رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 16 - 3 - الإثنين 10/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس عشر
3
تم النشر يوم الإثنين
10/6/2024
هزت رأسها بالايجاب باختصار دون النظر لها وهي تجيب بصوت هادئ واشغلت نفسها في الطبطبه على القطه الصغيره التي تجلس فوق حجرها بلطافه
= الحمد لله.. الأمور ماشيه تمام ما تقلقيش
ابتسمت أمها براحه ثم هتفت بجدية
= طب كويس و إنتٍ شطارتك بقى، كل ما تعلقي بيكي اكتر وتسمعي الكلام امورك هتمشي كويس معاه وهيبقى زي الخاتم في صباعك وان شاء الله مش هيحصل مشاكل بينكم ابدأ
عقدت حاجبيها متهكمة لتقول باستغراب
= اشمعنا يعني دلوقتي بتنصحيني عشان اموري تمشي معاه اللي يشوفك في الاول ما كنتيش طايقه تسمعي سيرته حتى!؟
لوت شفتاها بضيق وهي ترد بامتعاض
= عشان خلاص يا حبيبتي عملتي اللي في دماغك انتٍ وابوكي واتجوزتي، اكيد يعني مش هقويكي عليه عشان بعد الشر تطلقي وتقعدي جنبي من تاني! وانا اهون عليا كنتي تفضلي كده من غير جواز احسن من الطلاق وقرفه وكلام الناس يكتر ..
كانت ضحى غاضبة لأن والدتها كانت تفكر في الآخرين، لكنها لم تقل أي شيء لأنها توقعت شيئًا كهذا حقًا وعرفت أنها إذا اعترفت بالحقيقة فسوف تثور عليها وتلومها لأنها نصحتها سابقاً بعدم موافقتها علي الزواج مرات عديدة منذ البداية، وكانت أمها على حق، و ليتها استمعت إليها منذ البداية! ثم أضافت عليها أمها بحكمة
= عشان كده يا حبيبتي حوطي على بيتك مش ناقصين مشاكل و مش هنكر هو باين عليه كويس وطيب بس أمه دي مش سهله عشان كده خليكي في حالك وما لكيش دعوه بيها.. أحسن تتلككلك على أي حاجه وتمشيكي من هنا وتخرب عليكي.. وعشان ده ما يحصلش اكسبي عقل وقلب جوزك
شيء من الراحة تسلل لقلب منذر وهو يرى ضحي تتولى زمام الموقف بثبات أمام والدتها ولم تتحدث بشئ مما حدث معهم وذلك مؤشر جيد لعلاقتهما.. لكن بنفس الوقت تمني فقط لو ينفض عن نفسه ذلك الضعف المتخاذل البغيض ويتحلى ببعض الصمود فلا يحتاج لمساعدتها في كل شيء يتعلق به.. فاليوم أو غداً هي لن تضل دائما متواجدة من أجله. كما يفعل الجميع معه دائما. لذلك لا يجب أن يتعلق بها أكثر من ذلك وبعد فترة تفاجئه بطلبها للرحيل لأنها لم تتحمل الوضع طول الوقت بالطبع!
عليه أن يعترف لنفسه يشعر بأن الوحدة أصبحت جزءاً منه طوال حياته.
❈-❈-❈
ظل آدم ساعات طويلاً بغرفته و ديمة في
غرفتها أيضا تريح جسدها من تعب التفكير المستمر ونفسيتها، وعندما جاءت الساعه 12:00 شعرت ديمة بجوع شديد حركها و جعلها تنهض لتخرج من غرفتها تحضر أي شيء ولو بسيط تسد به جوعها، مرت بين
الغرف فكانت غرفة مكتب آدم مفتوحه،نظرت نظره سريعة لتلمح البيانو والكثير من الكتب لم تنتبه لها سابقآ... تجاهلت جوعها تماماً و دخلت المكتب وهي تنظر حولها بفضول و انبهار فكان يوجد سلسله رائعه من الكتب والقصص وذلك يوحي بان ذلك الشخص مثقف ويحب القراءه.
تحركت بخطواتها نحو الداخل الي غرفة المكتب أكثر وظلت تتلامس يديها على الكتب وتقرا اسمائها دقائق كثيرة دون الانتباه للوقت، حتى صدر ذلك الصوت المبحوح من خلفها هاتفآ
=محتاجه حاجه ؟!.
صوته جعلها تعود للواقع رمشت بضع مرات
بعد ذلك استوعبت الأمر جيداً وهنا شهقت بهلع وبسرعة البرق استدارت وراحت تحاول الهروب من أمامه وكادت أن تصرخ ليضع يده علي فمها مغلقاً لها ثغرها، ملتصقاً بجسدها الناصع البياض والرقة، وخصلاتها استقرت تداعب طرف كف يد آدم وزرقاوتيها الفاتنة تنظران بحدقة حادة جعلته يبعد يده بتردد وهو يقول بحذر
= أهدي ما فيش داعي للخوف، ده انا .
تلتفت حولها بارتباك واحراج وظلت تلملم الحديث بهرجلة و لكنه لا يكتمل وهي تهتف بصوت خافت
= آآ انا اسفه ما كنتش عارفه انك هنا و كنـ.. وكنت عاوزه آآ لا مش عاوزه حاجه عند اذنك
حاولت التحرك مجدداً مغادرة الي غرفتها الا انها شهقت بخفوت تضع يدها علي فمها وهي تجده يقف امامها و تقدم منها بتلك السرعة وهي لم تشعر بحركته كيف له ان يسبق حركتها السريعة، ابتلعت ريقها بصعوبة ثم رفعت رأسها اليه ببطئ تنظر اليه باستفهام لما يمنعها من الرحيل؟ ويزيد جرعه احرجها أضعاف أمامه.
لاحت ابتسامة هادئة علي ثغره لـ رؤية ارتباكها
و توترها اللامتناهي حين تراه او يتحدث اليها
تقدم منها ببطئ لـ يراها تتراجع الي الخلف بتوتر و تورد وجنتیها يزداد جمالها الطبيعي
جمال، تنفست باضطراب و هي تسأل بتوتر
= أقدر أخرج
وقف أمامها بالضبط حتي يوترها اكثر من ذلك
ثم دني جوارها وتحدث بهدوء قاصداً يشاغبها
= طب متوترة لية؟.
ابتعدت عنه علي الفور و ابتلعت ريقها بتوتر
مجيبة بتلعثم
= مش متوترة و لا حاجة، ممكن تبعد عشان امشـ...
قاطع حديثها وهو يمسك يدها بعفوية غير مقصودة منه الا أنها قد أصاب جسدها بانتفاضة زلزلت كيانها و هي تشعر بكف يده الكبير يحتضن كف يدها الصغير بدفئ لم تشعر به من قبل ابداً و تقدم من محلها مرة أخري ليترك يدها كما امسكها و هو غير منتبه بما شعرت هي به لـتشعر بالبرودة تحتل كف يدها التي أخذت الدافئ، ثم نطق هو قائلاً بجدية
= اقعدي يا ديمة عاوزه اتكلم معاكي في حاجه.
توقفت أنفاسها للحظات قبل ان تنصاع لـ طلبه
و تجلس علي المعقد امامه ليأتي بذات اللحظة بكوب من الماء كانت جوارهم علي منضدة صغيرة للغاية، قدمها لها لـ تمد ديمة يدها تجاه لـ تأخذ الكوب الذي امسكته بتوتر ثم تراجعت تستند ظهرها للخلف تراقبه بهدوء في حين نظر اليها آدم قائلاً بهدوء
= اشربي الميه عشان تهدي شويه.
هزت رأسها بالايجاب بعد ان نظرت الي
الأرض باحراج عما كانت بها حالتها منذ ثواني
لـ تسرع في شرب الماء بطاعه ثم أضاف يهمس هو بصوت هادئ
= انا ممكن أساعدك بجد علي فكرة بس لو
اقتنعت انك بجد عاوزه تتغيري للاحسن وما تكرريش اخطائك وندمانه.. ما هو انتٍ حتى لو ندمانه زي ما انتٍ بتقولي فعلا يبقي مش بالكلام يا ديمة ولا انك تحبسي نفسك في الاوضه 24 ساعه وما تقبليش حد وتفضلي تلومي نفسك طول الوقت على كل اخطائك اللي وصلتك لكده ده مش هيغير حاجه.. و عمره ما كان حل ولا طريق للتغيير للاحسن .