رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 21 - 3 - الأحد 30/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الواحد والعشرون
3
تم النشر يوم الأحد
30/6/2024
أغمضت ديمة عينيها وبدأت في العزف وهي
تتخيل الشخص الذي تحبه ومتعلقه به واكثر
لحن تحبه وكان بالتأكيد هو ذلك الشخص، كان اللحن الخاص بالقصه الشهيره تيتانيك كل يوم أراك في أحلامي، انبهر آدم بسرعتها في التعليم علي البيانو، استوعبت تعليمها بهذه السرعه وهي مغمضه عينيها وخصلات شعرها الذهبيه الطويله تحوم من حولها، كانت كالملاك الصغير وما ان انتهت حتى اخذت نفس عميق فصفق لها آدم وهو يقول بإعجاب
= مبدعي شابو على استيعابك بسرعه
شعرت بالخجل الشديد و التفتت لترحل لكنه هتف قائلاً بصوت أجش
= استني هنا
التفتت ديمة له ووقفت أمامه وهي تنظر
الى الارض فإنحنى آدم لطولها وهو يقول مبتسماً
= مش المفروض البنات الحلوين يقولوا شكرا لما نعلمهم حاجه؟ وكمان ما فيش تصبح على خير
ديمة وهي تنظر اليه لتشير إليه لكن وجدت فرصتها للتعبير بطريقة آخري، ارتبكت كثيراً من فعلها ولكن لماذا لا حتى هي كانت تريد بشدة هذا نظرت مطولا الى عينيه بعد ذلك قررت فعلها فسارت بخفة لم يلاحظها الا وهي تتقدم منه وتقبل جبينه حتى وإن كانت قبله بريئة، اتسعت عينا بذهول وصدمه فلم يتوقع فعلتها لكن حاول ان لا يفكر كثيراً بالامر فهي بالتأكيد تعتبره مثل والدها، لذلك فعلت ذلك بحسن نيه لا أكثر.
حمحم آدم وأشار إلي الطاوله الصغيره التي عليها مذكره وقلم فقال لها
= بصي دي مفكره بتاعتي وفاضيه محدش بيفتحها أنا هعمل معاكي إتفاق حلو، كل ما تحسي انك متضايقه وفي حاجه عاوزه تقوليها بس مش عارفه ازاي؟ تكتبيلي ورقه في المذكره عن اللي مضايقك ومفرحك مني حتى لو انا؟ وأنا هفتح وهقرأ أكيد وده هيشيل عنك الإحراج تماماً.. اتفقنا.
أومأت برأسها مبتسمة باتساع فاحتضنه بقوة فقال مبتسماً بتوتر
= عدي الجمايل بقى كده علمتك حاجتين عزف البيانو وانك تكتبي مشاعرك المكبوته .. عقبال ما ارجع من السفر اصل هروح يومين عند ابن عمي في البلد
ابتعدت عنه، شملته بنظراتها و لكنها تظاهرت باللامبالاه و هي تقول بهدوء زائف
= اه تيجي بالسلامة ان شاء الله
شعر بضيقها فهو يعلم جيد كيف تخشى الوحده وتكرهه، أعاد آدم وضع خصلة شاردة خلف أذنها قبل أن يردف
= تصبحي على خير يا ديمة، خلي بالك من نفسك وانا هحاول ما اتاخرش
هزت رأسها بزعل و ردت بخفوت
= وأنت من أهله.
دخلت غرفتها ثم توجهت الي المرحاض و اغلقت الباب واستندت بظهرها عليه و هي تتماسك حتي لا تخرج الآن وتطلب منه عدم المغادرة و المكوث الي جوارها لا تريده ان يغيب عنها الآن تعلم انها تخطأ بحق نفسها فهو لا يراها إلا فتاه مثيرة للشفقة تخلي عنها الجميع لذلك يعاملها بهذا الرفق استوقفها
هذا التفكير عنه لتغمض عينها و هي تبتسم
باستهزاء علي نفسها .
لتقف امام صنبور المياه تغسل وجهها و بدأت بتجفيفه ثم استندت ظهرها علي الحائط و أعادت رأسها الي الخلف مغلقة عينها و هي تلوم نفسها بشدة انها سمحت لنفسها الضعيفة ان تميل مرة اخري و لكن هذه المرة قد فعلت خطأ فادح في حق نفسها هو شخص ليست مناسبة لها بأي شكل من الاشكال، فتحت عينها وهي تهز رأسها برفض فذلك التفكير جاء مؤخراً ولم يعد له صلاحيه ولا تستطيع البعد.
عادت من ذكرياتها بالوقت الحالي، و كتبت ما ارادت كتابته في دفترها ثم غلبها النوم كعادتها فوضعت الدفتر ونامت على ظهرها بالأرض أمام النافذه الكبيرة وشعاع الشمس الحار يخترقها، فرشت خصلاتها على الارضية ونامت مستلقية بتعب ولم تشعر بذلك الذي فتح باب المنزل و دلف الي الداخل واضعاً حقيبته علي الارض و نظر اليها وجدها في غرفة المعيشة بتلك الثبات القصيره غافلة عن وجوده ابتسم و هو يغلق الباب خلفه بهدوء وتقدم وقبل أن يتنحنحاً لكن أنصدم عندما وجدها ترتدي قميص قصير عليها بشدة وبارز منحنيات جسدها !!. استغرب من ذلك فلم يراها بتلك الهيئه من قبل وكأنه كان ينظر إليها فقط على انها طفله صغيره.
بينما كان منظرها فاتناً لدرجة لم يتحمل عدم قربه منها! اقترب فنظر لتفاصيلها المعذبة بياضها الناصع بشرتها ذات المحمرة حيث من فرط بياضها ورقتها كانت اطرافها تُحمر لا اراديا ورفعت يدها تضعها على وجهها من شعاع الشمس المحببة لروحها حيث كانت تهرب من البرد القاسي هنا فقط
بقي يراقبها عن كثف متأملاً ذلك المنظر المحبب لروحه بداية من عيناها إلى خصلات شعرها المتناثره على عيناها، يحركها الهواء تارة ويزيحها هو بأصابعه رافضاً أن يغطي شيئاً ما على تلك الجوهرتين الصغيرتين.. مرت لحظات حتى ابتسم على منظرها حيث تخدرت من الشمس الشتوية الدافئة الموصوفة بأنها تخدر الأجسام فسحبت الكتاب بجانبها وسقطت نائمة .
ابتلع ريقه بصعوبة بينما هي عقدت حاجبيها من الشمس فعلم انها تزعج نوم الصغيرة !؟ تنفس بنفس منقطع وابتسم بلا وعي بعد ان لعق شفته ورفع كف يده امام عينها مخبئاً جفونها النائمة حتى لا تنزعج من الاشعة التي تشعي من النافذه الموجوده بغرفه المعيشه ! مر الوقت فتحت عينها رافعة بصرها الحاذق
فوجدته على مقربة منها هلعت فأغلق فمها حتى لا تصرخ متحدثاً بحذر
= اهدي ده أنا هو انتٍ بتتخضي على طول كده؟!.
قالها بهمس خافت وكأنه كان يحتضن ارتعادها
منه فنظرت له نظرة اخترقته، فنهضت بسرعه ولهفه لتصطدم بجسده الذي أصبح ملاصق لها و وجهه قريب منها حتي اختلطت انفاسهم ببعض، تصنمت للحظه وهي تراه بهذا القرب وعيناه تغلف عينيها، كانت تنوي توبيخه والصراخ به حتي لا يتركها مجدداً حتي اذا كلفها ذالك روحها ولكن لا تعلم ما الذي حل بها..!! هل اشتاقت له..؟!!
وسرعان ما ابتعدت وتقدمت منه بسرعة حتي وقفت امامه و منعت نفسها بصعوبة ان تحتضنه لكنها تحدثت اليه قائلة بلهفة واضحة بصوتها لم تقدر علي إخفائها
= حمد الله علي سلامتك اتأخرت عليا أوي يا آآ يا آدم.
عقد حاجيبة بدهشة كبيرة من انها قالت إسمه دون ألقاب لكن اعتقد انها لم تنتبه ولم يعلق ويحرجها، و ابتسم مع شعوره بها ثم في غفلة منه اقتربت اليه تحتضنه و قد شعرت بتصلب جسده بين يدها كانت بالفعل صدمة له حين وجدها تحتضنه مستنشقاً رائحته و ما صدمه اكثر هو همسها له بالقرب من اذنه بصوتها المميز
= ازيك يا آدم وحشتني.
أصاب جسده الارتجاف و هو يشعر بضمها له
و شعورها بالامان و الدفئ بين يديها، ظلت لحظات متوتره من رده فعله الجامده ثم ارتجفت شفتيها تخرج شهقة خافتة و هي تشعر بيده التي تمر علي ظهرها صعوداً و هبوطاً فأخيراً بادلها العناق، ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تهمس بأسمه بتوتر مجدداً قاصدة دون ألقاب مثل ما اخبرتها بسمه ليبتعد عنها قليلاً ينظر الي وجهها الذي يظهر عليه الارتباك بابتسامة هادئة و هو يتحدث
قائلاً بثبات زائف
= انتٍ كويسة.
هزت رأسها بالايجاب و هي تنظر الي الاسفل
ليقبل قمة رأسها بحنان و هو يتحدث ناظراً الي قميصه الذي تريديه ومفصل تفاصيل جسدها
= وانتٍ كمان وحشتيني!.
كان مندهشا بفم مفتوح ينظر لها بتعجب خلال اليومين الماضيين تتغير هكذا وبسرعة
ترتدي ملابس مثيرة فمنذ جلوسها هنا لم ترتدي ملابس مثل تلك أبدا، لكن بالتأكيد ارتدت ذلك لانها تعلم بانه ليس هنا وهو لم يخبرها بعودة.
غادرت أخيراً لغرفتها عندما شعرت بالخجل وانتبهت الى ما ترتدي، ليغادر قلبه مرافقا لها عندما انغلق باب غرفتها ليتنهد آدم بأسف وأمام عينيه بسمتها وصوتها الرقيق؛ بالفعل !! هل أصبح يفكر بها هكذا حقا ليحمد الله أنها أبتعدت من أمامه بذلك الوقت حتى لا يتضح تفكيره وينكشف امام نفسه وامامها ايضا.
فمن يعرف ما الذي يفكر به بذلك الوقت لم يصدق بانه نفسه ذلك الأستاذ الفاضل آدم .
ففكره انها هكذا أمامه و زوجته بينما محرمة عليه تجعله يجن اكثر يموت اكثر يتعذب اكثر لكن النظر لها يشفيه فما بالك بلمسها .!!!. فأذن حاله لا يفرق عنها شيء .
❈-❈-❈
استسلمت بسمة إلى إصرار صديقتها عليها حتى تخرج معها الى نزهه في احد المطاعم! ليستمتعون بالاجواء بمفردهم رغم رفضها في الأيام السابقه لكن قررت أن تتراجع عن اتفاقها و توافق أن تخرج معها.. عندما يأست من حال زوجها.
نظرت بسمة حولها الى المكان باعجاب لتقول مروه مبتسمة
= ما قلتليش عجبك المكان صح؟ عشان تعرفي بس أنك كان لازم تطوعني من زمان وتفكي عن نفسك بدل الكابه بتاعه جوزك واهله.