رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 33- 2 - الأربعاء 5/6/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثالث والثلاثون
2
تم النشر الأربعاء
5/6/2024
بعد قليل وصلت سيارة الإسعاف لتقوم بنقله إلى المشفى بغضون دقائق
خرجت غزل من غرفة العمليات بجوار إحدى زميلاتها
-من زمان قوي معملتش عمليات ولا وقفت في غرفة العمليات اصلًا، الحالة صعبة قوي ياهند، لولا قريبك صدقيني مش لحاجة أبدًا بس أنا وعدت جواد علشان عارفة تعبي غير أن المريض امانة، متنسيش العمليات دي لازم تكوني قادرة على كل المصاعب، وانا قلبي مبقاش متحمل بحاول اكون كويسة قدام الولاد
ربتت على كتفها زميلاتها التي تعمل ب قسم المخ والأعصاب قائلة:
-عارفة ياغزل علشان كدا مقدرتش اثق في حد بعد ربنا غيرك
ابتسمت غزل تربت على كتفها، هنا شعرت بألم يغزو صدرها، رفعت عيناها لصديقتها وهي تضع كفيها على صدرها
-معرفش حاسة بوجع شديد في صدري، سحبتها صديقتها للمقعد قائلة:
-أنا آسفة بجد ياغزل، عارفة تعبتك جدا بالعملية، دول اتناشر ساعة ياربي ياريتني مااصريت عليكي هزت راسها
-لا لا..دا مش وجع جسدي، حاسة بحاجة وحشة حتحصل، رفعت كفها لصديقتها :
-مش قادرة أتنفس ..استدعت صديقتها الممرضة
-اعملي لميوناد بسرعة للدكتورة، وقامت بتدليك صدرها بهدوء ..ارتعش جسدها تشير لهاتفها
-تليفوني ياهند هاتيه من فوق المكتب، عايزة اطمن على جوزي والولاد
ابتسمت هند تهز رأسها :
-لسة زي ماانتي، دا إرهاق حبيبتي من الوقفة وانتِ تعبانة أصلًا
نهضت بتخبط تلوح بيديها
-لا جواد حصله حاجة اكيد، لازم اطمن قلبي مقبوض قوي ..يارب مش حمل وجع قلب يارب ألطف بقلبي
لحظات واجابها جواد
-ايه حبيبي..سحبت نفسًا وهدأت
-عامل ايه؟!..ابتسم وهو يلاعب سفيان
بلعب انا وسفيان وبنرسم وبنعمل حاجات كتيرة يانٓانٓا، ايه مش عايزة تيجي تلعبي مع جدو..قالها جواد مازحًا
ابتسمت وانبثقت عبرة من بين جفنيها
-وجدو كمان واحش نٓانٓا قوي، خلصت ياجدو وهرجع بعد شوية
صمتت للحظات وهي تسمع صوت سفيان
-نانا جدو بيلعب حلو قد البحر..حبيب نانا فين مامي ..اخذ جواد الهاتف متسائلاً :
-زيزو مال صوتك، أزالت عبراتها، فخرجت صديقتها قائلة:
-غزل هشوف المرضى، حاسة إنك احسن
اومأت لها فتحركت للخارج واتجهت تحادثه:
-مفيش شوية إرهاق ..توقف من مكانه يشير إلى سفيان
-حبيب جدو كمل لعب هروح اجيب نانا وجي، ثم صاح على مربيته
خلي بالك من سفيان انا خارج ..قالها وتحرك ومازال يهاتف زوجته
-غزل انا جاي لك في الطريق، متخرجيش لما اوصل
فركت جبينها قائلة بصوت مجهد:
-أنا كويسة حبيبي ...ولكنه صاح دون جدال :
-غزل قولت جاي في الطريق مش عايز اعتراض
هزت رأسها رافضة حديثه واردفت
-كلمت ياسين النهاردة ياجواد ، استقل سيارته وهو ينظر لخروج عز السريع
توقف يغلق الباب واتجه إليه ولكنه اسرع بسيارته دون الرد عليه، قطب مابين حاجبيه:
- الواد دا بيجري كدا ليه..بتر حديثه اتصال جواد حازم به
-ايه حبيبي..سحب نفسًا وزفره بهدوء يطالع جاسر المسجى على فراش المشفى
-خالو !!..جاسر اتصاب واحنا رايحين المستشفى
ابتلع جمرة ألهبت جوفه ، ليسحب نفسًا حتى يتسع صدره الذي انقبض فجأة متسائلا:
-عامل ايه ياخالو، الإصابة خطيرة
قالها وقلبه عبارة عن كتلة نارية وقاد السيارة بسرعة جنونية ورغم سرعة سيارته إلا أنه وجدها تخطو كالسلحفاة، اتجه لهاتفه مرة أخرى متسائلا بنبرة قلقة
-حبيبي مبتردش على خالك ليه إصابة جاسر خطيرة:
ازال عبراته يهمس
-الرصاصة بصدره، الدكتور يونس بيقول بعيدة عن القلب، بس مكانها مؤثر
-لله الأمر من قبل ومن بعد، ومانقول إلا ما يرضي الله..خير إن شاءالله ، ربنا يحفظه بحفظه، هجيب غزل خلي بالك من ابن خالك ..
دقايق ونكون عندك ..قالها وأغلق الهاتف ...
من أمام المشفى العسكري تأهب الجميع لتلقي المصاب ..كان بانتظاره عز وصهيب الذي هاتفه عز
تحرك صهيب بقلبًا مفطور يطالع ذاك المسجى
-ايه الاخبار، تسائل بها وهو يتحرك بجوار الفراش المتنقل، مسد على وجهه يطالعها
-جاسر حبيبي سامعني، كان المسعفون يتحركون به سريعًا متجهون للداخل طالعه المسعف
-لو سمحت لازم نشوف شغلنا، المصاب لازم يدخل عمليات، توقف أمامه ثم انحنى يلثم جبينه وكفيه فوق خصلاته
-جاسر حبيبي سامعني ، رفرف بأهدابه
هامسًا بصوت متقطع :
-"جنى"..ابتسم صهيب ممسدًا على خصلاته ..اتمسك حبيبي بالدنيا، سامعني ..همس اسمها مرة أخرى ثم اغلق عيناه بدلوفه لغرفة العمليات، اتجه صهيب لجواد حازم متسائلاً :
-ايه اللي حصل ياجواد..قص جواد ماصار ثم جلس على المقعد قائلاً:
-أنا اتصلت بعز الأول ، مقدرتش اعرف خالو، بس واحنا جاين جاسر فضل يردد اسم خالو،خُفت يحصله حاجة
هز صهيب رأسه رافضًا حديث جواد ثم هتف
-لا إن شاءالله مش هيحصله حاجة أنا متأكد، هيفوق أيوة هيفوق، الإصابة مش خطيرة
بعد فترة قصيرة وصل جواد الذي حاول التماسك حتى لا يضعف أمام زوجته ورغم نبضه المتسارع خوفًا على ابنه إلا أنه احتضن غزل قائلا:
-غزل الواد كويس بطلي عياط لو سمحتي..وصلت بساقين تتخبط من الخوف تبحث بالوجوه علها تجده، رأت صهيب واقفًا أمام غرفة العمليات..همست بشفتين مرتعشتين
-صهيب..!!التفت صهيب على صوتها، توقفت تطالع تلك الغرفة وقلبها يئن بالألم كأنه يقتلع من صدرها
اقتربت وجسدها ينتفض وعيناها تدفع الدمع بالدمع كالشلال ..
-ابني عايش ياصهيب، قولي اه وحياة عز عندك تقولي اه
رفع عيناه المتحجرة بالبكاء لأخيه وهمس له
-عايش والله وكلمني كمان، الدكتور بيقول الرصاص بعيد القلب، إن شاءالله هيطلع كويس..اسندها جواد عندما وجد تلاشي جسدها بالوقوف
-غزل حبيبتي سمعتي جاسر كويس، وكلم عمه، وانا عندي يقين بالله حبيبتي أن ربنا هيحميه ..بطلي عياط بلاش تجهدي قلبك
-ابني ياجواد عايزة اشوف ابني، عايزة اشوف ابني كنت حاسة أن فيه حاجة هتحصل لولادي، ابني ..جاسر..ظلت ترددها ببكاء..
-كأن جاسر مالوش حظ من الحياة ..آآه..قالتها بشهقة ملتاعة خرجت من اعماق قلبها الذي ينزف داخليًا
ضمها جواد لأحضانه، محاولا التماسك، يعلم أن الحمل ثقيل عليها ولم يعد لديها مقدرة للحزن والألم، نظر لصهيب
-اتصل بمليكة ياصهيب خليها تجيب البنات وتجي علشان اخوهم
-بلاش اتصال ياجواد، عز هيروح يجبهم ماتنساش بنتك حامل
❈-❈-❈
اومأ بصمت وهو يسحب عيناه الذي ضعفت وتجمعت الدموع تحت اهدابه
اقترب عز يجلس أمام عمه على عقبيه يحتضن كفيه قائلاً:
-عمو جاسر هيعيش وهيقوم منها صدقني، انا عارفه قوي ...رفع ذراعه يمسد على رأسه
-ربنا يحميكم لشبابكم يابني ، ربت على كتفه
-قوم هاتلي البنات ياعز، وقول لبيجاد الاول علشان غنى، وانت حبيبي خلي بالك على ربى
ازال عز دموعه الذي زخمت بوجهه ونهض من مكانه
-حاضر، ذهب ببصره لغزل التي تغمض عيناها ودموعها تنساب بصمت، ثم انحنى يقبل جبينها
-إن شاءالله هيقوم بالسلامة..هزت رأسها بدموعها دون حديث