-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 34 - 5 - السبت 15/6/2024


قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الرابع والثلاثون

5

تم النشر السبت

15/6/2024


تراقص قلب جواد فرحًا من كلمات اخيه، كان يعلم بحب صهيب لجاسر 

ورغم ماشعر به إلا أنه ظل على حاله 

فرسم العبوس قائلًا:

-عايز تقولي علشان بتحبه تبعده عن مراته الشهور دي كلها، دا حتى موقفتش قبل شهور العدة ماتخلص وقولت رجع مراتك ..اخدت بنتك وسافرت وكأنها مالهاش راجل ترجع له 


قهقه صهيب بصخب يضرب كفيه ببعضهما وكأنه تحول للجنون، 

-انا ازاي عدت عليا دي، دا تربيتي ونسخة تانية منك، رمق جواد ساخرًا

-يعني عايز تفهمني أنك مكنتش عارف أنه رجعها قبل السفر...

ظلت نظرات جواد تطالعه بصمت إلى أن نظر إليه صهيب 

-مش هخبي عليك وأقولك انا كنت عارف، لا مكنتش متأكد، بس اللي زي جاسر دا ميسكتش ويسبها تسافر معايا كدا إلا إذا كان مرجعها ابنك المجنون، ضغط عليه ابن ال ..وقولت علشان اولعه بس الواد طلع مستفز وانا اللي ولعت


ابتسامة ساخرة لاحت على وجهه جواد :

-يعني إنت كنت عارف ؟!

هز صهيب رأسه بالنفي 

-كنت شاكك، يعني فعلا رجع البنت 


نهض جواد من مكانه 

-اومال بنتك حامل ازاي؟!

تسائل جواد بها ساخرًا 

نظر له بأعين يتطاير منها الحزن 

-رجعها امتى ياجواد، وليه جنى ماقلتليش

استدار جواد للمغادرة وأجابه:

-السؤال دا مش ليا ياصهيب، السؤال دا لبنتك وجوزها..توقف جواد مستديرًا 


-روح نام ياصهيب، انت لسة قايل متمنتش غير جاسر لبنتك، وخلي الأقدار دي بتاعة ربنا محدش له يتحكم فيها 

قالها وتحرك فهتف صهيب بصوت مرتفع:

-ابنك عايز يدخل لتميمي ياجواد من سكة أنه مش متزن أخلاقيا 

تسمر جواد بالوقوف ثم استدار إليه سريعًا، تحرك صهيب إلى أن وصل ووقف أمامه

-جاسر متفق مع جواد أنهم يعملوا مسرحية في العملية اللي المفروض يعملوها، ويتهموا جاسر بالتواطئ مع التميمي، علشان ياخده في حضنه بعد ما يوافق بتهريب الشحنة، اقترب وحدجه 

-ابنك رايح للموت برجله ياجواد، انت عارف لو عمل كدا ممكن التميمي يعمل فيه ايه، اظن انت اكتر واحد عارف المجرمين دول 

لكمه صهيب بصدره:

-متقوليش دي وظيفته وعمله اللي لازم يضحي بنفسه علشانه، ابنك بقاله فترة عايز يقنع التميمي بحاجات ، علشان كدا كل شوية ينقل نفسه من مكان لمكان، ايه ياجواد فين خبرتك جاسر عرف يثبتك بكام كلمة، فين جواد الألفي اللي كان يعرف الواحد من نظرته ، فوق لجاسر ياجواد، الواد هيضيع بغرض أنه عايز يثبت للكل أنه ابن جواد الألفي ودخل الشرطة بمجهوده مش علشان هو ابن الألفي، خليك ورا جواد حازم وهتتأكد من كلامي ، وإياك تقولي دا شغله، هترتاح وهو بين مافيا تجار مخدرات وأسلحة وأعضاء بشر..دنى وهمس له من تحت ضروسه

-دا الحكومة معرفتش تمسك غلطة عليهم ، ابنك هيقدر ياحضرة اللوا، تفتكر التميمي هيخيل عليه لعبة أن ابن الألفي يكون خاين وبتاع فلوس

طيب فيروز ماتت اللي كان بيحاول يسبها عايشة علشان توصله بسهولة 


توسعت أعين جواد بذهول لما يستمع إليه، هز رأسه واردف بلسانًا ثقيل:

-لا مستحيل، اللي بتقوله دا، جاسر ميعملش كدا ، هو قالي أن زرع حد معاهم 

رفع صهيب كتفه للأعلى

-جواد عندك اسأله، انا سمعتهم بنفسي يوم ولادة ايهم، كنت خارج بالصدفة وهم قاعدين في الجنينة هنا وقدامهم ورق وعمال يتكلموا، سمعتهم محدش قالي ياجواد، ومن وقتها وانا بدور ورا جاسر، طبعا باسم حريص مابيقولش ولا حرف، وانت اه بتراقبه من بعيد لبعيد بس متعرفش هو بيخطط لأيه 


ذهب بذهنه لبعض الحوارات بينهما ثم هز رأسه 

-لا جاسر مش غبي علشان يعمل كدا ، انا واثق مستحيل يفكر في الغباء دا 

استدار صهيب متحركًا:

-جاسر اتغير ياجواد، أنا مبقتش عارف هو بيفكر في ايه، ولا عايز ايه ..ابنك طموح وعايز يوصل بسرعة


توقف ورمقه 

-دا هددته باغلى حاجة عنده، ورغم كدا نفذ اللي في دماغه 


أشار بسبباته وتحدث 

-أنا مش هسيبه لجنانه، ولا هسمع كلامك، لو وصلت اعزله من الشرطة هعزله الموضوع عندك وشوف هتعمل فيه ايه ياابوجاسر ..لكزه بصدره:

-علشان تفضل أبو جاسر وقف ابنك عند حد، مش نرمي نفسنا في التهلكة ونقول قدر ومكتوب 


بالأعلى بغرفة ياسين 

أنهت صلاتها فتحركت تخلع اسدالها، نظرت لتلك المنامة التي كانت ترتديها، لطمت بخفة على وجهها 

-يالهوي عليكي ياعاليا، انا نمت جنبه كدا..جلست تبكي بصوت مرتفع 

-أنا معرفش بقى مالي بحس بحاجات غريبة دلوقتي يقول برمي نفسي عليه 


ألقى مفاتيحه ثم أردف:

-لا مش هقول يابلقيس، ارتاحي، توقفت تزيل عبراتها وهمست اسمه بخفوت 

تحرك إليها فلا يريد  سوى اقترابها وضمها لاحساسها بالأمان، قرأ كثيرا عن التقلبات المزاجية للحامل 

سحب كفيها واتجه بها للفراش 

-عارف انك متقلبة المزاج ودا مش عيب في حالتك، أنتِ اصلا كنتي مجنونة قبل الحمل وكنت بتحملك فتخيلي بعد الحمل برضو لازم اتحملك 


انسابت عبراتها على وجنتيها

-ياسين عايزة اعيط

مسح على وجهه بعنف يستغفر ربه 

-ليه هو إنتِ كدا بترقصي

ازداد بكاؤها ، فتنهد بعمق يملأ صدره بالهواء الذي شعر بإنسحابه من بكائها، فكأن دموعها نزلت على صدره شظايا نارية 

قام بتحرير خصلاتها وجمعهما للأعلى 

-ارتاحي وبلاش تعيطي تمام 

نظرت إليه بعينها الباكية، لا تعلم لماذا يجذبها هذا الرجل بحنانه، رغم كرهها له، هل جنت بالفعل، ظلت كما هي لم تتزحزح قيد أنملة سوى عندما سحب كفيها وقام بعدل الوسادة وأشار السرير

-نامي وارتاحي، ممكن ماتفكريش بحاجة 

هزت رأسها ثم نظرت لنفسها قائلة:

-هنام جنبك كدا...رغم محاولته الصمود أمام فتنتها إلا أنه ابتسم يغمز لها بطرف عينيه

-متخافيش احنا صايمين، إلا إذا كانت بلقيس فاطرة مثلا 

ابتسمت من بين دموعها تهز رأسها حتى فلت ضحكتها بصوتها الأنثوي ليطالعها لأول مرة وكأنه يستكشف ملامحها الجميلة ..

تراجع بخطواته يستغفر ربه ثم أشار لها بالتمدد، لكنها تحركت إلى غرفة ثيابها

-هلبس حاجة الأول ..

اومأ متفهمًا ثم اتجه إلى النافذة، ينظر للخارج مغمض العينين يسحب كم من الهواء الصباحي النقي ..ذهب ببصره لدخول عمه لمنزله وتحرك والده بخطوات بطيئة كأنه مهموم ..ظلت نظراته على والده إلى أن دلف لداخل المنزل ولم يشعر بتلك التي توقفت خلفه 

-مش هتنام؟! تسائلت بها بخفوت 

استدار يشير إليها بالتحرك 

-هقفل الشباك علشان الضوء ميتعبكيش وانت نايمة

جلست على ناحية من السرير، ونظراتها عليه حتى انتهى مما كان يفعله ..اتجه يشير إلى الأريكة 

-لو مش مرتاحة بالنوم جنبي نامي وانا هنام على الكنبة، هما ساعتين اصلا وهسافر 

هبت من مكانها 

-إنت مش قولت نقلت اسماعيلية ليه هتسافر تاني 

رفرف قلبه بسعادة داخلية فاقترب منها يحتضن وجهها ويزيل عبراتها التي انسابت رغمًا عنها 

-وبعدين مش قولنا نبطل بكى، ليه بتعيطي تاني 

حاوطت خصره تدفن نفسها بأحضانه، مما ارتفع أنفاسه المتوترة، ودقات عنيفة بجنبات صدره، ابتلع ريقه بصعوبة، وحاول مجابهة الموقف الذي وضع به، فتحدث مازحا حتى يسيطر على دقاته العنيفة 

-طيب لاحظي انا صايم يابلقيس، وحياة ولادك، اعتبريني عدوك دلوقتي وابعدي عني، بلاش يابنت الناس الطيبين تحوليني للأنسان سئ 

تحمحمت متوترة، فتراجعت تفرك كفيها وزاغت ابصارها بكافة الاتجاهات تبتعد عنه إلى أن تحدث :

-نامي ، هسافر اخلص شوية حاجات وهرجع على المغرب إن شاءالله واديني بحاول انقل هنا علشان اكون قريب منك..قصدي قبل الولادة 

هزت راسها متفهمة ثم تحركت للفراش وتمددت تواليه ظهرها وابتسامة تجلت بملامحها تهمس لنفسها 

-المهم هتكون قريب .حدثت نفسها 

-حبتيه ياعاليا بعد اللي عملوا فيكي

دفنت وجهها بالوسادة لتمنع دموعها شعر بها فجذبها لتتوسد ذراعه يهمس لها ببعض الكلمات الحانية حتى غفى الأثنين 


❈-❈-❈


بغرفة بيجاد 

نهض من فوق فراشه عندما استمع لصرخات ابنه، اعدل من وضعية نومها بهدوء، ثم ارتدى كنزته وتحرك للخارج 

دلف لداخل الغرفة 

-"قصي" بيعيط ليه ؟!

جذبه من مربيته يهدهد له يهزه بهدوء 

فتحدثت المربية:

-بيطلع ضروس علشان كدا مش مبطل عياط 

جلس وظل يمسد على رأسه، فأشار إلى رضعته

-هاتي الرضعة وأنا ههتم بيه، روحي نامي 

-ماينفعش يابيه

رفع رأسه يشير بعينيه بخروجها حتى خرجت دون حديث آخر 

ظل مع طفله لبعض الوقت، ثم حمله واتجه إلى الحمام 

-ايه رأيك تاخد شاور مع بابي وتنام في حضنه، اوووه قصي باشا هينور حضن بباه ..وضعه بالبانيو لبعض الوقت يداعبه، حتى انتهى من استحمامه، واتجه إلى فراشه، ليضعه على بطنه يحاوطه بذراعه مما جعل الطفل يغفو بهدوء 


بعد فترة ليست بالقليل تملمت بنومها تبحث عنه، فخطت لغرفة ابنها، وجدته نائم على فراش الصغير بجسده الضخم ...تحركت إليه تلمس وجنتيه هامسة له بعدما تناولت طفلها من فوقه

-بيجاد حبيبي قوم نام جوا، ايه اللي نومك هنا..وضعت طفلهما بمهدهما، اتجهت إلى غرفة سفيان تراه، وجدته مازال نائم، اتجهت لزوجها الذي استيقظ جالساً يمسح على وجهه سحبت كفيه متحركة لغرفتهما تشير إليه بغضب ونار الغيرة تلهم أحشائها


-ازاي تنام كدا في اوضة الولد...أشارت لصدره العاري، وسرواله القصير، جن جنون الغيرة لديها

-مجبتوش وجيت هنا ليه، افرض دخلت وانت كدا..قالتها وهي تلكمه بصدره واشتعل جسدها تريد إحراقه مثلما تشعر الان 


جذب رأسها يضمها لصدره، ثم طبع قبلة مطولة أعلى رأسها

-يالة ننام حبيبتي وبكرة نكمل كلامنا 

رفرفت اهدابها حزينة واردفت :

-بتاخدني على قد عقلي يابيجاد 


اتجه إليها وحاوط أكتافها:

-لا ياغنى باخدك على قد حبي، علشان زعلان منك، شايفة حبي مش كافي علشان تتهميني بكدا 

دفنت نفسها بأحضانه تحاوط خصره:

-أنا زعلانة منك علشان سبتني وقومت، سحبها متجهًا للفراش 

-تعالي ننام حبيبتي، وبعدين نتكلم، انا مقومتش غير لما سمعت صوت قصي بيعيط 

تمددت بأحضانه ثم  ذهبت بنومها سريعًا..ظل يمسد على خصلاتها حتى غفى 


❈-❈-❈



ظهر اليوم الثاني 

استيقظ على رنين هاتفها، ازال خصلاتها ليظهر وجهها ثم انحنى يهمس لها 

-جنجون تليفونك حبيبتي..جذبته من جوارها ثم إجابت وهي مازالت غافية

استمعت إلى صوت العاملة بمعرضها:

-مدام جنى حضرتك مش هتفتحي النهاردة، المعرض لسة قافل، وحضرتك قولتي فيه حاجات هنعملها قبل ميعاد توافد الزائرين 

فتحت عيناها تنظر لزوجها 

-هي الساعة كام؟!

-اتنين ..اعتدلت تستند على ذراعيها وأجابتها:

-حنان جت ولا لسة..

-لسة يامدام..تمام خلي الأمن يفتح لك وانا هعدي بالليل وهبعتلك جدول النهاردة ..لو فيه مهم كلميني 

أغلقت الهاتف معتدلة بجلوسها تجمع خصلاتها 

-صاحي من زمان !!

اومأ لها ثم نهض من فراشه:

-هتخرجي ولا ايه؟!

جذبت روبها وارتدته متحركة إليه، بعدما تمدد على الأريكة..جلست بجواره على طرف الأريكة تمسد على خصلاته:

-قولي انك لغيت السفر، نظر لقربها ثم لكفيها..فاعتدل جالسًا يمسح على وجهه

-قومي صلي الضهر، وبعدين لازم نتكلم، فيه حاجات لازم نتكلم فيها

اقتربت منه ترفع ذقنه عندما وجدته يبتعد بنظره عنها

-مالك ياجاسر، انت زعلان مني؟!

هز رأسه يشير إليها قائلاً:

-لاحظي إننا صايمين ياروحي، قومي وغير هدومك دي 

قهقهت عليه ثم استندت بذراعيها تقترب منه:

-جسور المؤدب، مين يصدق انك هادي وجميل كدا ياروحي

دفع ذراعها فسقطت فوقه تضحك بصخب عليه..هب فزعًا من مكانه

-بت اتلمي، والله هضربك..ولا أقولك هخرج احسن ونتكلم بالليل..تحرك وهو يهمس لنفسه قائلا

-وترجع تقولي قليل أدب

قالها متحركًا للخارج..ظلت ضحكاتها ترتفع بالمكان، حتى اختفى من أمامها، اتجهت إلى الحمام ومازالت ابتسامتها تزين وجهها ، توقفت أمام المرآة تنظر لعيونها اللامعة، ووجنتيها المحمرة من النوم..ذهبت بخيالها لليلة امس، ضحكت مستغفرة

-جننتني يابن عمي ..افلتت ضحكة مرة اخرى، تغمز لنفسها بالمرآة 

-بس حلوة الحركة دي، والله لأجننك ياجاسر، اصبر عليا 


بجناح ياسين 

فتحت عيناها على صوت حركته بالغرفة وهو يجهز حقيبته، جلست تراقب مايفعله لبعض الوقت ..رفع نظره إليها وهتف:

-يومين وهرجع إن شاءالله ، خلي بالك من نفسك والبيبي، بلاش تجهدي نفسك 

نهضت متجهة إليه:

-طنط غزل كانت بتقول هنسافر، هنسافر فين

رفع رأسه ومازال يضع اشيائه قائلاً:

-لا السفر مش دلوقتي ، قصدها هنسافر اخر اسبوع في رمضان، حاليا لا ..نظر لأحشائها وتسائل:

-لسة قدامك كتير على الولادة 


خطت إلى أن وصلت مرآة الزينة تجمع اشيائه الخاصة واتجهت إليه:

-لسة شهرين وشوية، لسة في السابع يعني قربت اخلصه 


تناول منها الأشياء

-مترحيش لوحدك للدكتور، خدي جنى أو روبي 

أمسكت كفيه ونظرت إليه:

-هستناك نروح مع بعض لما ترجع إن شاءالله 

جذب رأسها يضمها لصدره ثم طبع قبلة على رأسها

-اتمنى ..المهم خلي بالك من نفسك، واهتمي بأكلك كويس، لو مقدرتيش تصومي بلاش، مسمحولك الفطار..انا جمعت شوية حاجات عن الأكل المفيد علشانك، هتلاقيه في نوتس، متنسيش كلام الدكتورة..وخدي فيتاميناتك

نزلت بنظرها للأسفل تومأ برأسها، رفع ذقنها بابهامه 

-لما ارجع لازم نتكلم في كل حاجة، كفاية تأجيل وهروب لحد كدا 

ابتسمت ولمعت عيناها بطبقة كرستالية، مما جعله يرفع أنامله لوجهها يزيل عبرة انسابت على وجنتيها فهمست 

-ياسين أنا مظلومة، دا اللي عايزاك تعرفه 

حاوطها يضمها لأحضانه ثم تحدث:

-عارف ياعاليا، وللأسف أنتِ اللي حطيتي نفسك محل شك، ليه عملتي كدا، وليه الواد دا صورك من غير هدوم، ازاي وصلك علشان يعمل كدا، وليه وافقتي على الجواز منه لو ظلمك، وليه كنتي زعلانة من كريم لما أصر على جوازنا لو فعلا انك مبتحبهوش، لازم تجاوبي على كل الأسئلة دي لحد ماارجع 


استدارت تواليه ظهرها تفرك بكفيها

-ترجع بالسلامة وبعد كدا هنتكلم ياياسين، وبعدها نقرر هنعمل ايه، فيه طفل برئ بينا مالوش ذنب 


هدخل اخد شاور، يادوب علشان متأخرش ..اومأت واتجهت إلى الأريكة تجلس عليها بحزن 

توقفت متجهة لحقيبته، تضع مصحفه ومسبحته، تلمست ثيابه ثم رفعت كنزته تستنشق رائحتها بوله

-وبعدهالك ياعاليا ، ليه بقيتي ضعيفة كدا، أمسكت زجاجة البرفيوم، تقربها من أنفها مغمضة العينين..استمعت لهمسه بإذنها

-ريحتها حلوة..هبت فزعة، حتى سقطت من كفيها :

-دي دا ..بدأت تهمهم كلمات غير منسقة، تراجعت للخلف واستدارت تهرب من نظراته 

-أنا كنت كنت يعني بشوف ريحتها

-عجبتك!!..استدارت بعيونًا مستفهمة

أشار إلى عطره

-ريحتها..صمتت تنظر إليه بصمت تهمس لنفسها

-إزاي اقولك بحب ريحتها عليك بس..

عاليا..!!أخرجها من شرودها وهو يجذب ماكينة الحلاقة 

-أنا كنت ناسيها، هادخل اخد شاور

اومأت تنظر للأسفل دون حديث..ابتسم لها ثم تحرك للداخل، ذهبت ببصرها لحقيبته مرة اخرى، جذب نظرها ذاك الوشاح الأحمر، تحركت إلى أن وصلت إليه، فامسكته تنظر إليه بذهول

-دي بتاعتي ايه اللي جابها هنا، ضيقت عيناها متسائلة ثم وضعتها فوق الحقيبة، لترى ماذا سيفعل بعد خروجه 


خرج بعد فترة، توقف ينهي ارتداء ثيابه، ثم اتجه يجمع اشيائه الخاصة وعيناه تراقب جلوسها بصمت ، وصل لحقيبته، وجد وشاحها ، رفع نظره إليها وجدها تنظر بالخارج، ثم وضعه مرة أخرى في الحقيبة، رغم نظراتها الخارجية إلى أنها رأته من زجاج النافذة 


ابتسمت تضع رأسها على ركبتيها ومازالت نظراتها بالخارج، تحرك إلى أن توقف خلفها

-أنا ماشي محتاجة حاجة..توقفت مستديرة إليه

-خلي بالك من نفسك، وقول لكريم انا سامحته مبقتش زعلانة من حد فيكم 

دقق النظر بموجها الهادئ وابتسم:

-لا كدا انا خايف على نفسي، ناوية على ايه يابلقيس، بقولك انا مش ناقصني جنان ..ضحكة ناعمة من بين شفتيها قائلة:

-هعتبر دا هزار مش كدا ياملك الهكسوس..ارتفعت ضحكاته وهو يجذبها لأحضانه:

-تعرفي بقيت أحب الهكسوس، فكريني بس هم احتلوا مصر كام سنة، علشان ناوي اعمل زيهم 

ارتفع نبض قلبها من قربه المهلك، فرفعت رأسها وتقابلت عينهما بكثير من الأحاديث الخفية عن اللسان ولكن تفضحها العيون..استدار بعدما شعر بضعفه أمامها، وتحمحم قائلاً 

-خلي بالك من نفسك..قالها وهو يجر حقيبته، أسرعت خلفه

-ياسين!!

توقف ومازال يواليه ظهره، اقتربت تقف خلفه واردفت بصوتًا متحشرج:

-لا إله إلا الله..

-محمد رسول الله..قالها دون النظر إليها واتجه للخارج، جلست بمكانها وانسابت عبراتها 

-إزاي هقدر اعدي اليومين دول بعيد عنك، شهقة خرجت تضع كفيها على فمها

-اتجننتي ازاي تفكري فيه بعد إهانته ليكي، فوقي ياعاليا، حتى لو حبتيه، لا إنتِ مش بتحبيه، دي هرمونات الحمل أيوة انا عارفة دي هرمونات الحمل


الصفحة التالية