رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 20 - 2 - الخميس 27/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل العشرون
2
تم النشر يوم الخميس
27/6/2024
ارتفع حاجباها للأعلى باندهاش عجيب لكن هذا المرة كانت متفهمة موقفها نوعاً ما ولم تضغط عليها طالما هي لا تريد ان تكون صريحه معها بشكل كامل، ورددت مبتسمة
= اموت واعرف عمل لك ايه خلاكي مش شايفه حد غيره وهتموتي عليه كده! بقى آدم اللي قافل على نفسه سنين و بنشوفه في الراحه وفي الجاي بيبص قدامه بالأرض و عينيه ما بتترفعش يطلع منه كل ده ويخليكي تتعلقي بيه لدرجه الجنون دي؟ بقي غيرانه من واحده ماتت و من بنته كمان يا هبله.. لا ده انتٍ حالتك صعبه خالص
انتبهت إلي نفسها فوضعت يدها على فمها قائله بابتسامة حرجة
= بس بقى ما تحرجنيش امال انا بقول لك ايه من الصبح، اتنيلت وقعت خلاص ومش هقدر أبعد عنه.
أجابتها بسمة بحماس واضح وهي تشير بيدها موضحة
= طب ما تسالي اخواتك مهما متجوزين برده وعارفين ازاي ينصحوكي تقربي من جوزك وتخليه يتعلق بيكي، واكيد مش هيتمنوا لكٍ حاجه زي كده وانك تطلقي
جمدت هي من تعابير وجهها، وأشارت بكفها قائلة بجمود متعمدة إنهاء الحوار بذلك الموضوع
= مشغولين او انا اللي ما بقتش عاوزاهم فاضيين خلاص والاحسن يفضلوا مشغولين كثير كده، أصل اكتشفت وجودهم زي عدمه مش بيحققوا لي حاجه تخليني اعتمد عليهم ولا اشوفهم فعلا أخواتي بجد، وبدل ما اروح أسأل الغريب اسالهم هم وبصراحه خلصت كل الأعذار ليهم.
نظرت الأخري نحوها مصدومة، وتابعت ديمة قائلة بحكمة اكتسبها من تجارب الزمن
= فيبقى ليه ازعل؟ خليني احسن ارضى بالواقع وانهم من هنا ورايح بقيلهم حياه وانا بقيلي حياه، واللي هي هتكون مع آدم قريب ان شاء الله زي ما هم اختاروا البعد عني .
❈-❈-❈
في اليوم التالي، يوم الجمعه عطله الجميع كان الكل يجتمع في منزل شاهين ويحضرونا الغداء بعد أن انتهوا من تناول الإفطار، وكان الفتيات بالمطبخ والجميع بالخارج..نهضت بسمة عن المقعد، ونفضت يديها من البقايا العالقة بين أصابعها من تقطيع الخضروات، ثم دنت من سلفتها وهي ترمقه بنظرات ثابتة وقالت بهدوء
= خليني انا اكمل السمك وانتٍ اعملي الأكل المخصوص لمنذر زي المره اللي فاتت.. عشان ما يبقاش كتير عليكي تعملي ده وده
تركت ضحي ما تقطعه من خضروات في الصينية وهي تبتسم لها بامتنان قائله بحيرة
= تمام شكراً، بس هو انتوا اللي عادي كده بتاكلوا سمك على طول، طول الوقت بتحبوا للدرجه دي
عبست بسمة بوجهها ونزعت المنشفة القديمة من يدها فردت عليها بضجر
= مش موضوع بيحبوا ولا بيكرهوه هو إجباري كده في البيت طالما معاذ بيحبه، كملي بس احسن حماتك جايه علينا أهي
قاطعتها بالفعل دخول مايسة بصرامة قوية وقد قست نظراتها للغاية عليهم وهي تقول
= هاه خلصتوا ولا لسه، فاضل ساعه علي الغداء خفوا رغي شويه عشان تلحقوا تخلصوا
نظرت لها بسمة بابتسامة زائفة وهي تجيبها بتأفف
= خلاص يا حماتي ما تقلقيش قربنا نخلص اهو .
هزت رأسها بهدوء ثم صمتت لحظات بتركيز وسرعان ما عبست مايسة بوجهها قائلة بتذمر
= إلا قوليلي يا بسمه مش ناويه تخاوي مالك وتجيبيله أخ ولا أخت حتي، الواد كبر وبقى عايز اللي يلعب معاه وسنه دلوقتي مناسب لو جبتي عيل تاني
أشاحت بسمة بوجهها بعيدًا عنها وهتفت مستنكرة
= عيل إيه اللي اجيبه تاني بس يا حماتي ايه اللي جاب الفكره دي في دماغك، لما اقدر بس على اللي معايا !.
نظرت لها حماتها مدهوشة وهي تردد مستنكرة
= وما تقدريش ليه غيرك معاه بدل العيل ثلاثة وعشره ولا انتٍ مش في نيتك تجيبي تاني وهتكتفي بواحد؟ لا يا حبيبتي الكلام ده ما ينفعنيش والقرار ده ما تاخدهوش لوحدك
تجهمت تعابيرها للغاية فهي لم تقصد بالتأكيد مقدرتها على تربيه طفلها بل تقصد معاذ الطفل الأكبر! فستكون غبيه للغايه إذا أنجبت طفل اخر وحملت نفسها مسؤوليه أكبر فوق طاقتها وهي متاكده بأنها ستتحمل مسؤوليه الطفلين لوحدها كالعاده، ومعاذ لم يتدخل ردت عليها بصوت معترضًا
= انا ما قلتش كده يا حماتي ان شاء الله اللي ربنا راضيه هيكون.. ده حاجه بتاعه ربنا في الاول وفي الآخر
نظرت إلى ضحي المشغولة في عمل الطعام بهدوء، وقالت بصوت ماكر
= بكره هتجيبي غصب عنك وهتغيري لما ضحى تشيل هي كمان !
عقدت حاجيبها بعدم فهم وهي تتسائل بحيرة
= اشيل إيه مش فاهمه؟
اقتربت مايسة منها هاتفه بامتعاض ظاهر على محياها
= تحملي يعني يا حبيبتي وتجيبي عيل إيه اللي مش مفهوم في كلامي، ولا تكونش في حاجه في السكه ومخبيه عليا هنحسدك يعني ولا إيه
هزت ضحي رأسها نافية وهي تجيبها بتوجس
= لا يا طنط الموضوع مش كده أكيد ما فيش حاجه زي كده، وبعدين هتحصل أمتي بس واحنا بقيلنا شهرين متجوزين لسه بدري على الكلام ده
أشــارت لها حماتها بعينيها هاتفة بجدية
= بدري من عمرك يا أختي بسمه ذات نفسها حملت بعد شهر جواز وفي اللي اقل كمان، خلي بسمه تاخدك للدكتور اللي كانت بتكشف عنده يعمل لك تحليل شكلك عشان لسه جديده في المواضيع ده فمش عارفه.. ما تبقي تفهميها انتٍ كمان بدل الرغي اللي عمالين تروغوا على قله فايده
تهدل كتفي ضحي وهي تقول بقلق واضح
= اكشف ايه؟ لا ما ينفعش اقصد يعني حاجه زي كده هحسي بيها وهاخد بالي من نفسي اكيد وانا زي ما قلت لحضرتك لسه بدري على الموضوع ده، دي حاجه بتاعه ربنا
نظرت إلى الإثنين بضيق شديد قائلة بتجهم ساخر
= هو انا كل ما اكلم واحده منكم هتقول لي دي حاجه بتاعه ربنا هو انا قلت حاجه؟ بس هيجرا ايه لو عملتي تحاليل واتاكدنا بدل ما لقدر الله ينزل واحنا مش واخدين بالنا .. ما تحضرنا يا منذر
ألتفت الإثنين إلي منذر الذي كان يقف في الخلف، ثم تفرس في وجههم متساءلًا باهتمام
= بتتكلموا على ايه وتحاليل إيه اللي عاوزه ضحي تعملها .
التفتت ناحيته هاتفة بغلظة صارمة
= حمل يا حبيبي امك عاوزاها تعمل تحاليل حمل بس مراتك مش راضيه بتقول بقيلنا شهرين متجوزين ولسه بدري وانا بقى مصممه عشان مرات اخوك بعد جوازها خلفت بدري بدري.. وانا عاوزاها تعمل تحاليل ولو طلعت ما فيش حمل اهو بالمره تشوف لو في حاجه كده ولا كده مستخبيه واحنا مش واخدين بالنا ونبقى عملنا حسابنا
أنصدم منذر من كلماتها، و زاد انعقاد حاجبي ضحي وهي تردد باستغراب
= تاخدي بالك من حاجه مستخبيه اللي هي ايه؟ هو انا ليه حاسه من كلامك كأنك بتقولي فيا عيب وانا مداريه عليكي
لوت ثغرها مبررة مقصدها بابتسامة غير مريحة
= مش القصد بس منذر سبق ليه واتجوز و خلف، يعني لو في عيب هيكون معلش في الكلمه فيكي انتٍ أكيد.. وانتٍ يعني عشان سنك كبير حبتين وفرص الخلفه بتقل للي زيك فالمفروض نحرس من أولها ولو في علاج كده ولا كده تاخديه ويسرع الموضوع ده يبقى كويس .
نظرت ضحي لها بصدمة، وبدت حائرة تبحث عن كلمات مناسبة ترد بها عليها بنفس اسلوبها الفظ معها والوقح لكنها كانت بلا حيلة مع شراستها الحادة، دهشت بسمة أيضاً من صراحه حماتها الزائده، و حاولت أن تهون عليها وأسرعت تقول مبررة
= طنط اكيد ما تقصدش كده يا ضحى هي قصدها يعني انها خايفه عليكي عشان كده عاوزاكي تروحي تكشفي عند الدكتور مش أكثر بس أن شاء الله مش هيطلع فيه حاجه
وقريب هتشيلي عيالك
اقتربت من بسمة بضجر، وهي تقول بصرامة
= جرى ايه انتٍ التانيه هو انا كنت عينتك المحاميه بتاعتي انا عارفه كويس بقول ايه واقصد ايه! معلش الحق ما يزعلش وانا خايفه على مستقبل ابني وبصراحه حاجه زي كده كان لازم نعمل حسابها اصلا من قبل الجواز ونكشف، بس نعمل ايه كل حاجه جت بسرعه
تابعها منذر بنظرات متعجبة، وهز رأسه قائلًا باستنكار
= أمي هو انتٍ بتقولي ايه ممكن تخلي بالك من كلامك ومعلش ما حدش يتدخل في حاجه زي كده تاني، دي حاجه تخصني انا وضحي بس وسواء بقى حصل ولا ما حصلش حمل احنا المسؤولين عن نفسنا ويا ريت ما حدش يدخل نفسه في حاجه ما لوش فيها