-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 6 - 1 - الثلاثاء 4/6/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر




رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس

1

تم النشر الثلاثاء

4/6/2024


"ليتني لم أحبك ، ليتني لم أتمني قربك وحبك ، فلم أجني منه سوي الآلم والوجع ، كسر قلبي على يدك وتحطم إلي أشلاء صغيرة لا قيمة لها ، بينما قلبك أصبح ملكا لآخري ، لما جعلتني أحبك ، وأتوق إلي جنتك الأزلية ، والتي أصبحت جحيمي الأبدي ، في ليلة وضحاها ، لم أعشاق سواء ، أعطيتك الحب ، والحنان ، والسعادة ، وذقت علي يدك مرارة الحب وآلمه دون تعبئ بما سيحل بي، لكنك ستعود نادماً لي عاجلاً وليس أجلا فلن تجد من تحبك مثلي ، ولن تقدم لك ما قدمته أنا لك "

             "تقي المهدي ♥أسر المعداوي"


منذ جملة شقيقتها وعقلها أصبح شارد في مكان آخر هل أدهم يخونها بالفعل ؟ ولكن مع من إذا كان أسر سيتزوج من هذه الحرباء ؟ فمن هي التي أحبها زوجها وفضلها عنها ؟ شقيقتها محقة إذا كان يحبها بالفعل ما كان فكر في آخري من الأساس.

تنهدت بحزن علي حالها وحال شقيقتها وشددت أكثر من ضمها وظلت تمسد علي ظهرها برفق ابتلعت غصة مريرة بفمها وحاولت أن تواسي شقيقتها ولا تداري أتواسي نفسها ام شقيقتها:

-بس يا حبيبتي إهدي هو إلي خسران مش أنتي يا تقي .

رفعت تقي رأسها بحسرة وقالت:

-لأ أنا إلي خسرت كتير اوي يا تمارا خسرت حب عمري كله ليه أسر يعمل فيا كده ؟ أيه العيب إلي فيا أنا ما حبتش في حياتي قده عمري ما أتمنيت لنفسي السعادة زي ما أتمنتها ليه هو وفي الآخر يعمل فيا كده ؟ كسر حبي بالساهل عنده ؟

ضمتها تمارا بقوة ولا تدري لما تواسيها أو تقول فحالها هي الآخري مثلها صابها من خيانة وغدر الحبيب كما صابها.

ابتعدت عنها تقي وتسألت بألم:

-تفتكري حبه ليا كان فرض عليه زي ما كان وجودنا هنا فرض عليهم ؟

قطبت تمارا جبينها بحيرة وتسألت:

-قصدك أيه مش فاهمة حاجة ؟

إبتلعت ريقها بمرارة واسترسلت بإيضاح:

-يعني وجودي أنا وأنتي هنا كان فرض عليهم هنا ماما وبابا ماتوا وخالتوا وجوزها عطفوا علينا وربونا ياخدوا فينا ثواب بجملة الثواب وأني أنا وأنتي نفضل هنا أدهم أتجوزك وأما أسر يتجوزني يمكن الفرق الوحيد أن أنتي وادهم بتحبوا بعض.

إبتلعت ريقها بمرارة وقالت:

-أنا وادهم بنحب بعض ؟ مع الأسف أدهم زي أسر .

رمقتها بعدم فهم وتسألت بقلق:

-قصدك أيه ؟

تطلعت لها تمارا بتردد وقالت:

-أدهم بيخوني.

شهقت الآخري بصدمة ووضعت يدها علي فمها بعدم إستيعاب وتسألت:

-أدهم بيخونك إزاي مش فاهمة ؟

تنهدت بحزن وقالت:

-كل إلي أقدر أقوله ليكي ان فيه في حياته واحدة تانية غير مش مهم أزاي المهم أن أنا وأنتي عرفنا مكانتنا في البيت ده أحنا مفروضين عليهم .

تطلعت لها تقي قليلا وسرعان ما نهضت فجأة وتتحدث بإصرار :

-أنا هسيب البيت ده .

رمقتها تمارا بحيرة وتسألت:

-أنتي بتقولي أيه يا تقي أنتي أتجننتي ؟ هتسيبي البيت وتروحي فين بس  ؟ إستهدي بالله وفكري تاني.

هزت راسها نافية وهتفت بإصرار:

-لا. يا تمارا أنا خلاص عقلت وجودي هنا ملوش لازمة وعشان أسر يرتاح من وجودي هنا و ما يفتكرش أني مفروضة عليه كفاية بقي وجع قلب أكتر من كده أحنا بشر ولينا قدرة تحمل وأنا دي طاقتي كفاية أوي لغاية كده .

تنهدت تمارا بحزن وقالت:

-طيب هتمشي تروحي فين ؟

ردت تقي بهدوء:

-هفتح شقة بابا وماما الله يرحمهم ومعاش بابا هيكفيني بإذن الله ولو احتجت هنزل اشتغل.

تطلعت لها تمارا بتردد وقالت:

-وأنا هاجي معاكي أنا وعمر.

أتسعت عين تقي بصدمة وتسألت:

-طيب وادهم ؟

نهضت تقي وهتفت بحسم:

-هو إلي وصلنا لكده بكره الصبح هنمشي من هنا.

أومأت بإيجاب وردت:

-ماشي يا حبيبتي زي ما أنتي حابة.

❈-❈-❈

ظل جالساً جوارها يضرب جبينها بفرق علها تستفيق دون فائدة نهض وتحرك صوب غرفته أحضر منها زجاجة العطر الخاصة به ونثر القليل منها علي يده وقربها من أنفها.

أستنشقتها هي وبدأت تتكامل في غفوتها وفتحت عيناها بوهن شديد ، وضع هو زجاجة العطر جانباً واقترب منها وجلس جوارها مرددا بلهفة:

-أسما أنتي كويسة يا حبيبتي ؟

ألتفت له والدموع تتجمع في مقلتيها وتحدثت بحزن:

-أحنا فين ؟

ابتسم بحب وقال:

-أحنا في بيتك يا حبيبتي.

تطلعت له ساخرة وعقبت:

-ده مش بيتي يا قاسم وعمره ما هيكون بيتي.

رمقها معاتبا وقال:

-لو ده مش بيتك يبقي بيت مين ؟ أسما أنا عارف أهلي كويس أوي عشان كده كنت رافض تروحي ليهم يا حبيبتي أنا آسف بجد عارف أنهم جرحوكي وكلامهم أذاكي حقك عليا أنا.

تنهدت بحزن وقالت:

-بس هما مغلطوش في حاجة يا قاسم كل كلمة قالوها صح فعلاً بس هما غلطوا في حاجة واحدة بس أنا مليش ذنب في كل إلي حصل معايا محدش بيختار أبوه ولا امه ولا حتى الظروف إلي اتولدت فيها .

إعتدلت بضعف وجلست علي الفراش مستندة بظهرها إلي الخلف وتحدثت بإنكسار:

-قاسم طلقني وخليني أرجع مكان ما جيت .

اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:

-نعم أرجعك مكان ما جيتي للدرجة دي عايزة تخلصي مني يا أسما أنا بحبك وعمري ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك أنا ضحيت بكل حاجة عشان خاطرك أنتي وبس يا أسما دلوقتي عايزة تسبيني أواجه كل ده لوحدي وأنتي تبعدي عني ؟

تطلعت له بحزن عميق وقالت:

-وجودي جنبك بيضرك يا قاسم يبقي الأفضل لازم أمشي من هنا وأنت ترجع لأهلك بعد إلي حصل النهاردة مع أهلك وجودي معاك بقي غلط وبيضرك أكتر.

نهض من مكانه ووقف أمامها مشرفا عليها بطوله الفاره وتحدث بنبرة حادة:

-بصي يا أسما كلمتين أبرك من عشرة زي ما بيقولوا أنتي مراتي بمزاجك غصب عنك مراتي وهتفضلي مراتي لآخر يوم في عمري ومن هنا ورايح تحطي ده في اعتبارك وكمان وجودك في اوضة لوحدك ده أنا سايبك براحتك فيه لما تهدي وتبقي جاهزة هتتنقلي لأوضتي اه واعملي حسابك طول الفترى إلي هتهدي فيها دي او الهدنة بمعني اصح ليكي زوج وبيت مسؤول منك هدومي أكلي شغل البيت أنا هنزل أدور علي الشغل يعني مش هبقي موجود جنبك هنا وأقدر أراعيكي أنسي موضوع الطلاق خالص أنتي قدري وأنا قدرك لآخر يوم في عمري .

❈-❈-❈

أسفل ضوء القمر يجلس علي الأرجوحة ويتطلع إلي السماء بابتسامة حالمة يمني نفسه أنه سيتزوج من ملكة قلبه كما يظن أخرج هاتفه وضغط علي عدة أرقام ووضع الهاتف علي أذنه منتظراً أن يأتيه الرد فور أن أتاه الرد تحدث بلهفة :

-أيوة يا قلبي أخبارك ايه؟

انتظر حتي سمع صوتها الحزين وهتف بأسف:

-أنتي لسه بتعيط يا حبيبتي حقك عليا أنا.

تنهد بأسي وقال:

-أنا كنت ناوي أتكلم مع أدهم ازاي يعمل كده بس عشان خاطرك سكت.

إبتسم بحب وأسترسل بإيضاح:

-بس خلاص أطمني أنا نفذت كلامها وبلغت بابا وماما أني عايز أتجوزك يا عمري لأ لأ أطمني إن شاء الله هيوافقوا وحتي  لو ما وافقوش هاخدك ونتجوز بعيد عنهم ومفيش حاجة هتبعدنا عن بعض أبدا يا قلبي أنا خلاص مبقتش أقدر أعيش من غيرك يا قلبي قومي بقي أغسلي وشك يا حبيبتي عشان خاطري وبطلي عياط ماشي يا قلبي تصبحي علي خير أغلق الهاتف وتنهد بسعادة ولكن لم تدوم كثيرا عندما وجد تقي تقف أمامه ووجها لا يبشر بالخير.

قبل ذلك بوقت لاحق بعد ان غادرت شقيقتها الغرفة ونهضت هي ووقفت في الشرفة تحاول أن تسترد أنفاسها قليلاً دون شعور منها خانتها عيناها وهي تراه يجلس أسفل ظلت تتأمله بأسي.



الصفحة التالية