-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 34 - 1 - الخميس 27/6/2024

  

 قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الرابع والثلاثون

1

تم النشر يوم الخميس

27/6/2024

 «عِناق عاصف» 



خوف... رعب... بل هلع 

فى قلبها صوت  إهتزاز الباب يجعل قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها، كآن ذلك الدق الخفيف يقرع مثل الطبول  بقلبها  يُسبب لها إرتياب ورعشة قوية بسائر جسدها الذي شبه تخدر وهي جالسه خلفه... بنفس الوقت زاد الهلع مع رنين الهاتف، لم تستطيع النهوض  ظلت جالسه بصعوبة رفعت يديها تضعهما حول أذنيها  كى لا تسمع...خفق قلبها بقوة وإرتياب حين زاد طرق الباب،لوهله خشيت أن يفتح الباب عليها،شهقت بقوة وهي تحاول النهوض من خلف الباب،وعقلها يحثها أن تدخل الى المنزل وتغلق الباب الفاصل تحتمي،لكن بمن ستحتمي 

أخيها أم والدتها،تخشي عليهما،كذالك إرتعب قلبها على سراج...زادت دائرة من تخشي عليهم 

سراج إحتل مكانة خاصة هو الآخر،لن تستطيع تحمُل خسارة أحد بسببها... ليت وليت والعذاب يدق قلبها دقًا قاسي، كذالك تلك الدقات على باب المكتب، لكن فجأة صمتت وكآنها سمعت صوت سراج.... 


ذمها عقلها... 

لا يا ثريا قد يكون فخًا... 

لكن عاود الحديث بإلحاح 


بالخارج أثناء سير سراج بالسيارة لم يُفكر حتى قليلًا هو مشتاق لـ ثريا حتى لو مر من أمام منزلها ربما إرتوي الإشتياق، لم يقاوم ذلك الشعور وذهب من ذاك الشارع  الموجود به منزل والدة ثريا، 

خفق قلبه بقوة لا داعي للتفكير، كآن إطارات السيارة ذهبت تلقائيًا... توقف أمام منزلها لمح ذلك الضوء الضعيف المُتسرب من عقب باب مكتب ثريا، تبسم بالتأكيد هي مازالت مُستيقظة، ترجل من السيارة شعر بلفحة هواء باردة، أخرج هاتفه وقام بالإتصال عليها، لكن رغم تكرار الإتصال لم ترد، تنهد وحسم أمره وهو يضع أذنه على ذلك الباب يسمع رنين الهاتف الخاص بـ ثريا، قام بالطرق بهدوء على ذلك الباب  لأكثر من مره، ثم توقف  وفكر ان يغادر ربما ثريا ليست بالمكتب، لكن قبل لحظات سمع صوت رنين هاتفها 

... تنهد بتفكير سيغادر لكن بلحظة سمع شهقة  ثريا  كآنها خلف الباب مباشرةً تفوه بقلق: 

ثريا أفتحي  أنا سراج... 

ثريا انا اللى بتصل عليكِ عالموبايل.  


بصعوبة نهضت تستند على الحائط ذهبت نحو المكتب بيد مرتعشة جذبت الهاتف قرأت الشاشة، إطمئن قلبها قليلًا... بخطاوي متمهلة سارت نحو الباب، فتحت جزء بترقُب حين تأكدت من وجه سراج 

فتحت الباب باتساع وسُرعان ما ألقت بنفسها عليه تُعانقه تود أن تشعر  بإطمئنان. 


ضمها سراج قويًا يشعر برجفة جسدها، رفع  جسدها قليلًا  عن الأرض وهو مازال يُعانقها ودخل الى الغرفة وأغلق الباب خلفه بينما ثريا كآنها تائهه فقط تشعر بعناقه له وهي مُتشبثة به، فاقت حين همس: 

ثريا جسمك بيرتعش ليه؟. 


مازالت تُعانقه لكن عادت بوجهها للخلف رأي دموع عينيها شعر بغصة قويه ورفع إحد يديه يمسح تلك الدموع سائلًا: 

ثريا بتبكي ليه، ليه مردتيش على إتصالي.


لم يجد منها الإ الصمت، وهي تعود تعانقه مره أخري بإشتياق وإحساس بالأمان. 


غصبًا تغاضي عن جوابها وضمها بقوة، لحظات زالت رعشة جسدها... وهدأ خفقان قلبها... تنهد سراج وهو يهمس بأسمها وعاد برأسه للخلف نظر لوجهها كانت جفت دموع عينيها، اراد تخفيف الوضع فمزح قائلًا: 

للدرجة دي كنت واحشك، ومكسوفة تتصلي عليا. 


غصبًا إبتسمت ثريا، فضمها سراج  مره أخري، شعرت ثريا بالإطمئنان كاملًا حين رأت باب المكتب مغلق ، لكن عاود وعيها وسألت: 

سراج إيه اللى جابك دلوق. 


نظر لها بهيام قائلًا بإختصار وصدق: 

وحشتيني. 


خجلت وأخفضت وجهها للحظات يخفق قلبها  ثم رفعت وجهها قائله: 

وحشتك فى الوجت ده، وفي الطقس العاصف.


اومأ مُبتسمًا وهو يضمها بشوق يضم شفتيها بقُبلة إشتياق،كانت هي الأخرى مُشتاقة،لكن سُرعان ما تنبهت ودفعته بصدره،ترك شفاها يضع جبينه على جبهتها يتنفس من أنفاسها،كذالك هي...لحظات ورفعت وجهها كاد سراج يُقبلها مره أخري لكن وضعت يدها على شِفاه  قائله: 

إحنا فى المكتب يا سراج وأمي زمانها صاحيه والباب مفتوح ممكن.... 


لم تستكمل حديثها، جذب يدها التى وضعتها حائل  وقبلها ثم تبسم مُتنهدًا بتوق لكن حاول أن يتقبل ذلك قائلًا: 

نسيت... خالتي رحيمه كانت  إتصلت عليا بتقول إنها إتزحلقت وقعت على رِِجلها وبتوجعها أوي، وكنت رايح لها... ومريت من هنا صدفة...شوفت النور من عقب الباب قولت أكيد صاحيه. 


إبتعدت ثريا عنه قليلًا قائله بقلق: 

وكنت هتروح لها دلوق، الطريق مش أمان،بس كمان زمان رِِجلها  بتوجعها أوى...وهي لوحدها. 


إبتسم سراج قائلًا: 

إيه رأيك  تجي معايا، أهو تونسيني عالطريق. 


بلا تفكير أومأت ثريا برأسها بموافقة. 


إبتسم سراج  وضمها وأزاح جزء من طرف وشاح رأسها  عن عُنقها يدفس رأسه بتجويف عُنقها وقبله.


دفعته قليلًا قائله:

دقيقة هدخل أقول لأمي ونمشي عشان الوجت،كمان خالتي رحيمه عمرها ما كانت هتتصل عليك،الا لو فعلًا موجوعة.


أومأ رأسه موافقًا قائلًا:

تمام بس هاتي شال تقيل على كتفك،الجو بره برد أوي.


أومأت له، بينما هو ظل بالمكتب ينتظر ثريا التى  غابت دقائق معدودة وعادت له تحمل بيدها وشاحً ثقيل وضعته فوق جسدها من الأعلى،إبتسم لها وهي تسير أمامه وأغلقت باب المكتب وذهبت نحو السيارة لوهله عيناها كآنها تُراقب الطريق قبل أن تصعد للسيارة تنهدت بهدوء وهي تسند رأسها على خلفية المقعد،لاحظ سراج ذلك وهو يصعد جوارها لم يهتم بذلك،قاد السيارة  ساد الصمت لوقت،نظر سراج نحو ثريا كانت مُغمضة العين،ظنها نامت،فقام بالضغط على أحد الأزرار كي يبسط المقعد خلف ثريا،لكنها شعرت بذلك فتحت عينيها ونظرت نحوه،إبتسم قائلًا:

فكرتك نمتي.


تبسمت بقلق قائله:

لاء بس يمكن الدفا  جوه العربيه خلاني غمضت عنيا. 


إبتسم ومد يده جذب  إحد يديها  يضمها بقبضة يده صامتًا، نظرات العيون بينهم كفيله ببث الإحتياج كل منهم للآخر بهذا الوقت.


بعد وقت قليل

توقف سراج بالسيارة  أمام منزل قديم وصغير نسبيًا يشبه منزل والدتها وإن كان منزل والدتها بناء حديث نظر نحوها قائلًا: 

قبل ما تنزلى من العربيه في الشال على جسمك الجو بره العربية برد أوي. 



اومأت له ثريا بإمتثال بينما

 ترجل سراج أولًا، ثم توجه ناحية ثريا فتح الباب 

إبتسمت وهي تترجل من السيارة تنظر نحو إشارة يده لها بالسير أمامه، لحظات ووقف أمام المنزل أخرج مفتاح من جيبه ثم إنزاح جانبًا دخلت ثريا وهو خلفها وأغلق الباب، وهمس قائلًا: 

واضح إن خالتي نامت... 


لكن سُرعان  ما سمع حديث بصوت عالي: 

لاء أما مش نايمه إيه اللى آخرك كده هي دي مسافة السكه، ومين اللى معاك بتكلمه. 


إبتسم وهو ينظر لـ ثريا التى سبقته نحو تلك الغرفة ودلفت تقول: 

ألف سلامه عليكِ يا خالتي. 


 نظرت رحيمه وتبسمت بإنشراح قائله: 

ثريا، أهلًا يا حبيبتي  ... 


كادت رحيمه  ان تنهض لكن سبقتها ثريا وسرعت بخطواتها وإقتربت منها قائله: 

خليكِ مرتاحه. 


إبتسمت  رحيمه  وهي تفتح ذراعيها لها، استقبلت ثريا ذلك  بمحبه وإنحنت عليها ضمتها رحيمه  بحنان قائله: 

انا لما شوفتك مبقتش حاسه بأي وجع، تعالى إقعدي جنبي عالسرير وإتغطي الجو برد. 


قبلت ثريا ذلك وجلست جوارها ألقت رحيمه  عليها الدثار، تبسم سراج الذي دخل للغرفه قائلًا بإحتجاج مرح: 

طب ثريا اخدتيها جنبك عالسرير وأنا بقي كمان الجو مش برد. 


إبتسمت رحيمه بحنان وهي تضم ثريا قائله: 

لاء إنت راجل وتستحمل، أحلى حاجه عملتها إن جبت ثريا معاك. 


تبسم وجلس على طرف الفراش قائلًا: 

ورِجلك عامله إيه دلوقتي؟. 


أجابتها: 

دهنتها بمرهم كان عندي، ودلوقتي خف وراح خالص لما شوفت ثريا. 


تبسم بمرح قائلًا: 

كده يعني أمشي انا بقى. 


تبسم وهي تفتح ذراعها الآخر، سرعان ما ضمها بمحبه، جلسوا ثلاثتهم كانت جلسة ود ومرح بينهم... بعد قليل تثائبت رحيمه قائله: 

أنا مش متعودة عالسهر بس وجع رِجلي وكمان كنت مشتاقه لـ ثريا، يلا قوموا فى أوضة نوم تانيه فى الدار، سيبوني انام ساعتين قبل الفجر. 


إبتسم  سراج ونهض يمد يده لـ ثريا التى نهضت هي الأخري معه، ذهبا الى غرفه أخري، كانت صغيرة بها فراش شبه متوسط، نظرت ثريا نحو سراج وقالت: 

تصدق نسيت أجيب معايا غيار غير اللى عليا. 


إبتسم  وهو يذهب نحو دولاب بالغرفه وأخرج دثارًا ثقيل قائلًا: 

فعلًا، بس مش مهم ممكن أجيبلك جلابيه من بتوع خالتي تنامي فيها للصبح. 


ذهب سراج  لحظات وعاد بجلباب، بنفس الوقت تخلصت ثريا من بعض ثيابها وإرتدت تلك الجلباب نظرت لها وهي تصعد تتمدد على الفراش قائله: 

واسعه أوي عليا،بس أحسن ما أنام بهدومي. 


وافقها سراج  مُبتسمًا  وهو يطفئ ضوء الغرفه، وترك نور خافت.. ثم تخلص من ثيابه وتوجه للناحيه الاخري من الفراش تمدد عليه سُرعان ما جذب ثريا وضمها يدفس رأسه بين حنايا عُنقها يستنشق عبقها،يشعر كآن الهواء عاد لرئتيه مره أخري.... 

شعرت ثريا بأنفاسه كذالك لمساته لها، إستنشقت كآنها تعود للإحساس مره أخري 

وضعت يده فوق كتفه وهمست حين شعرت بلمسات سراج التى بدأ يُقبل عنقها يستحث عاطفتها،إلتقطت نفسها قائله بتحذير:

سراج خالتك فى الاوضة اللى جنبنا.


رفع سراج رأسه يتأمل ملامحها الذي إشتاق إليها على ذلك الضوء الخافت،لم يُبالي بتحذيرها وإقترب من شفاها يضمها بين شفتيه بقُبلات شوق وتوق وشغف،لشوقها هي الأخري له كآن عقلها نسي الخوف التى كانت تشعر به الليالي السابقة...سطوة مشاعر جذبتهم ليتوغل الغرام بهمسات ولمسات منتشية لقلبيهم،ليتنهي الغرام بإرهاق لذيذ ليغفوا بأحضان بعضهم كل منهما يشعر بإكتمال.


الصفحة التالية