-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 11 - 1 - الخميس 27/6/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الحادي عشر

1

تم النشر الخميس

27/6/2024



"في سماء عالية ترفع بلا عمدان وتنير دون إضاءة كان هناك نجماً ساطع أسعي للوصول إليه ولكن هذا النجم إنطفئ ضوئه وسقط أرضا وأخذاً قلبه برفقته متهمشما إلي أشلاء صغيرة وأصبح لا مجال لأن يصعد النجم الي السماء مرة آخري"

تقي المهدي أسر المعداوي


لا تدري من أين يأتي الحب ولا كيف يأتيك تخيل أن تجد من تحب صدفة وتظن نفسك تتوهم فماذا ستفعل هل ستترك حبك ؟ أم ستبحث عنه ؟إذا نبض قلبك فتمسك به وأبذل قصاري جهدك للبحث عنه لأن الحب لأ يأتي سوي مرة واحدة بالعمر.

قاسم نور الدين أسما

وضعت الطعام علي السفرة بإهتمام شديد بمساعدة الخادمة وما ان إنتهت من وضع آخر طبق وجدت شقيقها يقترب منها مبتسماً إبتسامته الجذابة.

اقتربت منه مبتسمة في عناق أخوي:

-صباح الخير يا حبيبي عامل ايه النهاردة؟

ربت علي ظهرها بحنان وقال:

-بخير يا قلبي.

ابتعدت عنه وتراجعت عدة خطوات إلي  الخلف وتسألت بحذر:

-تمارا كويسة ؟

أومأ بإيجاب ومد يده ملامس وجنتيها بحنان:

-أطمني يا قلب أخوكي كل حاجة تمام.

تنهدت براحة وقالت:

-الحمد لله .

القي نظرة سريعة علي الطعام وتسأل بتشكك :

-أنتي إلي حضرتي الفطار؟

هزت رأسها بإيجاب:

-ايوة.

قطب جبينه بحيرة وتسأل :

-طيب وماما هي لسه تعبانة ؟

مطت شفتيها بحيرة وردت:

-هي تعبانة أكيد من إمبارح وانا الصراحة خوفت اروح اصحيها قولت أسيبها ترتاح.

"صباح الخير"

ألقتها تمارا بخجل:

ابتسمت أسيل وردت مبتسمة:

-صباح النور.

التفت لها زوجها وتحدث أمراً:

-تعالي نطلع نطمئن علي ماما.

عضت علي شفتيها بخجل وهتفت بإرتباك:

-ها اطلع انت.

رمقها بإستخفاف وقال:

-أيه يا قلبي مكسوفة تقابليها بعد الي حصل؟

حدقته بنظرة مشتعلة وضربته بقبضتيها في صدره بإحراج:

-أكيد يعني مكنتش أعرف ان ده كله حصل.

صقفت أسيل بمرح لتخفف من حدة الموقف:

-أيه يا سكاكر صلوا علي النبي كده .

رد ادهم :

-عليه الصلاة والسلام

هتفت تمارا :

-عليه الصلاة والسلام

مد يده وأمسك يد زوجته متجيهن لأعلي لكن توقفوا أمامهم ما أن أبصروا عليا تهبط الدرج مستندة علي يد زوجها .

في لمح البصر إبتعد أدهم عن زوجته وإقترب من والدته صاعدا الدرج كل خطوتين معاً مقبلاً يدها بحب:

-صباح الخير يا ست الكل احسن النهاردة ؟

ربتت علي رأسه بحنان وقالت:

-بخير طول ما انت بخير يا حبيبي وأخواتك .

ابتسم بحبور وأسندها من الجهة الآخري هابطين الدرج سويا.

❈-❈-❈


وصلت أمام الطاولة وأجلسها أدهم علي مقعدها برفق شديد واتجه سراج الي مقعده يترأس السفرة وهو يتطلع الي الوجوه الموجودة .

رمق ادهم زوجته بنظرة جانبية تفهمت مغذاها وإقتربت من خالتها مقبلة يدها بإحراج شديد:

-حمد الله علي السلامة يا خالتوا.

رمقتها عليا معاتبة :

-الله يسلمك.

سارعت أسيل بالإقتراب من والدتها وضمتها بلهفة:

-صباح الفل يا ست الكل انا بقي عاملة ليكي شوية بطاطس محمرة وبيض مدحرج يرد الدموية أيه ما أقولش ليكي.

إبتسم الجميع علي دعابتها وأشار سراج لهم:

-أقعدوا يا ولاد.

جلس أدهم والي جواره تمارا بينما أستأذنت أسيل متعللة:

-هطلع أنادي تقي.

أوقفها والدها متسألاً:

-وأخوكي فين ؟

"أنا هنا يا بابا "

قالها أسر أثناء دخوله من الحديقة بنما اتجهت أسيل الي الدرج متجهة إلي الطابق العلوي والآخر اقترب من والدته مقبلا يدها ورأسها بمرح:

-أيه القمر ده والسكر ده يا ناس الناس تكبر توحش وانتي تكبري تحلوي؟

إبتسمت علي دعابته وقالت:

-بطل بكش يا واد انت وصبح علي اخوك يلا.

ابتسم بهدوء واستقام بجسده مثبتاً أنظاره فوق شقيقه:

-صباح الخير يا بوص.

رد أدهم مبتسماً:

-صباح النور يا حبيبي.

جلس أسر في مكانه المعتاد وألقي نظرة جانبية علي تمارا:

-صباح الخير يا تمارا.

ردت بإبتسامة متكلفة:

-صباح النور.

عادت أسيل بعد قليل وبرفقتها تقي التي القت السلام علي الجميع وإتجهت الي حالتها تضمها بقوة وبعدها اتجهت الي مقعدة مدعية الإنشغال بالطعام حتي لا ينتبه إليها أحد.

دارت بنظراتها علي أفراد عائلتها المترصين حول الطولة يتناولوا الطعام وأطلقت تنهيدة طويلة دلالة علي راحتها بعض الشئ رغم أنها علي اليقين أن اللبن تعكر النفوس أصبحت تحمل فوق عاتقها.

مر اليوم دون أحداث تذكر ولم يغادر أحد المنزل بل ظلوا طوال اليوم برفقة عليا يحاولون التخفيف عنها وإيهامها أن الأمور أصبحت علي خير ما يرام.

❈-❈-❈

مر شهراً كاملاً وظل الوضع كما هو أدهم يتهرب من زوجته ويمكث بغرفة صغيره ، تقي أصبح غرفتها هي الملجأ الوحيد وملاذها الذي تحتمي بها من معذب قلبها.

كما تحسنت حالة عليا بسبب إهتمام الجميع لها وتدليل زوجها الذي لا يفارقها دقيقة واحدة.

عاد أدهم عمله وما أراحه أن هذه الحمقاء لا تأتي الي العمل فأستعان بسكرتير بديل أقر أن يختاره رجلاً هذه المرة بينما العلاقة بين أدهم وأسر أصبحت في أضيق الحدود حتي وان كانا يتظاهران بالعكس أمام والدتهم خرفاً من إنتكاستها.

وما هدأ الوضع أكثر أن أسر لم يفتح موضوع زواجه طوال هذا الشهر المنصم مما أراح الجميع ظناً منهم أنه عاد الي رشده وتراجع عن هذه الزيجة لكن لا يعلموا أنه يخطط إلي شئ آخر.

❈-❈-❈

عاد من عمله ممتعباً ومثقلاً بالهموم فبعد أن كان رئيساً يترأس الألف من الموظفين والعمال أصبح في ليلة وضحاها موظف في إحدي الشركات التي تعمل علي مص دم موظيفها تنهد بسأم وتبخر كل هذا ما أن إستمع إلي صوتها العذب بإحدي أغنيات" فيروز"يأتيها من المطبخ غاب الآلم وانمحي الارق عن وجهه ورسمت إبتسامة عذبة علي محايا وجهه وهو يتحرك كالمسحور تجاه الصوت وجدها تقف أمام الموقد ترتدي إحدي منامتها الطفولية التي تأسر قلبه كل يوم عن ذي قبل وتتهادي بجسدها النحيل مع الكلمات التي تغينها

 شط اسكندرية يا شط الهوى

رحنا إسكندرية رمانا الهوى

يا دنيا هنية وليالي رضية

أحملها بعينيه شط إسكندرية

البحر ورياحو والفلك الغريب

يحملها جراحه ويرحل فى المغيب

يتمهل شوية و يتودع شوية

وتعانق المية شط اسكندرية

ليالي مشيتك يا شط الغرام

وإن أنا نسيتك ينساني المنام

والشاهد عليه غنوة أؤمريه

والنسمة البحرية وشط إسكندرية.


ظل مستنداً علي الباب بجذعه يتأمها بحب شديد لم يندم يوماً علي زواجه ولا عن ما خسره لأجلها فهي تستحق أن يترك العالم لأجله لا ينكر مدي فرحته عندما وافقت أن يتمم زيجته منها بإرادتها وأيضاً إهتمامها به وبكل تفاصيله من ملابس وطعام وأيضاً التخفيف عن كاهله كل يوماً يعود به من عمله يلقي نفسه داخل أحضانها كطفلاً صغير يحتاج إلي والدته لتخفف عنه ما مر به طوال يومه.

فاق من شروده مع توقف الآخري بعد ان إنتهت من كلمات أغنيتها وأصبح إهتمامها منصباً علي الطعام الذي تقلبه بعناية خلف الموقد.

تحرك كالمسحور وتوقف خلفها مباشرة وأسر خصرها النحيل بين قبضتيه مما جعلها ترتعب وتشهق بفزع لكنه ضغط علي خصرها ضغطة خفيفة ووضع رأسف فوق كتفها متتماً بحب:

-ده أنا يا قلب قاسم إهدي .

تنهدت الصعداء وعضت علي شفتيها بخجل :

-كده بردوا يا قاسم تخضني؟

إبتسم بمكر وهو يبتعد عنها ولكن مازال يأسر خصرها بين يديه أدارها برفق حتي بات وجهها مقابلاً لوجهه ظل يتأمل حمرة وجنتيها التي زادت توهجاً بسبب خجلها المحبب إلي قلبه.

رفع يدها اليسري يداعب وجنتيها بحب :

-حقك عليا يا قلب قاسم بس مقدرتش أشوقك غير وأجي أحضنك أنتي بقيتي أدمان ليا .

ابتسمت بخجل وهتفت بتهرب:

-طيب وسع بقي خليني أشوف الأكل قبل ما ينحرق.

ابتسم ساخرا وعقب:

-يعني خايفة علي الأكل يتحرق ومش صعبان عليكي جوزك حبيبك الي قلبه يتحرق؟

ضربته بقبضته الصغيرة علي صدره بخجل:

-بطل رخامة بقي سيبني اشوف الاكل.

فك أسرها ورفع يده مازحاً:

-خلاص يا ستي خلاص شوفي الاكل.

إستدارت تصب إهتمامها علي الطعام وهو يقف جوارها يتأملها بحب ورائحة الطعام الذكية تداعب أنفه وجعلت اللعاب يسيل داخل فمه.



الصفحة التالية