-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 20 - 3 - الخميس 27/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل العشرون

3

تم النشر يوم الخميس

27/6/2024 


لطمت أمه على صدرها بعفوية وواصلت صراخها المتعصب  


= نعم وبتقولها لي في وشي ما تدخليش في اللي ما لكيش فيه! انت سامع نفسك يالا بقى انا خايفه عليك دي اخرتها تقول لي ما لكيش دعوه


تبدلت تعابير وجه أبنها للضيق متمتمًا بخفوت ممتعض


= حقك عليا اكيد ما اقصدش كده بس معلش

في حدود لازم اعملها في حياتي وانا ما بحبش حد يتدخل في اي حاجه تخصني انا و مراتي ويا ريت الموضوع ده ما يتفتحش تاني! تمام


التفتت أمه برأسها لتراقب أوجه تلك العابثات المتواجدين حولها ثم ردت بسخط جلي


= ولو ما قلتلكش تمام ومش موافقه هتعمل ايه هتجيب العصايه وتمدني ما ده اللي ناقص

ما كنتش بتعمل كده أيام غاده رغم طوله لسانها، ولا هي السنيوره الجديده قوتك عليا

وقالت لك ما تدخلش أمك في حياتنا واي موضوع يخصنا


انزعج منذر من إلصاق أمه لكل موضوع يحل به بتلك الخائنه، وانزعج أيضاً من ثرثرتها المزعجة وأجاب بامتعاض


= امي انتٍ رديتي على نفسك قلتي حياتنا و موضوع يخصنا، مش عارف ايه اللي فيها لما اقول لك مش عاوز حد يتدخل في حياتي ولا تقعدي تقولي كلام يضايقها ومش شرط على فكره ان العيب يكون فيها ولا فيا حتى مجرد تاخير عادي مش لازم بقى نضايق بعض بالكلام

وبعدين انا مش قادر استوعب ان انتٍ بتتكلمي في موضوع خلفه واحنا بقيلنا شهرين متجوزين وقبل ما تقوليلي بسمه ولا غيرها مش لازم اللي يمشي على الناس يمشي كمان على مراتي، فلو سمحت عشان ما نجرحش بعض ما نفتحش الموضوع ده وسيبيها زي ما تيجي 


جلست ضحي مستاءة على طرف المقعد تهز جسدها بعصبية مضطربة وعجزت عن التفكير بذهنٍ صافٍ وسط تلك المشاحنه التي تحدث حولها وشبه توجهت لها اهانه! لكن صمتت إحترام لزوجها بما أنه بدأ يدافع عنها.. لكن لا تعرف نهاية ذلك الحديث الذي طال دون مقدمات الى شجار، تنفست الصعداء لافظة زفيرًا عميقًا من صدرها وهي تراقب الأوضاع بحذر.


بينما بسمه شعرت بالفرحه وان هذه الفرصه المناسبه أن تتدخل هي الأخرى قائله ببراءة زائفة 


= والله عداك العيب يا منذر حاجه فعلا تخص اثنين وما ينفعش تلات يخش بينهم حد مهما كان مين وليه؟ 


نظر حماتها نحوها بعصبية بسبب شعورها أن البساط أصبح ينسحب من تحت قدمها، ثم صاحت بنبرة متشنجة


= بتلمحي لإيه انتٍ كمان يا بنت متولي انتٍ الثانيه عاوزه تقوليلي ما لكيش دعوه بحياتي وما تدخليش كمان، ما انتوا خلاص لفيته على عيالي و بتقوهم عليا 


توجست بسمة خيفة من غضبها لقولها الحق فما ترفض الاعتراف به بأنها شخص فضوليه يتدخل في شؤون الآخرين دون الالتزام بالحدود، ففكرت سريعًا في إجابة مقنعة وخرج صوتها مترددة وهي تقول


= جرى ايه يا حماتي هو انتٍ هتمسكي فيا انا ما قلتش حاجه وبعدين يعني على رايك الحق ما يزعلش ودي الأصول وكل واحد حر في حياته وبلاش فعلا نضايق ونجرح بعض اصل يا حماتي برده الحاجات دي بتضايق لما بتتاخر الناس تقعد تزن 


اغتاظت مايسة من ردة فعل بسمة و منذر ومن عبارتهم تلك وكأنها تستنكر عليهم حتى التنفيس عن غضبهم وما يزعجهم منها، فاستشاطت نظراتها وصرخت بقسوة معنفة إياهم على تخاذلهم معها


= انا بزن! جرى لكم إيه انتم الاتنين كل ده عشان خايفه على مصلحه عيالي هتقلبوها عليا وتطلعوني واحده حشريه وبضايق و بجرح الناس.. بقي دي اخرتها طب يا استاذ منذر مش هتدخل في حياتك ولا اللي ما يخصنيش ثاني مره اي أوامر تاني


رفع منذر حاجبيه للأعلى مبديًا غضبة المكتوم وهو يرد باقتضاب 


= ما تقلبيش الموضوع من زاويه تانيه انا مش قصدي ازعلك كل الحكايه بحاول ارضي الطرفين عشان ولا تتعبي حد ولا حد يتعب فخلينا كده أحسن.


نهضت ضحي على مضض من على المقعد مقتربة من البوتاجاز ثم مدت يديها تغلق على الطعام وبعدها التفتت لترحل للخارج واسرع منذر خلفها مما أغضب أمه بشده، معتقده انها تفعل ذلك حتى تلفت انتباهه لها وينسى والدته ويفعل كل أوامرها دون إعتراض.


لكن ضحي رحلت من امامها قبل ان تقول كلمه وتعود تندم بعدها، هي مازالت تحمل في صدرها ضيقًا نحوها بسبب صراحتها الزائدة معها عن أمر فرص الإنجاب وسنها الكبير من وجهه نظرها.. لذلك رمقتها بنظرات أخرى أكثر انزعاجًا قبل أن تتجاهلها كليًا ، وتتركها في مكانها وترحل .


رفعت مايسة حاجباها للأعلى بتفكير قبل أن تهمس بتبرم


= ما طلعتش سهله ده انا لازم احذر منك بقى! النهارده الواد بيقول لي ما تدخليش في حياتي آمال بكره هيقول لي إيه ؟!. 


بينما تجمدت نظرات بسمة على نقطة ما بالفراغ وشردت تفكر بتعمق فيما حدث، و رددت مع نفسها بنبرة مغتاظة 


= هي ما قالتش ليه ولا انتٍ كمان يا بسمه هتدخل في حياتك، طبعاً هي دي تقدر تستغني عن أبنها التاني من غير ما تحشر بوزها في كل حاجه! يعني هفضل كده طول عمري حشره نفسها في حياتي! 


❈-❈-❈


علي الجانب الآخر أكمل معاذ عد ما بحوزته من أموال بسيطة قبل أن يطويها ويضعها في جيب قميصه الأمامي، فقد أخذهم من والده والذي حصل عليهم سراً مبلغًا زهيدًا من المال لكي يشتري ما يلزمه وناقص بمنزله، واليوم سيخرج مع أصدقائه الى أماكن جديده عليه بالاضافه الى أنه يحتاج الى وسيله نقل حتى يتحركون براحه دون تعقد بين الطرقات .


راقب أخيه بنظرات متفرسة وهو يخرج خلف زوجته، ليذهب إليه ويقطع طريقه هامس برجاء 


= منذر كنت محتاج منك خدمه بس ما تقولش لابوك وامك ولا حتى بسمه كنت عاوز مفتاح عربيتك 


نظر له باستنكار قائلًا باقتضاب


= نعم لا طبعا هو انت معاك رخصه ولا بتعرف تسوق؟ خذلك تاكس ولا اوبر و لما ربنا يكرمك ان شاء الله وتتعلم السواقه ابقى اديها لك 


نظر حوله بحذر ثم وضع يده على رأسه وبدأ في حكها قائلًا بصوت متحشرج


= ومين بس قال لك ان انا مش بعرف اسوق

واحد من صحابي علمني وبقيت لبلب في السواقه وتعالى شوف بنفسك لو مش مصدق


أشـاح منذر بوجهه للجانب ثم نفخ بنفاذ صبر مرددًا بعصبية


= وبعدين يا معاذ دي عربية بحق وحقيقي و هتسوق وسط الناس مش لعب عيال، افرض لا قدر الله دوست حد ولا انت جري ليك حاجه؟ اعمل انا ايه وقتها ولا هخلص من امك وابوك لما يعرفوا ان انا اديتها لك وقتها، ما تفتحش عليا فاتحه انا مش قدها ومش ناقص وجع دماغ


تنهد بعمق بعدم اقتناع ثم قال مبتسماً بسخافة


= ما انت قدها بقى وبتعرف تسلكني في الموقف اللي زي دي على طول من صغرك! إيه الجديد يعني 


وضع يده عفويًا على جيب قميصه، ثم أخفض نبرة صوته بحذر


= ما تبقاش رخم بقى وهاتها رايحين مكان جديد و هتسهل علينا الحركه وغير كده الاوبر ده ولا السواقين هياخدوا مني كتير لو قضيناها مواصلات و اللي معايا على قدي.. وما فيش غير عربيتك اللي قدامي اديها لي المره دي وهتكون آخر مره أوعدك 


ضغط منذر علي يده بغضب مكتوم أثر كلماته التي اشعرته بالضيق والمرارة فبالفعل طوال الوقت كان هو من يتحمل مصائبه ويدفع الثمن بدلاً منه، ومن الواضح بأن الآخر قد تعود على ذلك، فهو يعرف أخيه جيد متهور في تفكيره الغير عقلاني ويضعه دائما على خط النيران والمواجهة المباشرة للخطر وهي مخاطرة غير محسوبة العواقب، لذلك أصر علي الرفض و صــاح نافيًا بنبرة عالية أجفلته


= قلت لا يا معاذ، واتفضل ابعد عني بقى عشان مش فاضيلك


سار منذر إلي بعيد ليكمل اللحاق بضحى وظل الآخر غير مقتنع بالحديث وهو مثبت عيناه عليه بغضب شديد وقبل أن يتحرك مبتعدًا هو الآخر تفاجأ بأن شقيقه ترك الهاتف المحمول هنا فوق السفره والمفاتيح أيضاً وكان من ضمنها مفتاح السيارة وهو لا يريد أكثر من ذلك .


❈-❈-❈


لم تتمكن ديمة من النوم وهي تفكر في حديث بسمه! فسلطان النوم لا يرحمها من عذاب اللوعه ويمنحها بعض الراحة لكن راحة بدون أن تراه تشعر كأنها الليلة الأولى من ليالي العذاب التي حکمت عليها بها علي نفسها.


توجهت نحو الخارج دخلت بهدوء مفرط مكتبة واقتربت ببطئ وعلي اطراف اصابعها 

وقفت أمام البيانو وهو كان نائماً بالخلف فمن الواحد أنه نعس دون انتباه، رفعت سبابتها تضغط علي إحدى مفاتيحه وهذه المره لم تتحرك وتهرب كعادتها! لكن مع الأسف لم يستيقظ .


التفتت لتقترب منه وتتامل أياه كان يميل وجهه للبراءة عندما يكون مغلقاً عينه الحنونه، 

أبعدت هذه الأفكار من رأسها ودنت عند وجهه

هامة بالتحدث لكنه وبحركة خاطفة سحبها

من رقبتها اسفله وهو يعتلي جسدها بثقله

فصدر ذلك صوتها المبحوح لتهلع ليضع يده على فمها مغلقاً لها ملتصقاً بجسدها الناصع البياض و خصلاتها استقرت تداعب طرف كف يد آدم وزرقاوتيها الفاتنة تنظران بحدقة ناعمة جعلت منه يرتعد من نظراتها لأول مرة! ثم هتف بصدمة


= ديمة! 


هزت رأسها بخوف وقلبها ينتفض، تخدر للحظة حقاً كان منظرها مثيراً لغرائزه نظر لها بحرج واستقام مبتعدا وهمس باضطراب


= اهدي ما كنتش اقصد بس خضتيني؟ إيه اللي مصحيك لحد دلوقتي أصلا.. محتاجه حاجه 


اعتدلت في جلستها محاولة التنفس بطبيعية 

وهي تردد بتوتر 


= محتاجه مساعدتك؟. 


أبتسم بخفة لكنه قرر أن لا يظهرها واستدار

ناظراً لها بأستفهام لترفع بصرها تقوس فكها وشردت في هذه العينان السوداء وهذه اللحية السوداء الكثيفة تخصة.. وهذا الذي يداعب جيوبها الأنفية عطره الرجولية فدنت منه هامسة تُجيبه بصوتاً ثقيل وخطير عليه 


= عاوزك تعلمني العزف على البيانو! ممكن


الصفحة التالية