-->

رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 5 - 2 - الأربعاء 26/6/2024

  

قراءة أسيرة مخاوفي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أسيرة مخاوفي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن


الفصل الخامس

2


تم النشر الأربعاء

26/6/2024


دلف كلاهما إلى تلك الغرفة لقضاء ذلك الفاصل الزمني بين فقرات حفل الزفاف المتعارف عليها بعد عقد القيران، وأيضا لتناول العشاء معًا، كشف "يوسف" عن الأطباق الموجودة لكسر هذا الصمت الذي ساد المكان بمجرد أن أنفرد بها وهتف بإقتراح: 


- مش هتأكلي. 


هزت رأسها بالرفض وهمست من بين أنفاسها المتخبطة: 


- مش جعانة. 


لاحظ خجلها وتوترها البادي على حركة أصابعها التي كادت أن تقتلعهم من مكانهم بسبب شدة جذبها لهم، لذا قرر أن يتلاعب بأعصابها أكثر باستخدام المراوغة فى الحديث وهتف بتحذير: 


- لا لازم تأكلي عشان اللي جي بعد كده. 


أستطاع أن يجعلها تنظر إليه وهذه أول مرة تتلاقى أعينهم معًا وكم كان شعور لذيذ بالنسبة له، بينما هي كانت الصدمة والفزع كل ما سيطر عليها وهي تستفسر بارتباك وفزع: 


- إيه اللي جي بعد كده؟ 


ابتسم بمكر من نجاح تأثير كلماته عليها، ليجيبها مُدعي البرأة: 


- النص التاني يعني من الفرح وكده. 


هدأت قليلًا ظنًا منها أن هذا حقا ما كان يعنيه وعقبت بارتياح: 


- لا أنا كويسة كدة. 


عادت لصمتها مرة أخرى وعاد لإحتراقه مرة أخرى، ليجد وسيلة مرة أخرى لفتح الحديث معها وأردف باستفسار: 


- أسمك سيلا؟ 


أجابته بإقتضاب شديد مرددة: 


- أيوه 


قابلها باعجاب شديد يتراقص فى عينيه ولكن ليس من أسمها فقط ليهتف بمدح: 


- أسمك حلو أوي. 


اكتفت بابتسامة بسيطة لم تدوم لثوانً على فمها وهتفت بامتنان: 


- شكرًا. 


فرض نفسه عليه بطريقة لم يكن يستخدمها يومًا، بحياته لم يفرض نفسه على أي فتاة، جميعهم من يلقون بأنفسهم تحت قدميه، ولكن هذه الفتاة لها تأثير أخر عليه، حتى ولو أضطر أن يكون أكثر شخصية لازجة يمكن أن تقابلها فى حياتها: 


- أنا يوسف، بس ممكن تقوليلي حبيبي أو جو عادي. 


- لا يوسف كويس. 


لم تكن تتعمد إحراجه ولكنها لم تجد ردًا تجيب بيه عليه إلا هذا، بينما شعر هو بالاحراج وعزم على أن يذيفها من نفس الكأس ولكن بطريقته الوقحة، أخذ يقترب منها بهدوء وأضاف بمكر: 


- تعرفي إن مش اسمك بس اللي حلو وإن كلك على بعضك حلوة أوي. 


شعرت بالكثير من التوتر لا تعلم أبسبب إقترابه منها أم كلماته الغير بريئة، لتهتف بسرعة مستفسرة عن والدتها مُتهربة من حديثه واقترابه: 


- هي ماما فين؟ 


تغاضى عن سؤالها عن والدتها واقترب منها أكثر وأحاطت يده بخسرة دون أية مقدمات وهو يُعيد كلماته مرة أخرى هامسًا: 


- ماما إيه بس دلوقتي، بقولك أنتي كلك حلوة. 


وكأن لدغها عقرب هبت واقفه وركضت نحو باب الغرفة لتفتحه وتفر منه هارة فى لمح البصر وهي تنادي على والدتها بارتباك شديد مرددة: 


- يا ماما. 


تعجب كثيرًا لفعلتها تلك والذي يجربها لأول مرة فى حياته، بل كل شيء مع هذه الفتاة يحدث معه لأول مرة فى حياته، ليظل سؤال واحد مُتعلق فى باله، أهناك فتايات هكذا حقًا أم إنها تدعي الغباء، ليردد بتعجب: 


- البت دي هبلة ولا إيه!



❈-❈-❈


انتهى حفل الزفاف وأخذ "يوسف" عروسه وصعد بها

إلى الجناح الخاص بيهم، وكم كان يُسرع فى خطواتيه ليختلي بها بمفردهم، تلك الرغبة المتأججة بداخله فى أمتلاكها كانت هي من تقوده، ترى ما الذي يحدث له؟ أهذه أول مرة سيجتمع فيها بأنثي؟ أم لأنه سيكون أول رجل يقتحم ذلك الجسد الذي لا مثيل له! 


بينما "سيلا" كانت تشعر بالرعب الشديد منه، هي منذ البداية خائفة ومتوترة، بالأضافة إلى ذلك الحديث التي أخبرتها به والدتها، وتلك الكلمات الغامضة التي لمحت لها وسط الحديث، ليأتي هو فى النهاية ويزيد من رعبها وتوترها وهما فى تلك الغرفة منذ قليل، ترى ماذا سيحدث عندما يصبحا بمفردهم. 


وصل كلاهما الى الجناح الخاص بهم فى صُحبه عائلته و عائلتها، دلفوا جميعًا الى الجناح، لتأخذت "زينات" ابنتها حتى تودعها فهي الأن لن تستطيع العوده معها الى المنزل، هي الأن العروس وسوف تخرج من هنا على منزل زوجها. 


أخذت "زينات" وابنتها يبكيان فهذه أول مرة تفارق فيها "سيلا" صدر والدتها وتنام فى مكان بعيدًا عنها، ولكن هذه خي سنة الحياة الأن أو بعد عدة سنوات، هذا الشيء لا مفر منه. 


بينما "يوسف" يجلس بصحبة "كريم" و"مراد" وينتظر على أحر من الجمر خروجهم من الغرفة، ليلاحظ "كريم" ذلك وهتف بمشاكسة: 


- مش على بعضك أنت، طبعًا يا عم ما الليلة ليلتك الله يسهلك. 


أدار "يوسف" وجهه إلى الجهة الأخرى بقليل من الانزعاج وأردف بحنق: 


- يا عم كفاية نبر بقى، أنا حاسس إن مش هتقوملي قومه الليلة دي. 


تدخل "مراد" فى الحديث هو الأخر مُعقبًا بمرح: 


- هو أنت بيحوق فيك حاجة! ده أنت جبل. 


دفعه "يوسف" بغضب مُردفًا بحدة: 


- قوم ياض أنت وهو من هنا، مشوفش وشكوا تاني يله، أنتوا جين تحسدوني يوم فرحي يلا أنت وهو؟ 


قاطع الجميع صوت "فريد" متحدثًا بقليل من الحرج: 


- يلا يا جماعة بقى عشان نسيب العرسان براحتهم، أحنا هنبات معاهم ولا إيه؟ 


تشبثت "سيلا" فى ذراع والدتها وأزداد توترها وصاحت بصوت مسموع: 


- لا خلي ماما قاعده معايا شويه. 


نظر لها "يوسف" نظرته اندهاش من توترها وخوفها الظاهر على نبرة صوتها، وأجابها بينه وبين نفسه: 


- تخلى ماما فين! دا أنا أرميهالك من هنا؟ 


ليتدخل "حسين" فى الحديث موجهًا حديثه نحو "سيلا" مُردفًا بحدة: 


- لا يا سيلا مينفعش يا حبيبتي، أنتي دلوقتي هتقعدي هنا مع جوزك ولازم تتعودي، خلاص ماما مش هتبقى معاكي على طول واللي هيكون معاكي يوسف ولازم نسبكوا دلوقتي عشان تاخدوا على بعض يا حبيبتي، وماما هتبقى تجيلك بعدين فى بيت يوسف. 


رفضت "سيلا" الاستماع لما تفوه به عمها وتعلقت أكثر فى ذراع والدتها وهتفت دون إرادتها بارتباك: 


- متسبنيش يا ماما، عشان خاطري خليكي معايا شوية، أنا خايفة اوي، خايفه منه اوي. 


غضب بشدة من حديثها ومن بكائها ولا يعلم سبب غضبه هذا؟ لماذا هي خائفة منه وهو لم يفعل لها شيئًا بعد! ليتوعد بينه وبين نفسه مهثهثًا: 


- خايفه مني ليه؟ هو أنا بعض؟ طيب أنا هوريكي الخوف بيبقى عامل أزاي! أستني عليا يا صعننه. 


قاطع شروده صوت "إنتصار" مُضيفة بإستهزاء: 


- ألحق يا عريس عروستك عايزه ماما، أتفضل يا فريد بيه أهي عيلت، أشربوا بقى! 


صاحت "سيلا" بضيق وكثير من التوتر موجهة حديثها نحو والدتها برجاء: 


- أنا مش عايزه أفضل هنا، أنا عايزه أروح معاكوا و.. 


هنا فقض "يوسف" السيطرة على نفسه  فقد طفح الكيل، ليُمسك يدها وضمها إلى صدره مره واحدة لدرجة إنها صرخت من شده قبضته عليها، وهتف بوقاحة: 


- لو سمحتوا يا جماعه كفايه كده، أنا عايز أرتاح أنا وعروستي شويه، تقدروا تتفضلوا. 


تملك القلق من قلب "زينات" وعقبت باستحياء: 


- طب خليني معاها شوية صغيرين أهديها بس و... 


قاطعها "يوسف" بنفاذ صبر مُردفًا بحدة: 


- بقول لو سمحتوا، عايز أرتاح شويه! 


ليتدخل "حسين" هو الأخر موجها حديثه نحو "زينات" مُردفًا بحدة: 


- بلاش دلع بقى يا زينات وسيبها مع يوسف هو هيعرف يهديها، يلا يا حبيبي تصبح على خير وتتهنى بعروستك. 


خرجوا جميعا من الغرفه ليترك "يوسف" يد "سيلا" ويتجه نحو باب الجناح ليغلقه خلفهم، ليهمس "كريم" له مُردفا بتحذير: 


- طول بالك يا يوسف مش كده بالراحة، البنت خايفة أوى وأول تجربه ليها على عكسك تماما، وواضح إنها معندهاش خلفيه عن اللي هيحصل، واحده واحده معاها دى بنت لسه ومتفهمش حاجة. 


زفر "يوسف" بنفاذ صبر وصاح بحنق وهو يدفعة إلى الخارج مُرددًا: 


- مع السلامة يا كريم وعقبال لليلتك. 


ليضحك "كريم" رغمًا عنه بسبب لهفة صديقة على ذلك الزواج الذي لم يكن مرحبًا به فى البداية وأضاف بمرح: 


- خلاص يا عم خارج ربنا يتتملك بخير. 


أغلق الباب مُعلنًا عن خروج أخر شخص معهم بالجناح، وعاد ليدلف الغرفة مرة أخرى وتبدأ ليلته الذيذة والممتعة بالنسبة له، وبمجرد أن دلف الغرفة صُعق حرفيًا مما رأى. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة