-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 21 - 4 - الأحد 30/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الواحد والعشرون

4

تم النشر يوم الأحد

30/6/2024 



همهمت لها بسمة بصمت وهي تستمتع بالاجواء فلم تنكر أن أي مكان بعيد عن زوجها وأسرته و أسرتها يعجبها بالتأكيد لأنها تفعل كل شيء دون قيود ثم عادت تقول مقترحة بمكر


= عاوزه رايي! لازم تشتغلي وانتٍ خلاص كلها فترة وهتكوني معاكي شهاده كمان حاولي تقنعي انك تشتغلي و وقتها هتكوني قادره تستقلي بحياتك ومش محتاجه لي وهتعرفي تخرجي وتروحي و تيجي براحتك


عبست ملامح بسمة لتجيبها ساخرة 


= فاكرك بالبساطه دي هيوافق ان اشتغل و حتى لو خلفت من معاذ مستحيل اهله يقبلوا ست مايسه هتقف فيها انا عارفاها كويس.. هم أصلا عندهم في قانون العيله الست تقعد في البيت معززه مكرمه تخدم جوزها وتخلي بالها من العيال إنما الشغل ممنوع! 


زفرت بسمة أنفاسها بقله حيله ثم تابعت حديثها مستهجنة


= على اساس يعني عندهم الراجل بيشتغل أوي، خليني ساكته احسن 


لوت مروه فاهها بدهشة ثم قالت لها بإصرار


= دي ايه العائلة دي وهم مالهم اصلا يتدخلوا في حياتك ليه، بس انا لو مكانك برده افضل ازن على حكايه الشغل اقعدي زهقيه ونكدي عليه في حياته لحد ما تيجي منه.. على الاقل هيكون عندك حجه تانيه تخرجي عشانها تكملي دراستك وتخرجي معايا زي كده تشمي هوا


زمّت بسمة شفتيها بيأس ثم قالت بصوت محبط 


= ريحي نفسك مش هيرضى ولا هم كمان هيوافقوا انا عارفاهم كويس اكتر منك، ومش بعيد كمان يدخلوا ابويا في الموضوع عشان تكمل لان هكون انا غير.. معاذ مش بيشتغل لكن انا اشتغل هتبقى اهانه لابنهم


وصلت الصورة كاملة لمروه أخيرا فقالت لها بغضب مكتوم 


= ايه العيشه اللي انتٍ عايشاها دي هو انتٍ مستحملهم ازاي ده انا لو منك كنت طفشت! يعني زوج مهمل و مش بيساعد في اي حاجه وانتٍ بتخدمي هو وامه! ويا ريت عاجب كل شكوى والثانيه يطلبوا ابوكي وابوكٍ طبعا يقفلك عشان خايف تطلقي زي اختك الثانيه.. بذمتك مش بيجي عليكي وقت و تكوني جبتي اخرك ونفسك تطفشي منهم


أغمضت عينيها وهي تهمس بصوتٍ لا يحمل شيء من روح كلماتها 


= ربنا وحده اللي عالم بحالي بس بأيدي إيه اعمل اكتر من كده


تأففت مروه من ضعف صديقتها ثم هتفت بصوت ممتعض مائع


= خلاص يبقى اسمعي كلامي وارجعي فكري في موضوع الطلاق، طالما في الحالتين مقيدين حريتك ومش عارفه تاخدي راحتك 

على الأقل تكسبي حريتك وتخلصي من تحكماتهم.. اذا كان على موضوع انك تكملي تعليمك خلي الطلاق بعد ما تكملي وبعدها تشتغلي ومش هتكوني محتاجه لابوكي ولا لجوزك


شيء من الضيق شعرت به بسمة فقالت على الفور باعتراض وقد تكدرت ملامحها


=سبق وقلت لك الطلاق في حالتي مش الحل

حتى لو خلصت الوقت اللي فاضل في تعليمي على خير برده مش هينفع اطلق منه! وبعدين انتٍ فاكره ممكن ابويا ولا هم يسيبوني اعيش لوحدي وانا مطلقه هو انتٍ مش عايشه في مجتمعنا ولا ايه؟ 


سألتها مروه باستنكار وهي تشعر بالعجب


= وده ليه ان شاء الله بنت انتٍ تكونيش بتحبيه؟! وهو ده اللي مخليكٍ مش عاوزه تطلقي منه


ضغطت على شفتيها بتوتر ملحوظ ثم أخبرتها بصوتٍ مجهد


= مش عارفه الاحساس اللي بحسه ساعات ناحيته ده ايه؟ يمكن طبيعي لأنه اول راجل في حياتي وابوه أبني؟ ولا انا فعلا بحبه .


شعرت أن بسمة صديقتها تمزح بالتاكيد فقالت لها باستخفاف


= قلتي ايه بتحبيه؟ و حبيتي فيه ايه! بعد كل العيوب اللي قلتيها في دي 


هدرت بسمة بجدية وهي تضبط شعرها بأناملها داخل حجابها 


= انا قلت مش متأكدة يمكن اكون مش بحبه وانا بحس كده زي ما قلت لك عشان هو اول راجل في حياتي فطبيعي غير كده هو دايما بيقول لي ان بيحبني رغم انه مش بيعمل بالكلمه وفاكر الحب مجرد كلام وبس! او ممكن انا كده عشان في حاجات حصلت فيها علي حريتي بعد جوازي مش هنكر اولهم تعليمي اللي انا متاكده في بيت بابا ما كنتش هكمله لانهم كانوا بيقطعوا عليا اي وسيله تخليني أكمل 


صمتت بسمة ومشهد قديم لوالدتها قبل ان تتوفى عندما كانت هي صبيه صغيره وكانت تغلق أنور الغرفة عليها حتى لا تري شيء وهي تراجع دراستها قبل أيام الامتحانات وكيف كان يقفون امام مستقبلها ويمنعوها بشده الطرق ان تكمل دراستها بحجه انهم يريدون مصلحتها ويجب أن تتزوج قبل ان يتركوها في الحياه وحيده مع رجل يتحمل مسؤوليتها، لكن مع الأسف حدث العكس تماماً وهي من تحملت المسؤوليه بمفردها !!. 


نفضت رأسها تخرج تلك المعاناة من عقلها ثم أضافت بصوت حزين وهي تعتدل في جلستها 


= دول كان بيطفوا عليا النور ويسيبوني في الضلمه عشان ما ذاكرش.. انا مش ناسيه لهم اي حاجه كانوا بيعملوها معايا وانتٍ تقوليلي اطلق تخيلي بقى كده كانوا بيعملوا معايا كده وانا بنت امال بعد الطلاق هيعملوا ايه


لم تقتنع صديقتها فقالت بضيق شديد 


= ما هو أكيد في حل آمال يعني هتفضلي طول حياتك كده، ممكن والدك يكون اتغير عن زمان


بدأ الإحباط جليا في نبرة صوت بسمة وهي تخبرها


= وانا مش مستعده اخاطر واخسر اكتر من كده لو اتحررت من معاذ وأهله.. انتٍ ما تعرفيش العيشه مع اهلي وانا مطلقه يعني ايه؟ ولا ابويا هيسيبني في حالي انا متاكده هيوصلني لمرحله اترحم على الأيام اللي كنت بعيشها في بيتي مع جوزي.. مش قلت لك انا عايشه بين نارين وجحيم جوزي أحسن من جحيم أبويا.


❈-❈-❈


جلس منذر أمام ذلك الطبيب مطأطأ الرأس محرجًا من اخبرة شيئا كذلك لكن في النهايه تفهم الآخر الأمر واخبره بدلا منه وهو هز راسه بالايجاب، وبعدها طلب منه اشعه يفعلها و عندما تنتهي سيخبره السبب الأساسي لتلك المشكله الذي يعاني منها منذ فتره طويله، و بسببها لا يعرف كيف يعيش حياته بشكل طبيعي.


ظل وجهه متجهمًا فهو تقريبا جاء الى هنا مجبر بسبب إصرار زوجته عليه، فبالرغم من انه أخبرها قبل سابق أنه سيذهب الا انه كان يماطل وكل يوم يتحجج انه سيذهب في يوم آخر وحتى يتخلص من إصرارها استسلم وهو الآن عند الطبيب المختص.


= اسمك استاذ منذر شاهين مش كده


افاق على صوت الطبيب وهو يساله، فانكمش في جلسته رهبةً بسبب وجوده في ذلك المكان خوفاً من ان يراه احد عندما صعد او عند خروجه من هنا ويذهب ويخبر عائلته او كل المنطقه، وحينها ستحدث فضيحه مداويه.


تنحنح منذر هاتفًا بصوت متحشرج


= آآ ايوه ما الاشاعه اللي انت طلبتني اعملها قدامك اهي، واسمي مكتوب فيها بتسالني ليه 


أبتسم الطبيب وهو يرد بهدوء تام 


= طب يا سيدي بالراحه بتاكد مش اكتر! على العموم دي مش الاشعه كلها وخلال خمس دقائق هتكمل وهعرفك كل حاجه بس كنت حابب أسألك كام سؤال بالأول! انت اكيد متجوز بالوقت الحالي صح 


هز رأسه بالايجاب ثم تسائل الآخر بجرأة مطلوبه وهو يستفسر منه


= طب بالنسبه للعلاقه الزوجيه بينك وبين مراتك مارستها كام مره وفشلت عشان تبدا تحس أنك عندك مشكله فعلاً 


ضغط علي يده بحرج ثم هتف بارتباك كبير


=هو انا كنت متجوز مرتين مع مراتي القديمه حوالي اربع مرات وكلهم ولا محاوله فيهم نفعت وبعد كده انفصلنا... وانا حاليا متجوز مراتي الثانيه


تنهد الدكتور وقال بعدم إعجاب 


=طب كان الصح الاول تيجي تكشف قبل ما تتجوز الثانيه وتستنى لما تتعالج، على العموم خلينا في دلوقتي كام مره مارست مع مراتك الثانيه وحصل فشل برده 


صمت لحظه طويلة وهو يتنفس بتوتر مبالغ فيه ثم رد عليه بصوت متقطع 


=هاه، لا آآ مـ ما حصلش ولا مره؟ انا كنت صريح معاها من اول يوم وفهمتها ان انا عندي مشكله وبعديها بفتره.. حوالي شهرين من جوازنا هي اللي أصرت عليا اروح اكشف معتقده يعني الموضوع ده لي علاج بس انا حاول افهمها ان حالتي كده وهفضل كده وكل اللي زيي عايشين طول حياتهم كده من غير علاج .. وهي ما صدقتش! 


اقترب الطبيب بجسده للامام فوق المكتب وهو يقول بصرامة


=أولا ما فيش حاجه اسمها الموضوع ده ما لوش علاج لان لي واكتر من علاج كمان وفي كتير الحمد لله ربنا بيكمل شفاهم على خير وبيمارسوا حياتهم بعد كده عادي جدآ فعاوزك تشيل الفكره دي من دماغك، ثاني حاجه كان لازم تجرب مع مراتك التانية حتى لو متاكد ان انت حالتك كانت كده مع الاولى لان الموضوع اكيد هيختلف!!.


الصفحة التالية