-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 34 - 1 - الثلاثاء 11/6/2024

  

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الرابع والثلاثون 

1

تم النشر يوم الثلاثاء

11/6/2024



لم يتمكن أحد من لمس قلبي مثلما فعلت انت  .


ـ بيجاد .


افاق من دوامة أفكاره على صوت " سلا " وهي تعانـ ـقه في الخلف وهي تهتف بحِب حقيقي ينبع من قلبها : 


ـ أنت روحت فين ، انت وحشتني اوي .


التفت لها وعانـ ـقها ، وهو يهتف بنبرة اشتياق لها والي رائحتها ، الذي كان يشتم بها الأن : 


ـ وأنتِ كمان وحشتيني اوي يا حبيبتي ، صحيتي أمتي ؟؟ .


خرجت من اعنـ ـاقه وهي تهتف بنبرتها الرقيقة والهادئة التي تشتعل لوعة قلبه :


ـ من شويه ، قومت خدت دُوش ، وغيرت هدومي . 


ابتعدت عنه حتى يجعلها ترى ما ترتدي ، فهي كانت ترتدي فستان طويل لونه اسود يوجد بها ورد حمراء ،  يضيق من ناحية الصـ ـدر ، واسع من ناحية الخصر حتى آخر قدميها ، والفستان ينسدل نحو أكتافها ، وتترك خصلات شعرها القصيره بحرية ، مما أعطى لها مظهر جذاب يخطف الأنفاس ، فهي لم تضع أي من الأدوات التجميل ، ولكنها فاتنه بدونهم ، تستطيع أن تجذب انتباه اي راجل بدونهم ليس " بيجاد " فقط .


ظل ينظر لها بأغراء واضح من أعلاها إلى أسفل قدميها ، حتى اقترب منها وأمسك خـ ـصرها بتملك ، وجعلها تقترب منه ، حتى اختلط انفـ ـاسها مع انفـ ـاسه الساخـ ـنة ، هتف بنبرته المحبة الي قلبها ، وعينيه يشتعلون من الرغبة : 


ـ أنا كنت جايب الفستان ليكي ، بس مكنتش اتخيل أن جمال الفستان لما لبستيه ، اكتشفت انك أنتِ بتحلي اي حاجه تلبسيها ، يعني الفستان كان عادي خالص ، بس لما لابستيه بقه مميز وحلو اوي .


ختم جملته وكاد أن يقبـ ـبها ولكن ابتعدت عنه حتى هتفت بتذمر هذه المرة : 


ـ بيجاد بس بقي ، وبعدان انا هموت من الجوع ، جعانه اوي .


اقترب منها مرة اخرى وحصرها وجعلها مقيدة تحت يـ ـده وتحت عينيه التي يأسرهم دائما ، هتف بمرواغة وابتسامته تزين ثغره : 


ـ طيب ما أنا كمان جعان ، و جعان اوي كمان .


كاد أن يقبـ ـلها للمرة الثانية ولكنها ابتعدت رأسها وشفتيها بعيداً عن شفتيه ، وهي تهتف بتذمر وتحاول أن تتخلص من يـ ـده : 


ـ يا بيجاد ابعد ، بقولك عايزه اكل .


ختم جملته وابتعد عنها ينظر لها برغبة تأكلها ، ويهتف بمراوغة :


ـ طيب ماشي ، هأكلك ، وبعد كده نشوف حوار الفستان ده بيقول ايه .


هتفت هي بخجل من جرأة كلماته ، التي تجعلها تخجل على الفور :


 ـ بيجاد .


نظر لها و هتف باستنكار من ذكر اسمه من نبرتها الخجله : 


ـ هو انا اتكلمت ؟؟ .


بينما أكمل وهو يتجه نحو " المطبخ " الذي موجود في السفينة ، في الطابق السفلي  : 


ـ تعالي ورايا نجهز اكل أنا وأنتِ ، عباس اصطدت سمك ، فـ تعالي نعمله .


وبالفعل اتجهت خلفه تنفذ ما قاله ، وبعد ثواني وصلت إلي المطبخ وجدت العديد من الأسماك موجودة في " المطبخ " ، ولكنها لم تعرف الطبخ ، ولم تعرف كيفية تحضرهم ! ، ماذا سوف ستقول لـ " بيجاد " ، إذا قال لها أن تفعل الطعام !! .


قطع دوامة أفكارها صوت " بيجاد " وهو يهتف بتساؤل وينظر لها بهدوء : 


ـ بتعرفي تعملي سمك ؟ .


هتفت بلهفة وسرعة حتى لا يقول لها بأن تفعل الطعام ، وهي لم تعرف كيفية التحضير الطعام ليس السمك فقط : 


ـ لا مبعرفش ، مبعرفش اعمل سمك .


نظر أمامه وهو ينظر لـ السمك بحيرة ، الذي اصطاده عباس : 


ـ طيب وبعدان ، هنعمل ايه ؟؟ .


رفعت اكتافها هي الأخرى بحيرة ، وهي تنظر إلي السمك بحسرة ، و مازالت جائعة جداً : 


ـ معرفش يا بيجاد .


فكرت هي الأخري ، كيف تحضر السمك وهي لم تعرف شيئا ، ولكنها جاءتها فكرة حتى صرخت بحماس ، وهي تنظر إلي " بيجاد " بلهفة : 


ـ بيجاد ، أنا عندي فكرة هايلة .


نظر لها بجدية حتى تجعلها تتحدث وتقول ما هذه الفكرة ؟؟ ، وسرعان ما أسرعت تحت انظاره وهي تمسك الهاتف وتنظر إلي السمك ، حتي ثواني وأدرك فعلتها الحمقاء تلك : 


ـ سلا حبيبتي هو أنتِ بتعملي ايه ؟؟ ، ده علي أساس أن في شبكة نت في وسط البحر ؟؟ ، أنتِ اتجننتي يا سلا ؟؟ ، مفيش شبكه نت هنا خالص ، شبكة الاتصالات يدوب فيه بس قليل جداً كمان .


نظرت إلي هاتفها بحسرة ، بعد ما وجدت أن ليس يوجد به شبكه انترنت ، حتي صرخت بحزن وحسرة وهي تهتف بغضب : 


ـ هنعمل ايه دلوقتي ، بقولك جعانة ومازالت ، وبعدان لما تختار مكان ، اختار مكان عامل فيه حسبك الاكل يا بيجاد ، المفروض تجيب شغاله ، تعمل الاكل .


ختمت جملتها وعقدت يـ ـدها نحو صـ ـدرها بغضب طفولي ، وهي مازالت تفكر في حيلة أخري حتي تأكل ، أغمض عينيه هو الآخر ، فهو قد نسي تماماً الطعام ، ولم يضع في تفكيره ، الطعام ، وضع في تفكيره أن " سلا " ستكون معه وفي احـ ـضانة ، لم يفكر في شئ آخر بعد .



حتى هتف هو الآخر بحنان بالغ وهو يحاوط اكتـ ـافها بحُب : 


ـ انا اسف يا حبيبتي ، بس حقيقي محطتش في بالي خالص الاكل ، حقك عليا ، افتكرت بس انك بتعرفي تعملي اكل ، ونقضها الكام يوم دول سمك ، معرفش خالص انك مش بتعرفي .


تأففت بضيق وهي تهتف بغضب طفولي ، وابعدت أكتـ ـافها عن يـ ـده : 


ـ انا معرفش في ده كله ، اللي اعرفه اني جعانه وبس . 


ظهرت ابتسامة على ثغره وهو يهتف بنبرة عاشقة المحببة الى قلبها : 


ـ سلا تؤمرى وانا انفذ ، ثواني اطلب من عباس ، يرجع السفينة ، ويجيب اكل ، او ممكن نروح احنا المطعم ، عايزه الاكل يجي ، ولا احنا نروح ؟  .


عقدت حاجبيها بحيرة وهي تفكر بالأمر بـ أبتسامتها التي تذيب قلبه الولهان  : 


ـ انا بفكر ، أن احنا نروح المطعم احسن .


بدالها الابتسامة وهو يغادر حتى ينفذ حديثها ، ويقول لعباس ، أنه عليها أن يتوقف في ميناء قريب ، حتى يذهبوا إلى المطعم قريب .


أما هي غادرت وتتجه إلي غرفتها حتي تغير ثيابها إلى ثياب افضل من هذه للخروج ، وبالفعل وجدت ، بنطلون اسود واسع ، وجدت بلوزه خضراء واسع بأكمام ، وبالفعل دخلت إلي المرحاض ، حتى تبدل ثيابها وبالفعل غيرتهم بعد دقائق ، خرجت من المرحاض ، اتجهت إلي مرآة ، تمشط شعرها وتفعل لها تسريحه ، وبعد ما انتهت ، نظرت نظرة أخيرة لنفسها براضي واضح .


بحثت عن هاتفها وجدته على الطاولة ، وثواني حتى فتحته وجدت العديد من الاتصالات من " ملك " ، فهي قد تناست أنها تخبرها أنه مع " بيجاد " .


اتصلت عليها حتى ردت عليها " ملك " ، كادت سوف تتحدث بمرح حتى تجعلها تهدأ من روعه قلقها ، ولكن صمتت حين وجدت " ملك " تبكي بقوة ، مما استولى القلق على قلبها وهي تهتف بخوف على صديقتها : 


ـ مالك يا ملك ، بتعيطي ليه ؟   .


إجابتها هي الآخر بصعوبة وهي تبكي بقوة ، أمام غرفة عمليات التي توجد فيه صديقتها " فريدة " : 


ـ الحقيني يا سلا ، فريدة اتضربت بالنار ، وفي العمليات . 


 ـ ايه ؟ ، فريدة اتضربت بالنار !! .


لم تعرف أن " بيجاد " خلفها وسمع حديثها حتي هتف بصدمة وخوف علي شقيقته : 


ـ فريـدة  .



❈-❈-❈


كان " جميلة " تنام وتحلم بأحلامها الوردية ، وهي عناق " مالك " لها ، فـ " مالك " شاب أحلامها ، حُبها ، وعشقها الوحيد ، هو حُب طفولتها ، وحُب مراهقتها ، والحُب الحقيقي في حياتها ، فهي لا تريد اي شئ سوىٍ أن يكون لها وحدها ، أن تكون في اعنـ ـاقه والي الابد ، ذلك العنـ ـاق التي تحلم وتحلم أن تكون فيه ، ولكن الذي يجذبها إلى ارض الواقع طرقات من الباب التي كانت عنيفة بعض الشئ ، مما ظلت تتقلب على الفراش ، حتي تصل الي ارض الاحلام وعنـ ـاق " مالك " لها ولكن تلك الطرقات لم تتركها ابداً ، حتى زفرت بضيق وهي تسرع بخطواتها ، حتى تعرف من ذلك الذي يطرق تلك الطرقات ، فـ لا أحد يعرف انها هنا الا " ياسر " ، لحظه تلك الطرقات هذه من " ياسر " مما أسرعت بخطواتها أكثر وكانت شبه الركض ، وأقل من الثانية فتح الباب وهي تري لهث " ياسر " وهو يصرخ بها بغضب: 


ـ أنتِ فين يا جميلة الدنيا مقلوبة بره ، وأنتِ قاعدة هنا ونايمه ؟؟.


ختم جملته ودخل الى الشقة التي كانت جالسة فيه " جميلة " حينما تضيق الحياة بها ، أغلقت الباب ، وتهتف بفضول : 


ـ ليه ايه اللي حصل بره ؟؟ .


بينما أكملت وهي تراقب هيئته وثيابه التي كانت ثياب خدم ليس إلا : 


ـ وبعدان ايه اللي انت لبسه ده ؟؟ .


نظر لها بعصبية مفرطة من برودها وفضولها الذي يثير عصبيته : 


ـ جميلة سيبك من لبسي ، أنتِ بعتي حد يقتل مالك ؟؟ .


الصفحة التالية