-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 35 - 1 - الثلاثاء 11/6/2024

  

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الخامس والثلاثون 

1

تم النشر يوم الثلاثاء

11/6/2024


ـ الو 


ـ الحقني يا بيجاد ، سلا اتخطفت ، واللي خطفتها هي ياسمين .



نظر " بيجاد " بجانبه وجد " سلا " تحاول أن لا تبكي أمام " بيجاد " حتي تجعله قوي ولا تزايده عليه ، نظر " بيجاد " الي الهاتف بحيرة ، وجد المتصل هو " مازن " عن أي خطف يتحدث عنه " مازن " و " سلا " بجانبه ؟؟ ، نظر إلي الطريق وظل يقود السيارة ، نظر إلي " سلا " وجدها شارده ، فهو لا يمكن أبداً أن يتحدث أمامها ، فهو لا يريد أن يقلقها أكثر ، لذلك توقف السيارة بجانب سوبر ماركت ، وهو ينظر إلي " سلا " بأبتسامة ، ومازال يضع الهاتف علي أذنيه : 


ـ حبيبتي انا نازل اجيب مياة ، اجبلك حاجه معايا ؟؟ .


هزت رأسها بلا وهي تبتسم له بوهن حقيقي وداعم كبير له : 


ـ لا يا حبيبي ، مش عايزه حاجه ، ومتقلقش ، فريدة قوية وهتبقي كويسة .


ابتسم له وهو يرد لها تلك الابتسامة ، وخرج من السيارة ، وهو يدخل السوبر ماركت وهو يهتف بسخرية : 


ـ مازن حبيبي ، هو انت شارب حاجه ؟؟ ، سلا مين اللي اتخطفت ، مراتي قاعده جنبي في العربيه .


كان يقود " مازن " السيارة وهو يفكر كيف " سلا " بجانبه وهي اختطفت ؟؟ ، هل هذه مزحة ؟؟ 


ـ ازاى يا بيجاد وهي اتصلت عليا ، وبعتتلي صوره سلا وهي مربوطة .


اغمض عينيه وهو يحاول أن يهدأ حتي لا تخرج عصبيته وغضبه عليه ، هتف بنفاذ صبر وهو يحاول أن يفكر لما ياسمين تفعل ذلك معه ؟؟. 


ـ ابعتلي الصورة اللي بعتتهالك ياسمين ، واخلص يا مازن عشان مش فاضيلك .


ختم حديثه وسرعان " مازن " ارسل له تلك الصورة اللي ارسلت له " ياسمين " ، وبالفعل وصلت لـ " بيجاد " التي ثواني وفتح تطبيق الواتساب حتى يرى تلك الصورة التي يتحدث عنها ، وحين رأى تلك الصورة ، لعن " مازن " ألف مرات في سره ، وهو يهتف بنبرة غاضبة : 


ـ مازن الصورة دي قديمة ، سلا اتخطفت قبل ما تبقى مذيعه وانت مكنتش موجود ، ساعتها ابوك وكلني المهمه دي اني انقذ سلا ، وبالفعل انقذتها ، قبل ما ترعبني وتتصل عليا ، اتاكد الاول أنها صورة قديمة ولا ؟؟ .


ختم حديثه واغلق الهاتف ، وتنهد تنهيدة قوية محمله على صـ ـدره ، رفع أنظاره وجد صاحب المحل ينظر له بصدمة وارتباك ، فهو ارتبك عند سمع كلمة " الخطف " ، أما " بيجاد " ابتسم له ابتسامة صفراء وهو يتحدث بهدوء : 


ـ عايزه ازازه مياه كبيرة معدنية ، بعد اذنك .


وبالفعل اعطي له طلبه على الفور ، أما " بيجاد " أعطي له ماله بعد ما مسك زجاجة الماء وخرج علي الفور بدون أي كلمة ، فتح السيارة وركن زجاجة الماء أمامه ، وقاد سيارته علي الفور ، نظرت له " سلا " بشك : 


ـ أنت كل ده في السوبر ماركت ؟؟ .


ابتسم لها وهو لم ينظر لها ، ينظر إلي الطريق فقط وهو يهتف بهدوء : 


ـ كنت بتكلم في التليفون .


لم تسأله مرة ثانية ، واكتفت بالصمت ، وظل يقود بسرعة وهو قلقاً علي شخص واحد هو " فريدة " ، فهو يعرف أن أخذت رصاصة في ظهرها ليست خطيرة ولكن يظل قلقاً عليها ، وسوف يحاسب ذلك الشخص الذي تجرأ واقترب منها ولكن صبراً ، صبراً 




❈-❈-❈


دخل إلي غرفتها وجدها نائمة بجانبها اليمين ، فهي اتخذت رصاصة في ظهرها وليست خطيرة عليه أو علي ابنه ، ولكنه قلبه تألم ، تألم من خوفه عليها ، فهو كان يصارع الموت ، وهو يشعر بالخوف تجاها ، فكرة أنه كاد يخسرها للابد ، ألمت قلبه ، فهو حين رأي دمائها وكانت بين يـ ـدها ألمت قلبه بشدة ، يشعر أن أحد وضع يـ ـده نحو قلبه يعتصره بشدة ، فهو لم يتحمل فكرة خسرتها ، فهو إذا كان بيـ ـده يعطيها روحه وتعيش هي ألف مرة ، ولكن هذا الشئ ليس بيـ ـده ، فهو لم يعرف لما فعلت ذلك ؟؟ ، لما اتخذت رصاصة بدلا عنه ؟؟ ، فـ إذا الرصاصة كانت بأسفل ظهرها كانت سوف تصيبها وتصيب أبنه ، ولكن من حسن حظها أن الرصاصة كانت بأعلي ظهرها بعيداً عن مكان ابنه ، لما عرضت حياته للخطر ؟؟ ، لما؟؟ ، لما فعلت ذلك به ؟ ، فهي حياته ، وحياة قلبه ، والسبب الذي يجعله أن يعيش بهذه الحياة هي فقط ، فهو ليس لديه أي أحد غيرها ، نعم هو لديه " بيجاد " ، ولكن يموت إذا أصابها بشئ .



اقترب منها وهو يستند على ركبتيه  ، ويمسك يـ ـدها وعينيه تحكي الكثير والكثير عن خوفه وحبه لها ، فهي ملكه قلبه ليس زوجته او ام ابنه ، نعم فهي خانته ، وخانت قلبه ، ولكن ذلك القلب يتمناها ، يتمنى قربه ، يتمنى اعنـ ـاقها ، يتمنى أن يموت وهي تعيش ، ولكن لا يصيبها أي مكروه ، لم يعرف يكرهها ابداً ، حاول كرهها بشدة ولكن لم يستطيع ، قلبه مازال يحبها ، ويتألم علي فراقها ، ويتألم حين تبكي بسببه .


فهو يحبها كثيراً ، وأكثر ما يتخيله الشخص عن الحُب ، فـ حُبه لا يقاس أبداً ، وكل يوم تشرق الشمس من مشرقها يتجدد حبه لها من جديد ، فهي سيدة قلبه ، قلبه تألم ، نعم ، عندما أدرك أنه تخونه ، ولكن ذلك القلب مازال يتمنى قربها ، مازال يحبها ، مازال بعد كل شئ اقترفته بحقه يعشقها عشق الهلاك .


وضع يـ ـده على خدها وظل يلمس وجهها بحُب ، مثل طفل صغير يتأكد أن والدتها بخير ولم تصيبه مكروه ، هو يفعل ذلك الآن معاها ، يتأكد أنها بخير ، يتأكد أنها بجانبه .



ـ أنا بحبك يا فريدة ، بحبك ، ومش عايز حاجه في الدنيا دي غيرك أنتِ ، ولله ما يهمني اي حاجه غيرك ، أنا أموت ولا يصيبك حاجه أبداً .


امسك يـ ـدها وظل يقبلها عدة قبـ ـلات متفرقة على يـ ـدها ، وضع يـ ـده نحو بطنها ، وهو يهتف بنبرته اللينة والهادئة : 


ـ أنا وعدك قبل كده اني مش هسمح لحد يأذيك ، لا انت ولا ماما ، بس صدقني كان غصب عني ، كان غصب عني معرفش أن مامتك هتاخد مكاني الرصاصة ، يارب كنت أنا ، لا أنت ولا فريدة يصيبكم حاجه. 


ختم جملته وظل يشهق من البكاء كأنه طفل صغير كاد أن يخسر والدته منذ قليل ، شعر بأحد يربت علي كتفه من الخلف ، نظر إلي ذلك الشخص وجد " بيجاد " ينظر له نظرة حنان ، ممتلئة بالاطمئنان ، وقف سريعاً ، وعانقه بحنان وحين عانقه " مالك " ، شهق من البكاء مرة ثانية ، ظل يربت بحنان عليه ومازال " بيجاد " يعانقه ، فهو يعرف صديقه جيداً ، فهو لا يبكي هكذا ، ولكن الأمر متعلق بقلبه ، وقلبه هو " فريدة " ، السبب الذي يجعل " مالك " على قيد الحياة ، فهو يعرف جيداً ، أن الرصاصة كان المفترض أنه تصوب نحو " مالك " ، ولكن " فريدة " شقيقته اتخذت الرصاصة بدلاً عنه ، يعرف هذا الشئ ، وصلت له كل الاخبار ، واتخذ وعد لـ نفسه أنه سوف يعاقب ذلك الحقـ ـير الذي تجرأ واقترب منهم ، واقترب من شقيقته ، كل شخص يقترب من شقيقته وصديقه سوف يعاقب بذلك وبشدة ، فهو لم يسامح أبداً مما يقترب علي عائلته ، فهو " بيجاد الجمالي " الجميع الذي يصرخ بأسمه من الخوف ، من مجرد سمع اسمه في منطقه ما ، الجميع يصرخون من الرعب مما ينعم عليهم بالجحيم الأن ، فـ جحيم " بيجاد الجمالي " قادم ليكم ، لذا استعدوا جيداً يا اعزائي " 


خرج " مالك " من اعانـ ـقه ، وهو يزيل دموعه ، وينظر له وجد عينيه تحكي الكثير والكثير عن الجحيم الذي يبدأ الأن ، مما هتف بجدية واضحه : 


ـ أنا عاقبت القناص ، اللي عمل كده ، في كده خلاص حق فريدة اتجاب .


ابتسم ابتسامة ساخرة وهو يهتف بنبرة مثل ابتسامته تماماً : 


ـ وعاقبته ازاي بقي ؟؟ .


كاد أن يتحدث يرد عليه ولكن قاطعها " بيجاد " بنبرة حادة كالسيف : 


ـ القناص وعزت عايشين ولا لا ؟؟ .


اجابه " مالك " ببساطة وهدوء وهو يعرف ما الذي يفعله معاهم : 


ـ عايشين بس مش هقولك مكانهم ، عشان هتقتلهم يا بيجاد ، القناص ضربته ودلوقتي بيودع ، إنما عزت لا ، عزت هيتعاقب بالقانون .


ابتسم بسخرية على سذاجته وطيبه قلبه تلك التي تفعل بقلبه أزمة قلبية من تلك السخافات التي يقولها : 


ـ قانون ؟؟ ، هو قانون ده حاول يحمي فريدة ؟؟ ، ما ترد القانون اللي متمسك بيه ده ، قدر يحمي فريدة ، عزت هرب يا بني ادم ، وممكن يهرب تاني ، و الله اعلم لما يهرب مره تانيه هيعمل ايه في فريدة .


ـ مش هسمح ، مش هسمح لحد يقرب لـ فريدة يا بيجاد .


ضحك بسخرية واضحه على وجهه ، وبعد ما انتهي ، هتف بعصبية وصوته ارتفع لا يشعر به : 


ـ مش هتسمح ؟؟ ، هي فريدة النهارده راحت دريم بارك وأنا مش واخد بالي ؟؟ ، دي راحت مستشفي ، فوق ، مش هتسمح لـ ايه تاني ، فريدة النهارده في المستشفي بسببك انتَ ، انتَ يا مالك .


كاد أن يتحدث يرد عليه ولكن توقف عن الحديث حينما أكمل " بيجاد " بحده وهو يري " فريدة " نائمة علي جانبها بسبب إصابة ظهرها ومتصل جـ ـسدها بتلك الأجهزة الطبية  : 


ـ فريدة لما كانت عندي كان عندها 24 سنه ،  24 سنة يا مالك ، عمرها ما اتصابت خدش واحد بالغلط ، عمرها ما اتجرحت حتى ولا وقعت في الأرض ، عمرها حتى ما عملت حادثة ، فريدة أنا كنت علطول معاها ، كل ثانيه في شغلي يقضيها ببقي عارف فريدة بتعمل ايه ، وقاعدة فين ، وبتكلم مين ، كل ده أنا اعرفه ، عمرها ما اتصابت حتى رصاصة بالغلط ، ولما اتجوزتك ، هي وافقت عشاني أنا ، هي مكنتش بتحبك بس وافقت عشاني انا ، عشان أنا بشكر فيك وانك اعز اصحابي ، عمري ما شوفت فريدة مبسوطه معاك يا مالك ، كانت علطول متوتره وخايفه وشعور الطلاق دايما كان في دماغها ، لو في حد مذنب باللي عملته فريدة وأنها كانت مع ياسر ، فهو أنا ، أنا الغلطان من البداية ، اني كنت عارف أن فريدة متجوزه غصب عنها ، وكنت ساكت وقولت مفيش احسن من مالك ، ومالك بيحبها ، فريدة اه اتصرفت غلط ومكنش المفروض انها تعمل كده ، بس انك تعاقبها أو تكمل في عقابك ليها مش هسمح بيه ، وأنا هاخد اختي لما تقف علي رجليها ، هاخدها في بيتي معززه مكرمة ، وعزت هعرف اجيبه حتي لو كان تحت الارض ، وحكاية الطلاق ، فـ أنا وأنت عارفين أن انت مطلقتش فريدة ومرضتش توقع علي اوراق الطلاق ،وفريدة بس هي اللي وقعت علي اوراق يومها ، أنا بقي مستنيك توقع علي الاوراق دي وتبعتها لـ المحكمه ، عشان نخلص من الجوازه دي ، انت ليك عند فريدة حاجه ، وهو ابنك ، لما فريدة تولد نبقي نشوف الموضوع مين اللي هياخده ده .


ـ ايه يا بيجاد اللي انت بتقوله ده .


قالته " سلا " بصدمة ، نظر خلفه وجدها تنظر بصدمة وحيرة ، اقتربت منه وهي تنظر في عينيه وجدت غضب ، غضب كبير ، نظرت إلي " مالك " الذي ينظر إلي " بيجاد " نظره لها تفهمها أو تفسرها ، نظرت بحنان نحو " مالك " وهي تهتف بهدوء : 


ـ مالك متزعلش من كلام بيجاد ، بيجاد متعصب وزعلان على أخته ، حاول تراعي حالة بيجاد ، وافهم أن كل الكلام ده خرجه في وقت عصبيه ، متزعلش منه ، حقك عليا أنا 


 نظرت بجانبها وهي لم تجد " بيجاد " ، نظرت نحو الباب وجدته يخرج ، فهي سمعت شجار " بيجاد " و " مالك " الذي كان صوتهم مرتفع ، لذلك دخلت إلي الغرفة بسرعة حتي تري ما سر هذا الشجار ، ولكن وجدت شجار حاد بين " مالك " و " بيجاد " ، نظرت نحو الفراش وجدت " فريدة " نائمة على الفراش ، مما اقتربت منها وغيمه الدموع تظهر في لؤلؤ عينيها ، فهي ليست صديقتها ، هي شقيقتها التي كانت تدعمها في هذه الحياة ، يشهد الله انها لم ترى إلا كل خير منها ، الله يشفيها هي وابنها ، ويحميها وان لا يصير عليه مكروه ، قبـ ـلت " فريدة " قـ ـبله فوق فروة رأسها ، وهي تهتف بحنان ودعم لشقيقتها ليست صديقتها   : 


ـ  أنا عارفه انك قوية ، و تقدري تتغلبي علي كل ده ، أنا واثقة فيكي ، واثقه انك قدها . 



غادرت الغرفة وهي تترك لـ " مالك " مساحه حتي يجلس مع زوجته ، بحثت عينيها نحو " بيجاد " ولم تجده ، مما خرجت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدره ، وهي تتمنى أن هذه الأيام تمر علي خير ليس إلا .



الصفحة التالية