رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 46 - 1 - الجمعة 28/6/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل السادس والأربعون
2
تم النشر يوم الجمعة
28/6/2024
اما هناك كان رحيم لا زال يضغط على موضع الألم أقترب منه أسامة وهو يقول:
_ انت قمت ليه؟
_ انت عايزها تشوفني وانا نايم في السرير، مش قادر اتحرك! دي ممكن تطب فيها.. ربنا يستر بقى لما اروح
_ بتخاف يا ماجيك؟
_ بـ أخاف عليها كل الشغل اللي اشتغلته في القطاع ده، ومتغيرتش بس بغض النظر ان سيادتك القائد بتاعي واعلى مني رتبتين، انت ازاي تجرأ وتقول لها كده، ازاي تقول لها ان انا صفيت كل اللي في المكان، دا ممكن تموت فيها، هي عارفه إن آخر حاجة بلجأ لها القـ تل ومعنى اني عملت كده ان انا بتغير، الله يكون في عونك يا وحش بقى، على الايام الجاية..
ضحك اسامة بصوت مرتفع وهو يقول
_سيبها يا عم تخلص حساب ناس كثير ده طلع عيني اللي في القطاع كلهم.
ابتسمت ماريا وجورج بينما فادي يلتهم بعض الطعام وهو يقول:
_ بس هي والدتك عرفت منين؟ بدل قدر يخبي عليها الثلاث ايام اللي فاتوا، اكيد مش هيروح يقول لها دلوقتي، بعد ما انت اتصابت، ولا القلق ممكن يخليه يتكلم.
_ الوحش يتكلم يا ابني انت ما تعرفش حاجة، بس شكلي انا عرفت مين اللي قال..
في المساء كان أحمد يعود إلى البيت ينظر لوالدته بابتسامة يقبل جبينها هي واخته الصغرى، وكذلك جدته، وابتسم الى اوديل وهو يقول:
_ السلام عليكم
ردوا عليه التحية، حتى جدته التي أصبحت تلتقط بعض كلمات بالعربية
الينا: اتاخرت يا حبيبي انا خفت ان فهد يجي وانت لسه مجتش.
_ كان عندي شوية شغل في الشركة، ما تقلقيش انا متصل بيه في الطريق، بابا فين؟
_ في المعمل انت عارف شغال على تجربة جديدة.
_ انت هتقولي لي هو بدل دخل المعمل مش هيطلع، ياريت حضرتك تلفتي نظره، ان احنا جاي لنا ضيف.
_ هو فهد ضيف.
ابتسم لوالدته وهو يقول: لا صاحب مكان، بس برده كلمي بابا عشان عايزه في موضوع مهم بعد العشاء.
_ موضوع ايه؟
نظرت إلى البريق في عينيه ابنها، وابتسمت وهي تحرك يدها على وجنته تشعر بلحيته النامية، والتي تعطيه شكلا وسيما، وهي تقول:
_ طب ما تنزل تكلمه دلوقتي.. المهم حد نعرفه
_ إلينا هانم لو سمحتي لما اتكلم مع دادي الاول
_ انت شايف كده
_ ما تزعليش يا قمر اقول لك بس الوقت فعلا مش مناسب.
_ انا حاسة بيك من زمان، قولت مش هسالك لما تيجى تقول، وأنا مستنية
تحرك معها الى المكتب بينما أسر ينظر له بابتسامة، هو لا يريد ان يعرف عن من يتكلم، فهو يعرف الفعل..
بينما هناك في فيلا ادهم البيهي كانوا يتناولون الطعام في صمت، سهر تهتم بمحمد ومحمود وداليدا تأكل وهي شاردة حتى انها لم تعى طعم الطعام.
أما دانة تشعر بالترقب، بينما أدهم يفكر فيما سمعه وعقله يسأل، لما لم تأتي إلى مكتبه بعد رحيل الاثنين؟
لماذا لم تخبره أن هناك شئ يحدث معها؟ انها المقربة له من أولاده تسير على نهجه، يخشى عليها من الجميع ويعطي لها صلاحيات لاتليق إلا له..
حتى هو كان يقلب الطعام يتناول لم منه شيئا عينه مسلطة على ابنته التي ينتظر منها ان تبوح بما بداخلها، بينما هي شاردة فماذا تقول؟ ان كان ينتظر شيئا هي نفسه لا تعرفه، ان كان كلام احمد صحيح فإن كان سيأتي ليتقدم رسمياً ام لا، كيف عليها ان تخبره بشيء لم يحدث من الأساس؟ لما تفتح بؤره من الالم ستغرق نفسها بداخلها؟
ان ذلك المدعو ذاخر لم يفعل لها شيئا سوى انه استطاع ان يشتت سلامها النفسي، ويجعل قلبها ينتفض ويرتجف يشعر بالالم، والخوف في نفس الوقت عليها ان تفر من محيطه بكل الطرق، حتى لو كان ارتباطها بغيره…
كل الافكار داخل عقلها تقول انما فعلته اليوم كان صحيحاً، ولكن قلبها لا يعرف ان كان هذا هو البر الذي عليه ان يرسى عليه، ام عليها ان تهرب من الجميع لتبقى بمفردها، تنتظر حتى تنتهي دراستها الجامعية، او حتى تكمل دراستها العليا، لتصبح معيدة كما يتمنى والدها ان تحقق حلمه، الذي لم يحققه هو يوماً…
أشياء كثيرة في عقلها تاخذها وتتركها كأنها في بحر متلاطم الأمواج.. انتبهت على صوت والده وهو ينظر لها باستفسار ويقول:
_ الاكل مش عاجبك يا دودي؟!
رفعت عينها التي تموج بالافكار الى وجهه، وهي تهز راسها بالنفي، وهمست:
_ انا باكل يا بابي
_ في حاجة شغلاكِ؟ أو مديقاكي..
_ ابداً
نظر لها نظرة طويلة محملة بالافكار التي تعصف به والخوف من أن يكون قد حدث لها شئ، لكنه هز رأسه وهو يعبث في طعامه هو الآخر، وما ان نظرت له زوجته وكأنها تريد أن تعرف ما الذي يحدث حول المائدة، فلا أحد يتناول طعامه بشهية، إلا الصغيران وهي، فأخذ يقطع قطعة ستيك ويتناولها دون ان يستشعر طعمها في فمه، اول مرة يشعر بالخوف مما حدث في الماضي كل ما فعله في حياته يشعر بالموت البطيئ من يرد له في ابنتيه…
نفض افكاره وهو يدعو الله بداخله، وبعد وقت كان يأوي إلى الفراش بينما هو يتقلب في مضجعه، نظرت له سهر باستفسار وهي تسأل:
_ في ايه يا ادهم مالك؟
_ مفيش.. يا سهر نامي
_ متأكد يا ادهم انت من ساعة مارجعت من الشركة وانت في حاجة شغلاك.. بس شكلك مش عايز تقولي
نظرة التشكيك في عينيها جعلته يدرك فيما تفكر فقال:
_ حاسس ان في حاجة دانة مخبيها، او مستني منها انها تقول حاجه بس هي لحد دلوقتي ما قلتهاش..
_ حاجه زي ايه؟
_ لما تحصل هبقى اقولك.
_ تقول لي ايه بالظبط؟
شعر كانها تحاصره لذا تأفف وهو يقول: يوه يا سهر متفتحيش تحقيق، انا دماغى مش فايقة، يمكن تنامي
_ انت شايف كده..
الغضب في نبرتها جعله ينهض من الفراش وهو يقول
_ انا نازل مكتبي بدل ما نتخانق ويبقى في مشكلة من مفيش..
كاد أن يتحرك ليذهب فأمسكت يده وهي تقول:
_في إيه يا باشمهندس الموضوع مش كبير متكبروش، خليك قاعد انا مش هتكلم، انا بس كنت عايزة اعرف ايه اللي مزعلك؟
_مش زعلان، قلقان عليها اللي اسمه ذاخر ده حصلت له مشكلة في شركته، واضطر انه يمشي، واحنا كده كده المشروع اللي بينا قرب يخلص.
_ طب ما دي حاجة كويسة..
_لا في حاجه ثانيه حصلت المفروض كانت تقول لي، بس ما اعرفش هي قالت كده ليه؟ بـ تقفل قدام ذاخر السكة ولا بـ تهرب، ولا عرفت عنه حاجه والاسوء لو حصل بينهم حاجة..
صدمت سهر من كلامه وافكاره التي تحمل الكثير وتسرب إليها الخوف وهي تسأل: