-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 37 - 2 - الأحد 30/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل السابع والثلاثون

2

تم النشر الأحد

30/6/2024 



بالأعلى بغرفة عاليا وياسين 

وضعت ابنتها بعد نومها بفراشها، ثم نهضت متحركة لحمامها لتنعش نفسها بحمامًا دافئ قبل مجئ زوجها

خرجت بعد فترة واتجهت لمرآة الزينة وجلست لتجفيف خصلاتها ..ذهبت ببصرها لذاك العقد الذي يوضع فوق مرآة الزينة، انحنت تجذبه وابتسامة عاشقة لمعت بعيناها تتلمس اسمها عليه وذهبت بذاكرتها لتلك الليلة 


فلاش باك قبل ثلاثة شهور

دلف لغرفة ابنته بعدما استمع لصوت بكاؤها، وجد مربيتها تتحدث بهاتفها فأشار إليها

-ليه راسيل بتعيط ؟!

أغلقت الهاتف واتجهت إليه بخطواتها الأنثوية، وتلك التنورة التي تصل فوق ركبتيها بكعبها العالي، فتحدثت بنبرة هادئة:

-آسفة يافندم، كان معايا فون مهم..رفعت البنت لأحضانها وبدأت تهدهدها بشكل ملفت لأبصاره، اقترب منها وجذب ابنته

-هاتيها وجهزي رضعتها..قالها وهو يجذبها بين ذراعيه ..وجلس على الأريكة التي توضع بغرفتها

-حبيبة بابي زعلانة وبتعيط ليه..انحنت تلك الدخيلة بشكل مغري أمامه وتحدثت بهدوء:

-البيرونة يافندم، بس بلاش تتعب نفسك انا هرضعها، هاتها انحنت لتجذبها من بين أحضانه، فتساقطت خصلاتها على وجه ياسين بدخول عاليا التي هدرت بغضب:


-ايه اللي بيحصل هنا..رمقتها بنظرة لو تقتل لألقتها صريعة بمكانها، بعدما وجدت قربها من زوجها بتلك الملابس التي تكشف جسدها بالكامل، أشارت إليها ثم اقتربت تدفعها بعيدًا وزمجرت غاضبة بها:

-انزلي تحت عند الدكتورة خليها تديلك حسابك، انا مش محتاجة مربية 


تسمرت بوقفتها تطالعها مذهولة واستفهمت باستهجان:

-ليه يامدام..!!


رمقت ياسين بصاعقة تلوح من زرقيتها:

-أنا مش عايزة مربية لبنتي ، قولها تمشي من وشي حالا


رغم اندهاشه من ردة فعلها العصبية، إلا أنه أشار بيديه :

-انزلي زي ما المدام طلبت منك..سحبها من رسغها لغرفتهما بعدما اخذت طفلتها وتحركت مجفلة من تصرفه الغير لائقة كما ازعنت


وضعت الطفلة بمخدعها تمسد على خصلاتها لتغفو بنومًا هادئًا..توقف خلفها وانحنى يطوق خصرها من الخلف 

-ممكن أعرف زعلانة ليه؟!

دي حمد الله على السلامة، بقالي شهر بعيد عنك 


شعرت بانتفاضة بجسدها من لمسة كفيه على جسدها..

-ياسين ابعد شوية..تراجع خطوة للخلف واستدار  للحركة ولكنها تشبثت بذراعيه

-إنت زعلت ..!! تسائلت بها وعيناها تحاوره تنتظر اجابته


هز رأسه بالنفي وتحرك ولكنها أسرعت خلفه وأطبقت على ذراعيه 

-عايزة اتكلم معاك شوية..أشار إلى ثيابه وتمتم :

-هاخد شاور وبعدين نتكلم 

هزت رأسها بالموافقة..تحرك إلى الحمام ..توقفت بمنتصف الغرفة تطالع تحركه ثم حررت من صدرها نفسًا طويلًا

-خايفة ياياسين ..همست بها ثم جلست جال بذهنها فكرة لكي تريح ذاك النبض الضعيف المتألم ..نهضت متحركة لهاتفه ثم سحبته بيديها واتجهت لشرفة غرفتها، حاولت فتحه ولكنه مشفر بكلمة سرية، ألقته على الطاولة تنفخ بضجر وتراجعت بجسدها تعقد ذراعها أمام صدرها تنظر للخارج


استمعت الى طرقات على باب غرفتها فنهضت متحركة لترى من الطارق، فتحت الباب لترى الخادمة تجر عربة الأطعمة قائلة:

-مدام الدكتورة بعتت الغدا وبتقول لحضرتك لو محتاجين حاجة تانية كلمينا 

-ليه هو مفيش حد هيتغدى 

-لا يامدام الدكتورة خرجت مع حضرة اللوا عند الباشمهندس حازم، والباشمهندش أوس سافر مع مدام ياسمينا 

اومأت برأسها تشير لها بالذهاب..جرت عربة الأطعمة للداخل، ثم قامت بوضع الطعام عليها بطريقة منظمة، خرج بتلك الأثناء يجفف خصلاته بتلك المنشفة الصغيرة، توقف ينظر لطاولة الطعام ظنا أنها من طلبتها 

ابتسامة عريضة على ملامحه الرجولية، فتحمحم قائلًا بصوتًا رخيم: 

-دا إيه الرضا والتغيير الحلو دا، كدا هدلع واشبع دلال 

استدار إليها فنظرت إلى صدره العاري وتمتمت بإرتباك:

-لا ماهو مش أنا اللي عملت كدا..جعد حاجبه مقتربًا منهابتساؤل:

-مش فاهم ..أشار إلى الطعام متسائلًا:

-مش إنتِ اللي طلبتي الأكل دا 


خطت تكمل ما كانت تفعله وأجفلته برد مختصر:

-لا مش أنا ..جذب المقعد واتجه ببصره للطعام 

-ايه الأكل دا ، أنا عايز أنام، هتقدري تأكلي الحاجات دي وتنامي 

ابتلعت لُعابها بصعوبة من هيئته المدمرة لقلبها الضعيف، وحاولت السيطرة على مشاعرها مرددة

-أنا ماليش نفس للأكل، لو جعان فيك تاكل، وبعدين الأسماك خفيفة الهضم 


خطت بعيد عنه يكفي مايفعله بها قلبها اللعين، اقبض على كفيها يجذبها بقوة حتى سقطت فوق ساقيه

-لا هتاكلي متنسيش إنك بترضعي ومينفعش اكل لوحدي كمان..


وضعت كفيها على صدره رغمًا عنها بسبب جذبه القوي لها:

-ياسين لو سمحت !!

لف ذراعيه حول جسدها الضعيف متحكمًا بجلوسها 

-قولتي عايزة نتكلم ليه غيرتي رأيك دلوقتي 

رفعت نظرها وتقابلت بسواد ليله مردفة بشفتين مرتجفتين:

-طيب ممكن تلبس حاجة، مينفعش كدا ..نظر لنفسه منتبها لجلوسه دون ملابسه، فتوقف متمتمًا: 

-آسف ماأخدتش بالي، جذب كنزته وارتداها، تمنى لو كان الأمر بينهما عاديًا ولكن ذهبت امنايته هباءً


أشار لها بالجلوس وأمسك السكين يشير إليها 

-دا بيتقطع كدا صح ولا ايه، ماليش في اكل السمك ..


جذبت من أمامه الصحن الذي يحتوي بمختلف أنواع السمك وبدأت تقوم بتفصيصه

-دا مش عايز شوكة وسكينة يابن عمو جواد، دا بيتفتح كدا وبيتاكل كدا 

امال إلى كفيها ووضع الطعام بفمه مستلذذ به:

-اممم..طعمه هايل ..قشعريرة انتابت جسدها حينما شعرت بملمس شفتيه على اناملها، طالعته لبعض اللحظات بصمت ثم اردفت دون وعي منها 

-ياسين ليه ليليان راجعة تاني، مجوبتش على السؤال 


اختتمت سؤالها بدمعة شريدة عبرة وجنتيها وهي تكمل حديثها 

-أنا شوفتكو يوم الولادة، هي كانت في حضنك، انا مش همنعك انك ترجع لحبيبتك بس في نفس الوقت ماتحاولش تقرب مني، احنا لازم نتفق 

وضع سبباته على فمها

-ممكن ناكل ونبطل كلام فاضي، أشار بعينيه على السمك 

-دوقيني ياله الجمبري دا، ولا رجعتي في كلامك

صدمت من رده الغير متوقع ..فمدت إليه الطبق:

-اتفضل كل اللي يعجبك انا شبعانة 

ألقى المحرمة على الطاولة 

-وأنا شبعت خلاص مش عايز اكل، نهض فأمسكت كفيه 

-لا خلاص اقعد كل، هاكل مش قصدي 

نظر لكفيها المتشبث بذراعه ثم اتجه بنظره لعيناها واردف :

-انا شبعت خلاص..توقفت واقتربت منه

-بس إنت كلمت طنط غزل علشان تحضرلك الأكل دا قبل سفرك بيوم، ولولا اللي حصل من جاسر وانت يوميها مشيت ومأكلتش، نظرت للأسفل تفرك كفيها تهرب من نظراته وتابعت حديثها:

-أنا اللي طلبت السمك دا وانا اللي طبخته لما عرفت انك جاي 


التمعت عيناه بالسعادة، دنى إليها ورفع ذقنها يبحر بموج عيناها

-طعمه حلو تسلم ايدك ..هقعد اكل رغم أنا ماليش في السمك، أنا طلبته من ماما علشان سمعتك بتقولي لجنى عايزة تاكلي سمك 


تسارعت نبضاتها ترمقه بعينان تتألقان بحب وحنان ثم أشارت بعيناها للطعام 

-طيب هنكمل اكلنا ولا لا 

جلس بجوارها مرة أخرى وبدأو يتناولون الطعام وهما يختلسان النظر لبعضهما من حين لآخر..انتهى بعض دقائق ، نهض قائلًا:

-هغسل ايدي وانت كلميهم يجوا ياخدوا الأكل دا

بعد فترة قامت بإشعال الشموع ذات الروائح العطرية بعدما شعرت برائحة السمك بالغرفة، واتجهت تعد قهوته 

جلس بشرفة غرفتهما يحمل ابنته التي استيقظت تبكي وصدح صوتها، وصلت إليه بالقهوة 

-قهوتك، هاتلي راسيل هغيرلها وارضعها ..اومأ لها وتحركت للداخل 


عادت إليه بعد فترة قليلة، وجدته مازال يرتشف من القهوة ويستمع إلى فيروز..جذبت المقعد وجلست على المقعد يبعد عنه ببعض الخطوات 

بسط كفيه ليمسك كفيها وتنهض متجه إليه، أجلسها بجواره وحاوطها بذراعه


-عاليا مستعدة نكمل حياتنا ونكون زوجين حقيقين..استدارت برأسها تنظر لوجهه القريب 

-وليليان ؟!

-مين ليليان دي؟!.. معرفش حد بالاسم دا ..قالها وهو ينظر للبعيد 


تجرأت لترفع كفيها وتدير وجهه إليها 

-لا انت عارفها كويس، انا شوفتك وانت حاضنها..

- وضع ابهامة على شفتيها 

-يبقى كنتي عامية، أو قلبك اللي صورلك حاجات مش صح 

تراجعت بجسدها بعيدا عنه 

-إنت ليه بتهرب؟!

جذب رأسها لأحضانه:

-من وقت مافترقنا وانا مسحتها من حياتي ولا كأنها دخلتها، كنت عايش ومكنتش ناوي اسلم قلبي لحد تاني، لحد مافي يوم القدر رمى قدامي جنية بحر، بنت جميلة لكن مش رقيقة ابدا وحش ثائر عايزة تولع في اللي يقرب منها، هزتني من جوا، حاولت اكذب احاسيس علشان كدا كنت بعاملها بقسوة، مش عايز اعيش تجربة فاشلة تاني، لكن البنت دي كانت أقوى من جاذبية الكرة الأرضية..رفع عيناه وعانق عيناها 

-وقعت في حبها للأسف، ومن كتر حبي ليها كنت بحاول اتخانق معاها علشان بس اقرب منها وأشوف عيونها لما تقلب بالون معرفش احدده، بقت زي جرعة الهوا كدا ..خلاص خطفت قلبي وعقلي لحد ماجه اجمل يوم  عمري مااتخيلته ولقيتها بتهديني اغلى وأجمل هدية جنية صغيرة زيها 

استدار بكامل جسده واحتضن وجهها يزيل عبراتها التي تلألأت بعيناها

-أنا هقول الدموع دي دموع فرح، عرفتيها هي مين علشان كدا بتعيطي، دنى يهمس لها 

-هي بعينها بلقيس حياتي، ملك الهكسوس بيقولك انت اجمل حاجة في حياته يابلقيسته

، بتمنى نكمل حياتنا مع بعض ونعيش حياة هادية وجميلة ونجيب اخوات لراسيل


أطبقت على جفنيها مستمتعة بحديثه

دنى اكتر يهمس لها حتى لامست شفتيه وجنتيها

-اجمل بلقيس في الدنيا ..توردت وجنتيها ترفع عيناها لتهمس له، ولكنها تراجعت بعدما استمعت لبكاء ابنتها 

-هشوف راسيل ..هز رأسه واتجه بنظراته للخارج 

-ايه الشعور الحلو دا، همس بها لنفسن..نهض من مكانه واتجه لخزانته لأحضار شيئا، أخرج علبة مزينة ثم اتجه لغرفة ابنته، كانت تقوم بإطعام ابننتها، ابتعدت بنظراتها خجلا بعد دخوله دون استئذان ووضع الصندوق أمامها وحاول أن يخفف من حدة توترها

-هنزل تحت شوية بابا وماما جم، هسلم على بابا ..أشار للصندوق 

-لو لبستي دا هفهم انك موافقة نبتدي حياتنا ..قالها وتحرك للخارج يلتقط أنفاسه بصعوبة 


انتهت من اطعام ابنتها ثم نهضت متجهة لذاك الصندوق فكت  تلك الرابطة التي تشبه الفيونكة، ثم فتحته بهدوء، بسطت كفيها لتلامس أناملها ذاك الرداء الأبيض الناعم ..أخرجته تنظر إليه بإنبهار، رداء أقل ما يقال عنه، فستان الأميرات جمال روعته، توقفت أمام المرآة ووضعته عليها مبتسمة، تحركت سريعا للمرحاض وخرجت بعد دقائق محدودة 

جذبته لترتديه على عجالة قبل مجيئه، ثم توقفت تنظر لنفسها 

توسعت عيناها بذهول وهي تراه أقل ما يشبه بقميص نوما يظهر مفاتنها بسخاء..تركت خصلاتها تنساب على ظهرها لكي لايظهره، ثم نظرت لفتحة صدره الكبيرة ، تضع ابهامها بفمها، تفكر بشيئا حتى تخفي فتحة صدره:


-لا دي هتفضل كدا، لا لا مستحيل، هروح اقلعه، ازاي عايزني ألبس دا قدامه، وبقول عليه محترم..توقفت تنظر لنفسها مبتسمة:

-بس الصراحة ذوقه يجنن، الفستان حلو اوي، بس مقدرش البسه قدامه اتكسف ..فيه حد يتكسف من جوزه برضو

هبت فزعة تسمي الله بعدما استمعت لهمسه بجوار أذنها 

-حرام عليك خضتني والله ..حاوطها بذراعه :

-ألف سلامة عليكي من الخضة ياروح ياسين ..ارتجف جسدها وتناست ماترديه مستديرة إليه:

- ألف سلامة عليكي من الخضة ياروح ياسين..رفع أنامله يرجع خصلاتها لخلف أذنها واقترب يطبع قبلة على جبينها ..رددت كلماته بهمس

"روح ياسين"


-عندك شك في كدا!! تسائل بها

تشبثت بقميصه بعدما خارت قواها ، ابتسم على خجلها وتابع ردود أفعالها الطفولية التي راقت له ، تشابكت أنامله بأناملها يسحبها إلى الخارج خرجت تنظر للغرفة التي قام بتزينيها 

-إنت مكنتش تحت 

هز رأسه بالنفي، رفع ذقنها يتعمق بعيناها 

-نزلت علشان اجيب الحاجات دي، قولت لما تخلصي ..تركت كفيه وتحركت تنظر للغرفة المزينة بالورود الحمراء، والشموع ..حركت أناملها على حروف أسمها على ذاك القلب الأحمر 

رفعت رأسها وابتسمت:

-معقول دا حضرة الظابط طلع رومانسي اهو ..أطلق ضحكة رجولية مما جعلها تنظر إليه بعيونا عاشقة وقلبًا ينتفض من قربه عندما حاوطها بفولاذيته وتحرك إلى تلك الطاولة التي يوضع عليها كعكة صغيرة تجمع صورتهما وقام بإشعال الشمعة

خرج من جيبه خاتم الزواج ووضعه أمامها على الطاولة ثم استدار يحتضن وجهها وعيناه تبحر فوق ملامحها الجميلة: 

-عاليا تقبلي تكملي حياتك معايا، نبني حياة مع بعض لحد مانكبر 


الصفحة التالية