طبق الفراولة واتجه للأسفل
❈-❈-❈
وصل إلى حمام السباحة متوقفًا، لم يعطيها وقتا للحديث، جذبها لأحضانه ينزل بها، ارتفعت ضحكاتها وهي تتشبث بعنقه تصرخ به
-بتعمل ايه يامجنون
-طيب ايه عمرك شوفتي حد بيعوم بالبنطلون..لكمته وهي تضحك ..فغمز قائلاً:
-طب والله ظلم للمية ، ارتفعت ضحكاتهما عندما جذب بنطالها، واردف مشاكسًا
-رغم أنه قصير بس رخم ..دفعته وهي تبتعد عنه
-ياقليل الادب، وأنا بقول ايه الكرم دا كله ..رفعه يلقيه بالخارج
-متبقيش جاهلة يابت..نستي قوانين جوزك ولا ايه
-أيوة قوانين عايزة تتربى ياحبيبي
ارتفعت ضحكاته بصخب، يرفع ذقنها
-أنا اتربيت على ايدك ياروحي، فلو ناقص رباية البركة فيكي
-وسع ياجاسر عايزة اعوم شوية قبل الفجر، انا مصدقت
حاوط خصرها ينظر لأسفل المياه
-تعالي نغطس تحت ، اعتبريه بحر، انا عامله عميق علشان عارف هوسك ياسمكة
ابتعدت عنه وبدأت تسبح لبعض الوقت، وهو يحاصرها بنظراته،
جلس على حافة المسبح يطالعها مبتسمًا...تحركت إليه
-ايه تعبت ولا إيه؟!قالتها وهي تجذب الفراولة من جواره تتناولها، انحنى يجذب الفراولة من كفيها ثم وضعها بفمه
-طعمها حلو..لكمته وحاولت أخذها
-إنت مجنون، هتتعب، بلاش وحياتي ياجاسر ..أشار على فمه غامزًا
-خديها..قالها وهو ينزل إلى المياه يحاوط جسدها بذراعيه ثم رفعها تجلس على حافة المسبح:
- نظرت إليه بتيه وهو يلوك الفراولة، ثم أشارت عليها
-هتتعب بجد، إنت بتحسس منها، وضع واحدة بفمها
-جنجون مفهاش حاجة لما اكلها معاكي مرة، وبعدين طعمها حلو ..قالها وهو يمرر إبهامه على خاصتها..عايز ادوق
ضيقت عيناها متسائلة:
- تدوق ايه، لم تكمل حديثها بعدما اقتطفها من ثغرها يحملها متجها بها للمياه مرة أخرى ..خبئت نفسها بأحضانه:
-والله قليل ادب، ألقاها بهدوء بالمياه قائلاً
-احمدي ربنا إنك حامل..نظرت إليه
-أكلت تلاتة انت عارف ممكن يحصل لك ايه، سبح بالمياه وهتف
-كنت عايز ادوق الفراولة بطعم الفراولة ياروحي، ومستعد اتحمل اي حاجة بعد كدا، اتعودي علشان حبتها
توقفت للحظات وهي تراه يسبح بعيدا عنها، استدار متجهًا إليها مرة أخرى اقترب منها قائلاً:
-لسة بتفكري في الفراولة، ايه رأيك ندوق واحدة كمان .. اقتربت منه
-جاسر انت مجنون، فكرني لما نطلع تاخد اي حاجة علشان متتعبش، جمع خصلاتها المبتلة على جنب وانحنى -والله لو حصل لي إيه ، الفراولة دي بعد كدا هكلها بطريقتي الخاصة..وماتحاوليش ياحبي بدل ماأخرج اكمل الطبق كله ، ياله تعالي نعمل مسابقة واللي يفوز يطلب من التاني طلب، ممكن طلبي يعجبك، متخافيش ممكن نغير الفراولة..رغم شعورها بالأعياء إلا أنها هزت رأسها بالموافقة عندما وجدت سعادته..تحركت تسبح لبعض الدقائق
شعرت بالدوار فتوقفت بوسط المسبح، وكأنها تريد التقيئ، ابتسم لها من بعيد
-ايه ياسمكة تعبتي..بدأت الرؤية تتلاشى شيئا فشيأ، فهمست بصوت كاد أن يسمع
-جاسر الحقني!!
كان يسبح بعيدًا عنها ولم يستمع لحديثها، لحظات و لم تشعر سوى بالسواد يحاوطها، سبح حتى وصل إلى حافة المسبح ورفع كفيه ..كدا خلصت، تعالي نخلص الطبق ...توقف عن الحديث وهو يتلفت حوله يبحث عنها اتجه مهرولا بدقاتة العنيفة يصرخ باسمها وكأن قلبه يصفعه عما فعله، حينما وجدها تترنح بجسدها لتسقط بالمياه، سبح كالمجنون إلى أن وصل إليها
رفعها فوق المياه يضرب على وجهها، ثم سحبها بين ذراعيه يخرج بها
-جنى حبيبتي ، جنى ظل يرددها ، محاولات إلى رفرفت بأهدابها ، اعدلها يضمها لأحضانه بقوة:
-كدا ياجنى، عايزة تموتيني..همست بإعياء
-آسفة..حملها وصعد بها للأعلى دون حديثًا آخر، ساعدها حتى انتهت تبديل ملابسها
-جاسر أنا كويسة، ممكن يكون ضغطي نزل، أو..وضع كفيه على شفتيها
-خلاص ، ريحي دلوقتي ، باقي نص ساعة على الفجر، هجبلك حاجة سريعة تاكليها..هزت رأسها رافضة حديثه
-قولت مش عايز إعتراض، نظر لبطنها
-دلوقتي إنتِ حامل لازم تهتمي بنفسك اكتر من كدا، وتنظمي حياتك، جنى غلطة منك تخوفني عليكي، هحبسك هنا ..قالها وتحرك متجها للأسفل..توقف مستندًا على رخامة المطبخ يسحب انفاسًا يستعيد تنفسه الذي شعر بإنسحابه، دقائق معدودة ثم صعد إليها ببعض الأطعمة، جلس بجوارها إلى أن انتهت من طعامها،
حاسة بإيه دلوقتي..ابتسمت له
-كويسة الحمد لله حبيبي ، ابتسم يزيل خصلاتها العشوائية على وجهها
-شوفتي علشان مخلتنيش اكمل الفراولة..وضعت رأسها على كتفه
-شوف اي حاجة للحساسية علشان خاطري، متخلنيش اندم اني جبتها
رفع ذهقنها يتلمس ذقنها
-حتى لو قولتلك اول مرة اكل فاكهة طعمها حلو كدا، دنى يلمس ثغرها
-فراولة بطعم الفراولة ياروحي..أغمضت عيناها تهز رأسها:
-مفيش فايدة فيك أبدًا ..نهض من مكانه
-تجرني للرزيلة وترجع تقولي قليل ادب
اقعد عايزة اسألك شوية اسئلة
جلس محتضًن كفيها يرفعهما يقبلهما، امري.
-طالعته بعيون عاشقة ثم تسائلت:
-ليه طلقتني ياجاسر؟!..ليه حرمتني منك الوقت دا رغم الحب دا كله، وليه بابا ضغط عليك، مخبي عليا ايه، انا مش مصدقة اي حاجة من اللي قولتها
زفرة حارة خرجت من جوفه ثم اتجه بنظره إليها
-يادوب ادخل اخد شاور علشان الصلاة
قالها ثم تحرك إلى الحمام وخرج بعد دقائق معدودة قائلاً :
-مفيش مساجد قريبة من هنا، هاخد العربية متخافيش لو اتأخرت، هحاول اشوف اقرب مسجد، وانت ِصلي وأقرأي شوية في المصحف لو قدرتي لحد ماارجع
نهضت واقتربت منه
-ماجاوبتش ليه
-"جنى "بعدين هنتكلم في كل اللي أنتِ عايزة تعرفيه، بالنسبة ليه طلقتك افتحي الفون وارفعي رقمي هتلاقي الرسايل اللي بعتها
تحركت إلى أن اقتربت منه واحتضنت ذراعه ورفعت نفسها تعانق رقبته تحبس أكبر كم من رائحته واغمضت عيناها هامسة:
-آسفة ياجاسر، عايزة تحكي لي كل حاجة ، مش عايزاك تخبي عليا حاجة لو سمحت حبيبي
-جنى على فكرة كدا هتوضى تاني، ومش بس كدا هضيعي الصلاة والصيام ياقلبي، سيبك من شغل الاطفال دا ..قولت لك هنتكلم بعدين
لكمته بوهن فضحك على تحولها
-امشي ياله ياعم الشيخ ومتنسنيش من دعواتك ياحبيبي..ضغط على خصرها يجذبها بقوة إليه
-بتتريقي على جوزك ياجنجون ..بتر حديثهم انطلاق مدفع الأمساك
تراجع مستغفر ربه
-البت دي هضيع صيامي، يعني راجعة لي في رمضان ياختي
قالها وهو يتحرك للداخل
-شاطرة بس كل شوية تنقض وضوئي
جلست على الفراش تاكل أظافرها
-طيب يابن عمي اصبر عليا لو مااخدتش حقي منك يبقى استاهل
خرج على حديثها مع نفسها، ألقى عليها المنشفة:
-قومي استعدي للصلاة ياروحي كنتي هتموتي من شوية
ظلت كما هي ترمقه بنظرات صماء حتى خرج
❈-❈-❈
بحي الألفي
بعد فترة رجع جواد من المسجد بدخول صهيب إلى منزله
-"صهيب"...توقف صهيب يواليه ظهره ، خطى جواد إلى أن وصل إليه
-يعني مرجعتش بيتك، موجود هنا، طيب ليه مجتش اتسحرنا مع بعض
-جاسر رجع جنى إمتى ياجواد؟!..تسائل بها صهيب
زم شفتيه يضغط عليه مبتعدًا ببصره عنه ثم أردف:
-مسألتوش ليه، وانا هعرف منين
استدار صهيب وتوقف أمام نظراته وطالعه بملامح جامدة على عكس حزنه الداخلي:
-ابنك كان بيلعب عليا ياجواد، دقق النظر بعينه
-إنت كنت عارف صح
أشار له بالجلوس بالحديقة
-تعالى ياصهيب، انا أجلت الحديث معاك كتير، بس كفاية لازم اعرف انت عايز ايه بالظبط
جلس الأخوين ..
-سامعك ياصهيب، عايز اعرف انت مشكلتك فين، فيروز ماتت، جاسر وساب القضية علشان يحمي مراته واخواته، ونقل شغله، ممكن تقولي ايه مشكلتك
سلط عيناه على جواد وتسائل:
-إنت مصدق كلامك، لو انت مصدق، يبقى تأكد انك مش عارف ابنك كويس
انا قولت لك أنه لسة على تواصل بالقضية وعندك باسم وفريق القضية كله
أطلت من جواد نظرة قاسية وهتف بنبرة جادة:
-ولو زي مابتقول، انا مش هقف قدام مستقبل ابني ياصهيب، ولا عمري ادخل في حياته الخاصة، ويوم ماقولت له طلق مراتك، دا علشان اشتريت خاطرك ومحبتش تزعل وقولت من حقك أن بنتك ماتكنس زوجة تانية لو الولد فعلا ابنه، أما لو كان على موضوع القضية صدقني مكنتش وافقت
اقترب جواد وغرز عيناه بأعين صهيب
-ارجع وافتكر موت جاسر الحسيني انا وقتها اللي كنت مقصود ورغم كدا شوف مين اللي مات ومين اللي لسة عايش ..ابني بين ايد ربنا لا قضية ولا مليون هتدخل في قدره يابن ابويا، ايه ياحضرة الدكتور هتدخل في حكم ربنا
امسك صهيب كفيه وهتف بترجي
-أنا خايف عليه، والله مش موضوع بنتي ياجواد، جاسر ابني، مسكته من أيده اللي بتوجعه، واللي يوجع جاسر جنى، قولت هيتخلى عن القضية علشانها، بس طلع دماغه ناشفة ياجواد، ووجعني لما اتخلى عن البنت، وحياة ربنا لما طلبت أنه يطلقها كنت بضغط عليه علشان خايف عليه، مش علشان جنى، رغم اتهددت بيها قولت بيقى ناوين يعملوا فيه حاجة وحشة
انسابت دموعه يمسحها بعنف وتحدث بصوت متحشرج مخنوق من البكاء:
-جاسر ابني ومتنكرش دا، اكتر واحد في إخوته متعلق بيه، وعارف علاقتنا ببعض ازاي، وهو الوحيد اللي اتمنيته لجنى، وكل الكلام اللي كنت بقوله علشان اضغط عليه، ممكن تكون انت اقوى مني، بس هتصدقني لو قولتلك مش مستعد اخسر جاسر تاني ياجواد
معنديش ياخي قوتك ولا ايمانك، اه ابنك من صلبك بس دا ابني غصب عنك وعنه ولازم يسمع الكلام ويبعد عن الناس دي