-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 37 - 3 - الأحد 30/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل السابع والثلاثون

3

تم النشر الأحد

30/6/2024 


ابتسمت من بين دموعها تهز رأسها تنتظر اعترافه بحبها تمنت لو ينطق تلك الكلمة التي تتكون من حروف نبضها 

انزلت رأسها للأسفل وتمتمت

-ليه ياياسين، علشان راسيل عايز نكمل حياتنا مع بعض، مش عايزة أكون مجرد ضغط علشان البنت ..انا ممكن 

بتر حديثها عندما انحنى ليبعثر كيانها بخاصته وينثر عليها ترانيم العشق، ولما لا أن القبلة هي التعبير الأقرب في قاموس العشق للأعتراف دون حديث 

فصل قبلته ومازال محاوط وجهها، يغرز مقلتيه ببحرها الذي اختلط بخيط من الدموع ثم همس لها 

-"علشان بحبك..وضع كفيها على نبضه الأيسر ومازال يعانقها بنظراتها 

-علشان دا عايزك إنتِ مش بينبض الا بقربك، دا بيتمنى واحدة بس اسمها عاليا"..قالها بنبرة شجية ارسلت لجسدها ذبذبات أشبه بكأس الخمر، ليترنح جسدها مما جعلها تستند بكامل جسدها عليه 

آه عميقة كانت ابلغ مما يشعر به الآن وهي بأحضانه، طوقها بالكامل يهمس بجوار أذنها بعدما جلس وأجلسها بأحضانه

-لولو ساكتة ليه!!

رفعت رأسها من أحضانه وبداخلها يصرخ بعشقه الندي من اهتزاز اوتارها التي تصخب بداخلها 

دنى لتخلتط أنفاسهما مرة أخرى وتشابكت نظراتهما 

-سامعك ياعاليا، مجاوبتيش على سؤالي، موافقة نكمل حياتنا ولا عندك اعترا...وضع أناملها الرقيقة على فمه 

-"موافقة"

شعور بالهدوء غلف الأجواء ، ولكن هناك دقات عنيفة تصخب بالصدور، 

-قولتي ايه !!

تبسمت وسكنت تبتعد من نظراته المخترقة :

أدار وجهها إليه مرة أخرى ومازالت نظراته تعانق وجهها بالكامل 

-تعرفي أنا حبيتك من إمتى، رفعت عيناها تنتظر بقية حديثه بلهفة عاشق 

اقترب يلتقط تلك التوتية التي شبهها بها يهمس من بين قبلاته 

-من وقت ماالتوت الحلو دا نطق اسمي،  كنت عايز ابعد عن تلك الجنية اللي وقعتني على جدور رقبتي، كنتِ وقت ما تقولي ياسين مكنتش بفكر في حاجة غير إني اخرص الشفايف دي علشان بتضعفني قوي 

أطبق على جفنيه بعدما رفعت أناملها تتحسس وجهه كأنها نحاتًا واردفت بصوت خافت:

-بس أنا زعلانة منك قوي ..

ابتسامة خلابة على ملامحه يهز رأسه 

-لا متقوليش كدا، احنا ولاد النهاردة عايزك تنسي كل اللي حصل بينا، افتكري الليلة دي بس وكأننا لسة مقابلين بعض 

افلتت ضحكة أنثوية ناعمة لتجعله قديسًا لتلك الضحكة وفقد السيطرة على نفسه ليسحب ذاك الخاتم وقام بوضعه بخنصرها ثم توقف يبسط كفيه اليها  متحركًا بها إلى فراشهم ..أشار بكفيه عليه 

-عايز دا يكون سكينة لروحنا، وقت ماتزعلي أو تغضبي دا مكانك اياكي في يوم من الأيام تبعدي عنه، لو جيت عليك في يوم من الأيام تعالي واشتكيني وانا هحاول على قد مااقدر اراعي ربنا وقلبي فيكي

رفع ذقنها وتابع حديثه:

-تأكدي ياعاليا طول ماقلبي بينبض بحبك مستحيل اظلمك ولا افكر في غيرك، بلاش التردد اللي شايفه بعيونك دا 

اشتعلت عيناها ببريق العشق، وكأن اليوم هو يوم ميلادها..دنى منها بعدما وجد صمتها وتمتم بصوت خافت

-فين لسان بلقيس، شايف فيه تفاح احمر هنا عايز يتاكل بس، ..لكمته بخفة ودفنت وجهها بكتفه:

-بس بقى ياياسين والله بتكسف

حاول الثبات أمام رقتها التي بعثرت كيانه، وتراجع بخطوة محاولا السيطرة على تلك الرجفة التي اعترته ..

-"ياسين"تمتمت بها بصوت هامس واقتربت تحتضن كفيه:

-أنا موافقة أكمل حياتي كلها في حضنك ..هنا فاق احتمال قدرته، فجذبها ليسند رأسه فوق خاصتها 

واضعًا كفها فوق شقه الأيسر:

-وياسين بيوعدك عمرك ماهتندمي ياعاليا..قالها ثم رفع كفيها ليطبع قبلة بباطنه بعمق وحنان..ثم رفع عيناه إليها 

"بحبك"..قالها. ككروان يغرد بعذوبة وكأن هذه الكلمة خلقت لهما وحدهما 

تمنت لو توقف الزمن هنا ، لتلف ذراعيه حول خصره تضع رأسها على صدره وتغمض عيناها تستمع لنبض قلبه 

انحنى ليحملها متجهًا إلى مخدعهما ليكمل معزوفة عشقه ..ويدفق الحب بكل معانيه ليعزف لها أجمل سيمفونية تعزف على اوتار قلوبهما بأعذب الألحان ..ليتناسى كل ماآلامهما وأصبحت الكرة الأرضية ملكهما..ويتوقف الكون من حولهما مع دقات قلوبهما التي تعزف وتعزف وتجعلهما كطائران من البلابل يغردان فوق السحاب وكأنهما يقضيان اجمل لحظاتهم

بعد فترة ليست بالقليلة وضع رأسه على الوسادة وشعور الهدوء غلف المكان كعودة تائب زاهد من كل شيئ سواها وحدها، مرر أنامله على وجهها الذي أصبح أمامه لوحة من أجمل اللوحات ..ظل يمرر أنامله كأنه نحات ينحت تفاصيلها بقلبه قبل عينيه ..جذب رأسها ليضعها بأحضانه:

-دا مكانك بعد كدا، طول ماأنا موجود مش عايزك تبعدي عنه

تمسحت به كقطة أليفة تغمض عيناها وتذهب بثبات عميق كالذي أخذ من الدنيا ماتمناه لتغفو سالمة الروح والقلب 


خرجت من شرودها تنظر لذاك الخاتم الذي وضع بخنصرها تتلاعب به 

-وحشتني قوي ياياسين بقالك شهر كتير قوي على قلبي ..

استمعت لصوت جاسر بالأسفل، نظرت من شرفتها وجدته يتحدث مع والده:

-في ايه مراتي ورجعتها فين المشكلة 

توقف جواد متخصرًا 

-عملت ايه عند عمك، انا مبقولش لغوراتيمات جاوب وبس

أشار بكفيه إليها :

-اطلعي يامدام وانا شوية وجاي 

تحركت جنى دون حديث، أوقفها جواد 

-حبيبتي مالك، جاسر عمل فيكي حاجة!!

توسعت عيناه ينظر لوالده بصدمة:

-ايه اللي حضرتك بتقوله دا، تفتكر ممكن اعمل فيها ايه، دي مراتي يابابا، ومهما تغلط هتفضل اغلى من روحي وبعد اذنك انا لسة راجع من السفر وبقالي يومين منمتش 


بالأعلى تمددت على تختهما بعدما نزعت إسدالها واغمضت عيناها ترجو من الله أن يُمن عليها بالنوم، فمنذ عدة أيام لم تدق للنوم طعمًا، بعدما استمعت حديث والدها مع راكان بالهاتف:

-عايز اعرف ياحضرة المستشار فعلا جاسر ساب القضية ولا لا..وحياة ولادك ماتخبيش عليا حاجة 

على الجانب الآخر وهو يجلس بمكتبه وأمامه حمزة ..سحب نفسًا وطرده :


-عمو صهيب عايزك تتأكد حتى لو جاسر لسة في القضية فالادارة واخدة احتياطتها كويس جدا ومأمنه متخافش..نهض صهيب من مكانه 

-إنت قولت ياراكان هتحاول تبعده ليه دلوقتي راجع ...قاطعه راكان 

-هو رفض، وسيادة العقيد باسم حاول بكل طرقه يبعده لكن هو أصر، عايز حضرتك تتأكد مفيش خوف، وسيادة العقيد مأمنه كويس :

-مش دا قصدي ياراكان ، قصدي اللي هو عايز يعمله، وموضوع دخوله لعيلة التميمي

هز راكان رأسه محاولا انتهاء المكالمة حتى لا يغوص بالتفاصيل التي امنه عليها جاسر قائلاً:

-لا ابدا مفيش حاجة من دي ، لا هو دلوقتي شغال في ظروف القضية بس 


اطمئن صهيب قليلا فانهى حديثه ، ثم جلس على المقعد يتمتم بخفوت

-اتمنى متكنش بتضحك عليا يابن البنداري ..خرجت من شرودها و

فتحت عينيها بعدما شعرت بذراعيه تجذبها لأحضانه هاتفًا بصوت أقرب للهمس 

-جنجون وحشتي حبيبك ياقلبي..استدارت إليه تدفن نفسها بأحضانه تبكي بشهقات مرتفعة 

عصرها بأحضانه قائلًا:

-اشش خلاص أنا اسف ياروحي، جنى أنا بغير عليكي، رفع رأسه يخرجها من أحضانه وهمس لها:

-مش من حقي أغير..رفرفت بأهدابها تبتعد عن شعورها بالاقتراب منه وجذبها لجنة عشقه ..رفع رأسها مرة أخرى :

-غلطي ولا لأ ياروحي 

-آسفة قالتها بدموع تتلألأ من عيناها كالنجوم، ليقترب منها يلتقط تلك النجوم بخاصته واجابها 

-أنا اسف ياروحي، عارف اني غلطان في حقك اتمنى تسامحي حبيبك 

شهقة خرجت من فمها ليبترها بطريقته الخاصة ، ويذهب بها لعالمهم الخاص، عالم لا يوجد به سواهم 


بعد عدة أيام استيقظت مبكرًا وجدته مازال غافيا، انحنت تطبع قبلة على جانب شفتيه:

-صباح الورد حبيبي..أجابها بصوت مبحوح

-صباح الورد حبيبي..وضع كفيه على أحشائها 

-اميري عامل ايه النهاردة ..اعتدلت بجلوسها 

-اميرك زي الفل وبيقولك يابابي ممكن مامي تنزل المعرض النهاردة علشان عندها شوية اوردهات 

اعتدل يمسح على وجهه ثم طالعها لفترة من الوقت: 

-مش احنا اتكلمنا في الموضوع دا وقولتي ممكن تأجلي لبعد ولادتك ايه اللي اتغير 

جذبت هاتفها وفتحته

-حبيبي دي جاتلي ومينفعش ارفضها، تخيل لما سيدة مرموقة من المجتمع الهولندي تبعت لي مخصوص علشان ارسم لها صورة بنتها ..علشان خاطري ياجاسر بلاش تحرمني من الحاجة الوحيدة اللي بتسعدني 


نهض متجهًا للحمام مردفًا:

-تمام ياجنى ، بس متتأخريش قبل العصر تكوني هنا..

تنهدت بهدوء تضع كفيها على صدرها، ثم نهضت لتقوم بتجهيز نفسها


بمكان اخر لأول مرة نذهب إليه وخاصة الوادي الجديد تجلس تلك الفتاة تبلغ من العمر ثلاث وعشرون  عامًا بجوار والدتها ترتشف قهوتها:

-بابي هيفضل على طول كدا يامامي، يوم هنا وعشرة عند الست التانية 

توقفت وداد من مكانها بعدما أغلقت جهاز الكومبيوتر وأجابت ابنتها 

-سمر احنا كدا احسن يابنتي، بلاش تستني من باباكي حاجة، شوفي ناقصك حاجة

نهضت من مكانها واقتربت من والدتها 

-ناقصني أحس إن ليا أب ياماما، ليه بابا دايمًا مهشمنا من حياته، ليه مابيجيش غير مرتين في السنة دا ظلم وحرام يادكتورة ..قطبت جبينها متسائلة:

-ماما أنتِ مخبية حاجة مش كدا ، احتضنت كف والدتها تترجاها 

-مامي لو سمحتي عايزة اعرف ليه إنتِ وبابي عايشين كدا وليه قابلة على نفسك يتجوز عليكي

خلعت نظارتها الطبية ثم قبلت رأس ابنتها:

-علشان انا مبقتش عايزة اكمل مع ابوكي، بابا اتجوز لما حس اني خلاص مبقتش عايزة اكمل

ليه!!..صاحت بها الفتاة تبكي ثم تابعت حديثها بأنين: 

-مامي انا يُعتبر يتيمة ولا مرة فرحت في حياتي زي أي بنت 

زفرة حارة من جوف السيدة التي تدعى ب وداد ثم تحدثت لتغير حديثها:


-عجبتك المهرة اللي بابا جابها..هنا فهمت أن والدتها لاتريد الحديث، فسحبت نفسها وتحركت لغرفتها 


بإدارة مكافحة المخدرات وعلى طاولة دائرية توقف أحد الظباط المرموقين أمام الشاشة وتحدث أمام الموجودين 

- الأخبارية من مصادرنا مؤكدة هيدخل البلد خلال الايام الجاية أكبر صفقة سلاح ومخدرات البلد، واكيد الصفقة دي لو دخلت من قبل مانسيطر عليها هيكون كارثي 


أشار إلى الشاشة ليظهر بعض الأفراد 

دول اكتر الناس المشكوك فيها وطبعا دا استنادًا للمعلومات اللي وصلتنا 


تراجع باسم بظهره وأكمل :

- دا النمساوي وفي السجن هو بنته 

اتجه بنظره الى الشخص الآخر 

اوووه نعمان التميمي ..ودا مش عارفين نمسك عليه حاجة ..اومأ الظابط 

-بالظبط يافندم ..اتجه إلى اخر صورة وتوقف متسائلاً 

-مين دا ؟!

أشار الظابط إليه قائلاً ؟!

-دا نائب شعب سابقًا وصديق لنعمان التميمي تربطهم علاقة صداقة ، عايش في الوادي الجديد اسمه هادي الجيار،  ..تابع حديثه أثناء ظهور صور اخرى قائلًا:

--له بنت من دكتورة بيولوجية البنت شغالة مُدرسة انجليزي في مدرستهم الخاصةبعد رفضها شغلها بالجامعة، علشان تبقى قريبة من مامتها،  متجوز واحدة تانية بتكون اخت التميمي اسمها زهرة ، عنده ولد اسمه عزيز  شغال مع أبوه وهو اللي مسيطر على شغله وشغل خاله 


الشبكة دي أكيد بيرأسها اكتر من دول ..قالها أحد القادة المرموقين..


أشار قائد آخر على الصور التي أمامه

-دلوقتي فكرتك عجبتني ياباسم، لكن مين الظابط اللي يقدر يدخل بينهم من غير مايحسوا 

استند باسم على طاولة الاجتماعات وتحدث بإبانة:

-مش أنا صاحب الفكرة، ابن جواد الألفي هو اللي قالي على الفكرة دي، بس طبعًا هو اللي عايز يقوم بالمغامرة دي وانا مش موافق 

نظرات بينهم باعتراض 

-وليه الرفض!!، بدل هيعرف يحقق اللي عايزن نوصله ..توقف باسم واتجه الى الشاشة يشير على بعض الأشخاص

-اول حاجة علشان جاسر اتحرق قدام عزيز التميمي لما اتخطف بعد خروجه وعرفوا أنه ظابط وكمان عرفوا أنه مسك القضية لفترة، ثانيا ودا الأهم جاسر متهور يعني معندوش ضبط انفاعلي وممكن يخسر حياته مجرد أن مهمته تنجح ودا اكيد مش هوافق عليه 


تحدث أحد القادة الآخرين :

-جواد يعرف إن ابنه عايز يتولى المهمة 

-عرف ورفض ..وطبعا انا مع قراره 


قطعهم أحد القادة الأخرين..

-بس دا يعتبر الأعظم شئنا بينهما، لازم جواد يقتنع 

-عايز الظابط دا، وبعد كدا هنشوف ايه القرار اللي نقدر نوافق عليه ..القضية قضية وطن



الصفحة التالية