-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 45 - 1 - الأربعاء 26/6/2024

 

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الخامس والأربعون

1


تم النشر يوم الأربعاء

26/6/2024

❈-❈-❈


كان يجلس مكانه في ذلك الإجتماع بشكله المهيب الوسيم وعقله الفذ، عينه تنظر الى الباب بين اللحظة والأخرى، كأنه ينتظر قدومها لتخطو على اوتار قلبه، يجلس في المقعد المقابل لها ولكنها إلى الآن لم تاتي وصراع من الأفكار داخله عقله، لما لم تاتي حتى الآن؟ لما تأخرت على غير العادة؟ هل هذا الامر مرتبط بكلامه الاخير معها؟ هل تجاوز! هل أخطا بانه باح بمشاعره! قبل ان يتاكد من مشاعرها… 


لكنه اكد لها ان ذلك الامر يؤثر على علاقه العائلتين ان حدث ما لا يتمناه ورفضته، لكن نظرة فهد العادي، وهو يسأل:


_ من ننتظر لقد حضر المدير الاداري نائبا عن الديب: جروب، وانت تمثل AA جروب  Ak ديزاين، عبد الرحمن الناغي اتصل ليعتذر عن الحضور، لقد تأخرت طائرته من امريكا، هل هناك أحد بعينه تنتظر؟ 


ابتسم بهدوء إلى فهد الذي يعد صديق وها هو ليمثل والده في الفترة الاخيرة رغم انه لم ينهي دراسته بعد, وهو يرد:


_ مش حد معين بس اكيد البيهي جروب محدش حضر..

_ ما عليه احمد بننتظر خمس دقائق اخرى بعدها نبدأ الاجتماع.. 

كان فهد يتكلم بثقه تنبع من داخله، طفل تربى على انه قائد منذ صغر، فهو يعد لذلك المكان وما هو أكبر منه، ليس فقط قياده شركه بل قد يأتي اليوم  الذي يقود فيه دولة،  لذا كانت نظرة عينيه كمن يدرك جيدا ان احمد ينتظر احد بعينه، وليس فقط اي ممثل للبيهي جروب.. 


بعد قليل رفع فهد ساعته وأشار لاحمد حتى يبدأ الاجتماع… 

كانت النقاط التي طرحت محملة بأفكار بناءة، لكن أحمد ما ان انتهى جمع أوراقه في حقيبته الخاصة حمل اللاب توب خاصته، وكاد يتحرك وهو يقول: 


_ هستناك على العشاء

_ مرة أخرى..

_ الدكتور عادل هيزعل

_ وانا ما يرضيني زعل دكتور عادل ولا ازعلك، ان شاء الله ما بتأخر.. 


بعد وقت كلا كان يتحرك كل الى سيارته، احمد اخذ طريقا مختلفا كان يتحرك إلى شركة البيهي، أراد ان يعرف لما لم تأتي؟ وهل هو السبب الأساسي في عدم تواجدها في اجتماع؟ لتمثل شركتهم به.. كان لا يعرف ماذا عليه ان يقول بالتحديد؟ يخبرها انه يرفع عنها الحرج، وماذا عن ما يشعر به؟! 

بينما هي كانت تجلس  أمام أحد التصميم تبدو شاردة وكأنها تفكر في كيفية بناء الكون، وليس احد الثغرات في ذلك المجسمم الذي قررت ان تعمل عليه، وتترك العمل مع ذاخر، غافلة عن انه يعاني هو الآخر من أشياء أخرى، ليس فقط ميوله على ما يبدوا ان الوحش بدأ اللعب بطريقة مختلفة، انهيار شركته في الخارج، بعض المشاكل التي لم تكن تخطر له على بال..


 كانت سبب في ان يجعله يفكر في العودة إلى حيث ينتمي، فهو مصري بالاسم فقط، حياته هناك بين بلاد الثلج يشعر بالدفء في ذلك العنف الذي ينبع من داخله، ويختلط بروحه ويكونه هو.. فلقد مر وقت طويل منذ ان ادرك ميوله ومع ذلك لم يفكر في العلاج، لم يستطع عن يكشف روحه أمام أحد، ليشرحها ويحاول تنظيف الجرح فهل من السهل ان تحول السلوك وتغير الميول؟ 


كان يقف بباب المكتب ينظر لها منذ دقائق، لكنها لم تنتبه له رغم ان عطره يسبقه اليها كانت كأنها في فجوة بعيدة عن المكان لا تشعر بشيء ربما فقدت الشعور من الأساس سأل:


_ سرحانة في ايه يا دانا 

انتفضت ما أن شعرت به وهو ينطق اسمها بطريقة مختلفة وكأنه يتذوق كل حرف من حروف الاسم، وعينيه تأكل تفاصيلها التفتت لتنظر له، ولا تدري لما شعرت بالخوف وكأنها محاصرة داخل اهداب عينيه وجدت نفسها تتحرك من أمام الماكت تجلس على مكتبها، وهي تقول بجدية وطريقة رسمية:

_ باشمهندس 

شعر بصدمة من نطقها للقبه وكأنها صفعته ربما البرود في عينيها، وعقله يسأل ما هو السبب محاولتها ان لا تنظر له؟ وكأنه شيء غريب دار في رأسه  تظهر أسئلة  كومضات محملة بالخوف، هل حدث شيء؟ ام معرفه شيء؟


 نفض افكاره فهي بالتاكيد لا تعرف سره الدفين، الذي لا يدركه أحد الا محظيته الخاضعات له، والآتي يدفع لهن بسخاء، مقابل ذلك الالم الذي يغدقه عليهم بسخاء ايضا.. ابتلع ما في فمه وهو يقول:

_ مضطر اسافر عندي مشكلة بالشركة بتاعتي 

كان ينتظر منها اي شيء الا ان تفرد يدها على المكتب وهي تقول:


_ تمام  براحتك 

نظر لها باستفسار وكأنه لا يصدق ذلك الوجه الذي ينظر له بجمود، في اللحظة التي  طرق فيها الباب المفتوح ودخل  احمد عبدالله الى المكتب نظرت له دانه بدهشة، ولكنها رسمت ابتسامه لم تصل الى عينيها، وهي تستمع له: 


_شكلك نسيت الاجتماعي كنت جاي لك علشان.. لكنه بتلعب باقي الكلام لانها ليست بمفردها، ولكن لما يظهر على وجهها تردد ممزوج بخوف خفيف يلوح في عينيه وكأنها تحت ضغط، هل وجوده هن ما يسبب لها ذلك؟ الا انها ابتسمت له وهي تقول:


_ الظاهر اني نسيت الاجتماع يا أحمد. 

ارتجف قلبه وهو يستمع لنطقها باسمه كانها تعزف لحن على اوتار قلبه اخرجته من أفكاره وهي تقول: 


_ عرفك باشمهندس ذاخر مهران شريك بابا في مشروع.. 

مد احمد يده يسلم  رغم عدم شعوره بالراحة من نظرات ذاخر الذي يكبره بعشرة سنوات أو أكثر، وكذلك فعل ذاخر بينما ينظر له يريد أن يسبر أغواره لكنه التفت إلى دانة التي أكملت 


_اعرفك يا باشمهندس  أستاذ أحمد عبد الله  نائب رئيس مجلس إدارة AA Group 

_ اهلا وسهلا 

دانة: وخطيبي…


بهت وجه ذاخر ونظر لها أحمد بستفسار، في اللحظة التي كان فيها ادهم يقترب من مكتب أبنته، بعد ان علم أن ذاخر آتى إلى الشركة ولم يأتي الى مكتبه، يريد ان يعرف ما الذي لم يفهمه في تنبيهه له، من أن يبتعد عن ابنته، ورفضه له الذي  أوضحه بكل الطرق هو إلى الآن لا يعرف ما هو الرد المناسب الذي قد يفعله؟ 


ولكن تلك الكلمة التي خرقت اذنه قبل ان يدخل الى المكتب، جعلته يبتسم هل استيقظت ابنته من تلك المشاعر الواهية التي كادت ان توقع بها في هاوية سحيقة من العتمة، ام لم يكن هناك شيء وهو الذي توهم، فابتلع الأفكار في عقله وتحرك إلى مكتب مرة أخرى فيدوا ان ابنته تستطيع الرد،  لكن ماذا عن أحمد عادل هل هناك شئ بينهم وكيف تقول انها خطيبته دون أن يكون هناك شئ، 


اما في المكتب الصدمة على وجه ذاخر كانت واضحة بينما أحمد ينظر لها وهي تنظر الى ذاخر، وكأنها تتوقع رده ان هناك حلقة ناقصة، عليه أن يعرفها لقد.تسرب الشك إلى قلبه، هل هناك شيء يربط بينهم؟ هل تحاول الهروب من ذاخر فتلجأ إليه؟ وهل سيكمل ام يرفض ان يكون مجرد درع؟


 لكنه تعامل كرجل أعمال يعرف جيدا متى تكون الصفقة رابحة لهذا ابتسم لها وهو يقول: شكلي جيت في وقت مش مناسب يا قلبي، عندك شغل مهم 


هزت راسها تؤكد كلامه ربما لانها تريد ان تهرب من نظرات عينيه التي تسبر أغوارها، بينما ذاخر خرج من المكتب وهو يقول: 


_ فرصة سعيدة استاذ احمد مبروك يا دانا بعد اذنكم… 


تحرك بهدوء وبرود وكأن الأمر لا يعني بينما يشعر بداخله ان  قلبه طائر يرتجف ينتفض وعقله يسأل لما؟ لقد كان على أتم استعداد اللجوء إلى مختص يبحث عن العلاج لما يعاني منه ان كان ما يعاني منه مرض؟ لما فعلت به ذلك؟ بعد ان كاد ان يفكر جذريا في الهرب من العتمة، ولكن هل عليه ان يهرب من اجلها؟ ام من اجل نفسه…


 اما احمد كان يرفع الحرج عنها وهو يقول: هسيبك دلوقتى ونتكلم  بعدين.. 

_انا 

_ مش وقته 

وتحرك حتى يقود سيارته إلى مكان بعيد لا يعرفه أحد غيره يأخذه التفكير في كل ما دار امام عينه اليوم، بعد لحظات رفع  الهاتف إلى أذنه وهو يقول: 

_ دانا انا موافق اني اكون ليكى درع 

_ مش فاهمه 

_ لا فاهمه يا بشمهندسه، شكلي فعلا اتاخرت بس ده مايمنعش ان انا قلت لك اني موافق. 

_ انت مش فاهم

_ لا فاهم، لكن اللي فات ده بتاعك بس اللي جاي بتاعنا، ده لو انت قد الكلمة اللي قلتيها 

_ كلمة ايه؟

_ اني خطيبك 

الصفحة التالية