-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 21 - 2 - الأحد 30/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الواحد والعشرون

2

تم النشر يوم الأحد

30/6/2024 



كان مليئة بالدموع رغم ما أعتاد المشهد ولكن هناك مشاهد تقف اللغة خرساء أمامها، هناك وجع لا يُقال آه وهو ليس بعيد لأن في قلب الحدث.


شعر كأنه طائر يذبح عنقه بسكينًا بارد وهو لا حول له ولا قوة، قبضة مؤلمة من بين ثنايا قلبه الذي بدأ يثور بنيران الغضب عندما هال مقدار الضعف والحزن على حاله كم هو مؤلم أن يرى نفسه بتلك الحالة الهزيلة بسبب والده لقد سحبت روحه ولم يعد لديه القوة على الحديث، بل تمنى حينها أن تزهق روحه لربه


لا يعلم أي جرم ارتكبه حتى يحدث معه ذلك أبيه هو من طعنه بخنجر بارد، هو من أسقط قيمته وإهانة وجعله ضعيف الشخصيه قليل الحيله هكذا.. وحتى بعد أن تأكد بأنه ليس له دخل في مشكله ابنه تم عقابه بدل منه كالعاده


الآن ماذا لو أصبحت ضحي مثل غاده بعد ان صفعه والده امامها وقلل من قيمته واهانه مثل ما كان يفعل وهو متزوج من غاده بالسابق و جعلها تستقوى عليه اكثر واكثر، هل صمتها يعني تمردها عليه بعد ان كانت قبل قليل تحاول معه وتدفعه للتغير؟ تمني لو أنه يظل غامضا واستمر في إخفاء ماضيه عنها! كان يغرق في جلد ذاته على ما حدث قهراً.. 


حاول النهوض ولكن اقدامه لم تقوي على حمله كأن جسده انشق لنصفين، اغروقت عيناه بدموع الخذلان يتخبط ويترنح بوقوفه مرددًا 


= مش عاوزه اتكلم في حاجه.


لم تعلق ضحي إنما أغمضت عينيها بألم وهي تفكر فيما حدث فكان قبل قليل فى طريقة لمد جسور الوصال إلى برها المزهر لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي سفنه . 


ثم تفاجأ بصدمة عندما ما إن شعر بها تجذبه من ذراعه إلى حضنها لتغمره بين ذراعيها الحنان والاحتواء.. وهو استنزف آخر ذرات ذخيرة صبره ليحتجزها بين ضلوعه حتى توجعت عظامها.. ليدفن نفسه في عنقها بقوة..


أبعد وجهه بعد لحظات قليلاً عنها يطالعها بصمت عيناه تخترقان عينيها اللامعتين كأنه يتخذها بوابة فيعبر منها إلى عمق روحه ثم قال بصوتٍ أجش فيه بحة


= عالجني!. 


همست بصوت واهن والكلمات تعجز عن الخروج من شفتيها


= أعالجك من ايه؟ حاسس بصُداع؟ معلش تلاقي من كُتر الصريخ!


هز رأسه ببطء وأشار على قلبه بطريقة مؤلمة


= اه، صُداع فعلًا.. بس هنا.


فهمت ما قاله رغم تقطع صوته، فنظرت إليه بصمت ثقيل ثم اقتربت منه و ضمت رأسه لحضنها و هي تقول بثبات 


= تعالى، ممكن حضني يهديك زي كل مره و مش هنتكلم في حاجه زي ما انت عاوز.


كان صامت يتنهد فقط، و شاعراً بوجع و منتظر شعوره بالراحه لأجل الألم يخف.. كان متعب بالغضب وفجاه تلامس كلمه حنيه منها فانفجر من البكاء .


ظلت تواسي بصمت وهي تشعر بدموعه تبلل ملابسها القطنيه وضعت يدها علي ظهره تمسد بحركات دائريه مهدئه أما هو لم يهدأ بل أصبح يبكي بقوه و يشهق بعنف وحزن وقهر لم تجد شئ لفعله فقالت بحزن


= حقك عليا انا خلاص اهدي.


هنا بدأ يشعر بالحنيه، خصوصًا لما قبلت رأسه 

رفع عنيا من حُضنها ليرى ابتسامة ضحي التي نبت بإكتشاف أمر كيف تمحي حزنه، تلك الابتسامات وسط الأحزان الواسعة التي تميزها عن بنات حواء اتسعت ابتسامته وهو يزداد قربا وقد اكتفى بما نال مؤقتاً .


ترى ما الذي سيصل إليه بمشاعره تلك؟ فلا ينكر شغفه بها، شغفه الذي لم تتمكن فرقة من القضاء عليه شغف بعث بقلبه ووجد ملاذه فيه فمن يعلم متي نمى وتمكن منه .


بعد مرور وقت كان ما زال يحتضنها بقوه لكن توقف عن البكاء، تساءلت لابد أنه مجهد جدًّا.. 

فحاولت ان تسنده وتنهض الى الداخل به فما إن وضع رأسه على الوسادة حتى غطّ في نوم عميق وانتظمت أنفاسه.. تنهدت ببؤس وبسمة مريرة ترتسم على وجهها قبل أن تتسع تلك الإبتسامة وتزول منها غمامة المرارة..وبدات أنها تتذكر كل شيء حدث اليوم وكيف قسوتهم عليه التي لا تنتهي فيجب ان يتغير ولا يظل هكذا ضعيف؟ فاحيانا تشعر بأنها أصبحت مسؤوله عنه ولا تحب ان تراه هكذا قليل الحيله! وتمنت داخلها ان يذهب الى الطبيب بالفعل ولا يتراجع عن تلك الفكره و هي تدعو ربها بان تكون حالته ليس خطيره لأجله فذلك الموضوع ان تحسن بالتأكيد سيؤثر على نفسيته بشكل ملحوظ.


لكن لم يمنعها عقلها من التفكير في إذا لم يتعالج بعد وظل هكذا طوال الوقت حالته ميؤوس منها، فهل ينتصر شغفها بها على رغبة كل فتاه بأحلامها في إنجاب طفل و حياه زوجيه طبيعيه؟؟ 


ما كانت لتعترض وهى ترى نفسها حائرة على حقها منذ نعومة أظافرها، لكن عاهدت نفسها أن تمنحه فيما يأتي كل ما يصبو إليه، تعلم أنه يستحق السعادة لكن لا تعلم كيف تمنحها له !!


يكفى أنه قد قبل على تلك خطوة الذهاب للطبيب، لن تتعجل بالأمر حتي لا يصل بها لفشل جديد، فهي لا تثق أن يتجاوز هذا الفشل بسهولة أولا.


لكن لا تنكر بأن اليوم أخيراً بدأ أن يتحدث و يغضب ويدافع عن نفسه وذلك مؤشر جيد في حالته حتى وإن انتهى بالسلبي.


❈-❈-❈


كانت ديمة تمسك أحد الكتب التي استعارتها من آدم وتقرأ بها بتركيز شديد و ما ان انتهت من آخر صفحة حتي اغلقت الكتاب متنهدة و هي تحتضنه و ظهر امامها خيال ذلك الاستاذ صاحب الوسامة و الهيبة التي تغطي علي المكان المتواجد به أغمضت عينها بقوة تحاول ان تبعد صورته علي خيالها الا انها ابتسمت و هي تتذكر صوته وكلماته معها اخر مرة تتردد في اذنها لا تعلم لما يخطر ببالها لما اهتم بها و هي بتلك الحالة كانت تقنع نفسها ان لا حق لها

لا بالحب ولا بالعيش كباقى الفتيات بعد ما حدث وصار معها لكن هو جاء وجعلها تغير كل ذلك.


شردت لثواني فكانت كفيلة بالعودة بها إلى

ذكريات ذاك اليوم المشؤوم، أغمضت عيناها بقوة وتنهدت بحرارة وهي تحاول ان توعد نفسها ان لا تفكر في تلك الايام ابدا بعد الان.


لكن أصبحت تمر الأيام مملة عليها في غياب آدم عن المنزل فقد ذهب إلى ابن عمه ليطمئن عليه ويراه قبل أيام، تريد ان تراه تريد ان تنظر الي عينه التي تهيم بها و لولا خجلها منه لظلت تنظر اليه حتي توفيها المنيه و لكن لا يسمح لها ان تنظر الي الاعلي و هو في الاعلي ان نظرت ستكسر رقبتها، كانت تقف امام خزانة ملابسه تأخذ احد قمصانه تحتضنها و تستنشق رائحته المعلقة به هائمة بالتفكير به و لم يأتي النوم الي عينها تضم القميص الي صدرها بقوة... وبدأت تتذكر وتشرد بذلك اليوم الذي طلبت منه ان يعلمها العزف على البيانو 


نظر آدم لها بهدوء وسألها بعذوبة 


= عاوزه تتعلمي بجد العزف على البيانو ؟


اومأت برأسها بنعم بحماس كبير فقال 


= تعالي اقعدي جنبي


جلست جانبه فوضع يديها فوق اصابع البيانو

ثم أحد كتفيها وجعلها تفرد ظهرها ليقول بهدوء 


= غمضي عينك وافتكري اكثر لحن اغنيه عجبك مع اكثر شخص بتحبيه وحركي ايدك واحساسك هيخليكي تعزفي


ابتسمت ابتسامه بسيطه ثم وضع يده على يدها وبدأ يحرك يده مع يدها وهو يقول 


= شاطره ابدئي وانا معاكي


الصفحة التالية