رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 32 - 2 - الثلاثاء 18/6/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثاني والثلاثون
2
تم النشر يوم الثلاثاء
18/6/2024
غفت ثريا أو هكذا ظن بينما سراج لم يغفوا ليس بسبب ما أخبرته به بل مازال منظر عُمران بلحظاته الأخيرة يسكن رأسه يشعر بأنفاسه المُضطربه...
تذكر الحديث الاخير بينهم وهما بسيارة الإسعاف
"سامحني يا سراج، عارف إني كنت قاسي عليك، بس والله أنت كنت دايمًا الأقرب لقلبي... فاكر يوم ما عرفت إن رحمه حامل فيك، كنت وجتها خدت القرار وهطلقها وأنهي عذابنا إحنا الاتنين، إتفاجئت بفرحتها أنها حبله كنت زي الشريد اللى مش عارف يعمل إيه
أطلقها وأسيبها تواجه مصيرها لوحدها، بس قلبي قالى والجنين اللى فى بطنها هيكون مصيره أيه، هيتشتت بيني وبينها، كنت عارف مستواهم المادي، سيبتها وهدمت فرحتها لو كنت فضلت قدامها كنت هضعف وأقول لها كل واحد يروح لطريقه، مشيت فضلت أفكر واتخيل لو سيبتها وخلفت وبعدها هي كمان سابت اللى خلفته وراحت إتجوزت أبني أو بنتِ مصيرهم هيبجي إيه، هيشرد أكيد، غصبت على نفسي وشيلت فكرة الطلاق من راسي، كنت عارف إنها بتتعذب من قسوتي وبتتحملها بس عشانك، خايفه عليك
لو أخدتك وطلعت من دار العوامري هتعيش إزاي، كمان خوف تاني إنى ممكن أخدك منها، صبرت وسكتت وإتحملت، حتى لما حِبلت تاني كانت خايفه تقولى عرفت بالصدفة
حتى إسماعيل كمان رت بالصدفة، القسوة بنت بينا جدار واعر، حتى عرفت إنها مريضة بالقلب بالصدفة، كل حاجه كنت بعرفها بالصدفة كآننا مش عايشين مع بعض، الحياة سحبتنا فى دوامة غرقتنا إحنا الإتنين...فوقت متأخر كان الوجت إنتهي يا سراج،بس الحقيقة عمري ما كرهت رحمه ياريت كنت كرهتها يمكن كنت إرتاحت،أنا كنت معارض جوازك من ثريا لنفس السبب،خايف تعيش اللى أنا عيشته إنها كانت لغيرك قبلك،الفكرة لوحدها بتوجع،هنصحك نصيحه يا سراج إنت بتحب ثريا،إنسي كل الماضي اللى حصل قبل ما تقابلها،عيش معاها على إنك الراجل الوحيد فى حياتها...إسمع لقلبك وبس،سامحني أنا متأكد إن رحمه طول عمرها كانت مسامحه ".
على تنهيد ثريا نظر سراج نحو ثريا التى إبتعدت تُعطيه ظهرها،تكتم نفسها حتى لا يعلم انها مستيقظة مثله،وتلك الذكري مثل الجمرة تحرق فى جوفها،ماذا لو علم أنها تشعر أن ذلك الـ غيث مازال حيًا،لو أخبرته بذلك سيتأكد من فقدانها لعقله...
كادت تشهق وتفضح أنها مستيقظة،حين إقترب منها، يظن انها نائمه لكنها تشعر كآن جزء من روحها عاد لها، بعدما أخبرته ببعض افعال ذلك القبيح غيث معها وعرت حقيقة عاشتها كانت خاضعه لجبروت بسببه فقدت الكثير،ربما آن الآوان أن تسترد ثريا نفسها
بينما ضمها لصدره يضع رأسه بعُنقها يتنفس،لن يكون مثل عمران ويعيش الندم لاحقًا.
❈-❈-❈
بشقة إسماعيل قبل قليل
دخل إسماعيل يشعر بالإنهاك النفسي يشعر كآن روحه تتألم يشعر كآنه بلا كيان...
تفاجئ بعدم وجود قسمت بالشقة، إستغرب ذلك، ظن أنها ربما مازالت بالأسفل، فكر فى النزول والبحث عنها لكن يشعر بإرهاق، جلس على إحد المقاعد بالردهه وأخرج هاتفه قام بالإتصال على هاتف قسمت، سمع الرنين الى أن إنتهي دون رد منها، عاود الرنين، لكن هنالك من فنح الخط تفوه إسماعيل بسؤال:
قسمت أنا فى شقتنا أنتِ فين لدلوقتي؟.
سمع الرد لكن ليس من قسمت بل من والدها الذي قال بتعسف:
بنتِ عندي فى بيتِ يا دكتور مُعززة مُكرمة، لما تبقي ترد لها قيمتها اللى هدرتها عمتك تبقي ترجع، أنا بس سكتت على ما أيام العزا تخلص، لكن بنتِ مش هترجع لمكان إتهانت فيه.
تنهد إسماعيل قائلًا:
ممكن تدي الموبايل لـ قسمت.
تعجرف والد قسمت قائلًا:
قسمت بنتِ وأنا
تضايق إسماعيل منه قائلًا بعصبيه:
بقولك عاوز أكلم قسمت مراتي، أقولك إفتح الإسبيكر عشان تسمع الكلمتين اللى كنت هقولهم لها.
رغم غضب والد قسمت لكن إمتثل وقام بفتح مُكبر الصوت وسمع قول إسماعيل لـ قسمت بنبرة تهديد:
قسمت أنا إتحملت سخافات كتير من والدك، وانا معرفش إيه اللى حصل وخلاكِ سيبتي بيتِ، عالاقل كان قبل ما تمشي تعرفني وأكيد كنت هجيب لك حقك، لكن إنك تمشي بالطريقه دي هقولك كلمه واحده وراجعي نفسك واللى عاوزاه بعد كده هعمله ليكِ
طول ما والدك متحكم فى قراراتك حياتنا هتدمر، ومن رأيي إننا لسه عالبر والقرار ليك... تصبحي على خير.
لم يقول إسماعيل أكثر من ذلك وأغلق الهاتف وضعه على طاوله أمامه يزفر نفسه بغضب ساحق، كان يتمني أن بجد قسمت تنتظره ربما نظرة عينيها خففت من ذلك الآلم الذي ينتهك قلبه، لكن هي كما العادة تستجيب لرغبة والدهت كان يتغاضي سابقًا، لكن الليلة وبهذا الوقت لن يتغاضي يكفي تنازلات على قسمت الإختيار.
❈-❈-❈
بشقة آدم
دلف الى غرفة النوم
تمدد على الفراش يغمض عينيه يشعر ببؤس، لم يتسني له رؤية والده للمره الأخيرة وتوديعه الوداع الأخير،كان غافيًا بسبب إصابته... يشعر بشبه إنهيار داخلي... فتح عبنيه حين وضعت حنان يدها على كتفه تشعر ببؤس هي الاخري وشفقه عليه تسألت:
آدم هجيب لك بيجامه قوم غير هدومك.
إعتدل جالسًا وطاوعها قام بتبديل ثيابه وعاود يتمدد على الفراش، يغمض عيناه حتى انه شعر بنوم حنان على الفراش، لكن إستغرب حين سمع صوت شهقه خافته منها، فتح عينيه ونظر نحوها كانت تعطيه ظهرها، جذبها وأدار وجهها له رأي تلك الدموع، شعر بوجع بينما ضمت حنان نفسها له قائله:
عارفه من يوم ما إتقدمت لى والمصايب نازله ترف عالعيله، هتقول عليا ضعيفة،كمان نحس زي...
قاطعها وهو يضمها قويًا قائلًا بإحتياج:
حنان....
قاطعته ببكاء وهي بحضنه،كادت تتحدث،لكن هو ضمها بذراعه السليم قبل عُنقها رغم مآساة قلبه لكن تفوه بهدوء:
مش وقت ضعف يا حنان، بلاش ارجوك انا لغاية دلوقتي مستقوي بيكِ، خديني فى حضنك، ده كل اللى عاوزه دلوقتي... حاسس إنى تايه ومش مستوعب ارجوكِ... أنا عرفت اللى عملتيه فى حفظي فى المستشفى، خليكِ كده ده اللى محتاج له.
ضمته حنان قائله بحنان:
أنا بحبك يا آدم، لو بأيدي كنت بعدت كل الأذي عنك.
ضمها بقوه يضع رأسه على صدرها قائلًا:
يبقى بلاش كلام فارغ مالوش لازمه.
ضمته بعين دامعه تقول:
حاضر.
رفع آدم رأسه عن صدرها قبل وجنتها ثم عاد ينام براسه فوق صدرها، ضمته بإبتسامة حنان، وهي تشعر بانفاسه الساخنه التى تخرج من لوعة قلبه لو بيدها لإنتزعت كل ما سبب له كل هذا الضعف الذي تراه به... بينما هو يريد فقط ضمه تحتويه.