رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 31 - 1 - الثلاثاء 11/6/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الواحد والثلاثون
1
تم النشر يوم الثلاثاء
11/6/2024
«أمر إلزامي»
بالمشفى
إندهش سراج حين نظر الى وجه حفظي الذي يضع يده فوق وجهه الذي ينزف ربما ليس بغزارة لكن جروح مُتفرقه بوجهه، وبعض منها فوق يده ربما كان يريد اخفاء وجهه لكن أصابتها جروح، نظر نحو جسار الذي جاء خلفه... لوهله إبتسم جسار من منظر وجه حفظي الدامي،لكن خفتت بسمته تصامنًا لحُزن سراج ،لم ينظر الى تلك التى تحتمي خلف سراج،لكن فهم فحوي تلك النظرة جذب يد حفظي الذي فاق من مفاجأة ما فعلته به حنان، تلك المفاجأة التي جعلت عقله غائب للحظات،لم يتوقع أبدًا ذلك وحين إستوعب تفاجئ
بالموجودين بالغرفه كذالك سراج التى تحتمي خلفه تلك الحمقاء... ضغط بقوة على أسنانه الذي سمع كل من بالغرفه صوت صقيقها،، لكن إرتعب من نظرة عين سراج الذي يُلجم غضبه أو ربما ما يراه يشفي القليل من شعورة البائس... كذالك إسماعيل الذي نظر الى آدم النائم شعر بالأسي، قبل فترة قليله كان مُصابًا أيضًا، لكن هدأ قلبه من ناحيته فهو مناضل من صِغره، لكن هنالك من رحل الليله.
أخذ جسار حفظي وغادر بينما نظر سراج نحو حنان قائلًا:
أنا هنا فى المستشفى، هجيب حارس خاص يقف قدام الأوضة.
أومأت له ثم قالت:
البقيه فى حياتك.
أومأ لها قائلًا:
البقاء لله.
غادر بعدها هو وإسماعيل ظلت حنان وحدها بالغرفة مع آدم شعرت بغصه ودت لو كان واعيًا ودافع عن نفسه أمام ذلك الوغد، لكن ربما هذا أفضل الآن، لا تعلم رد فعله حين يعود للوعي ويعلم بوفاة والده الذي توقعها، ربما إمتثل لها حين أصرت أن يُعالج إصابة كتفه كي يفصل عقله لوقت كي يستطيع أن يتدارك ويتحمل ذلك الخبر المقيت.
❈-❈-❈
بغرفة خاصه بالمشفى مُجهزه بأجهزة تبريد
دلف إسماعيل وخلفه سراج، خفق قلب إسماعيل بلوعة وهو ينظر الى ذاك الفراش، بخطوات موجعه سار نحوه بكل لحظه يود أن يكون كابوسًا وينتهي بلحظة رفع تلك الملاءه البيضاء عن وجه ذلك المُمدد فوق الفراش، لكنها الحقيقه السوداء... بيد مُترقبه زاح تلك الملاءة من فوق وجه عُمران، أغمض عيناه للحظه لا يود أن يُصدق، إعتصر عيناه ودمعه تحجرت وهو يفتح عيناه مره أخري، أول صدمة بالعمر أمامه
أجل اول صدمة يعيشها، حين توفت والدته كان صغيرًا لم يكُن على درايه بقسوة ذلك الفراق وربما عوضت رحيمة جزء كبير من مكانها ومكانتها فلم يشعر بذاك الشعور المُهلك للوجدان،تأمل ملامح ذاك الراقد كآنها يحفرها برأسها لآخر مرة، لكن تبسم لوهله بسمة آلم تفتك بالقلب، إستغرب سراج تلك البسمه التى صحبها تجعد ملامحه بعدها يضع يده فوق جبهته يضرب كآنه يود أن يفوق من تلك اللحظة، إقترب سراج منه وضع يده على كتفه بمؤازة، ألقى بنفسه بحضن سراج يضمه بأسى قائلًا:
من كام يوم كنت بهزر وبتمني الموقف ده لأبو قسمت، مع إني كنت بهزر، بس متوقعتش أقف هنا ويكون اللى قدامي هو أبوي...مش معقوة فى الليله اللى المفروض ببدأ حياة جديدة تبقي أسعد ليله تقلب أوي كده وتبق أسوء ليلة فى عمري ...
توقف يلتقط نفسه المُختنق بالدموع التى بدأت تهطل بلا إرادة ثم عاود الحديث وهو ينحني على يد عمران يُقبلها برجاء:
إصحي يا أبوي مين اللى هيطلع لى شقتي بكره ويصبح عليا ويدعي لى بالذرية الصالحة...وأهزر معاه وأقوله عد تسع شهور وعمران هيبقي بين إيديك،ويقولى لاء عمران هيبقى إبن سراج هو الكبير وهو بس اللى يسمي إسمي... إصحي يا أبوي.
وضع سراج يده على كتف إسماعيل، نظر له إسماعيل بدموع، ثم إستقام واقفًا يحتضن سراج... ضمه سراج مُتألمًا الى الآن يكبت دموع تحرق عيناه، مازال صامدًا... يقول بتشجيع:
بلاش الكلام ده يا إسماعيل، إيمان مُنهاره حاول تتمالك نفسك قدامها .
بغرفة أخري بالمشفى
دلف سراج
نظر نحو تلك الآريكه التى تجلس عليها كل من إيمان التى تقبع بحضن ثريا تبكي وثريا تواسيها، كآن قلبه حسد إيمان على حضن ثريا هو أكثر أحد يريد المواساة الآن...جلس إسماعيل على نفس الآريكه الناحيه الأخري وضع يده على كتف إيمان يُطبطب عليها، رفعت رأسها عن صدر ثريا ونظرت له جهشت بالبكاء وهو يجذبها يضمها يحاول السيطرة على نفسه كي لا يبكي ويزيد من إنهيار إيمان... كذالك فهيمه كانت جالسه فوق فراش بالغرفه تقرأ القرآن ودموعها تسيل...
تلاقت عيني ثريا مع عيني سراج التى تنضخ بالإحتياج، شفق قلبها عليه لأول مرة تراه هكذا باهت الملامح مثل التائهه او المسلوب العقل...
تنهد بقوه، ترك النظر لها كي لا يصرخ بالإحتياج... ذهب نحو شباك الغرفه أزاح الستائر، رغم أنها ليلة شتويه لكن كان القمر هلال صغير بالكاد مثل شريط صغير يتوسط السماء مع بعض الثُريات الصغيرة، ليلة طويلة مُعتمه إنقضت.
❈-❈-❈
فى الصباح
الخبر منذ الأمس وصل الى ولاء وبقية العيلة ما حدث العائله بها فاجعه كبيرة فليس عمران وحده هو الضحيه بل كانوا كُثر، لكن الأهم أو ذو الشآن كان عمران
طلبت ولاء من السائق أن يوصلها الى المشفى لكن تفاجئت بمنع دخول أحد الى المشفى بأمر عسكري، تعلم من صاحب ذاك الامر لكن لم تهتم، حاولت الإتصال على سراج أكثر من مره كان هاتفه مُغلق، إستسلمت وعادت الى دار عمران تجلس بين النساء تندب مثلهن بل وأكثر برياء وغضب ساحق، حتى الصباح.
بينما بشقة إسماعيل كانت تبكي بأسي تحولت ليلة زفافها من سعادة الى حُزن شديد، تركها زوجها وذهب الى المشفي بعدما علم ما حدث بعد مغادرتهم، من مجزرة تحولت ليلة العمر الى مجزرة دامية، دخلت عليها والدتها الى الغرفة التى كان من المفروض أن تجمع بينها وبين إسماعيل بنهاية ليلة أمس لكن ذلك لم يحدث هو حتى لم يصطحبها الى الشقة بمجرد وصولهم سبق الخبر السئ، هرول إسماعيل وتركها، لم تلوم عليه، تنحنحت والدتها، نظرت لها قسمت قائله:
بابا فين؟.
أجابتها:
معرفش نزل من شوية،يمكن قاعد وسط الرجاله،مش سامعه الصريخ والعويل والندب واصل لهنا،أكيد هتلاقي فى رجاله كمان،عرفت إن فى ضحايا كتير فى العيله،ربنا يرحم الجميع مين اللى فى قلبه كل الشر ده،ده إبادة جماعية... هما كان لهم أعداء أو تار بايت مع حد.
زفرت قسمت نفسها وأجابتها:
معرفش ياماما،بس إسماعيل كان قالي لى عن زفاف هنا حصل فيه ضرب نار وثريا كانت إتصابت فيه، واضح إنه زي ما بنسمع ونشوف كل فترة هنا فى الصعيد، عن فرح بيتقلب لمجزرة، بس بختي الأسود يبقى يوم فرحي، كمان حمايا يموت، أنا أتصلت على إسماعيل من شويه قالى إن سراج مانع حد يدخل المستشفى، كمان صلاة الجنازة هتبقي بعد صلاة العصر.
زفرت والدة قسمت نفسها قائله:
يعني هتفضل المندبه اللى تحت دي شغالة لبعد العصر، لاء وممكن تزيد كمان، ربنا يهون.
تسألت قسمت:
هو مش المفروض ننزل أقعد معاهم تحت وسط الحريم يا ماما.... بس أنا معرفش حد غير الست اللى إسمها ولاء وبنت أختها والاتنين مش بحس معاهم بالراحه، ومش عارفه طنط رحيمه كمان موجودة ولا لاء.
وافقتها والدتها قائله:
ده الأصول حتى لو منعرفش حد من الحريم ، بس أنا معنديش هدوم سمرا، أنا كنت هتصل على باباكِ يروح شقتنا يجيب لى عبايه سودة.
نظرت لها قسمت قائله:
إحنا بنلبس مقاس واحد ياماما، عندي هنا كذا طقم أسود.
أومأت لها بتوافق.
بعد قليل
بترقُب نزلن الى الدور الاسفل، تفاجئن بكم النساء سواء بالردهه أو حتى تلك الغرفه الأخري، نظرن حتى يجدن مكان ليجلسن لكن لم يجدن، وقفوا بنفس الوقت كانت ولاء تخرج من غرفة المندرة ورأتهن، ذهبت نحوهن بتعسُف وتفوهت بغلظه:
قدم النحس أخوي عمران إتجتل.
كانت تُقبل عليهن بشرر وهن يتراجعن للخلف بضع خطوات وكادت تنال ولاء وتقوم بطردهن من الدار لكن لسوء حظها كان يدخل والد قسمت من ذاك الباب يتجنب بعيد عن مجلس النساء، رأي تهجم ولاء عليهن وهن صامتات، شعر بغضب وإقترب منهن نظر الى ولاء بإحتقار:
فى إيه يا حجه... أنتِ بتطردي بنتِ من دار جوزها، هل ذهب عقلك وأصبحتي خرقاء... لولا تلك الظروف وفعلت هذا لكان لى رد فعل آخر لكن مراعاةُ للحزن وذاك المصاب الآليم سأكتفي فقط بأن أعطي لابنتي الامر البقاء وبعد ذلك لى رد فعل آخر بعد إنتهاء أيام العزاء... إصعدي الى شقة زوجك يا قسمت.
سخرت ولاء من حديث والد قسمت باللغه الفصحي لوت شفتيها بإستهزاء وإستقلال وكادت تتفوه بشرر لكن جائت رحيمه وقفت جوار قسمت وضعت يدها على كتفها وسألت:
فى إيه واجفين إكده ليه؟.
نظر لها والد قسمت قائلًا:
تلك الحيزبون تود طرد إبنتي، وأنا لن أسمح بذلك، ولولا إحترامي للحزن السائد ل....
قاطعته رحيمه ونظرت الى ولاء قائله:
ولاء بلاش طريجتك المتعاليه دي دلوق، متفطسيش موتة أخوكي عشان شوية غباء ساكنين فى راسك، وإنت يا قسمت تعالى إمعاي إنتِ إهنه صاحبة مكان، وإنت يا أبو قسمت شينه كبيره واجفتك إهنه قريب من مجلس الحريم.
أومأ لها قائلًا بتبرير:
أنا كنت داخل وخافض نظري لكن تلك المتعاليه كادت ان تقوم بطرد زوجتي و...
لبساطة رحيمه تفوهت بهدوء ولم تُعقب على حديثه بهذه الطريقه، فمزاجها سئ حتى إن كان عمران ظلم أختها لكن بالنهايه ضم أولاده فى منزله ورفض أن تأخذهم الى منزلها ولم يحرمهم من خيره ولا سطوة عائلة العوامري وأصبحوا ذو شآن، حقًا كان بينهم عدم توافق وجِدال كثيرًا لكن كل ذلك إنتهي الآن...
جذبت يد قسمت ووالدتها وقالت بهدوء:
إطمن يا أبو قسمت بِتك إهنه صاحبة مكان ومكانه واللى مش عاجبه هو يغمض عنيه.
وافقها والد قسمت وخرج وتركهن مع رحيمه التى نظرة عين ولاء تسحقها سحق... وهي تتصرف هكذا كآن لها شآن هنا بـ دار أخيها.