رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 14 - 1 - الثلاثاء 4/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع عشر
1
تم النشر يوم الثلاثاء
4/6/2024
بعد مرور أسبوع، بدأت ديمه تعود الى جامعتها مره ثانيه مثل ما اقترح عليها آدم أن تعوض ما فات و تبدأ من جديد، لكن مازال داخلها الحزن والحسره والندم! على كل ما حدث معها و صار برغبتها من البداية وها هي تدفع الثمن... فالحياه حقا حتى بعد زواجها من آدم لم تعد الأفضل كما توقع الآخرين!.
رغم أن أخواتها هذه المره بالفعل على إتصال باستمرار يومياً للاطمئنان عليها ودائما سؤالهم يتركز على محور واحد هل آدم يعاملها جيد؟ ولم يقترب منها وما زال متمسك بوعده لهم .
في الواقع نعم، لكن لا تعلم هل هو شخص جيد أم لا لأنه لم يقضي معها الكثير من الوقت فعندما تعود من الكلية تبقي في غرفتها لفترة طويلة بين الدراسه والتفكير في حالها . ! ولم يجتمعون إلا لتناول الطعام فقط، ورغم أنه حاول التحدث معهم أحيانًا لتقليل الحواجز بينهم، إلا أنها تجيب على سؤالًا باختصار شديد وقد أثر هذا الأمر على نفسيتها بالسلبي و كأنها عادت إلى حياتها القديمة وحيده كالعادة... رغم عدم رضاها علي الوضع لكن لم تحاول أيضًا السماح له بالاقتراب منها...
لأنها كانت خائفة. فما زالت لا تعرف نواياه الحقيقية تجاهها، أو كيف ينظر إليها عندما اكتشف أنها كرست نفسها لإنسان حقير، لذلك تأخذ مسافة جدية... حتى تنتهي المده المحدده بسلام. وهكذا إستمرت الأحداث بين آدم و ديمة.
وفي يوماً ما عادت ديمة كالعاده من الخارج ودخلت غرفتها علي الفور هاربة منه ولم تشاركه الطعام اليوم وأخبرته أنها ليس لديها شهية... لكنها حقا بسبب نفسيتها السيئه لم تعد تريد أي شيء ولا طعام ولا حديث.
بينما آدم لم يعجبة ذلك الوضع ان تدفن نفسها هكذا كعقاب على ما فعلته! فقد توقع وجود تلك الشابه سيكون عوض له وفرصه جيدة عن وحدته لسنوات وابتعاد ابنته عنه رغم وجودها بالحياه... لكن لا يريد ان يضغط عليها حتى لا تسوء الفهم خطأ، لكن بنفس الوقت لا يعرف الى متى سيظل هذا الوضع؟؟ يعيشون بمنزل وأحد معا ولا يتحدثون ولا يرون بعض إلا قليل جداً.
فاق علي صوت هاتفه ليجد رقم ابنته "رنا" شعر بالفرحة والأمل وبسرعه أجاب بلهفة وشوق لكنها فاجئته كالعادة بطلبها
= لو فاضي بكره نتقابل في نفس الكافتيريا وتجيب معاك فلوس عشان محتاجاها سلام.
أغلقت الهاتف علي الفور بينما أخفض آدم رأسه بحزن شديد ويأس لا يعرف ماذا يفعل حتى تعود أبنته له وتحبه، وخالتها سيطرت على عقلها بشده ولم تسمح له بالتدخل في تربيتها وهكذا كانت النهايه تكرهه بالمعنى الحرفي وتتعامل معه وكأنه مخزون للمصاريف أو بنك !!. هذا الوضع بالفعل يؤثر عليه بشكل صعب إبنته أمامه ولا يعرف كيف يضمها الى احضانه وتناديه بابي ويمارس ابوته معها.
بقي آدم بالخارج يئن بألم شديد ..و ديمة بالدخل تفرد جسدها فوق الفراش وهي تنظر للسقف بشرود ودموعها تهبط بوجع.. فالالم دائما ما يجمع بين الاثنين .
بعد ساعات ليلا.......
تحرك نحو صديقه الرفيق للحزن حتى يخرج ما به كعادته، ثم بدأ آدم بعزف مقطوعة حزينة كئيبة يملئها شيء جريح، لامست تلك المقطوعة روح ديمة من الداخل وفضولها حيث لم تكن تعرف من أين يأتي هذا الصوت فجاءه و هذا المقطوعة الحزينه التي فجاه بدأت تواسيها الحزن...
لكن سرعان ما بدأت تفهم من أين يأتي الصوت فلم تكن تعرف عن آدم بأنه يجد عزف البيانو..
فهو أخذ دورة كاملة في الموسيقى عندما كان في الخامسة عشر، ويعرف الكثير من عزف المقاطع.. بقي هكذا لساعات يعزف المقطوعة ينهيها فيقوم بإعادتها بأستمرار حتى توقف فجأة! اعتدلت الأخري حينها فجاه بروح خاويه فوق الفراش وكأنها افتقدت ونسها بالحزن.
بقيت تتقلب لوقت طويل تنتظر ان يعود ويعزف مجدداً.. وعقلها يتسال لماذا توقف؟لماذا لم يعيدها كما فعل لمرات عدة ؟ تلك المقطوعة التي لم تعرفها لكن كانت مقطوعه حزينة تعبر عن جرح عميق لكن... اشعرتها بأرتياح بقيت تدور بعقلها هذه الأفكار حتى لم تشعر بنفسها إلا وهي تستقيم وتخرج من الغرفة كانت غرفتها مقابلة لغرفته حيث كانت هذه الغرفة لابنته، فتحت الباب ببطئ مشت متوجهة لنهاية الممر لتجد إياه مازال يجلس امام البيانه بصمت شارد الذهن حتي أنه لم يشعر بها.
شعرت بتلك اللحظة بشيء غريب نحوه.. لم تستطع ترجمته على الاطلاق.... ربما كانت وجدت نفسها وسط القفص ولا مفر منه الآن شعور مريب وغريب بنفس الوقت.. ربما كان الندم الذي صار يقوم بنهش ضميرها يوماً بعد يوماً في ذلك الوقت فليس هناك تبرير آخر يحسها سببها على تلك القشعريره.. أليس كذلك ؟!.
ظلت تقف في الخلف تنظر إلي ظهره الجامد دون حركه! تفكر لما أصبح فجاه بذلك الوضع حزين وكئيب مثلها.. فعندما عادت من الخارج كان هادئ وليس حزين لدرجه ان يخرج تلك الأجواء المشحونة داخله في مقطوعه حزينه كشعرت بدنها.....
أفاقت علي نفسها فجاه باستنكار من رده فعلها واهتمامها المفاجئ ثم ألتفتت لترحل للغرفة بسرعه قبل أن يراها وعاتبت نفسها لأنها تعطي لشخصه مساحة أكبر بعد رفضها الصريح بالاقتراب منه... لكن وضعه ذلك حرك فيها شيء ما لم تفسره بعد.
❈-❈-❈
في اليوم التالي، ذهبت بسمة إلي جامعتها بالسر مثل كل مرة وحاولت ان تلهي ابنها مع حماتها قليلاً حتى تعود قبل ان يكتشف احد تأخيرها ويبدأ ان يسألها عن السبب، فاصبحت كذبتها المعتادة هي؟ أنها تذهب لترى شقيقتها و والدها، لكن أصبحت غير مقنعة هذه الأيام لأنها دائما تخبرهم بذلك وقد مل الجميع منها لذلك حاولت هذه المره لا تترك أبنها لدي شقيقتها.. بالإضافة إلي ذلك أصبحت غاده التعامل معها صعب هذه الأيام بسبب ارتباط منذر! والتي لا تفهم الأخري حتى الآن لما أصبحت فجاه هكذا ترفض ان يرتبط بغيرها رغم انفصالهم منذ أكثر من أربع أعوام.
أما بالنسبه الى أمرها مع معاذ فقد تجاهلت الأمر بالمره هذه المره ولم تحاسبه حتى أو تفتح معه موضوع العمل مجدداً !. مما جعل الآخر يستغرب الأمر بالمره فقد توقع بانها ستثور وتغضب كالعاده وتصر عليه أن يعمل حتى يتحمل المسؤوليه، لكنها قد ملت حقا من الأمر لذلك فضلت الصمت.. رغم عدم رضاها علي أفعاله.
أتفقت بسمة بذلك الوقت مع صديقتها مروه الوحيده التي تعرف سرها وانها متزوجه و تدرس دون علم اسرتها، حيث أخبرتها قبل أن تأتي إلي هنا أن تلتقي معها في كافتيريا الجامعه حسب إتفاق مسبق للتسامر وكان اللقاء.
أشارت لها مروه بيدها هاتفه باهتمام
= بقول لك ايه ما تحاولي تزوغي من جوزك و تعالي نخرج شويه نشم هوا، هنخرج بالليل انا والدفعه نروح كافيه واحتمال كمان نروح السينما.. و هنكون بنات بس
التفتت بوجهها المتجهم نحوها، قبل أن تتحدث باعتراض مقلق
=لا طبعا ما ينفعش وحتى لو عرفت اهرب من معاذ بلاش الكدبه تكبر لحد كده انا اصلا مش راضيه عن الكذب اللي بكدبه وانا رايحه الجامعه.. وبعدين افرضي حد شفني وبلغهم هتحصل مصيبه ساعتها كفايه اللي انا فيه
حركت رأسها بالنفي قائلة بإصرار
= ما تبقيش هبله طالما هو قافل عليكي و بيشوف نفسه وبيخرج مع اصحابه انتٍ كمان شوفي نفسك، هو حرمك انك تخرجي مع اصحابك وتتفسحي ولا ايه
زمت فمها رامقة صديقتها بنظرات نافره، قائلة بصوت حزين للغاية
= يا ريته مانعني المشكله ان أنا اللي منعت نفسي اعمل ايه كنت مضطره! الاول كنت بتكسف ان لسه بكلمهم وهم بيكملوا تعليمهم وانا قعدت في البيت وبعد كده بقيت اتكسف لما فهمت اللي فيها وان معاذ مش بيشتغل وبقيت بقعد معاهم مكسوفه لما حد يسالني جوزك بيشتغل ايه وهو عوطلي وبيستنى ياخد المصروف من أمه وابوه .
تعقد وجه مروه صائحة بانزعاج
= انا مش عارفه مكبره موضوع أنه مش بيشتغل ده ليه، مش اللي انتٍ عاوزاه بتلاقيه اشتري دماغك بقى بدل ما كل يوم مشاكل وفي الآخر بيقول عليكي نكديه.. على العموم ما تخافيش ما حدش هيشوفك احنا بنروح اماكن عمر ما حد من اهلك دول هيعرفوها أصلا او ممكن حتى نكمل السهره في بيت واحده فينا.. بذمتك مش بتبقى نفسك تخرجي وتروحي زي جوزك