رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 32 - 3 - الثلاثاء 18/6/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثاني والثلاثون
3
تم النشر يوم الثلاثاء
18/6/2024
صباحً
كان هنالك بعض النساء لعائلات كبيرة من خارج البلدة جئن لتقديم واجب العزاء بعد إنتهاء الأيام الثلاث حتى يتجنبن الزحام ...
كان بصحبتهن بعض الرجال، الذي إستقبلهم قابيل رغم شعوره الغاضب...
خرجت ولاء من المندرة نادت على عدلات وسألتها:
فين فهيمه.
أجابتها:
الست فهيمه فى أوضة إيمان بتواسيها.
تهكمت ولاء بسخريه، وتفوهت:
وفين البومات التلاته .
صمتت عدلات، إستهزأت ولاء قائله:
طبعًا
كل واحد من ولاد عمران نايم فى حضن مراته... أحسن بلاش يستقبلوا الضيوف مش ناقصين شوية أوباش... غوري هاتي قهوه للضيوف.
❈-❈-❈
اصرت رحيمه على مغادرة الدار،فلقد إنتهي وقت العزاء،طلب من سراج أن يوصلها لمنزلها، بالفعل إصطحبها بالطريق كان الصمت الى أن وصلا الى منزلها فتحت الباب وقالت بأمر:
تعالى يا سراج...
دخل خلفها، جلست على أريكه بالردهه، وقامت بالإشاره على فخذها بإشاره فهمها سراج لباها سريعًا ذهب للنوم على فخذها، ربتت على خصلات شعره قائله:
إبكي يا سراج هترتاح، بلاش تكتم فى نفسك، عارفاك من وإنت صغير، فاكره لما اللى تنشل فى إيديها ولاء ضربتك، مبكتش، انا شوفت عمران يومها مسكتش لها وعطاها كفوها وقال لها إنه مراعي انها أخته كان قطع إيديها.
إستغرب سراج ذلك، لكن مازالت دمعته آبيه النزول من بين عينيه، لكن شعر ببعض الإرتياح وغفي يحاول أخذ هدنة حتى بستعد للعواصف القادمة.
❈-❈-❈
بالمركز الرياضي
رغم أن اليوم لا يوجد تمرين للأشبال فهو الأجازة الأسبوعيه، لكن لو ظلت بالدار ربما تفقد قلبها من شِدة الحزن والوجع هلى فراق والدها الجائر والمفاجئ بلحظة كيف حدث ذلك... سمعت كثيرًا عن "موت الفجأة" لم تتوقع أن يتعرض أحد قريب منها لذلك وليس أي أحد والدها
كانت إيمان تجلس على أحد المقاعد تبدوا شاردة حزينة الوجه... بعد أن
تلقت التعازي والمواساة من بعض العاملين، إضجعت بظهرها تضع رأسها على الحائط خلفها، تغمض عينيها،ذكريات وأحاديث لها مع والدها ، تمُر، ضحكات وإخفاقات
دموع سالت من عينيها بؤسًا... فتحت عينيها حين سمعت:
البقاء لله، الباقيه فى حياتك.
إعتدلت جالسه ونظرت الى تلك اليد المُمدوده لها بأحد المحارم الورقيه، رفعت رأسها نظرت لوجهه ثم أخذت المحرمه الورقيه، جففت دموعها، بينما هو جلس جوارها يشعر بغصه فى قلبه قويه برؤيتها بهذا الشكل، يعلم قسوة ما تمر به.
ردت عليه بحزن:
البقاء لله.
صمت لدقائق قبل أن تتحدث إيمان بسؤال:
إنت مين يا جسار؟.
أجابها ببساطه:
أنا جسار مدرب الأشبال.
نظرت له بشرز، غصب إبتسم، فعاودت سؤالها:
قولت إن سراج يبقى رئيسك.
أجابها وهو ينظر حوله بترقب ثم قال لها:
مش هينفع نتكلم هنا، هرد على كل أسئلتك بس مش هنا، لو ينفع نطلع بره حتى فى الإستاد بتاع الكوره اللى فى النادي.
أومأت له بموافقه بعد قليل على ذاك العُشب الأخضر الصناعي جلس الإثنين بالمنتصف تقريبًا على مقعدين من البلاستيك
رغم أن البساط الاخضر صناعي لكن اليوم شتوي دافئ بسمش شبه غائبه، بعض الغيوم تسير جوار السُحب، بعيدًا عن الاماكن المغلقه، أغمصت إيمان عينيها تتنفس بهدوء ثم فتحت عينيها رأت نظرة جسار لها الذي لم ينكر تلك النظره إيمان بجمال خاص وبهاء بثقتها بنفسها لكن كل هذا اليوم كان مطفيًا بسبب الحزن الواضح، لوهله شعرت بخجل، نظرت أمامها ثم قالت:
جاوب على سؤالي يا جسار، إنت مين؟.
اجابها بمزح:
لاول مره أعرف إنك فضوليه.
نظرت له بغضب وكادت تنهض ليس لها مزاج للمجادله والمناهدة.
مسك يدها قائلًا:
إقعدي يا إيمان.
نظرت له ثم جلست قائله:
هتجاوب على سؤالي.
أومأ بموافقه... ثم قال:
أنا جسار عبد الحميد
ظابط فى الجيش، هنا فى مهمه رسميه ومقدرش أتكلم فى تفاصيلها ولا أقدر اقولك أكتر من كده، ولولا اللى حصل مكنتش هكشف عن حقيقتي قدامك، وأرجوك بلاش نتكلم فى الموضوع ده، لأنه أسرار.
تفهمت إيمان ثم بفضول أو تسرع منها سالته:
ومراتك وإبنك عارفين إنك هنا فى مهمه سريه، وجبتهم بتفسحوا.
نظر لها بإندهاش قائلًا:
مراتي،وإبني!
فين دول.
أجابته بتوضيح:
اللى كانوا هنا فى النادي من فتره.
أومأ لها متفهمًا:
أه قصدك على اللى كانوا هنا...بس دول لا مراتى ولا إبني...دى مرات أخويا وإبنه..هو بيشتغل مهندس فى الامارات وكنا فى فترة أجازة وجت تغير جو مش أكتر.
إستغربت إيمان بتسرع قائله:
بس أنا سمعته الولد بيقولك يا بابا.
أجابها ببسمه طفيفه:
هو فعلًا بيقولى كده،يمكن لانى الاقرب له من باباه اللى مسافر.
تفهمت إيمان ثم صمتت،بينما تفوه جسار بغباء:
اللى زيي كان مستحيل يفكر فى بيت وأسرة وأطفال،لأنى معرض للإستشهاد فى أي عمليه بدخل فيها،إنتِ شوفتي على الطبيعه جزء مشابه باللى بيحصل،فى لحظه ممكن رصاصه تصيبني فى مقتل...ليه أدمر حياة إنسانه تانيه معايا.
نظرت له بغضب قائله:
كل شئ قدر، واللى مكتوب للإنسان هيشوفه وليه مش تتفائل،وسراج أهو متجوز.
أجابها:
مش حكاية تفاؤل او تشاؤم بس دى حقيقة،كمان انا قولت كان مستحيل،سراج كمان كان زيي كده،بس الوقت بيغير،زي ما أنا فكرتي إتغيرت.
نظرت له بإستفهام فأجابها قبل أن تسأل:
أنا مأمن بالقدر اللى جابني هنا وفى لحظه حاطك قدامي فى الخطر،وفـ لحظه مهتمتش بسرية المهمه اللى أنا هنا عشانها وإدخلت وظهرت حقيقتي قدامك.
نظرت له بعدم فهم وضيقت بين حاجبيها سأله:
مش فاهمه قصدك إيه.
تنهد يستنشق الهواء البارد قائلًا:
كل شئ هتفهميه فى وقته...واضح إن السما غيمت وناويه تمطر أنا بقول ندخل جوه.
أومأت له بموافقه،كادت تحمل الكرسي،لكن سبقها قائلًا:
أنا اللى جبتهم يبقى أنا اللى ادخلهم،دول عُهدة على مدير المركز.
أومأت مُبتسمه،سارت جواره كل منهم ينبض قلبه ربما جلسه هادئه صفت ما بقلبهم البائس.
❈-❈-❈
ليلًا
بأحد فنادق أسيوط الفخمه،
وقفت أمام باب إحد الغرف وقامت بارسال رساله
"أنا قدام باب الاوضة"
سُرعان ما فُتح باب الغرفه، دخلت مباشرةً، بينما الآخر نظر يمينًا ويسارًا بالممر وتأكد من خلوه من المارة
ثم دخل وأغلق الباب... نظر أمامه لتلك التى نزعت ذلك النقاب عن وجهها، تنظر له بثقه، تبدلت حين نهرها بغضب قائلًا:
إيه اللى جابك دلوقتى يا ولاء، سبق وقولتلك ممنوع تتصلي عليا غير عالرقم اللى قولتلك عليه... مش كفايه الغلطات والمصايب بتاعتك الاخيرة بلاش تستفزي غضبي.
تحولت الثقه الى قلق نظر لها بحسم قائلًا:
عرفيتي مين اللى سرق الأثار، كمان مين اللى اللى عمل الهجوم اللى حصل عالفرح انا قولت سراج يتقتل، اللى حصل فى الفترة الأخيرة يدل إن قوتك خلاص إنتهت، وبحذرك لآخر مره لو الأثار مظهرتش يبقي بتكتبي نهايتك.
❈-❈-❈
بشقة سراج
إستغرب عدم رجوع ثريا الى المنزل لهذا الوقت فلقد إقتربت من العاشرة مساءًا، بإرهاق توجه الى غرفة النوم سيتحمم وبعدها إن لم تعود ثريا سيهاتفها،
دخل الى الغرفه أشعل الضوء ودلف ببطئ لكن لفت إنتباهه ذلك المُغلف الموضوع على الفراش، بفضول ذهب نحوه وقام بفتحه
إنذهل وهو يقرأ تلك الورقه، كآن الارهاق زال عنه، وبلا تفكير أخذ الورقه والمُغلف وخرج
دقائق كان يدخل من باب تلك الغرفة بمنزل والدة ثريا، المكتب الخاص بها
بينما قبل دقائق إنتهت تلك المرأة من سرد قضيتها لـ ثريا وغادرت، لدقيقه فكرت برد فعل سراج حين يقرأ محتوي ذلك المغلف،ربما يهدأ وتنتهي لعنته بها...لكن نفضت عن رأسها حين صدح هاتفها، نظرت له بترقُب ان يكون سراج هو المُتصل لكن كان رقمًا غير مُسجل، كعادتها تغاضت الرد... لكن عاود الصدوح لكن بصوت رسالة قبل أن تفتح الهاتف وتقرأ الرساله
سمعت صوت إغلاق باب المكتب الخارجي، ثم ذلك الباب الآخر المُتصل بالمنزل،
رفعت رأسها تفاجئت بإقتحام سراج للمكتب، وقفت مذهوله من إغلاقه للبابين، قبل أن تتحدث ألقي أمامها ذلك المُغلف سائلًا:
إيه ده يا ثريا.
نظرت الى المغلف ثم الى سراج وصمتت للحظات ثم قالت بهدوء:
ده تنازل عن الأرض يا سراج.
إقترب منها بخطوات سريعه قائلًا:
ما أنا عارف إنه تنازل عن الأرض، الورقة التانيه فيها إيه؟.
أجابته:
تنازل عن جميع مسحقاتي عندك، يعني...
جذبها من عضدي يديها بقوة لتصتطدم بصدره وبسرعه كان يُقبلها بقوة كادت تزهق روحهما الإثتين، ترك سراج شِفاها، وقف يلتقطا انفاسهما، عينيهما تنظران لبعضهما... قبل أن تهدأ أنفاس سراج قام بدفعها بقوة، عادت للخلف تصتطدم بالمكتب،قائلًا:
أنا فاهم قصدك إيه بده يا ثريا؟.
أجابته بلهاث:
أنت كان غرضك الأرض من البدايه وانا برجعها لك يبقى...
قاطعها بإستهزاء مؤلم:
مفكره إن كان صعب أسترد الأرض سبق وقولتلك بجرة آلم، تعرفي أنا متأكد إن غيث ملكملش جوازه منه، هو عيشك الوهم ومش بس حرق فخدك، ده حرق عقلك وروحك، إنتِ ضعيفة يا ثريا، وأسهل شئ عندك الإنهزام والإستسلام.
ضغط بقوة على نقطة ضعفها، نظرت له بأسي وسالت دموع عينيها قائله بإستسلام:
أنا فعلًا كده يا سراج مُنهزمه وضعيفه، بس مش بأيدي، ده قدر إتفرض عليا.
تهكم ساخرًا بعصبيه قائلًا:
مفيش حاجه إسمها قدر، فى حاجه إسمها تمرُد عالواقع ، لكن إنتِ أسهل شئ عندك....
توقف عن بقية إيلامه لها ينظر لها
بـ «غضب سحيق»
يتبع....
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية