-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 20 - 1 - الخميس 27/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل العشرون

1

تم النشر يوم الخميس

27/6/2024 



مرت عدة أيام بطريقة روتينية، إستمرت بسمة تذهب إلي الجامعة حتى تجمع المحاضرات الفائته كالعاده وتركت طفلها عند ضحى، و قابلت هناك ديمه التي أخبرتها عن عده مواضيع باختصار شديد جعلت الأخرى لا تفهمها جيد .


ثم سـاد صمت متوتر بين الاثنتين، وترددت كلتاهما فيمن ستتولى الاسترسال في الحوار لكسر ذلك الحاجز الوهمي بينهما، ثم هتفت بسمة وتساءلت باهتمام


=ما تخليكي واضحه معايا يا ديمة انا مش فاهمه حاجه منك بصراحة أوي، كل اللي فاهمه ان انتٍ مش عايزه تطلقي من آدم عشان ما تكونيش لوحدك تاني! تمام كويس بس هو حد قال لك تطلقي أصلا طالما مش عاوزه


ظلت تفرك أصابع كفيها بارتباك مترددة فيما ستتفوه به، ثم هتفت بتردد 


= ما هو انا مش هينفع اوضحلك كل حاجه بالتفصيل بس هو يعني باختصار ايوه المفروض هنتطلق بعد فتره! وده كان اتفاق بينا حتى اخواتي عارفين كده بس انا بعد فتره حسيت إني مش عاوزه ابعد عنه خالص وعاوزه افضل جنبه.. بس المشكله مش عارفه اقول له كده ازاي ومش عارفه حتى لو قلت له كده هيرضى يخليني جنبه ولا هيطلقني و مش عاوزني زي ما انا عاوزاه.. ما تقولي حاجه يا بسمه و تساعديني آمال انا بحكيلك ليه


أجابتها بسمة بحيرة وهي تعيد ضبط حجابها على رأسها بعد أن كان شبه منتزعًا


= هقول لك ايه وانا مش فاهمه اصلا حاجه منك على العموم براحتك مش لازم تحكي طالما الموضوع كبير كده، بس هو انا بصراحه أصلا كنت مستغربه جوازكم ده، انتم الفرق بينكوا كبير واستاذ ادم يعني مش من النوع إللي عينه زايغه واللي ممكن بيبص للبنات الصغيره فكلنا استغربنا أنه اتجوزك هو الفرق بينكم حوالي كام


كانت متفاهمه جيد لما تسألها ذلك السؤال لذلك أجابت عليها بتجهم واضح محاولًا تبرير الموقف


=١٨ سنه!. بس مش مهم السن هو مش كل حاجه وفي حاجات تانيه اهم نفكر فيها صح 


ظلت تنظر نحوها، وردت عليها بجدية شديدة


=هو انتٍ متاكده من اللي انتٍ بتقولي ده يا ديمة ما ممكن الطلاق ده لمصلحتك وتشوفي لك واحد اصغر منك او من سنك او الفرق بينكم يكون مش كبير زي كده، اصل ١٨ سنه برده مش قليلين وانتٍ لو مش في دماغك دلوقتي تفكري فقدام هترجعي تندمي بعد كده في حاجات مش هعرف اشرحهالك افهميها انتٍ من نفسك بقي، بكره يعجز وانتٍ هتكوني لسه بتتعرفي على الحياه و الموضوع مش هيكون حلو.. ولو جبتي أولاد الوضع هيكون اصعب اساليني انا على المواضيع دي المسؤوليه شيلها صعب لوحدك، انا عدي عليا فتره زيك كده وكنت في سن صغير وفجاه لقيت نفسي مسؤوله عن بيت واسره وطفل لوحدي وجوزي وجوده زي قلته


توترت ديمة بالاول، ثم هزت رأسها نافية وهي تجيبها بارتباك


=بسمه انا فاهمه كل اللي انتٍ بتقوليه انا مش عيله صغيره، وبعدين شوفي انتٍ قلتي ايه رغم ان جوزك سنه صغير و وجوده زي قلته لكن اونكل آدم مش كده خالص.. اونكل آدم ده حد طيب وحنين أوي حد ما شفتوش في حياتي قبل كده، بيحب يساعد كل الناس من غير مقابل ويشوفهم فرحانين ومبسوطين حتى لو على حساب نفسه ومتسامح! حتي لو شخص غلط فيه جامد بس دايما عنده امل للحياه ان الكل هيتغير.. ده غير انه عمره ما ضايقني بكلمه وحشه وفي خلال فتره قصيره حسن من نفسيتي جدآ و اداني امل في الحياه عمر ما كنت حسيته قبل كده.. ده لما يشوفني  زعلانه مش بيهدلوا بال إلا لما يريحني و يخليني أضحك وابتسم رغم كل مشاكل الدنيا اللي عنده لو تشوفيه بيعمل معايا ايه عشان يطلعني من الاكتئاب ده و....


علامات الاندهاش والصدمة ظهرت على الاخرى وهي تستمع الى حديثها ذلك ثم قاطعتها غير مصدقة 


= بس، بس خلاص هو في ايه تاني يتقال ده لو رشدي اباظه ذات نفسه ما هتقولي عليه كده هو انتٍ وقعتي للدرجه دي؟ وانا اللي فكرتك عيله صغيره شبطانه زي العيال المراهقين وهتنسي مع الوقت لما تلاقي غيره في نفس سنك


شعرت بالخجل من واضحة ذلك، ثم أشارت بيدها موضحة بنبرة مرتبكة نسبيًا


= انا مش عاوزه غيره ولا قادره اتخيل نفسي مع حد تاني وشيلي حكايه السن دي من دماغك مش هي دي مشكلتي معاه أصلا.. انا مشكلتي اكبر من كده بكتير ومش هينفع اشرحها لك كلها بس كل اللي عاوزاه اني اعرف ازاي اقرب منه واخليه ما يطلقنيش


اضطربت بسمة من جملتها الأخيرة، وتلعثمت وهي ترد


= طب ما تفكري تاني يا ديمة في حاجات انتٍ مش هتشوفيها دلوقتي انتٍ دلوقتي السكينه  سارقاكٍ، وبرده مهما كان واحد من سنك احسن بكثير على الاقل لما يبقي عندك ولاد هيفضل يرعاهم معاكي مش، الـ آآ معلش في الكلمه يعني هيفلسع بدري.. بدري وانتٍ اللي هتدبسي... وانتٍ برده لسه صغيره وحلوه و اكيد هتكوني عاوزه اللي يخرجك ويفسحك ويقول لك كلام حلو. لكن هو كلها كام سنه ومش هيكون قادر حتى يروح معاكي السوبر ماركت من تعب المفاصل اللي هتجيله


نظرت ديمة نحوها بصدمة كبيرة و رددت بوجهها المتجهم


= على فكره انتٍ دبشه يا بسمه ما بيتقالش كده ايه الكلام ده! ما تخلينيش اندم ان انا قلت لك وحاولت اخد رايك عشان تساعديني. وبعدين ما انتٍ لسه قايلاها معاكي اللي سنه صغير كان عمل لك ايه غير أنه قاعد يتفرج عليكي وانتٍ شايله المسؤوليه كلها.. وبعدين مين قال لك ان دي متطلبات الست ولا متطلباتي انا شخصيه؟ الست منين عاوزه اللي يتحمل المسؤوليه معاها ويكون راجل بجد ويحسسها بالامان وانتٍ لو لقيتي اي راجل قريب منك بس و وفرلك الحاجات دي هتتعلقي بيه وهتنسي كل حاجه ممكن تعجزيك تكوني معاه واولها سنه 


جزت بسمة علي أسنانها بامتعاض كبير وهي ترد قائله بتهرب


=خلاص انا مش قصدي حاجه مالك قلبتي كده ليه ما تزعليش انا بس كنت بوعاكي على العموم يعني كلامك فيه جزء صح مش هنكر

وطالما انتٍ اللي عاوزه كده براحتك انا مالي و في الآخر انتٍ اللي هتلبسي ما ترجعيش بقي بعد كده تندمي وتقوليلي محذرتنيش ليه.. عشان الحب مش كل حاجه برده 


لم تعقب عليها واكتفت برسم ابتسامة باهتة على محياها. يكفيها ما مرت به لتستعيدها في ذاكرتها، فتحاشت قدر الإمكان الحديث عنها.

ثم أخرجت تنهيدة عميقة من صدرها قائلة برجاء وهي ترفع بصرها للأعلى


= تاني يا بسمه على العموم قلت لك انا عارفه كل ده وبرده مصممه أن أنا اكمل معاه، ما تخافيش انا ما اخذتش القرار ده من يوم وليله لو عرفتي إللي انا شفته في حياتي هتفهمي ليه انا اتعلقت بيه بالسرعه دي وفي مشاعر جوايا ناحيته، وعلى فكره انا كان ليا تجربه سبقه لواحد برده من سني تقريبا او اكبر مني بحاجه بسيطه وفي النهايه خدت اكبر قلم في حياتي وكرهني في الرجاله كلها وكنت خلاص واخده عهد على نفسي ان انا مش هتجوز ولا ارتبط تاني لحد ما شفت اونكل ادم خلاني غيرت النظريه دي خالص وعرفت ان انا السبب، انا اللي اخترت غلط عشان كده المره دي لازم احسن الاختيار... ومن جهه ثانيه وحدتي واللي شفتها من اخواتي ده برده مخليني أن لازم اخد قرار صح  


حركت رأسها بالإيجاب متسائلة بحيرة كبيرة وهي تشعر بالغرابه


= هو انا في حاجه مش فاهماها كل شويه عماله تردديها ايه اونكل آدم دي! مش فاهماها  بتقوليها ليه هو مش برده جوزك و المفروض تقولي آدم على طول


قطبت جبينها بحرج كبير عقب عبارتها تلك، ثم تطلعت فيها بنظرات ضائقة هاتفه بتوتر 


=هاه، آه صح بس لساني مش متعود اصل انا كنت بقول له كده زمان من وانا صغيره لما كان بيجي يزور بابا قبل ما يموت، ولسه مش متعوده اقولها وهو قال لي قولي اللي انتٍ عاوزاه.. مش قلت لك الموضوع كله على بعضه ملخبط 


تجسست بسمة من الأمر محاولة استشفاف طبيعة الحديث بينهما، وعلاقتها بادم ثم قالت بضيق ساخرة 


=وانتٍ بقى عاوزه يبصلك بطريقه ثانيه على انك مراته بجد و انتٍ لسه بتقوليله اونكل آدم 

طب ما الكلمه دي لوحدها هتفضل حاطه حاجز ما بينكم وعمره ما هيبصلك على انك مراته! لو عاوزه فعلا يقرب منك اتعاملي على الأساس ده في كل حاجه في الكلام والحركات والاهتمامات.. افتكري كل اتنين متجوزين شفتيهم بيعملوا ايه واعمليه مع جوزك عشان يتعلق بيكي وما يطلقكيش زي ما انتٍ عاوزه


ابتلعت ريقها بخجل وهي تتخيل نفسها تفعل تلك التفاصيل مع آدم وهو متقبل الأمر او ربما لا، ثم اجابتها مترددة 


= حاسه أن مش هقدر اعمل كده وهتكسف جدا، الموضوع برده صعب عليا شويه خصوصا ناحيته أنا كنت بعتبره زي اخويا الكبير زمان وفجاه بقى جوزي وفجاه بقيت بحس بمشاعر ناحيته. كل دي حاجات ملخبطاني .. مش عارفه ابدا منين


لوت بسمة ثغرها مرددة على مضض


= ما انتٍ لازم تعملي كده واكتر وزياده عشان تلفي عليه، ويتعلق بيكي وما يروحش لوحده تانيه وتعملوا اللي انتٍ بتتكسفي تعمليه.. لازم تنسي حكايه الكسوف ده وعوجه لسانك لما بتقوليله اونكل


شهقت بحده ثم ضاقت نظراتها لتصبح أكثر حدة وهي تقول بشراسة


=بعد الشر قال يروح لواحده تانيه قال ده انا بستحمل صور مراته اللي ماتت دي بالعافيه وانا شايفاها قصادي واللي مصبرني ان قال لي قبل كده انه اتجوزها جواز صالونات يعني ما حبهاش.. ولا موضوع بنته دي كمان اللي مش معبره وهو كل يوم والتاني عمال يتحايل عليها عشان بس ترضى عنه، نفسي بس امسكها كده واكسر رقبتها مش عارفه قيمته الغبيه


الصفحة التالية