رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 5 - 1 - الأربعاء 26/6/2024
قراءة أسيرة مخاوفي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أسيرة مخاوفي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الخامس
1
تم النشر الأربعاء
26/6/2024
تقف الكلمات عاجزة عن وصف ذلك الجمال، سبحان من أبدع فى خلق وتشكيل تلك الحورية، ذو البشرة البيضاء والعيون الزومرديتان والشعر البُني والقوام الممشوق والمنحنيات المثيرة دون المبالغة فى حجمها، أيعقل أن تكون هذه الفتاة المثيرة هي تلك صاحبة الثمانية عشرة عامًا! أم إنه أحمق وكام يتوهم عندما أخبره ولده بعمرها؟
كلا هو متأكد مما أستمع إليه من والده، ولكنه لم يتخيل أبدًا أن تكون هذه الصغيرة بكل هذا الجمال الساحر الذى يجعلها تبدو فى منتصف العشرينات من عمريها، ظل أكثر من عشر دقائق يتفحص جمالها وملامح وجهها وشكل جسدها ليقل لنفسه بخبث:
- لا لا كده الكلام كله هيختلف.
قاطع تفكيره صوت "إنتصار" التى تفاجأت من مظهر الفتاه التى لم تتخيله أبدا، فهى ظنت إنها فتاه صغيره لن تُعجب يوسف ولكنها تفاجأت بإنها أجمل بكثير منها ومن أبنتها وفتايات أخرى فى منتصف العشرينات من عمرهن، لتغضب "إنتصار" وتصيح بحدة:
- إيه ده! مين دي؟
تفأجئ "حسين" من حدتها ولكنه لم يهتم بالأمر وأجاب بفخر:
- دي سيلا بنت أخويا يا مدام إنتصار.
صاحت "إنتصار" وهي مازالت على حدتها وهتفت بغضب:
- بس أنتوا قولتوا إنها صغيرة ودي استحاله يكون عندها ١٨ سنة أبدا، وبعدين أحنا ليه مشوفنهاش يوم ما كنا عندكوا فى البيت، الموضوع ده أكيد فيه إنه!
تدخلت "زينات" فى الحديث وعلقت بغضب من حديثها:
- إنه أزاى يعني يا مدام؟ مش فهماكي! قصدك إيه بالكلام ده؟
أجابتها "إنتصار" بمكر وهي متعمدة إفتعال مشكلة لإلغاء هذا الزواج مُردفة بكلمات ذات مغذى:
- يعنى ١٨ سنة وشكلها بيقول إنها أكبر من كده وبصراحة كده أنا قلقت، مين أصلا اللي بيوافق يجوز بنته بالسرعة دي إلا إذا كان طمعان أو معيوب؟
صُعقوا جميعًا من كلامات "إنتصار" المُشينة فى حق الفتاة دون وجه حق، لتصيح بها "زينات" غير قابلها إتهاماتها الواقحة مُردفة بإنفعال:
- أخرسي قطع لسانك، أنا بنتي متربية تربية أنتي نفسك متربتيهاش، ومن الأول أصلا لا أنا ولا بنتي كُنا موفقين على الجوازة دي، لولا عمها ده هو اللي حكم عليها بكده، ولو كنت أعرف إن بنتي هتدخل وسط ناس شبهك كده كنت وقفت عمها عند حده ومنعت المسخرة دي إنها تحصل مهما كان التمن.
لقد أتضحت حقيقة الأمر الأن، وبات الأمر واضحًا أمام الجميع الأن، هي مُجبرة على هذا الزواج، لقد تفاجئ حقا الجميع بداية من "فريد" الذي نظر نحو "حسين" بعتاب مرورًا بـ"سليم" الذي أدرك الأن لماذا كانت والدة صارمة فى اتمام هذه الزيجة وعلم إنها مرغمة على ذلك، نهاية بـ"يوسف" الذي شعر بالدهشة لهذا الفعل وإحساس رفضها لزواج منه أيقظ لدية غريزة التملك والرغبة فى الحصول على تلك الحورية.
ليقطع صدمتهم حديث "زينات" التي أكملت حديثها مُردفة بحدة:
- بس أنا اللي غلطانه، أنا هاخد بنتي وأخواتها وأروح بيتي، أنا بنتي عندي بالدنيا كلها، واللي يقول عليها كلمه متعجبنيش أقطعله لسانه، يلا يا سليم هات سيليا وتعالى ورايا.
اخذت "زينات" ابنتها "سيلا" وسط صدمة الجميع ولا أحدًا يستطيع منعها، فـ "إنتصار" أخطأت خطأ كبير جدا و"زينات" لديها كامل الحق فى كل ما فعلته، إلا هو لم يستطيع السيطره على نفسِه تكثر من ذلك.
تحركت يده لتمسك بيد "سيلا" التي أرتجفت رغمًا عنها بمجرد أن لامس بشرتها، كانت حركة تلقائية منه لا يعلم هو نفسه لماذا فعلها؟ ولكن الشي الذي يعلمه الأن إنه لن يتركها، فهي أصبحت له الأن.
تناسى رفضه منذ البداية لهذا الزواج وتناسى كل ما يدور حوله وسيفعل ما بوسعه لاتمام هذا الزفاف، سيحصل عليها حتى ولو رغمًا عن أنف الجميع، لقد أعجبته للغاية، ولطالما أعتاد على الحصول على كل ما تنجذب له عيناه وتتحرك له رغبته.
بينما تفاجأت "سيلا" من فعله هذه لتتوقف والدتها ولاحظت أن "يوسف" يُمسكً بيد ابنتها، لنتظر إليه فى غضب من فعلته، ليس له الحق بان يُمسك بيد ابنتها وخصوصا بعد كلام والدته.
هتف "يوسف" بحدة موجهًا حديثه إلى الجميع:
- خلصتوا خناق!
حول نظراته نحو "زينات" وهتف بلهجة أمرة لا تحمل النقاش:
- إحنا مش جاين نلعب، فيه معازيم تحت وفيه فرح النهاردة وهيتم.
عاد لينظر نحو "سيلا" وفى عينيه رغبة جامحة فى حملها والابتعاد بها عن كل هذه المسرحية السخيفة، لا يعنيه إذا كانت فى الثامنة عشر أو حتى العاشرة، لقد نالت أعجابه ولن يتركها حتى يحصل على مبتغاه، ليهتف بتملك:
- البنت دي مش هتتحرك من هنا وهتنزل معايا دلوقتي حالًا نكتب الكتاب ونخلص اللي بدأناه.
صاحت "زينات" بحدة مُدافعة عن كرامة وكبرياء ابنتها:
- بعد كلام الست والدتك على بنتي ده، على جُستي إن بنتي يتكتب أسمها على أسمك.
اشتدت قبضة "يوسف" على يد "سيلا" أكثر مؤكدًا لنفسه لإمتلاكها وهتف بحدة:
- بنتك بعد كتب الكتاب بقت مراتي وكرامتها من كرامتي، وسُمعتها هي سُمعتي، واللي يزعلها بكلمة يبقى زعلني أنا كمان، حقها مُلزم أجيبه حتى لو عند مين؟
نظر "يوسف" نحو "إنتصار" وتحدث من بين أسنانه بحدة:
- وحضرتك يا مدام إنتصار غلطي فى مراتي ولازم تعتذري.
تجعددت ملامح "إنتصار" كعلامة على إستنكار ما استمعت له وصاحت بانفعال كبير:
- أعتذر من مين يا يوسف! أنت أتجنتت! ولا جمالها خطف عقلك؟ أنت عايزني أنا إنتصار عتمان أعتذر من البتاعة دي؟ لا أنت أكيد أتجننت يا أبن سلمى!
حسنا مفاجأة أخرى، هذه المرأة ليست والدته، يبدو إنها زوجة والده، ومن الواضح أن العلاقة بينهم ليست جيدة، لم تكن تعلم أهذه نقطة لصالحها أم ضدها، تدخل
"حسين" مُحاولًا إنقاذ الموقف مُردفًا بود مُصطنع:
- خلاص يا جماعة حصل خير يا زينات، المدام مكنش قصدها حاجه وحشه و..
قطع حديثه صوت "فريد" الذي أكد على حديث إبنه ووجه حديثه نحو صديقه زهو ينظر إلى زوجته بلوم وأضاف باصرار:
- لا يا حسين، يوسف عنده حق، أنا مسمحش لحد يهين مراتي وبردو مسمحش لحد يهين مرات أبني، حتى لو كانت مراتي نفسها، لازم إنتصار تصلح غلطها وتعتذر لسيلا.
غضبت "إنتصار" من كلامات "فريد" وكادت أن ترفض، ولكنها لاحظت وجه "فريد" لا يبشر بالخير فحسمت أمرها لتعتذر من تلك العاهرة، ولكنها سوف تُدفعها تمن هذه الاهانة غالي جدا، توجهت "إنتصار" نحو "سيلا" فى توعد وكره ولكنها نجحت فى اخفاءه وهتفت بابتسامة متكلفة:
- أنا أسفة يا سي..
منعتها "سيلا" من إكمال جملتها مُردفة بإندفاع:
- لا يا طنط متتأسفيش، حضرتك قد ماما وميصحش تتأسفيلي، أنا زي بنت حضرتك بردو وخلاص محصلش حاجة.
ابتسم لها "فريد" بمحبة صادقة وهتف بفخر من كونها ستكون زوجة أبنه:
- تسلم تربيتك يا بنتي.
صاح "يوسف" لافتًا إنتباه الجميع مُردفًا بحزم:
- طب مش يلا بقى ولا إيه!
تحرك بها نحو المصعد تحد أنظار "إنتصار" التي تتأكلها النيران بسبب تلك ووالدتها ووتوعد بينها وبين نفسها أن هذا الزواج لن يدوم كثيرًا، بينما على الجانب الأخر يقف ذلك المغرور ينظر نحو "يوسف" بحقد وإحتقار شاعرًا إنه تفوق عليه فى هذه الجولة ولكنه سوف يصحح ذلك الخطاء قريبًا جدا، ليرددوبتوعد:
- أفرح براحتك يا يوسف بس أوعدك فرحتك مش هدوم، سيلا بتاعتي أنا وبس.
لاحظت "إنتصار" نظرات ذلك الشاب التي تراه لأول مرة فى حياتها، ولكن يبدو إنها ليست الوحيدة المنزعجة من هذا الزوج، ولكن ترى من يكون؟ تقدمت نحوه بين تحركات الجميع وهتفت مستفسرة:
- هو أنت أخو العروسة؟!
تحولت نظرات "عمر" نحوها بانتباه وهأجاب بتوضيح:
- لا أنا أبن عمها.
تنبهت "إنتصار" لحقيقة قرابته لتلك الفتاة وأضافت بابتسامه لابقة مُرددة:
- اه، حسين بيه شريك فريد، صح؟!
أومأ لها "عمر" برأسه مُردفًا بتأكيد:
- أيوه.
ابتسمت "إنتصار" له بخبث وكأنها تخبره بطريقة غير مباشرة بكونها تعرف بانزعاجة من تلك الزيجة وهتفت مستفسرة بمكر:
- هو أنا ليه حساك مش مبسوط؟!
فى تلك الأثناء لاحظ "حسين" وقوف أبنه مع زوجة شريكة، وأرتاب من أن يخطأ معها فى شيئا ما ويفسد كل شيء، لذلك صاح مُناديًا على إبنه مُدعيًا الرغبة فى مساعدة فى أمرًا ما، ليومأ له أبنه ووجه حديثه نحو "انتصار" مرة أخرى مُردفًا بلباقة:
- بعد إذنك.
تحرك "عمر" ليقف إلى جانب والده الذي أخذ ينظر له بنظرات تحذيرية صارمة، وقد عاد لذاكرة ذلك الحديث الذي دار بينهم فور معرفته بخبر زواج "سيلا".
❈-❈-❈
- وسيلا دخلها إيه بشغلك عشان تأخدها طرف فيه؟
صاح بها "عمر" بعد مُشدة كلامية دارت بينه وبين وللده بعد أن علم برغبة فى زواجها من "يوسف البسيوني"، ليُجيبه والده مُحاولًا إقناع نفسه بأن ما يفعله هذا هو المفيد بالنسبة لها مُردفًا بتبرير وهدوء على عكس حالة إبنه:
- سيلا بنت أخويا وأنا أكتر واحد يعرف مصلحتها.
صاح به مرة أخرى بإنفعال مُدافعًا عن حقه فى إمتلاكها من وجهة نظره وأضاف بكرهية تجاه أبن شريك والده:
- مصلحتها معايا أنا مش مع يوسف البسيوني.
هتف به والده هذه المرة بنبرة أكثر حدة وتخلى عن ذلك الهدوء قليلًا مُرظفًا بحزم:
- مصلحتها فى المكان اللي أنا شايفه هينفعها.
أخفض من نبرة صوته مُحاولًا أستعطاف والده لربما يرتجع عن قراره مُردفًا لحب مُصطنع:
- بس أنا بحبها.
رفع والده إحدى حاجبيه بعدم تصديق لهذا الطائش وبرغم من كونه يشكك فى مصدقية ابنه الا إنه حاول التحدث معه بهدوء وعقلانية:
- حب!! الحب مش كل حاجة، فيه حاجات كتير أوي أهم من الحب وعليها بتتبني الحياة.
شعر بالانزعاج من والده وهتف مُستفسرًا مُستهزًا بحديثه:
- يا سلام زي إيه كده!!
أجابه والده ولايزال مُحافظًا على ذلك الهدوء الذي قد يتصف بالبرود قائلًا:
- زي المصلحة، مصلحتها ومصلحة أهلها مع يوسف.
ضيق ابنه عينيه ولو ينظر نحوه باتهاب وهتف بوقاحة:
- ومصلحتك أنت كمان!
أومأ له "حسين" برأسه بالموافقة على ما تفوه به وعلى وججه ابتسامة صفراء وأضاف مؤكدًا على حديثه وموضح هدفه الحقيقي منذ البداية:
- أيوه مش هنكر، أنا مستفيد من جوازتها من يوسف، علاقتي أنا وفريد هتكون أقوى، شركتنا هتزيد بسبب النسب، بس على الله البت متبقاش فقرية زي أمها وتعرف تعلق يوسف بيها.
صاح به عمر مرة أخرى مُدعي إنه ضحية أطماع والده الذي يُحطم سعادة وهتف بغضب:
- أنت بتدور على مصلحتك على حساب سعادتي؟
صاح به والده بعد أن تخلى عن ذلك الهدوء وأنفجر فيه منبهًا إياه إنه لن يصدق ذلك الادعاء بالحب المزيف وهتف به موجهًا إياه لكل ما هو عليه:
- سعادك إيه يا أبو سعادتك؟ أنت صدقت فعلا إنك بتحبها ولا إيه! أنت لو بنحبها صحيح مش هتنيم كل ليلة فى فرشك واحدة شكل، ولا هتقضي كل وقتك ما بين السفر والفسح والبنات والشرب ولا أنت فكرني نايم على وداني؟
صمت "عمر" قليلا ولم يكن يعلم بماذا يُجيب عليه، فكل ما قاله يحدث بالفعل، ولكنه يُقنع عقله المريض بإنه هكذا يقضي أوقات فراغة وإنها مجرد تسلية، بينما ابنة عمه هي حبه الحقيقي، ولكنه لا يملك الجرأة ليتفوه بتلك الكلمات الغير مُقنعة، ليصيح فيه وللده مرة أخرى راميه بحقيقة حقارته:
- وبعدين أنت حبيتها أمتى! فى المرتين تلاته اللي شوفتها فيهم بعد ما كبرت وبانت عليها الأنوثة؟ طب أقولك أنا بقى على الخلاصة.
رمقه باحتقار واشمئزاز من حقارة التي بالمناسبة يرثها منه هو شخصيًا، ولكنه مُضطر أن يدعي الشرف والفضيله وهو يُعدل من سلوك ابنه وهتف بحدة:
- أنت مش بتحبها ولا زفت يا سي عمر، أنت البت عجباك ونفسك فيها، وأمك عودتك إن كل اللي نفسك فيه مُجاب أصل أنت الحيلة، لكن أنا اللي بقولهالك أهو، سيلا مش ليك ولا عمرها هتبقى ليك، ولو فكرت تعمل أي حركة تبوظ اللي أنا بعمله وحيات ديني يا عمر ما هطول مني ولا مليم لا وأنا حي ولا وأنا ميت.
شعر "عمر" بالغضب الممزوج بالقلق من تهديد والده له، هل حقًا يمكن أن يحرمه من أن يرثه؟ سيكون من الغباء الشديد الوقوف أمام إطماع والده الأن، لذلك عليه أن يجد حلًا أخر للحصول على مبتغاه، أنسحب من أمام والده ناهيًا المناقشة فى هذا الأمر.
بمجرد أن رحل دلفت "هدى" الغرفة بعد أن أستمعت لكل ما دار بينهم وهتفت بعاطفة أمومة:
- أنت قسيت عليه بالكلام أوي يا حسين، مش كده.
نظر لها "حسين" بغضب لاقيًا الذنب بأكمله عليها فى فساد تربية أبنهم مُردفًا بحدة:
- مهو دلعك ده هو اللي بوظه.
رفعت أحد حاجبيها باستنكار وأخذت تدافع عن نفسها وعن ابنها مُردفة بهجوم:
- يا سلام طب ما هو يوسف كمان على حسب كلامك بايظ زيه.
عقب "حسين" مُضحًا الفرق بين إبنه وبين أبن "البسيوني" قائلًا بمدح يُغلفة الحقد والغيرة:
- لا الفرق كبير أوي، يوسف شاطر وبيعرف أمتى يبقى يوسف البسيوني رجل الأعمال الناجح! وأمتى يبقى يوسف الفلاتي بتاع النسوان ومش بياثر فى شغله ودايما عليه العين، وعشان كده أبوه عايز يصلحه، إنما أبنك زي ما أنتي شايفة إيدك منه والقبر، حتى الشركه مش بيدخلها غير من السنة لسنة.
أطرقت برأسها فى الأرض حزنًا على أبنها وأضافت بتمني:
- ربنا يهديهولنا يا حسين.
❈-❈-❈
نزل كلاهما إلى قاعة الزفاف وهو لا يعلم لماذا فعل هذا وأتم ذلك الزواج!! أيُمكن أن تكون نالت إعجابه!! أم أن هذا الجمال قد حرك غريزة زير النساء بداخله ويريد أن يُجرب هذا النوع من الفتايات؟!
بينما "سيلا" كانت تشعر بالخوف الشديد من هذه الشخصية التي تقربها بل وستكون معها بمرده خلال سويعات، إنه مثل ما تخيلته تماما يملك عينين كأعيُن الصقر، حاده وجريئه ونظراته كالبرق تُصعيق من تراى، وذقن سوداء محدده تُزيد وجهه حده ورجوله وقوام ممشوق يُهيب كل من يراها.
وصل كلاهما عند الباب يستعدون لدخول وجميع الحاضرين منتظرين روئية تلك الفتاة التي أثرت قلب المغرور "يوسف البسيونى"، ليندهش جميع الحاضرين من جمال هذه الفتاة ذو الجمال الراقي والخجل البادي عليها، ومن ضمن الحاضرين "كريم" و"مراد" و"مريم"،
إنها تستحق أن تُاثر قلبه فهى حقا جميله جدا، جلس "يوسف" و"سيلا" يتلقون التهاني والمباركه لهم، ليذهب "كريم" الى "يوسف" ليهمس فى اُذنيه مرضفًا بمرح:
- هي دي الفلات اللي شبه العيال الصغيرة؟
أجابه "يوسف" على سؤاله بصدق موضحًا له سوء التفاهم الذي حدث مُردفًا بتأكيد:
- والله أنا أتفاجئت زيي زيك بالظبط، طلعت اللي أنا شوفتها يوميها أختها الصغيرة، أنا مكنتش متخيل إنها هتطلع كده!!
ربط "كريم" على كتفه وغمز له بمكر مُستفسرًا:
- طب لسه بردو هتنام على الكنبة ولا إيه؟
دفع "يوسف" يده بعيدًا عنه بنفور من ذلك القرار التي أتخذة بغباء شديد وهتف مُعدلًا:
- كنبة مين يا أبو كنبة! الكنبة دي تنام عليها أنت، قال كنبة قال! وبعدين مش رجولة أبدًا أسيب عروستي لوحدها فى يوم زي ده؟
ضحك "كريم" على ما فعله ونفورة من قراره السابق وأضاف متهزءَا بحديثه:
- لا وأنت رجولة وكلك حنية، وبتفهم فى الأصول.
ابتسم "يوسف" بمكر وهتف بوقاحة شديدة متباهيًا بمهارته الجنسية:
- لا فى حتة الرجولة أطمن، وفى حتة الحنان مفيش أكتر منه، وأسأل أي واحده نمت معاها.
لاكزه "كريم" فى صدره بشيئًا من الحدة ردًا على وقاحة ما تفوه به وزجرة بتنزعاج مُصطنع:
- وسخ حتى يوم فرحك.