-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 14 - 5 - الثلاثاء 4/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع عشر

5

تم النشر يوم الثلاثاء

4/6/2024


صاح مقاطعًا بتذمر بنفاذ صبر من تصرفاتها


= لا الحقيقة أنا عايز افهم آخرة الموضوع ده إيه؟ انتٍ عايزة ايه بالظبط، أنا مش مخليكي ناقصك حاجه ولا محتاجه حاجه يبقى ليه كل شويه الشكوى على قله فايده.. 


لمعت عيناي بسمة بوضوح بألم، وتحول وجهها للإظلام أكثر، ثم كزت على أسنانها قائلة بمرارة


= انت مش حاسس إن أنا وانت عايشين في دنيا مش بتاعتنا، حياه احنا اللي مش بنتحكم فيها من اول جوازنا. من اول البيت اللي احنا فيه كمان! كل حاجه ماشيه بمزاج اهلك لانهم هم اللي بيصرفوا، انت صدمتني فيك أوي و كتير يا معاذ.. مش قادر ليه تفهم ان الست لما تلاقي الراجل اللي مفروض امانها وسندها في الحياه ما عندوش طموح ولا بيسعى ان يكون حاجه في الحياه وحتى الشغل اللي المفروض تكون مسئوليته هو مش حد تاني مشيلها لغيره ومكبر دماغه، انا عذراك على فكره و طول السنين دي كلها بقول معلش العيب مش عليه العيب على اهلوا اللي طلعوا كده ومع الوقت المفروض يتعدل لما يفهم الحياه صح لكن انت معتمد على كده واتعودت ومش عاوز حتى تحاول تتغير وعجباك أوي عيشه العواطليه والاعتماد على الغير!. 


ابتسمت لنفسها بتهكم وهي تواصل سرد مآساتها


= وده للاسف خلاك حتى مشاركتك في البيت 

ومسؤوليتك تجاه ابنك سايبها لي طول الوقت لانك متعود من اول لحظه جيت على الدنيا دي وغيرك هو اللي بيشيل وراك ويتحمل مسؤولياتك.. من ابوك وامك حتى اخوك الغلبان اللي لو عمل بس ربع اللي انت بتعمله الدنيا بتتهدي عليه لكن انت لا معلش الصغير 

ومريض ولازم نلاقيله عذر ونشيل من عليه لكن هنفضل نشيل لحد امتى مش عارفين


مسح على وجهه بغل مكتوم شاعراً بالغضب أثر كلماتها الموجعه له والي كرامته فمن الممكن دائما يمثل الصمود وعدم المبالاة تجاه ذلك الأمر لكن حقا مل وتعب حتى وإن كانت محقه فاسلوبها حقا يشعره بالاهانه احيانا، حاول أن يغطي على فعلته، فزفر قائلا بإحباط


= هو انتٍ مابتزهقيش ابدًا يا بسمة من الكلام! 

ومن انك دايمًا شايفه نفسك معاكي حق .. من انك مابتغلطش ابدًا.. يا شيخه انا لو مكانك كنت اتمنى اغلط ولو مرة واحدة! او ابطل اشوف كل الناس حواليا وحشين وانا الضحيه 

الوحيد.. اقول لك على حاجه إنتٍ دمك تقيل اوي النهاردة، وتفكيرك وكلامك عن التشاؤم والموت بقى زي ما يكون عندك ١٠٠ سنة


تنهدت بسمة بتعب وحدقت في زوجها بنظرات لامعة بقهر وتمتمت بحزن


= فعلا عمري ١٠٠ سنة، اللي شفته يسوي اكتر من ١٠٠ سنة، أنا فتحت عيني علي الدنيا بدري أوي من اول ابويا وامي اللي كانوا بيتحكموا في حياتي وعاوزين يمشوها على مزاجهم و يكبروني بدري عشان هم شايفين نفسهم كبار ومش عايشين لي طول العمر ومش هيقدروا يستنوا عليا اكتر من كده وأن الحياه تمشي بطبيعتها وكل ده عشان خلفوني انا واختي بعد 15 سنه جواز بيعاقبوني على حاجه مش بايديهم ولا بايدي، خرجت من التعليم اللي كنت حباه وبحلم طول الوقت ابقى حاجه عشان يجوزوني وبعدها الاقي نفسي فجاه بخلف طفل وبيت انا لوحدي بس اللي مسؤوله عنهم.. تنظيف وتربيه وعيل يتعب وقت متاخر وانا اللي بشيل ويوم ما اتعب واشتكي اسهل حاجه اهلك يشيلوا عنك بدل ما يقولوا لك اتحمل المسؤوليه..وفي الاخر بتقول لي مالك مش عجباكي عيشتك ليه .


حدق فيها معاذ بذهول، فقد كانت كالبركان الملتهب بحممه وانفجر فجــأة في وجهه، عجز عن الرد عليها للحظات وثاثر من كلماتها لكن سرعان ما نفي ذلك وهو يقول بانفعال طفيف


=وانتٍ شايفه بقي طريقتك دي هي اللي صح حتى مرضي إللي بايد ربنا شايفاه مشكله.. 

انتٍ اللي عامله وجع دماغ لنفسك مش انا، بطلي تعيشي دور الضحيه شويه وشايفه كل اللي حواليكٍ ظالمين وأنتٍ لأ! كفايه كلامك اللي كل شويه تسمي بدني بيه كل ما يجيلك فرصه 


أتعب قلبها من شعورها بالخذلان وقله الحيله لكن رغم ذلك فكرت هل بالفعل اسلوبها خاطئ في التحاور معه؟ لكن حقا هو لم يلين معها ويصر علي حديثه وذلك يشعرها بالغضب والحزن بأنها تحارب بمفردها طوال الوقت! هتفت مرددة بخفوت حزين


= جايز يكون فعلا طريقتي غلط بس للاسف مش لاقيه غيرها عشان احاول اخليك تتغير

ومش لاقي حد جانبي اشتكيله ولا اهلك ولا أهلي... نفسي مره تفهم يا معاذ طالما لحد دلوقتي لسه جنبك وبحاول اخليك تتغير يبقى لسه باقيه عليك وعاوزاك وخايفه على مصلحتك .. ونفسي اشوفك احسن حد 


كان مستاء جدًّا منها ومن حديثها وقد قست نظراته على الأخير، ثم نظر لها عاقدًا ما بين حاجبيه بعتاب وهو يقول بصوت قاسٍ يحمل التهديد


= ما علي يدك اهو حاولت وما عرفتش مش بالعافيه هو. مش هتغير وهبقى على مزاجك! و ده اللي لازم تفهميه وتستوعبي يا بسمه الكون مش بيتغير على مزاجك فأرضي بقى وعيشي الواقع... ويا ريت تكون دي اخر مره تفتحي الموضوع ده تاني عشان ما ترجعيش تزعلي من اللي هعمله 


بالكاد استطاع معاذ أن ينهي حديثه عند هذا الحد دون أن يفرط أو ينفعل على ما قالته بسمة زوجته أكثر... ليرحل تارك إياها تصارع أفكارها المقيدة دون هدف محدد!!. 


❈-❈-❈


بعد مرور ساعة.....


بداخل القاعه سارت ديمة بجوار آدم بهدوء فلقد تاخروا في الوصول بعد كتب الكتاب بسبب الطريقه المزدحم لكن المهم انهم اتوا قبل الإنتهاء من الزفاف، بدأ آدم يسلم بود على بعض المعازيم الذي كان يعرفهم بحكم الجيره القديمة، بينما التفتت ديمة حولها تنظر إلي حفل الزفاف وهي تسير بخطوات متوتره خلفه ولكن داخلها كانت شارده الذهن فتلك الحفله جعلتها تتذكر حفل زفافها البائس الذي كان بالنسبه الى أسرتها انتصار في معركه شرفها فهى لا ترى نفسها ليست إلا فتاه عديمه الاخلاق و ثقت في شخص حقير أضع أملها وآمال أسرتها و سارق سعادتها ليجعلها تبني حياتها على حياة أخرى! 


فمازال وسيظل المشهد مطبوع أمام عينيها و ليس وحدها بل أخواتها أيضاً.. وآدم زوجها... الشخص الذي تزوجته وهي لا تعرف عنه شيء وهو المثل! مقابل أن يستر على شرفها المهدور تزوجت من شخص يكبرها بسنوات عديده لذلك السبب! بالتاكيد هو لا يرغب بها مثل ما هي لا ترغب به، ويراها فتاه مستهتره طائشه تتصرف بتهور دون التفكير بالعواقب.. ولتلك الأسباب هي تتهرب منه؟ ومن شعورها بالخزي من نفسها.


تحرك الآخر جانبها بهدوء يُطالع ملامحها المستكينة بألم وقد تعجب من ذلك لكن تجاهل ولم يسأل عن السبب وبخطوات هادئه وصل آدم أمام منذر الذي نهض مرحب به بحرارة وتقدم آدم ليقربه منه ويقبل جبينه داعيًا له بالبركة في زواجه.. ثم أردف بعدها يتنحنح


= ديمة مراتي! 


تعجب منذر بغرابة شديدة حاول إخفائها بسبب فارق العمر الكبير الملحوظ بينهما لكن بالتأكيد لم يعلق ويحرجه فهذه بالنهايه حياته مثل ما هو لا يريد أن يتدخل أحد في حياته بسبب فارق العمر بينه وبين زوجته ضحي أيضا، أخذ آدم ديمة بعدها وجلسوا إلي بعيد على أحد الطاولات .


نظر آدم لها يراقب ملامحها التي تبدلت للحزن فقد أضاعت امالاً كثيره بذلك التصرف و فرحت أخواتها التي تبدلت الى خوف من كشف المستور! وجلب الفضائح، لم تتحمل ديمة هذا الضغط على نفسها من تأنيب نفسها بالمزيد فلو كانت فكرت بعقلانيه اكثر و أعطيتها أختها رانيا الفرصه للاستماع لها و بعدها تحدثها عن الصح والخطا وتعرفها ما ينتظرها نتيجه هذا الإختيار كونها كانت قليله الخبره في الحياه حينها.. كان بالتأكيد انتهي الأمر والآن سيكونون أكثر من سعداء وهم يراها عروساً تُزف مع من اختاره قلبها ولكن بذلك الوضع لا والف لا... فحتى وان كان آدم شخص جيد في نهايه المطاف ستصبح مطلقه بعمر صغير ولم تنسى الأمر.


حاولت تجاوز شعورها بالذنب الذي اقتحم فؤادها ولكن وجودها بذلك المكان كان مسيطره عليها، كبحت دموعها فلم تود يوماً أن يرى أحد ضعفها، بدأت تحدث نفسها بسلبية أنها وحيده بلا أم وبلا اب وأصدقاء تحبها، و بالنهاية اشقائها الإثنين أصبحت لهم حياه و سيعوده ينشغلوا عنها وهي بعد الطلاق ستظل وحيده! الحياة قاسية حقا عليها، لكن هل الحياة قاسية أم هي تتعمد أن تعيش دور سندريلا كما كان يدللها أبيها؟!. 


كان آدم يرمقها بين حين وأخر وهي صامته شاردة وضائعة ثم هتف قائلًا


= مالك يا ديمة؟


تعلقت أعين ديمة به وهو يسألها عنها فقد لفتت نظره... تنحنحت بخفوت كي تخرج نبرة صوتها طبيعيه


= مفيش حاجه أنا بس مصدعة شوية


سألها مجدداً قائلًا باهتمام 


= والصداع يخليكي تعيطي كده! لو في حاجه مضايقاكٍ صالحيني احسن السكوت مش هيفيدك .. اعتبريني حتى يا ستي صديق او اخوكي لو عاوزه



الصفحة التالية