-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 37 - 4 - الأحد 30/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل السابع والثلاثون

4

تم النشر الأحد

30/6/2024 



بأحد المراكز بمحافظة العريش يجلس بمكتبه وأمامه جواد 


زي مااتوقعنا وزي مارسمنا، هما خلاص مفكرينك بعدت، وخاصة بعد نقلك الوهمي لبور سعيد

نقر على المكتب واجاب جواد

-بس موضوع السفر دا مرهق ولازم نشوفله حل، لولا تعينك اتنقل كاان ممكن يشكوا، المهم اسمعني ياجواد عارف بتقل عليك، بس انت أكتر واحد بثق فيه


-الميكرفون دا لازم يدخل وسطيهم ياجواد، ازاي حاول تفكر معايا 


حك جواد ذقنه ثم اجابه :

-جاسر زيارة عزيز التميمي للمركز مش مريحاني، نظراته بتوحي بحاجات تخوف ..قطع حديثهم رنين هاتفه 

-ايه حبيبي..!!

-وحشتني..توقف جواد مستئذنا، انا برة لما تخلص تليفونك، اومأ له دون رد 

على الجانب الآخر أجابته بصوتها المبحوح اثر استياقظها من النوم

-حبيبي هترجع إمتى؟!


ابتسم يراودها : وقت مااوحشك، شوفي وقت ماتحسي انك عايزاني هتلاقيني عندك 

اعتدلت جالسة وتمتمت بصوت مرتفع 

-طب إنت وحشتني وتعالى ياله

قهقه بصوته الرجولي الذي ذبذب كيانها فتنهدت بحزن:

-على فكرة حرام عليك، علشان بتلعب بمشاعري 

-جنة حياتي إنتِ، على اخر الاسبوع حبيبي معايا قضية وبنخلصها، بعدها هتلاقيني في حضنك 

توردت وجنتيها من كلماته ، وصمتت تستمع إلى كلامه المعسول الذي يجعل دقاتها كالبركان ..

-ساكتة ليه حبيبي!!

افلتت نفس عميقًا بكم اشتياقها له 

-جاسر عارف أنا بدأت الشهر السابع دلوقتي وانت كل اللي حضرته في حملي مجرد ايام معدودة ، بجد وحشتني قوي ومبقتش متحملة غيابك اكتر من كدا 

توقف من مكانه واتجه لنافذة مكتبه ورد عليها بتروي:

-آسف ياجنجون، مش أنتِ قولتي هتدعميني ياروحي، 

-طبعا حياتي ربنا يوفقك ، لكن غصب عني والله، المهم نستني فيه حفلة يوم الخميس لأكبر المشاهير في البلد وجالي دعوة حبيبي وفيها ناس مهمة في مجال عملي وعايزة أحضرها

-لا ..قالها سريعًا دون تفكير ثم أردف لينهي الحديث:

-لازم اقفل دلوقتي عندي شغل مهم ، هكلمك بعدين 

-جاسر استنى..تحمحم لينهي الحديث دون ازعاجها

-حبيبتي جواد جه عندنا شغل سلام 


جلست على الفراش تنظر بحزن حتى لم تسيطر على دموعها التي انسابت رغمًا عنها ..ولجت غزل تحمل راسيل

-شوفتوا مين الحلو اللي جاي يصحي خالتوا علشان تنزل تفطر مع نٓانٓا..نهضت سريعا متناسية أحزانها ولكن غزل التقطت حزنها، حملت راسيل 

-البنت دي عايزة اكلها ياماما غزل عايزة اكلها..قالتها وهي تداعب راسيل من عنقها، حتى ارتفعت ضحكات الصغيرة تضرب على وجه جنى 

رفعت ذقنها تبعدها عن راسيل:

-ليه الحزن دا على الصبح ياجميلة 

تذكرت مكالمة زوجها فهزت رأسها وابتسمت مفيش قايمة من النوم مش في مودي 

اخذت الطفلة ووضعتها على الأرض و أعطتها لعبتها، ثم جذبت كفيها وأجلستها بجوارها:


-احكي لماما ..مش احنا اتفقنا نتعامل زي البنت وامها 

أغمضت عيناها وانسابت عبراتها رغمًا عنها تشير لنفسها:

-مفيش ياماما أنا بس اللي بقيت مش متحملة يمكن من الحمل أو بُعد جاسر معرفش

احتوت وجهها تزيل عبراتها: 

-يعني مش مخبية حاجة..هزت رأسها بالنفي وحاولت أن ترسم ابتسامة قائلة:

-ابنك وحشني بس 

قهقهت غزل بدلوف ربى ابنتها 

-مامي بتعملي ايه بدور عليكي ..توقفت تنظر لأبنتها بتمعن 

-مالك ياروبي ؟!

هوت على المقعد قائلة:

-جنبي وجعني قوي ياماما ..قالتها مع صرخة ليصل إليهم الجميع 

قامت غزل بفحصها تشير إلى أوس 

-شيل اختك على المستشفى ممكن يكون الزايدة، لازم فحص بالأشعة

كانت تبكي بصرخات، حتى تأكدت غزل من التهاب الزايدة لديها ...باليوم التالي بالمشفى كان عز يغفو على مقعد  يجاور فراشها ..ربتت نهى على كتفه متمتمة:

-حبيبي قوم ارتاح وانا وغزل هنا 

هز رأسه رافضًا حديثها:

-ارتاحي أنتِ حبيتي وانا لما هتعب هقوم أكيد ..

جلست بجواره تنظر إلى نوم ربى

-الدكتورة قالت هتفوق بعد ساعة لسة، قوم ارتاح طيب في الأوضة التانية، ياله حبيبي متخافش عليها 

اتجه بنظره إليها ثم إلى والدته وتمتم 

-طيب عندي حل احسن ، خدي طنط غزل وروحوا علشان زمان ايهم مش مبطل عياط وانا هفضل هنا 

قاطعهم دلوف جاسر ينظر إلى أخته بلهفة:

-مالها ربى..!! توقفت نهى 

-اهدى حبيبي الزايدة التهبت والدكاترة تدخلوا ، الحمد لله شوية وتفوق 

طالعه عز بتفحص :

-إنت مروحتش ..هز رأسه بالنفي واتجه إلى أخته، انحنى يطبع قبلة مطولة على جبينها :

-حبيبة قلبي ألف سلامة ..همست رُبى باسم زوجها، فاعتدل جاسر متجها بنظره الى والدته التي تغفو على الفراش الآخر ثم تحرك متجها إليها بعدما جلست على دخوله 

-حمد الله على السلامة حبيبي مكنتش بتقول هتيجي اخر الاسبوع 

اقترب يقبل رأسها مبتسمًا:

-يعني توحشيني ومجيش ياست الكل، غمزت له :

-أنا بردو، نظرت لثيابه متسائلة:

-إنت جاي من المطار ولا ايه 

اومأ لها قائلاً :

-يعني لو معرفتش من ياسين مكنش حد هيقولي ..نهضت تعدل ثيابها بسبب نومها واتجهت لفحص ابنتها 

-مفيش حاجة حبيبي تستدعى الخوف، وبعدين انت قولت عندك شغل محبتش اقلقلك ..

جنى في الأوضة التانية على فكرة مردتش تروح هي كمان يعني لو عايز تشوفها 

أشار على رُبى ورغم لهفة قلبه على معشوقته:

-طمنيني الأول ياماما عليها، معايا عشر ساعات بس ولازم ارجع ..توقفت تطالعه بنظرات غير راضية، فتدخلت نهى :

-سبيه ياغزل خليه يشوف مستقبله، ربنا يحميك ياحبيبي..ابتسم لها ثم اتجه لوالدته التي اردفت:

-شوية وهتفوق كل حاجة تمام ..استدار يسحب عز الصامت 

-ايه اللي حصل خلاها كدا 

جلس يمسح على وجهه واجابه

-أنا مكنتش موجود، توقف يطالعه

البنت اللي راكان بعتها دي طلعت مصيبة وابوك قالب الدنيا 

طالعه بجبين مقتطب وتسائل:

-أزاي مش فاهم !!

زفر بحزن واسترسل حديثه:

-معرفش دا عند حضرة اللوا ، أسأله 

توقف متجها إلى زوجته، وقف لدى الباب يشير إلى عز :

-فيه حد معاها في الأوضة

هز رأسه بالنفي، فخطى للداخل يبحث عنها بنبضه قبل عينيه، وجدها تغفو، وخصلاتها متمردة على الوسادة، كور قبضته بعدما خيل له أحدًهم يراها بذاك  الوضع..خطى إلى أن وصل إليها، ولم يشعر بنفسه سوى وهو يلتقط تلك الكريزة لتفتح عيناها بذهول من وجوده ، اعتدلت سريعًا تحتضنه 

-"جاسر"..ضمها بحب مراعيًا حملها 

-روحه ياقلبي..أخرجها من أحضانه ينظر لبطنها المنتفخة قليلا:

-صباح الخير ياحلو بابي هنا ..قالها وهو يجلسها بأحضانه يحتوي احشائها بكفيه ..وضعت رأسها على صدره 

-كدا ياجاسر عشرين يوم والله حرام 

أوقفها يضع سبباته على فمها 

-قومي البسي حجابك مفيش وقت، هنروح بيتنا ..

طالعته بدهشة متسائلة:

-وروبي، مينفعش 

نهض ينظر بساعة يديه :

-جنى هعدي على ربى كنتي لبستي ياله ..قالها وتحرك للخارج 


❈-❈-❈


بعد قليل بسيارة ياسين 

-بتقول ايه ..وليه طالبني ياعمو

اجابه باسم :

-لما تيجي هتعرف...تأفف بضجر يرجع خصلاته للخلف بحركة تنم عن غضبه وأجابه:

-تمام نص ساعة واكون عند حضرتك..توسعت عيناها تنظر إليه بذهول :

-إنت هتروح له ..جذب رأسها لاحضانه 

-حبيبي هوديكي حي الألفي واشوفه عايز ايه وارجع لك مش هتأخر 

تنهدت دون حديث ، وصل بعد قليل متوقفًا بالسيارة أمام منزل والده:

-انزلي ياجنى ياله..استدارت إليه 

-يعني جاي بتقولي 10 ساعات وكمان هتضيعهم في الشغل، امال يطبع قبلة على جبينها 

-ياله جنجونة قلبي هعوضها، لازم امشي، ياسين منتظر عربيته ..فتحت باب السيارة تصفعه غاضبة

-امشي ياجاسر، وياريت ترجع شغلك تاني 


بعد عدة ساعات

جلست بالشرفة تنتظره، لمحت طيفه يدخل إلى  منزل عمتها تراجعت لداخل الغرفة تراقبه من خلف الستارة وهاتفته متسائلة:

-حبيبي اتأخرت قوي، قولت ساعتين ودلوقتي عدى اكتر من أربع ساعات 

نظر حوله اولا ثم أجابها 

-قدامي شغل كمان شوية ياجنى، نامي حبيبتي ممكن اتأخر ..قالها وأغلق الهاتف ..شعرت بنيران تضرب صدرها 

-ياكذاب يامحتل شغل ..تمام يابن عمي 


-دلف بعد فترة للغرفة ..وصلت رائحة غريبة لأنفه ..وضع كفيه على أنفه ينادي عليها، ولكنه تسمر بوقوفه بعدما وجدها تفترش الأرض وتأكل من تلك الروايح ..تحدث بنبرة مقززة

-ايه اللي بتكليها دا !!

رفعت إحدى انواع السمك إليه 

-دا فسيخ وبصل ياحبيبي 

-في ايه ياختي، وايه!! ..زمت شفتيها وتذكرت مافعله بها فهبت من مكانها وانتوت أن تأخذ حقها من ذاك الالعوباني كما وصفته 

طالعها بهدوء ومن خبرته بها علم أنها تنتوي على شيئا مريبًا فهتف سريعًا

-هعمل فيكي زي اخر لو شيطانك وزك ، اهدي وقولي هديت جنانك دا عند ابوكي مش عندي خالص...اقتربت بخطى سُلحفية وبيديها تلك السمكة تتلذذ بمذاقها، وهو يتراجع للخلف يشير بيديه :

-والله المرة دي ياجنى لو حاولتي تتلاعبي معايا هنومك من غير هدوم ، وانتي عارفة اعمل ابوها، لم تهتم لحديثه واقتربت ومازالت على وضعها توقفت فجأة وهي تقول:

- أنام من غير هدوم ..اومأ برأسه ظنا أنها تراجعت ولكنها اقتربت فجأة منه قائلة:

-دا من غير هدوم احسن، أهو الجو حر وانت عارف ياحبيبي مراتك مابتتحملش الحر..قالتها وهي  تمسح كفيها بملابسه واستدارت وكأنها لم تفعل شيئا 

جز على شفتيه وهو يخلع قميصه يلقيه بعنف موبخًا إياها من رائحته ورائحة الغرفة، دلف إلى الحمام سريعًا وهو يضع كفيه على أنفه

-اوووف، ريحة مقرفة، والله ماهعديها يابنت صهيب..جلست على المقعد ووضعت قدميها فوق الطاولة متراجعة بجسدها تضحك بصوت مرتفع

-علشان تعرف تكذب عليا يابن عمي حلو، واه ياريت ترجع شغلك، خلاص مش عايزة منك حاجة ، اصل لقيت ريحة الفسيخ احسن منك 

توقف عن السير يرمقها بنظرات نارية، ثم أشار إليها: 

-هدخل اخد شاور عارفة لو طلعت ومالقتش الأوضة مهيئة للنوم، وغيرتي باربي اللي انتي لابسها دي اقسم بالله 

دفعت الكرسي وتوقفت قائلة:

-من غير ماتقسم ياحبيبي هو انا اطول برضوا انام في حضن جوزي اللي غايب بقاله عشرين يوم ..قالتها وتحركت متجهة إليه، تراجع بجسده 

-لو قربتي بريحتك دي والله، دلفت للحمام تهز كتفها 

-هقرب ليه هدخل اخد شاور، وانت شوف لك حمام تاني ..تمتمت بها وأغلقت الباب :

توقف للحظات ينظر لباب الحمام المغلق ثم استنشق رائحته كفيه بتقزز متجهًا إلى الحمام الآخر 


بعد فترة عاد وهي مازالت بالحمام، شعر بالقلق عليها..طرق الباب 

-جنى إنتِ كويسة ، كانت تجلس بأرضية الحمام تقوم بتقئ ما في معدتها، لقد ضغطت على نفسها واكلت ذاك السمك حتى تغيظه ..طرقات خلف طرقات ولم يعد لديها القدرة على الوقوف أو الرد، وغمامة سوداء تحاصر جسدها ولم تقو على سيطرتها ..دفع الباب ودلف للداخل، اهتز جسده من مظهرها وتحرك  إليها سريعًا  

-حبيبتي ايه اللي حصل، حاولت دفعه ولكنها لم تقو..ساعدها بالوقوف لتستند على جسده

-جاسر أنا اسفة، ريحتي وحشة 

حاوط جسدها ينزع ثيابها متجهًا لكبينة الأستحمام متناسيا رائحة تلك الأسماك التي تحاوط جسدها.. دقائق وهو يحاوطها لإنهاء استحمامها وهي تستند بالكامل عليه بعدما خارت قواها بالكامل ..اجلسها على حافة البانيو واتجه يملأ بعدما وجد الرائحة مازالت موجودة ...وضعها بهدوء  في البانيو لفترة ثم أخرجها يساعدها على ارتداء ثيابها

-مش عارف اقول ايه بس..حاوط جسدها بعدما وجد قوتها الواهية واتجه بها للخارج ..دثرها بعدما وجد ارتعاشها 

-اهدي ياقلبي شوية وترتاحي، ممكن يكون من الترجيع ..أغمضت عيناها بضعف فلقد انهكها الاستيقاء 


ظل لبعض الوقت بجوارها، استمع لرنين هاتفه 

-كلمتك كتير مبتردش 

اجابه راكان وهو يستقل سيارته

-كنت في مرافعة ..خير في حاجة 

-لازم نتقابل مينفعش الكلام في التليفون، ربع ساعة ونتقابل في مكانا 

-اوكيه..قالها راكان واغلق الهاتف، أما ذاك الذي انحنى يطبع قبلة على جبينها ثم تحرك للأسفل ينادي على العاملة 

خرجت الخادمة سريعا 

-نعم ياباشا...اطلعي فوق الجناح ينضف بالكامل وروايحه تتغير،. ساعة وارجع الاقيه تمام ..قالها وارتدى نظارتها متحركًا للخارج ..توقفت تطالع تحركه ثم صعدت للأعلى وهي تتحدث بهاتفها

-اول مرة ادخل اوضته اهو ياباشا، قولي احط البتاع دا فين

توقف احدهم يصرخ بها

-اقفلي ياغبية بتلكميني من بيت ظابط، تلاقي المراقبة لقطتك 


تبسم الآخر الذي يجلس على جهازه يهز رأسه ثم رفع هاتفه

-ازيك ياحضرة المستشار !!

-اهلا بسيادة اللوا، ازي حضرتك 


كانت نظراته على جهازه ثم تحدث باستبانة:

-البنت اللي في الشركة مستبدلة ياراكان مش هي نفس البنت اللي بعتها ..توقف مصطدمًا بسيارته حتى ارتفع صوت إطارها

-مستحيل ازاي دا يحصل، لا ممكن بعد اذن جنابك تبعت لي التفاصيل 

أغلق جواد ضاغطًا على الرسائل أمامه ..استمع الى طرقات على باب مكتبه دلف باسم 

-لو مجتش حضرتك متعبرنيش، توقف مبتسمًا 

-اهلا حبيبي ، عامل ايه وابنك عامل ايه 

كلنا تمام الحمد لله..طالعه جواد باغته متسائلّا ياترى ورا الزيارة الحلوة دي ايه :

قهقه باسم ، وانحنى يرمقه بنظرة ذات مغذى:

-عايزينك في الإدارة ياباشا 

تراجع جواد يعقد ذراعيه على صدره 

-بطل صياعة وهات من الاخر انت كبرت على كدا، انت عارف انا خلاص مش راجع تاني ودا مش لحاجة، لكن حقيقي تعبان كفاية عليا الولاد ومصايبهم 

أدار باسم تلك التحفة التي توضع على مكتبه 

-بتكلم جد ياجواد محتاجينك في الإدارة، قضية كبيرة وناس كتيرة يعتبر حماية البلد 


إتكأ على مقعده ونظراته تحاوط باسم قائلاً:

-على عيني ياباسم ، لكن عندي اللي يمنعني، حالة قلبي ماتتحملش صدقني، لو تلاحظ مبقتش أخرج زي الاول وكل شغلي على التليفون واللاب 


-أنت مخبي عليا ايه يا صاحبي..هز رأسه :

-مفيش شوية تعب ومش عايزهم يأثروا على الصحة العامة 


اومأ باسم برأسه ثم دقق النظر بعينيه يستشف أي شيئا، ولكن خاب ظنه ، استند على المكتب بذراعه: 

-طيب اسمعني كويس علشان مترجعش تقول خبيت عليك ..قص له ماسيفعلونه ..هب من مكانه مستندا بذراعه:

-ابني لا..ابعد عن جاسر ياباسم، وقولت لك قبل كدا الموضوع منتهي، ابعد جاسر ياباسم لو سمحت، انا مش متحمل وجع تاني 

-إنت اللي بتقول كدا ياجواد 

قطع حديثهما دلوف الخادمة بمشروبتهما..وضعتها فأشار لها بالخروج 

-الموضوع دا تنساه سمعتني ، أدار جهازه يشير إليه 

-اتفضل جوا بيتي من مجرد اسم ابني بقى عندهم، تخيل بقى لو وصلهم اللي عايزين تعملوه، باسم ابني لا ومش هتكلم تاني 

-معقول ياجواد، كنت مفكر انك مستحيل تعارض 

أشار على قلبه :

-دا ضعف ياباسم مبقاش متحمل بحاول اكون قوي قدام الكل، بس الحقيقة أنا خلاص مابقاش فيا حيل افضل طول الوقت قلقان على ابني، كفاية عليا ياسين لو سمحت، انا هنا بكون على نار وهو هناك على الحدود، فقدان الولد اهون من انتظار خبره ياباسم انا عايش كل دقيقة وهم بعيد عني على اعصابي مش اعتراض أبدًا انا استودعتهم عند ربي، بس دا ميمنعش اني اخاف عليهم ..اومأ باسم متفهمًا 

-ابنك عايز كدا..وانا قولت لا ياباسم قالها لأول مرة بعصبية حتى فقد السيطرة على اعصابه، وهاج :

-جاسر لسة لحد دلوقتي متهور ابني وعارفه، عايز يوصل بسرعة، حتى ولو على حساب نفسه وعيلته، مش قادر يستوعب مراته حامل لقدر الله لو حصله مكروه ممكن يخسر كتير، انا بقول لو مجرد مكروه تخيل بقى لو وصلوا لنقطة زي ابنه ومراته ، انا عيشت الأحداث دي وانت اكتر واحد قد ايه عانيت منها، ياريت ياباسم تحاول تقنعه، صهيب ضغط عليه بجنى، لكن هو متهور مش عايز يوزن الامور، مفيش حاجة بتيجي من يوم وليلة


الصفحة التالية