-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 29 - 1 - الثلاثاء 4/6/2024

 

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر يوم الثلاثاء

4/6/2024

«رقصة على أنغام الفُراق» 



قبل  دقائق

أثناء وقت سيره على الطريق صدح رنين هاتف آدم، تبسم وهو يعلم من التي تتصل عليه بالتأكيد حنان، بالفعل صدق توقعه إبتسم وقام بالرد عليها لاحظ لهفتها قلقها عليه كذالك عتابها له أنه تأخر. 


تبسم قائلًا: 

حبيبتي أنا سايق على الطريق هركز دلوقتي  في الطريق ولا فى عتابك، خليه لما أوصل كلها نص ساعه بالكتير وأكون قدامك وعاتبيني براحتك. 


لا تعلم سبب لإنقباضة قلبها لكن حاولت نفض ذلك الشعور السئ وقالت بأمر مُحبب: 

تمام بس إعمل حسابك لو إتأخرت أكتر من نص ساعة هتنام عالكنبه فى الصاله. 


ضحك بإستمتاع قائلًا: 

معتقدش أهون عليكِ أنام بعيد عن حُضنك. 


خفق قلبها قائلة: 

بتستغل مشاعري، بس لاء لو إتأخرت هترجع تلاقيني نايمة وهقفل أوضة النوم بالمفتاح. 


ضحك بمرح قائلًا بثقة: 

معاكِ كل مفاتيح قلبي وحياتى  يا "حنون"،بقول كفايه نخلي شوية لما أوصل هيكون بينا حديث تاني...بعشقك.


إبتسمت حنان قائله:

وأنا كمان بعشقك، هستناك يا حبيبي بلاش تتأخر أكتر من كده،فى أمان الله.


تبسم وهو يُغلق الهاتف يضعه جواره على مقعد السيارة مُبتسمًا بنشوة حُب،ما هى الا لحظات  لاحظ بالمرآة الأماميه سير تلك السيارة خلفه كلما دخل الى مُنعطف على الطريق كانت خلفه،تأكد أنها تتعقبه، إنتبه لها حاول التمعن معرفة من يقودها، بنفس الوقت صدح هاتفه مره أخرى، جذبه من جواره ورأي هوية المُتصل، سمع صوته المُتذمر: 

إنت فين يا آدم، روحت لك الإستطبل قالوا لسه ماشي. 


مازال يراقب تلك السيارة التى تسير خلفه قائلًا: 

خير يا إسماعيل. 


أجابة بتذمر: 

الراجل حمايا ده بيفكرني بـ" ماري منيب"طردني وكنت زهقان قولت أروح الإستطبل يمكن نفسيتي تهدا، بس معرفش السبب ماليش مزاح لركوب الخيل،إنت أكيد لسه عالطريق ما تجي نسهر سوا زي زمان تقعد تحكيلى كام قصه من قصصك الرومانسيه اهو يمكن نفسيتي تروق. 


ضحك آدم قائلًا  بمرح: 

مش قصصي، دي اللى مكنتش بتعجبك وكنت بتقول دي قصص خيال أنا راجل مؤمن  بالعِلم.


زفر إسماعيل:

ومازالت عند رأيي بس زهقان.


ضحك آدم قائلًا:

فى دكتور تشريح بيزهق،خلي بالك....


توقف آدم عن الحديث حين لاحظ السيارة تتخطاه،وسرعان ما إستدارت بالعكس بالمقابل له،لاحظ إسماعيل صمت آدم وكاد يسأله لكن آدم أخبره إسماعيل إنت فين بالظبط.


أجابه إسماعيل على مكانه تنهد براحه قائلًا:

إنت قريب من مكاني كان فى عربيه ماشيه ورايا  من أول ما طلعت من الإستطبل  دلوقتي سبقتني وراجعه بوشها عليا. 


تلهف إسماعيل بقلق قائلًا: 

معاك سلاح فى العربيه يا آدم. 


أجابه: 

أيوه معايا السلاح حاول توصل بسرعه. 


بالفعل حين إقتربت تلك السيارة وقفت بعرض الطريق الخالي بسبب الوقت المُتأخر فلقد إنتصف الليل تقريبًا... توقف آدم بالسيارة وجذب السلاح قام بفك صِمام الآمان، لاحظ نزول فردين من السيارة يقتربان منه حتى وقف أحدهم جوار باب السيارة قام بالطرق على الزجاج الجانبي للمقود، لم يفتح آدم الزجاج مما عصب الآخر فأخذ مطرقه من زميله وقام بالضرب على الزجاج الذي سُرعان ما تهشم بنفس اللحظه أطلق آدم رصاصه أصابت يد المُتطفل فعاد للخلف مُتألمًا، كذالك الآخر الذي كان معه لوهله هلع لم يتوقع أن يكون لدا آدم سلاح كما أخبرهم ... لكن لديهم مهمه ولابد من إنهائها... زاد عليهم ثالث ترجل من السيارة معه سلاحُ ناري... أطلق الرصاص نحو السيارة وهو يقترب من آدم، تحدث لمعاونيه، إنتم الأتنين مش عارفين تنزلوه من العربيه أنا هنزله زي الأرنب المبلول. 


لوهله ضحك آدم، ربما يعلم الجميع عنه أنه شخص مُسالم، بل مُعاق، لكن لا يعلمون أن الفارس يمتلك خِصال الخيل وقت الخطر تُصبح شرسه وهكذا هو، لم يترجل من السيارة، ليس خوفًا بل مراوغه وإكتسابً للوقت قبل مواجهة الأوغاد. 


دقيقه وإثنان، كان زجاج السيارة يتهشم بسبب الرصاص، كادت إحد الرصاصات تُصيب رأسه وهو جالس بالسيارة، لولا إشرإب برأسه فسكنت كتفه، إنتهت المراوغه وترجل بالفعل من السيارة مع إقتراب ذاك المجرم المصاب الذي يضحك بغيظ وإستفزاز، لكن يبدوا أنها ضحكته الأخيرة فلقد صدح صوت رصاص لكن ليس من المجرمين بل من الداعم الذي أطلق الرصاص بغضب شديد ينفث به عن ما يعتريه من ضجر، يبدوا أنه ساعة تنفيث الغضب ليس لإسماعيل الذي وصل للتو، وهو يترجل من سيارته يقف خلف الباب يقوم بالتصويب نحو المجرم الذي يطلق الرصاص فأصاب يده مما جعله يترك سلاحه يقع أرضًا قبل أن ينحني ويجذبه مره أخري كانت رصاصه  أخري تُصيبه بساقه يصرخ من الآلم، بينما المجرم الثالث إتخذ الفرار قرار لكن إسماعيل وآدم لاحظا ذلك فقاما بالتصويب نحو ساقيه برصاصتان أصابا الهدف والثالث أصبح بمواجهه مع آدم يكيل له بعض الضربات القويه يود معرفة من الذي قام بأستأجارهم... راوغ المجرم فى إخباره بنفس الوقت كانت سارينة الشرطة تصدح وكذالك إطلاق بعض الرصاص بالهواء... إقترب إسماعيل  من آدم بعدما أصبح الثلاث مجرمين مهزمين، نظر له بقلق سائلًا: 

آدم إنت إنصابت. 


أومأ آدم بآلم  ثم أكمل مازحًا قائلًا: 

إصابه خفيفه بكتفي إطمن، وبعدين  إيه الغِل اللى كنت بتضرب بيه ده يلا يا سيادة الدكتور الشرعي جالك كام جثه تشرح فيهم. 


نظر إسماعيل  الى المجرمين اللذين أصبخوا بعهدة الشرطة قائلًا: 

للآسف محدش فيهم مات، بس بقيت مهم وبيحاولوا يغتالوك، أهو ده بقى اللى بيسموه قصف الأقلام... تعالى أما أشوف كتفك المصاب، يلا تصدق ممكن تكون فرصه أتصل على قسمت أقولها إني إتعرضت لشوية أوباش عالطريق يمكن تقتل أبوها وتجي تطمن عليا. 


ضحك آدم تحول المأزق الى مزح بينهم، قائلًا: 

بعقلية حماك انصحك بلاش ده مممكن يكون رد فعله عكسي ويأجل الفرح. 


أومأ إسماعيل  ضاحكًا بموافقه. 

❈-❈-❈

بشقة سراج

كان صمت ثريا يُقابله مجرد نظرات غير مفهومه له، شعر بغصه فى قلبه من صمتها، ربما لو تفوهت حتى بما يُخالف ما يريد سماعه منها كان أفضل من صمتها، لم يشعر بيآس وإنخفض برأسه يضعها بحنايا عُنقها يُزفر نفسه بصبر، لكن هي رغم خفقان قلبها، لكن إرتبك عقلها، سراج يبيح بالعشق، هل حقًا عشقها 

قلبه.... يتمني ذلك تريد أن تشعر بقيمتها وأن هنالك من يعشقها حقًا بدون أسباب أو أهداف... 

والعقل.... يعيش دائمًا بالنهايه السراب

آه، وآه

ينطقها القلب والعقل 

والروح عالقة بالماضي وأكاذيب صدقتها بالنهايه وجدت سادي يتلذذ بعذابها، بل ويتفنن بإيلامها... وجلمة قالها ذاك البغيض غيث ذات يوم هدمت روحها

"إنتِ مفكره إن فى راجل زيي من عيله كبيرة كان هيبص لبنت زيك ليه وهو قدامه بنات العائلات الكبيرة وأجمل الجميلات...اوقات النفس بتجزع  فنفسك تشتهي أكلة رخيصة... أهو أنتِ كده بالنسبه لي'رخيصة التمن'، وقت ما هزهق منك هرميكِ وجتها محدش هيرضي ياخد نفايات'غيث العوامري'لأنك هتبقي غير صالحه لأي شئ، مفيش فيكِ شئ يغري أو يغوي، وش حلو بس باردة وسهل أشوه وشك ده كمان وتبقي شبه المسخ اللى يخوف الناس وهو ضعيف وهش" 


"ضعيف وهش" 

هي بالفعل حقًا دائمًا ما تدعي الصلابه وهي حقيقة قلبها ليست مسخ بل ملاك منزوع الأجنحة، يستسلم للعواصف تقذفه أرضًا بل بجوف الأرض. 

لوعه تشعر بها وسؤال بعقلها لما الآن يقول سراج ذلك حتى لو كان صادقًا... هل شبع منها وإكتفي، أم مثلما قال غيث هي لا تنفع زوجه تُطفئ وهج قلب رجل، هي مثل الصحراء جافة بل قاحلة... 

أخذها عقلها الى أخري 

"تالين" 

تلك الناعمه الرقيقه واضح أنها تهيم بـ سراج سمعته أكثر من مره يتحدث معها بلُطف، ربما حن قلبه لها، ويقول ذلك كي لا يتسبب لها  فى استقلال من شآنها،أو مساومة أخري،


دمعة بعينيها تتحجر بين أهدابها أعتصرت عينيها وشعرت بأنفاسه فوق عُنقها كانت ساخنه عكس صقيع قلبها لكن لم تُدفئ قلبها

البارد كطبيعتها...

رفع سراج رأسه مره أخرى نظر لوجهها صمتها يُخيب توقعه،رأي إعتصار عينيها قبل أن تفتحهما مره أخرى،بإستسلام تفوه:

قدامك لحد ما أرجع من القاهرة يا ثريا وقتها أي كان قرارك وإختيارك هنفذه،بس تأكدي من شئ واحد حقيقي مر فى حياتي وعمري ما كنت أتوقعه إني فى يوم أحب وأعلن هدوء عِصيان السرج الشارد. 


كلمات واهمه .. أم مشاعر حقيقية... ومتاهه لا تستدل على حقيقة... والصمت مازال يُسيطر عليها كآن هنالك لاصق فوق فمها، فقط نظرات 

وقلب يخفق لكن عقل يُحذر...يكفي تذكري من البدايه كان واضحًا، 

أليس هو من أمر ذاك الضخم أن يغتصبك، اراد تركك مُقيدة بالصحراء


هو أيضًا من دخل الى حلبة إطلاق الرصاص وأنقذك 

نُقطة واحدة مقابل نقاط، والاعتراف نُقطة  ثانية، له أم عليه

له وتضعف وتعود الى قلبها البرئ الذي كان عطشًا وظن أنه إرتوي لكن بالحقيقة إرتوي ملح الأرض 

أم تعيش الواقع ويكفي تخاذلًا... 


صمت وصمت، هذا أفضل قرار لتنظر الأيام تُعطي القرار


آسف وآسي 

ليتها حتي تضحك او تستهزئ كعادتها، صمتها مُخزي ومُخيب للأمال... يود لو تقبلت ما أباح به أنه مُغرم بها حقًا. 


أخرجهما من تلك المشاعر المتضاربه صوت هاتف سراح تنحي عن ثريا وقام بالنظر الى الهاتف تخدث ببرود وهو يسمع لـ آدم الذي أخبره  بجزء من ما حدث كذالك طلب منه الذهاب له بالمشفى ومعه حنان. 


أغلق الهاتف  ونظر نحو ثريا التى تجذب الدثار حولها، لم تسأله حين توجه الى الحمام غاب لوقت كانت هي شبه غافية العقل، عاد يرتدي ثيابه وغادر بصمت فلا يوجد ما يُقال... فتحت  ثريا عينيها حين سمعت صوت إغلاق باب الشقه... نظرت بالغرفه كانت فارغه إذن سراج  غادر لكن الى أين ولما غادر. 


تغافل عقلها وهي تشعر بالتوهان 

تشعر أنها بين منحدرات الطرق.المُظلمه ولا تعلم أي إتجاه سيصل بها الى الضوء. 


الصفحة التالية