-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 32 - 1 - الثلاثاء 18/6/2024

  

    قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الثاني والثلاثون

1

تم النشر يوم الثلاثاء

18/6/2024

«غضب سحيق » 



مثل خفافيش الظلام كان موعد لقائهم فى آخر الليل بذاك المنزل اللذان كانا يتقابلان به سابقًا، فى إحد المنازل المُتطرفة القريبه من الجبل الذي يمتلكه ذاك الأهوج حفظي،كان بمثابة وكرًا قريب لملذاتهم الدنيئة،منزل مُتهالك من يراه من الخارج يظنه مهجورًا لكن من الداخل كان فخمًا وباثاث راقي مُجهزة خصيصًا لأهوائهم 


فتح حفظي الباب ودخل بترقُب يرفع سلاحه متأهبًا أن يكون فخ من ذاك الذي إتصل عليه ينتحل شخصية وصوت غيث،لكن لا أحد يعلم بهذا المنزل سوا هو وغيث حتى تلك العاهرات الاتى كان يأتون بهن لهنا كان يضعون حول أعينهم شرائط سوداء 


بينما بإحد الغرف 

لمعت عين غيث وهو ينظر الى ذاك الفراش الوثير،تذكر أنه آتى بـ ثريا هنا ذات ليلة 

كان بإنتظاره عاهرة عارية إمتثلت لأهوائه من نظرة عين ركعت أسفل قدميه تستلذ بإيلامه وصفعاته لها، بينما إنكمشت ثريا على نفسها لا تشعر بالغثيان  فقط بل الرعب فى عينيها كان مُثيرًا للغايه،ربما زاده إثاره أكثر من نيله لجسدها تلك الليلة،

زفر نفسه فى نفس اللحظة شعر بالغضب وهو يتذكر ذاك الفيديو الذي رأها مع سراج بتلك الحمِيمية  راغبه عكس حين كان يقترب منها  يرا النفور، حقًا كانت الصورة بعيدة والصوت به بعض اللغوشات، لكن لا يتوه عن تلك التنهيدات... قبض على ذاك العكاز الذي يستند عليه بقوة لوهله قد تتحطم قبضة يده من المعدن، لكن أخرجه من ذاك الغضب سماعه لصوت أغلاق باب المنزل، تبسم بلمعة عين، وغادر الغرفه...كما توقع لم يتفاجئ حين رأي حفظي يرفع السلاح بناحيته،ضحك غيث قائلًا بعتاب سخيف:

هو ده إستقبالك ليا،بدل ما تفرح آني لسه عايش.


مازال الذهول على وجه حفظي،الذي تعلثم سائلًا بغباء:

إنت إزاي لسه عايش...


توقف ثم أجاب نفسه:

إنت اللى عملت تمثلية موتك لهدف فى دماغك،بس ليه عملت اللعبة دي، هدفك منها إيه؟. 


لم يكُن حفظي يلاحظ إتكاء غيث على عكاز الا حين سار يتجه نحو إحد المقاعد بالردهه، وتركها جواره يضجع بظهره على خلفية المقعد..لاحظ ذلك عاود يسأل:

وإيه اللى حصل لرجلك،إنت إزاي لسه عايش،أنا حاسس إنى بحلم أو في فيلم هندي..آيه حكايتك،إنت مين؟.


تهكم غيث قائلًا بإستهزاء ومراوغة:

إيه اللزق الكتير اللى على وشك ده،كل ده سببته بِت عمك...مش عيب عليك ست تعلم وعلى وشك كمان.


شعر حفظي بالغضب والضيق الشديد من طريقة حديث غيث  المُستهزأة،فقام بالرد عليه وإثارة غضبه هو الآخر بسخط قائلًا:

وإنت ثريا اللى المفروض طالما لسه عايش تبقى مراتك،متجوزة من سراج العوامري...هما كده الستات تدفن جوزها وتقول مش هتجوز تاني،ومتصدق فرصه ومش بضيعها بالأخص لما يكون العريس هو سراج العوامري،مسوفتش نظرة عنيها لـ سراج وانا حاطط السلاح فى رأسها...


نظر له غيث بسُحق وصمت يكبت غيظه لثواني ثم تفوه،أنا مش متصل عليك عشان إكده،تفتكر كنت هكشف لك حقيقة إني عايش محبه فيك،وأنا عارف إنك خسيس.


ضحك حفظي قائلًا:

الحال من بعضه يا صديقي،إحكي لى إزاي لساك عايش وليه مستخبي بتخطط لأيه...


توقف حفظي للحظه ثم عاد يتفوه بيقين:

إنت اللى كنت ورا ضرب الرصاص اللى حصل فى فرح واد عمران العوامري،إكده فهمت.


نظر له غيث قائلًا:

بلاه حديتك الكتير،سبق وقولت لك من زمان بطل رط كتير فى الحديت الماسخ، اللى بيرغي كتير آخره حديت وبس، إتفرج وشوف الفيديو ده متوكد هيعجبك.  


غمز حفظي له بعينيه بوقاحه قائلًا:

فيديو من النوعيه....


قاطعه غيث بغضب:

جولت بلاها الحديت الكتير وإتفرج.


صمت حفظي...ونظر نحو تلك الشاشة  التي بدأت تظهر بلغوشه ثم أعتدلت الصورة 

بعد ان كان مُضجعًا،إستقام بظهره وتمعن بالفيديو بعين جاحظة،مذهول مما يراه،نظر نحو غيث سائلًا:

مستحيل ده يكون حصل.


إبتسم غيث بمكر قائلًا:

حصل وجدامك الفيديو،أهو قابيل أستغل إنك كنت فى غيبوبه بسبب سراج وقتل أبوك.     


-مستحيل

قالها بذهول بخفوت، إزاي وصلك للفيديو ده. 


أجابه ببساطه: 

أنا ليا تار مع قابيل، زيك هو دخل، حط المخده على وش أبوك خنقه وبعدها خلط المحلول الطبي اللى كان بيغذي جسم  أبوك بالهوا  وبان إن موته سببها طبيعي،زي ما قدامك فى الفيديو. 


بغضب سأله حفظي: 

إزاي وصلك الفيديو  ده وإزاي إتصور أساسًا. 


أجابه بهدوء: 

قابيل هو اللى حاول يقتلني وكنت وراه خطوه بخطوة، والفيديو أنا سجله واحد من رجالتي عالموبايل بتاعه بدون قابيل ما ياخد باله... 

قابيل قتل أبوك وبعدها جالك يتفق معاك. 


شعر حفظي بالغضب  قائلًا: 

طول عمره واطي وخسيس، بس عاوز أعرف إنت عاوز مني إيه يا غيث،أكيد فى هدف فى دماغك.


لمعت عين غيث باسمًا يقول:

عاوزك تهدي أعصابك وتنسي فكرة قتل قابيل دلوك،عندنا الأهم منيه،ومتقلقش مش هحرمك إنك تاخد تار أبوك. 

❈-❈-❈

قبل قليل 

جحظت عين ثريا من قول سراج المفاجئ، توترت وشعرت بإرتباك وهي تُزيح خُصله من شعرها من فوق جبينها قائله بتعلثم: 

جبت الحديت الفاضي ده منين.... 


قاطعها وهو يضع يده فوق تلك العلامة بفخذها قائلًا: 

إنتِ قولتي وإنتِ فى حضني يا ثريا، يوم ما كنتِ متصابة بالرصاص. 


إبتلعت ريقها كآنها إرتوت بعد عطش وبررت بإستهزاء: 

أكيد كنت بهزي مش فى وعيي، يعني... 


قاطعها بحزم: 

لاء مكنتش  بتهزي يا ثريا دي الحقيقة، أنا عارف باللى عملوه فيكِ عمتي ولاء وعمتي راضيه... 


إرتعش جسد ثريا  وهي تُغمض عينيها تعتصرهما ليس بسبب الدموع بل بسبب أنها لا تود ان تتذكر تلك الذكرى التي نزفت ومازالت تنزف ليس دمً بل روحها تنزف وهي تعلم أنها بسبب ذلك  أصبحت كالارض الجوفاء التى لا تُثمر...ربما لن تشعر بمشاعر كل إمرأة حين تُصبح "أُمً" أصبح حِلم بعيد المنال وقد تُحرم لا تنوله... سؤال آخر برأسها 

لما الآن تفكرين بذلك سابقًا لم يشغل ذلك عقلك، ما الذي تغير... لما تسيطر عليكِ تلك المشاعر... هل هي غِيره أم شعور بالنقص... أم شعور آخر مازالت لا تعلمه... فتحت عينيها تنظر نحو سراج تشعر بتوتر سائله: 

وعرفت منين، مش معقول أنا اللى حكيت اللى حصل ده كله وأنا بهزي. 


حرر تلك الخُصله المُلتصقه على عُنقها قائلًا بمراوغة: 

قولتلك عرفت منك.


أخفضت وجهها صامته، وضع سراج يده اسفل ذقنها ورفع وجهها تلاقت عيناهم، تحدث بتحريض: 

ثريا إنتِ وغيث... 


قاطعته بصدمة: 

جوازي من غيث كان كامل يا سراج، حتى لو مكنش برغبتي بس أنا وغيث 


توقفت تبتلع ريقها وهي تخفض وجهها كي لا تسيل تلك الدمعه وتلك الذكري التى فجعتها 

وذلك اليوم يُعاد أمامها

"رصاصة فوق بقعة الدم على الفراش، وهي عارية، لولا ذلك المفرش التى تتمسك به، ونظرة عين غيث الظافرة، وهو يضحك بجلجة تهز صوتها أركان الغرفة... وهي تنكمش غير مُصدقه، زوجها 

حقًا زوجها لكن هو قاتل وسادي، خائن 

بل أبشع إنسان قد مر بحياتها... أيام... مجرد أيام زادت فوق عمرها أعمار... نظرة عينيها كانت مُرتعبه وهي تنظر الى بقعة الدم، هي ليست عذراء، كما أن البقعة كثيفة وتلك الرصاصه هل تلميح أم تصريح... 

تصريح منه حين إقترب منها وهو عاري تمامً... وهي تعود للخلف بالدثار، جذبها بقوة ينظر الى رهبة عينيها بإستمتاع: 

دي الرصاصة الأولى يا ثريا... هنبدأ حولة تانيه وهتبقي ليا وبرضاكِ أو اللى حصل ليلة إمبارح هيتكرر كنت مُميزة أوي وإنتِ بتتذللى تحت رجليا عشان... 


توقف ينظر الى نظرة عينيها الرافضة تهز رأسها، يستمتع بذلك وهو يلعق شفاه بلسانه بتلذُذ سافر، وهي تهطل دموعها، تعاني وهي تتذكر بعض اللحظات وهي حقًا تقترب منه تتود له، كيف فعلت ذلك، لا داعي للتفكير 

فمجرد التفكير قد يجعل عقلها يشت وقلبها يكاد ينفجر بداخلها، ضحكته الغليظة وقُربها منها جعلها تشعر أنها ترا وحشًا مُخيف يُبرز أنيابه، ويده التى تمتد نحوها مثل مخالب الثعالب... 

حديثه الفظ: 

الطلقة الأولى يا ثريا.... حظك حلو عندي شغل كتير النهاردة، بس راجعلك المسا. 


قالك ذلك،وكاد يُقبل وجنتها لكنها تراجعت للخلف،صقك أسنانه بغضب، لكن إمتثل بالبرود، ونهض من على الفراش يخرج من الغرفه  ضحكاته تتردد كصدى صوت مخيف ومفزع بليلة شتاء عاصفه"..

تركها عقلها وقلبها موهومان أنه نالها... 

نظرت نحو سراج الذي تبدلت نظرة عيناه وهو يضعط على عضد يدها بقوة... تألمت ثريا من ذلك وحاولت سلت يدها من قبضة يده... لكن هو يزداد قوة فى قبضتة، نظرت له قائله: 

أنت اللى كنت عاوز تعرف الحقيقه ليه دلوقتي إضايقت، سيب إيدي يا سراج، الحقيقة أوقات بتكون عكس ما بنريد. 


نظر لها هو على يقين أن ما سردته كذب وهي تتمني لو كان حقًا كذب... لكنها حقيقة تجرعت قسوتها.



الصفحة التالية