-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 31 - 2 - الثلاثاء 11/6/2024

  

    قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الواحد والثلاثون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

11/6/2024




عصرًا 

أمام المقابر الخاصة بـ عائلة العوامري 

كان هنالك أكثر من جنازة سايقة لكن كان أخر الجنازات هي جنازة عُمران 

وقف سراج إمامً بالمُصلين، يحاول  الا يختنق صوته ببكاء، صامدًا حتى إنتهت الصلاة قاموا بوضعه بالثري، ثم تجنب الثلاث على جانب يتلقوا التعازي... 

عقل كل منهم يعود بذاكرته لأحد المواقف حصلت مع عمران وكان لها تأثير واضح بحياته 

كان أولهم 


سراج

ذكري ليلة زواجه بـ فهيمه 

كم كانت تلك اللحظة قاسيه على قلب الفتي الذي يقترب من الثانيه عشر بعد وفاة والدته بحوالى عام ونصف كان يرا إلحاح عمتيه على عمران للزواج وهو كان يرفض ذلك لكن مع كثرة إلحاحهن  خضع لهن،ولتلك الزوجه التى كان هو أول قسمتها فرق كبير بينهما فى العُمر،لكن بنظر أهلها  ثراء عمران  يعوض ذلك الفرق وللغرابه أنهم ليسوا فقراء بل عائلة ميسورة... شعر بغضب كبير وهو يراه يدخل الى المنزل بها،وصل به الأمر أنه بات تلك الليلة بالمقابر جوار قبر والدته،ظن أنه لم يلاحظ غيابه،باليوم التالى عاد عصرًا كان عمران يكاد عقله يشت حين لم علم أن سراج منذ ليلة أمس وهوليس بالدار...قبل أن يأمر الحرس بالبحث عنه كان يدخل الى المنزل،نظر له عُمران بغضب سُرعان ما تحول الى قلق بسبب ملابسه الرثة الغير نظيفه،إقترب منه سائلًا:

كنت فين من عشيه.


قبل أن يُجيب كانت صفعة تدوي فوق إحد وجنتيه،إهتز لتلك الصفعة جسد سراج وضع يده على وجنته مكان الصفعة ورفع وجهه ينظر الى تلك التى صفعته ولم تكتفي بذلك بل إستهجنت بالحديث:

كان صايع تلاجيه ملموم على شِله صايعه وراح لعندهم.


ذُهل عمران من تلك الصفعه وشعر بالغضب وكاد ينهر ولاء التى فعلت ذلك،لكن بنفس الوقت جائت رحيمة ضمت سراج وهي تنظر الى ولاء بكُره قائله:

تنشل اليد اللى تتمد على واحد من ولاد أختي،وان إتكررت الضربه دي أنا مش هسكتلك هجيبك من شعرك وهمسح الدار كلها بجتتك.


تجمدت الدمعة بعيني سراج وضم نفسه لـ رحيمه ونظر نحو والده قائلًا:

أنا مكنتش صايع،أنا كنت نايم جنب قبر أمي،ولما صحيت لقيت حشايش وورق شجر ناشف جنب القبر نضفته،كنت بتمني أفتح القبر وأنام فى حضنها.


ضمته رحيمه بحنان قائله بتسرع:

بعيد الشر عنك،إن شاءلله عدوينك واللى يكرهك،تعالى معاي،إتحمم وهجيب لك خلجات نضيفة.


نظره ألقاها سراج الى عمران،كانت كفيلة بتمزيق قلبه،وكان هذا بداية الفكرة برأس سراج لكن يمكث هنا كثيرًا بأول فرصه تتاح له سيبتعد عن هنا،وقد كان بمجرد أن أنهي دراسة الثانويه رغم مجموعه الكبير لكن أصر على البعاد ودخول الأكاديمية الحربية،أصبحت البلدة بالنسبه له كالوطن المهجور،لا يتمني العودة له الا لسبب واحد،حين يرقد جوار والدته بين الثرى،لكن شاء القدر للعودة والآن يضع والده بالثري بعد أن إفتداه،جزع فى قلبه اليوم يُعيد ذكريات بائسه.


بينما آدم يقف مُصابًا يرفع إحد يديه  بحامل طبي يضمها لصدره المُشتعل بالآلم،وذكري تمُر أمام عيناه كان بالسابعه من عمرهُ

حين كان يلهو بالإستطبل الصغير المُرفق بالمنزل،يلهو حول ذاك الحصان،يجذبه من ذيله يشد لجامه المربوط،لكن الحصان كان شرسًا،وجسد آدم بالنسبه له صغير،فجأة صهل الحصان رفع قدميه الأماميه لأعلى بعقل طفل أعجب بذلك وإقترب من الحصان يمسك لجامه لكن تعثر ووقع أرضًا ، الحصان كان غاضبًا،فتح فكه وإنحني  كانت إحد قدمي آدم قريبه منه بلحظة كانت تلك الساق بين فكي الحصان الذي لو تمكن منه لكانت بُترت بين أنيابه،لكن صرخة آدم سمعها عمران الذي كان قريب منه،بلحظة لم يُفكر وأخرج سلاحه من جيبه يصوب نحو رأس الحصان،تردي فى الحال تاركًا ساق آدم التى تنزف بغزارة،كذالك يتألم من ظهره،إقترب عمران من آدم حمله سريعًا توجه به الى إحد المشافي،كان تشخيص الطبيب أن الحاله ليست خطيرة لكن ذلك سيترك آثر على حركة ساقه لوقت،ربما يزول أو لا،لم ييأس آدم ولا عمران الذي إصطحبه لأكبر وأشهر الاطباء،حتى يعود للسير شبه طبيعيًا،فى نفس الوقت خرجت إشاعة أن الحصان قام بعض أحد أبناء عمران العوامري وتوفي....


كانت إشاعة وقتيه اليوم تمني ماذا لو كانت تلك الإشاعة حقيقية،لكن القدر مرسوم.


إسماعيل يشعر بإهتزاز قوي بجسده وهو يتلقى التعازي ويصافح المُعزيين...

ينظر نحو قبر عمران،دموع متجمدة بعينيه 

وذكري ربما كانت بسيطه لكن غرست بقلبه معني كبير،كان مشهورًا بالمُشاغبة بين زملاؤه وبعض المقالب،بعقل طفل ذو تسع أعوام يسعي خلف العلم...قرأ بأحد الكتب عن بعض التجارب العِلمية،

وضع الكحول فوق وسلك الألمونيوم ثم إشعاله،حقًا سيصدر شررًا،لكن ينطفئ سريعًا،جرب ذلك بالسلك فقط مجرد شظايا وتخفت سريعًا،ليجرب وضع الكحول،كان بالفصل مع زملاؤه،الكحول مع السلك ضاعف من الإشتعال هرع زملاؤه الى خارج الفصل يصرخون،هو حاول إطفاء النار وحين فشل هرب خلفه وترك الفصل الذي شبه إشتعل الادراج وقوائم الشبابيك بالفصل،لولا سيطرة  بعض العاملين بالمدرسة  على النار لاحترقت المدرسة بأكملها...عوقب من مدير المدرسة بصفعة قوية تركت آثر على وجهه...كذالك بفصله من المدرسة لمدة أسبوع وإرسال إستدعاء لولي أمره...لم يهتم بشئ هو يخشي رد فعل عمران حين يعلم... حين  عاد من المدرسه أخبر رحيمه بما حدث، زمته على سوء ما فعل، وخشيت من رد فعل عمران، لكن  غصبًا بيد مرتجفه وقف يطرق على باب غرفة النوم الخاصه بوالده،لم ينتظر كثيرًا فتحت فهيمه له الباب وتبسمت له،تنحنح بحياء،سمع صوت عمران من الداخل يحثه على الدخول:

تعالى يا إسماعيل.


دخل الى الغرفه يخفض رأسه،ذهب نحو تلك الآريكه الذي كان يجلس عليها عمران...

عمران الذي سُرعان ما شهق حين وقع بصره على أثار أصابع واضحه فوق وجه إسماعيل،نهض وجذبه سائلًا:

مين اللى ضربك إكده جولي.


إبتلع إسماعيل ريقه بصعوبه وقال بصوت خافت:

مدير المدرسة.


لم يسمع عمران سأله بقسوة:

جولي مين اللي ضربك إكده.


بصعوبه إبتلع ريقه وأجلى صوته وأخبره  وهو يمد إحد يديه بجواب الإستدعاء له:

مدير المدرسة وباعت لك الجواب ده.


لم يُخبره بقرار الفصل...مزق عمران الجواب وقال بعصبيه أنا لازمن أروح للمدير ده وأعرفه مقامه،دلوق روح لخالتك تعملك كمدات ميه سجعه على وشك عشان تهدا زمانها بتوجعك.


إندهش إسماعيل من رد فعل عمران،وإستغل الموقف قائلًا:

بتوجعني جوي يا أبوي.


ضمه عمران بحنان...شعر بسعادة بالغة....

باليوم التالى إصطحبه عمران الى المدرسة،دخل مباشرة الى غرفة المدير،فتح الباب دون إستئذان دلف متوجهًا نحو المدير الذي وقف فى البدايه كان متجهمًا لكن حين رأي عمران إبتسم بمجاملة،سُرعان مازالت البسمة بعد دوي صفعه على وجه المدير خلفها حديث عمران بغلظه وتعالي:

مش واد عمران العوامري اللى يد تتمد عليه،إحمد ربنا إنى مجتطعتش يدك.


ذُهل المدير،كذالك إسماعيل الذي يفتح فاهه،والمدير إستوعب بعد لحظات حتى فاق من الغفله شعر بالخزي ولو بخاطره لرد الصفعه عشره لـ عمران لكن سطوة عمران جعلته يتقبل ما حدث لكن  أخبره بجمود بما فعله إسماعيل...نظر عمران نحو إسماعيل الذي أخفض وجهه،ثم تدارك قائلًا:

ولو مكنش لازم تصفعه على وشه صوابعك معلمه فى وشه من إمبارح.


إنتهي الموقف بمؤازة عمران لـ إسماعيل رغم أنه كان مُخطئًا،اليوم من الذي سيؤازره لو أخطأ...دمعه ليتها تسيل من عينيه ربما تخفف وجع القلب.


كان هنالك بعض النسوة 

من بينهن إيمان التى تستند على كل من ثريا وقسمت 

وقفت تقرأ الفاتحه دموعها شلال مُتدفق لم تتوقع أن تقف تلك الوقفه،كانت دائمًا تشعر أنها قويه،لكن ذلك كذب هى ضعيفه بل ضعيفة للغايه إكتشفت ذلك الآن حين كان يخشي عليها من جموحها  بممارسة رياضة عنيفه الدراسه بجامعه لا تليق بذكائها رغم درجاتها العاليه،لكن إمتثل لإختيارها لتلك الجامعه التى مستقبلها ربما يستهزأون بها وهي مجرد "مدرسة ألعاب"كما كانت ولاء وإيناس يسخران منها،لكن هو ساندها،اليوم علمت سر قوتها

السر كان"عمران العوامري" 


❈-❈-❈


مساءًا

توافد المُعزيين

بين النساء 

كانت ولاء تنظر الى هؤلاء الأربع وخامستهم رحيمه التى تجاورها فهيمه كآنهن عُصبه عليها شعرت بالكُره تتنفس مثل الثعابين،وهي تفوه بغلول:

وش النحس خربوها وقعدوا على تلها.


بعد قليل 

نهضت ثريا مع والدتها وخالتها تصطحبهم ليغادروا بعد أن قدموا واجب العزاء،لاحظتهم ولاء،قامت خلفهن هذه فرصة ربما تنفث فيها عن ما تشعر به من غِل...

ودعتهن ثريا وكادت تعود لمجلس النساء،لكن توقفت أمامها ولاء تقول بهجوم:

وش النحس من يوم ما دخلتي دار العوامريه،أنتِ جبتي الموت فى قدومك...فى الأول غيث وياريتك إحترمتي موته لكن قبل من الاربعين دورتي على ميراثك منه،ورميتي شباكك على سراج،دلوق إتجتل عمران أوعاكِ تفكري إنى هـ.....


قاطعتها ثريا بغضب وكيد: 

اللى خدته من غيث ميجيش واحد فى الميه من قيمة ميراثي منه واللى حلله ليا ربنا، وإن كان على سراج لو مكنش رايدني مكنش وقع فى شباكي، والحج عمران ده عمره ومكتوب له، رغم أنه مكنش يستحق موته زي دي فى أمثالك يستحقوا  الشنق بسبب جبروتهم، بس تأكدي مهما كان جبروتك جاي لك يوم يا وباء... وبعد كده لازمن تحترمي مكانتي إهنه، انا بجيت مرات كبير العيله، سراج  العوامري، ومتحلميش بالمكانه اللى كنتِ عايشه فيها بين ستات عيلة العوامري الناقصه، أنا ست كامله... 


توقفت ثريا للحظات تنظر لملامح ولاء الغاضبه 

ثم تعمدت إغاظة ولاء: 

نسيت أعزيكي فى الحج عمران هو برضك كان أخوكِ، أنا أفهم فى الواجب والأصول كويس. 


لم تنتظر ثريا وتركتها وعادت للداخل جلست بمكانها تتخذ مكانتها كزوجة سراج، بينما ولاء شعرت بالغيظ الساحق... لكن لا لن تنهزم وتترك تلك اللقيطة تتخذ مكانتها... عادت للداخل جلست مكانها، نظرت نحو ثريا التى تعمدت النظر لها بإغاظه وهي تعتدل بجلستها تضجع بظهرها تستقيم بوجهها بتحدي مُعلن. 


بينما قبل لحظات كان سراج يكاد يدخل الى الدار دون سبب غير أنه اراد أن يفصل عقله حتى لو لدقائق يود الإختلاء  والتوريه ربما تسيل دموع عيناه  ويزول ذلك الإختناق حتى لو قليلًا... لكن قبل أن يضع قدميه ويدلف سمع صوت ولاء وهجومها على ثريا، كاد يُظهر نفسه ويدخل يرد على ولاء، لكن رد ثريا كان أقوي من رده، رغم بشاعة ما يشعر به لكن حديث ثريا وكآنها تتباهي أنها زوجته جعل وجع قلبه يخف قليلًا وعاد لمجلس الرجال  يتحمل الآلم. 



الصفحة التالية