-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 10 - 1 - الإثنين 24/6/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر




رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل العاشر

1

تم النشر الإثنين

24/6/2024



"ظنت أن الحزن سينتهي وسيطرق الفرح بابها ، لكن يا أسفاه حدث معها العكس وازداد حزنها أضعافاً مضاعفة ، لن تسمح أن تبني سعادتها علي حزن غيرها حتي لو كلفها الأمر أن تعود إلي حيث جاءت"

أسما 

مرت الأيام وظلت هي حبيسة الغرفة تتجاهل الحديث معه أو الخروج من الغرفة رغم ما حدث من والديه لم تغضب منهم بالعكس تماما معهم كل الحق فيما فعلوه معها هي من جاءت من حيث لا يعلموا لتكون السبب في شتات جمعهم وتفرقتهم وآخذت محبة ولدهم منهم دون وجه حق.

فاقت من سيل أفكارها علي فتح باب الغرفة ودخوله ممتعض الوجه واضعاً كلتا يديه بجيوب بنطاله وقف أمامها يطالعها بغموض دون أن يتحدث مما جعل القلق يسري داخل قلبها.

رفعت عيناها وتقابلت مع خاصته وتسألت بحذر:

-خير يا قاسم مالك ؟

إرتسمت إبتسامة ساخرة علي زاوية فمه وقال:

-أنا مالي ؟ السؤال ده المفروض أنا إلي أسأله ليكي يا أسما مش العكس .

قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:

-مش فاهمة قصدك ايه ؟

زفر بحنق وأخرج يده من جيبه ومسح على وجهه عدة مرات وتحدث بتريث:

-أسما أنا حبيتك بجد ضحيت بأهلي وبشغلي وبمستقبلي وكل حاجة عشانك بعد ما كنت صاحب شركة بقيت مجرد محاسب لا راح ولا جه وده كله مش فارق معايا مقابل أنك تبقي جنبي لكن مع الأسف أنتي مستكترة عليا ده ليه ؟ أهلي وافقتك ووديتك ليهم زي ما أنتي عايزة وحصل إلي حصل ومع ذلك رافضة نعيش زي أي ناس طبيعية.

صمت قليلاً واستطرد بإيجاز:

-فهميني بس يا حبيبتي سؤال واحد محتاج إجابته منك يا أسما أنتي بتحبيني ولا لأ ؟

"أنا محبتش ولا هحب غيرك يا قاسم أنا عيني فتحت علي حبك أنت"

قالتها بخجل شديد وهي تتهرب بنظراتها عنه .

❈-❈-❈


كان وقع كلامها كالبلسم علي علي قلبه كما جعل ابتسامته تتسع ويجلس أمامها متمتما بحب:

-طيب أنتي ليه بعيدة عني ؟ أنا محتاج إنك تهوني عليا يا عمري انا كل تعبي وهمي بيروح لما أشوف إبتسامتك أنتي ليه حرماني منها ؟ أسما أنا فاهمك كويس أنتي بتحميل نفسك الذنب في بعد أهلي عني لكن يا قلبي أنتي ملكيش ذنب في ده ومسير الأيام تخلي النفوس تصفي يا قلب قاسم.

حدقت به بتردد وتسألت بقلق:

-يعني مش هتيجي في يوم تزعل مني وتحملني بعدك عن أهلك ؟ قاسم الأهل مش بيتعوضوا ولو ما لكش خير فيهم مش هيكون ليك غير فيا .

هز رأسه نافياً وعقب:

-عمري يا قلب قاسم مش هيحصل أطمني وأنا مش هسكت أنا هفضل مع أهلي لغاية ما يرضوا عني ويسامحوني كمان يا قلبي أطمني.

تنهدت براحة وقالت:

-ريحت قلبي ربنا يلين قلبهم يارب.

أمسك يدها بحب مقبلاً يدها بحنان:

-يارب.

حدبها بمكر وغمز بخفة معقبا:

-ويلين قلبك أنتي كمان يا قلب وعقل قاسم أصل أنا عريس وغلبان عايز افرح يا ناس .

أحمرت وجنتيها حتي أصبح وجهها كثمرة الكريز الناضجة شاهقة بخجل وهي تسحب يدها بقوة وتخبئ وجهها منه.

بينما هو تعالت ضحكاته بصخب وهو يضرب كف بكف من خجل زوجته الذي يكاد أن يصيبه بالجنون لا محالة لكن مهلا لن يتركها الا بعد أن يجعلها تذوب في عشقه كما يذوب هو بعشقها ويخوص في حبها.

❈-❈-❈

تطلع لها بعدم فهم وتسأل:

-مش فاهم الصراحة أنتي ناوية علي أيه يا نيڤين بالظبط ؟

رمقته بإستهزاء وعقبت:

-وأنت من أمتي بتفهم أصلا يا لؤي.

إمتعض وجهه وصاح مستنكراً:

-نعم من أمتي بفهم قصدك أني غبي ولا ايه ؟

ابتسمت ساخرة وقالت:

-لأ طبعاً مش غبي أنت مفيش عندك عقل أصلا.

. اشتعل وجهه غيظاً وقال:

-طيب يا أم العقل كله فهميني أنتي عايزة ايه بالظبط أو ناوية علي أيه ؟

قلبت عيناها بنفاذ صبر وقالت:

-هتفرق معاك في أيه ؟

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-مش فاهم هي أيه إلي هتفرق معايا في أيه ؟

ردت باستخفاف وهي تشمله بنظرة متهكمة من أعلي رأسه لأغمص قدمه:

-يعني هتفرق معاك في أيه ؟ أنت ليك فلوس وبس عمرك ما فكرت تشغل دماغك من الأساس أو حتي تعمل حاجة تحسسني إنك راجل.

إحتدت عيناه وقال:

-ايه إلي بتقوليه ده يا هانم ؟ بقي أنا مش راجل ؟ انتي أتجننتي ولا ايه ؟

إبتسمت ساخرة وعقبت:

-بجد طيب عالي صوتك كمان شوية ؟ أنت يتضحك علي نفسك ولا عليا هو الرجولة إنك تقعد في البيت وأنا إلي اصرف عليك ؟ هي الرجولة تخليك تسيب أمك عائشة لوحدها بره وتتجوز إلي يدفع أكتروياريت علي قد كده دي كل شوية تغير في راجل شكل الحمد لله أنها مش موجوده في مصر كانت فضيحتنا هتبقي بجلاجل كفاية الفضايح إلي كانت عملاها وأنا بره وسط زمايلي مخلياني مقدرش ارفع راسي فيهم أمي المفروض اتباها بيها وهي جنبي في الغربة مقضاياها لو كمان تتجوز رجالة أصغر مني أنا شخصياً جنابك بقي فين من كل ده ؟ قاعد هنا في مصر تستني الفلوس الي أمك تسحبها من أجوازتها لأ ولما أنا رجعت رمتني في طريق صاحبك إلي طالع غبي زيك بس مش مهم أنا هلعب عارف ليه علشان يبقي معايا فلوس وما أسمحش لحد يذلني تاني وأنت بقي خليك قاعد يا سيد الرجالة مستني الفلوس الي بتيجي من عرق الستات.

ألقت آخر جملتها هازئة ونهضت تاركة إياه يتطلع لها بنظرات مغتاظة.

❈-❈-❈

فتحت عيناها بضعف وحاولت أن تعتدل بحرص حتي لا يستيقظ زوجها لكن ما ان شعر بحركتها حتي نهض بفزع يتفحصها بقلق:

-أنتي كويسة يا حبيبتي ؟

ابتسمت بحب وقالت:

-الحمد لله.

تنهد براحة وتسأل:

-أنتي صحيتي ليه ؟ أنتي حاسة بتعب أو حاجة ؟ تحبي نروح للدكتور ؟

حركت رأسها نافية وقالت:

-أطمئن أنا بخير يا حبيبي بس هقوم أطمئن علي الولاد.

حدقها معاتبا وعقب:

-أنتي إلي تطمني علي الولاد ؟ بزمتك ده كلام ناس عاقلة مين المفروض يطمئن علي مين بس ؟ وبعدين أنتي إلي تعبانة يا حبيبتي ومحتاجة راحة .

اغمضت عيناها بحزن وقالت:

-وهرتاح إزاي وأنا شايفة ولادي بيحاربوا بعض ؟ هرتاح إزاي وأنا شايفة الفراق بيحوم حوالين ولادي.

فتحت عيناها بضعف واسترسلت بإيضاح:

-مش هقدر يا سراج أشوف ولادي بيأكلوا في بعض وأسكت مش هقدر أخسر تاني كفاية إلي خسرتها وأتحرمت منها طول عمري ويا عالم هشوفها تاني ولا لأ ؟ يا تري عايشة ولا ماتت!

لم يقوي علي الحديث بل آخذها في أحضانه حتي هدأت وإستكانت بين ذراعيه وهتف معاتبا:

-أحنا قولنا ايه ؟ أنتي تعبانة ومحتاجة ترتاحي صح ولا غلط ؟ وبعدين ولادك أتصالحوا امبارح الحمد لله.

رفعت رأسها وقاطعت إسترساله :

-اتصالحوا بس النفوس شالت يا سراج.

ربت علي ظهرها بحنان وقال:

-ولادنا ولاد حلال ومتربيين بفلوس حلال أطمني الدم هيفضل دم وبإذن الله ربنا يرد الغايب أنا عندي إحساس أنا اللقاء قريب.

رددت بدعاء:

-يارب يا سراج يا رب.

ربت علي ظهرها بحنان وقال:

-بإذن الله يلا غمضي عينك بقي ونامي وارتاحي.

تطلعت له بتردد وتسألت:

-تمارا وتقي موجودين صح ؟

رمقها معاتبا وعقب:

-يا ست الكل متشليش هم أنتي بس أدهم طالما عرف مش هيسبهم أطمني أنا بس كل إلي شاغل بالي أيه إلي حصل بينهم ؟ تمارا وادهم أحنا كنا بتحكي ونتحاكي بقصة حبهم ازاي يسمحوا للشك أنه يدخل بينهم بس ؟ 

ردت بحزن:

-مش عارفة يا سراج أنا مش فاهمة هو أيه إلي حصل ليه بس أكيد شيطان ودخل بينهم.

أومأ بإيجاب وقال:

-أكيد بس أدهم عاقل وهيتصرف أنا واثق فيه.


الصفحة التالية