رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 28 - 2 السبت 15/6/2024
قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نابغة بعصر الأغبياء
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الثامن والعشرون
2
تم النشر يوم السبت
15/6/2024
❈-❈-❈
دنى منها الملك وانحنى لها باحترام وقال لها:
-طلباتك مجابة منذ الآن أي ما كانت.
ابتسمت بسعادة وقالت له إيزيس:
-تلك الدعامة الموجودة في البهو الكبير … إنني أطلبها منك.
لم يكن الملك يتوقع منها هذا الطلب لكنه لم يكن ليرفض لها أى طلب مهما كان، انقضى النهار بطوله والعمال في جد يقومون بخلع الدعامة وإيزيس تقف في انتظارهم أن ينتهوا من عملهم بكل شوق وحب .
كانت تتابع الموقف في ترقب شديد فقد طال الانتظار لرؤية الحبيب، وبعد أن أتم العمال انتزاع الشجرة من مكانها قامت إيزيس بشق اللحاء فظهر التابوت.
ارتمت على التابوت تبكي باشتياق بعد ان وجدته أخيراً ونظرت للملك وطلبت منه برجاء: إنه رجاء وليس أمراً أيها الملك الطيب.
استمع لها باهتمام وإنصات فأضافت:
-أريد تجهيز البهو الخاص حتى ألقي تعويذة لتعيد المعبود أوزوريس إلى الحياة.
وافق على الفور وبمساعده العمال قام بسحب التابوت ووضعوه بمنتصف بهو القصر ووقفت إيزيس تلقي التعاويذ الخاصة بمراسم التقديس والإجلال.
بعد أن انتهت حمل العمال التابوت فوق القارب الذى ستبحر به إيزيس، وهكذا انتهت رحلة إيزيس بعد طول عناء بأن وجدت محبوبها فقد كافأها الإله الكبير رع وأعاد إليها حبيبها.
وهنا تبدأ مرحلة جديدة من الأسطورة وهى لا تقل أهمية عن المرحلة السابقة، فعندما وصل القارب إلى حيث شاء الرب، قامت إيزيس بمحاولات عديدة لفتح التابوت، وبعد عناء شديد تمكنت من إزالة الرصاص ثم قامت بفتح الأقفال وأخيراً رأت جسد الحبيب أمام عينيها.
بكت وانتحبت وتمتمت بصوت خافت:
-أنا الآن استطيع أن ألمسك مولاي الحبيب أوزوريس.
فكرت بعقلها قليلاً بعد أن نحت قلبها جانبا وفكرت بأن عليها الآن وقبل أن تشبع رغبتها في لمس محبوبها أن تراجع التعاويذ لتعرف ما يجب عليها أن تفعله، وبالفعل قامت بذلك وعلى الرغم من أنها لم تكن في حاجة حقيقة لمذاكرة التعاويذ أو مراجعتها إلا أنها رأت أن تفعل ذلك، فهو أوزوريس الذى تحاول إنقاذه ولذا فهى لا تقبل أن يكون هناك أى احتمال للسهو أو الخطأ.
بدأت إيزيس في تلاوة التعاويذ والأدعية وألحت على الإله وأعادت مرات ومرات بل وقامت بترتيل أقوى التعاويذ وهى التعويذة القادرة على إعادة الحياة.
وقفت بنترشيت مرة اخرى وهي تحاول أن تتذكر نص التعاويذ بالرغم من قرارها بعدم كتابتها وتدوينها إلا أنها فعلا قد استفادت كثيرا من قرائتها لتلك البردية.
لم تستطع تذكر ذلك النص تحديدا فقد تذكرت دخول سيتي عليها بتلك اللحظة وما دار بعدها من شجاره مع سليم حسن فزفرت بضيق وهي حقا تريد استكمال قراءة باقي تلك المخطوطة.
انتظرت عودته بفروغ صبر حتى تخبره بذلك الأمر الهام الذي تريد فعله، وبالفعل فور أن دلف وبمجرد أن رأته هتفت بلهفة:
-مولاي سيتي، أريد التحدث معك بأمر هام.
اقترب منها وانحنى يقبلها بحب وابتعد هاتفا بمشاكسة:
-ألا يفترض أن تستقبلي زوجك بعد يوماً شاقاً من العمل بالأحضان والقبلات أولا وبعدها ربما تحضرين له الطعام ليملئ جوفه الجائع، ووقتها فقط سيكون كله آذان صاغية لما تودين التحدث بشأنه.
رمقته بنظرة حادة فأحياناً لا تتقبل مزاحه وخصوصوا وهي بتلك الحالة، فهم هو على الفور غضبها من مجرد النظر لملامحها، فاقتضب وجهه وقال بصوت حاد:
-لماذا أشعر دائماً أنك تتصيدين اي شيئ لافتعال مشاجرة بيننا قيثارة الحب.
ردت مؤكدة:
-بالعكس تماما، ولكني أحياناً لا أتقبل المزاح وقت الجد.
جلس أمامها وسألها بترقب:
-حسنا، بما أنه وقت الجد فاخبريني ما تريدين التحدث بشأنه؟
أخبرته كل شيئ عن المخطوطه وقرائتها المفصلة لها، عكسه هو الذي وقعت عينه عليها لجزء من الثانيه وأخبرته موضحة:
-تلك البردية تحتوي على أهم أسرار الحياة الأبدية، وبها تعويذتين هامتين إحداهما هي تعويذة الخلود والأخرى هي تعويذة إرجاع الموتي من العالم الآخر و...
قاطعها مضيفاً:
-ما الأمر المهم بهذا الشأن؟
تعجبت منه وقالت:
-إن استطاعوا فك رموزها سيصبح العالم بفوضى و...
قاطعها مجدداً:
-لن يستطيعوا حبيبتي، أظنك قد نسيتي أن فك رموز تلك المخطوطة أمراً خاصاً فقط بكهنة المعبد ولا أحد غيرهم، وكان أيضاً محرما عليهم استخدامها لأنفسهم ولا حتى لملوكهم، فهي مخصصه فقط للمعبودات، كحال إيزيس وأوزوريس أنصاف البشر.
ابتسم لها وعاد يوضح:
-التعويذة قوية جداً ولن تفلح على البشر ولا الموتي بأجسادهم الضعيفة وروحهم الأضعف، لذلك لابد أن يكون نصف إله حتى تفلح معه، وإلا فقوة التعويذة قد تفتك بالجسد وتقطعه لأشلاء.
أومأت له فسحبها داخل حضنه وغمز لها متسائلاً:
-هل كنتِ تنوين استخدامها؟
توترت وردت:
-إن احتجت لها بيوم من الأيام، نعم سأستخدمها دون شك.
سألها بحيرة ودهشة:
-ولمن قد تحتاجيها؟
أجابته بتأكيد: إن حدث لك أو لطفلنا أي مكروه فلن أتردد لحظة باستخدامها، ولكن المعضله أنني لم أتذكرها بشكل صحيح لذلك أريد قرائتها وحفظها غيبا.
أدار وجهه للجانب وشاكسها قائلاً:
-هل تتوقعين أنني لا أعرف المكتوب بها وأحفظه غيبا؟
ردت تؤكد:
-مولاي، أنت لم ترها إلا لثوان معدودة وأيضاً أنت لا تعلم رموز فك الطلاسم و....
قاطعها موضحاً:
-مثلما تعلمت اللغات بسرعة فائقة، استطيع قرائتها وعيني مغلقة بنترشيت؛ فتلك التعويذة التي تجعلني معك اﻵن هي أيضاً من أقوى التعاويذ ولكنها مخصصة للبشر وهي الأفلح لحالتي وتساعدني أيضاً على سرعة التعلم.
ابتسم وقال:
-وفقط من مراقبة حياتك لآلاف السنوات تعلمت الرموز حبيبتي.
تعلقت بذراعه وقالت بلهفة:
-حسنا، أخبرني بسرعة ما تبقي من المخطوطة حتى أدونها هنا بتلك الورقة.
سحبها منها وقرأ ما كتبته وقال مبتسماً:
-لقد توقفتِ عند التعويذة وتريدين معرفه ما حدث بعدها؟
أومأت بصمت فقال لها وكأنه يقرأها أمامه:
-بدأت إيزيس في تلاوة التعاويذ وألأدعية وألحت على الإله وأعادت مرات ومرات، بل وقامت بترتيل أقوى التعاويذ وهى التعويذة القادرة على إعادة الحياة.
تخطى هو الآخر سر التعويذة وأكمل:
-وبالفعل استجاب الإله لدعواتها وعادت الروح إلى الحبيب الذى طال انتظاره وسعدت إيزيس بحبيبها أوزوريس، وعاشا في هناء لا يعرف مثيله إلا من حرم من محبوبه حرماناً حقيقياً ثم رد إليه.
غمز لها بحب وقال مضيفاً:
-مثلما حدث معنا حبيبتي، فقد حرمنا من بعضنا البعض وتمزق فؤادنا حتى نعلم قيمة تلك اللحظات التي نقضيها سويا دون شجار قيثارتي.
ابتسم بنهاية حديثه فضربته على صدره توبخه فانحنى يلتقط فمها بحب وغزل وسألها بصوت خافت:
-أين الصغير سيتي؟
أجابته بترقب:
-نائم بالدخل.
حملها وتوجه بها لغرفة نومهما وقال بإثارة وشبق:
-آه يا من سرقتي قلبي واتلظى بنار قربها وبعدها، سأستمر بمضاجعتك حتى تستمع القاهرة بأكملها لصياحك حبيبتي.
تذكرت قوله لتلك الكلمات قبلا عند زيارتهما لزمنهما، وكم كانت سعيده وقتها فقبلته بقوة فألقي بها على الفراش وقفز فوقها ليعتليها، فنادته بصوت حنون:
-مولاي سيتي.
همهم بإثاره وهو يقبل عنقها بنهم:
-قيثارتي.
قالت برجاء:
-ألا يمكننا زياره تيا ورعمسيس مجددا؟
ابتسم وهو يخلع عنه ملابسه ويفعل بها المثل ويقبلها من أنحاء جسدها العاري مجيباً بتأكيد:
-بلى حبيبتي يمكننا.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية