-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 34 - 2 - الخميس 27/6/2024

  

 قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الرابع والثلاثون

2

تم النشر يوم الخميس

27/6/2024


بعد مرور يومين 

ظهرًا 

بمحل الذهب

دخلت إيناس نهض صاحب المحل يُرحب بها بحفاوة، كانت كعادتها مُتكبرة وتلقت حفاوته ببرود وتعالي، ثم قالت: 

إنت إتصلت عليا وقولت إنك أنتهيت من الطقم اللى قولتلك عاوزه زيه. 


أجابها ببسمه قائلًا: 

جاهز يا ست الكل، بس الحاجات الثمينه دي مش للعرض هنا فى صالة المحل إتفضلي معايا لمكتبي.


بتأفف ذهبت معه الى المكتب جلست بتعالي،إستأذن منها قائلًا:

دقيقتين بس أجيبلك الطقم وأرجع. 


بتأفف لم ترد، مر خمس دقائق شعرت بضيق وكادت تنهض لكن سمعت صوت فتح باب المكتب تحدثت بتعالي وكِبر: 

قولت دقيقتين وبقوا خمسه يا... 


صمتت يرفض عقلها ذلك الصوت التى ظنت ان رنينه إنتسي بعقلها وهو يقول ببرود هادي: 

إزيك يا "أنوس". 


أغمضت عينيها برفض وبصعوبة فتحتهما مره أخري ادارت راسها تنظر خلفها، نهضت بذهول

ترتعش شفتاها وهي تتحدث بتقطع وخفوت:

"غيث"...


قالتها ولم يستطيع عقلها القبول كادت ان تنهض لكن لقدميها رغبه أخري سقطت مغشيًا عليها.


كان على درايه بما سيحدث حين تراه إيناس،وكما توقع،أخرج من جيبه زجاجة عطر وإقترب من ذلك المقعد أفرغ القليل على راحة يده وقربها من أنف إيناس يُربت على وجهها بضربات خفيفة،يحثها على الإفاقه حتى إستجابت لذلك، وبدأت تعود للوعي تدريجيًا حتى استعادت وعيها بالكامل نظرت برعب تنزوي بالمقعد بعيد عنه تتحدث بتعلثُم:

غيث...غيث إنت مش ميت.


جلس على مقعد مقابل لها ببرود ينظر لها  بإستهزاء،قائلًا:

لاء يا إيناس أنا لسه عايش.


ذُهلت من ذلك  وتعلثمت بسؤال:

إزاي.


أجابها:

هقولك إزاي بعدين،دلوقتي فى الأهم.


بتعلثم سألته:

إيه الأهم ده؟.


أجابها:

قابيل.


خفق قلبها برعب سائله:

ماله قابيل؟.


أجابها وهو يترقب ملامح وجهها:

اللى حاول يقتلني هو قابيل.


نهضت بغباء تقترب منه قائله:

إنت كداب،قابيل كان أكتر واحد بيخبك وقريب منك،إنت مش غيث أخويا،إنت شخص منتحل شخصيته...وعاوز توقعني في جوزي.


ضحك بإستهزاء قائلًا:

لسه زي ما أنتِ يا إيناس مهووس عقلك بـ قابيل،رغم إنه عارفه بل متأكدة إنه مش بيحبك وعقله وقلبه مشغول بغيرك مش سبق وقولت لى كده...أبقى منتحل شخصية إزاي،تحبي أقولك على اسرار محدش يعرفها غيرنا عشان تتأكدي إني غيث

أول سر...بنتك إنتِ وقابيل

قصدي البنت اللى انا سرقتها من الحاضنه وحطيتها مكان بنتك اللى ماتت بعد ما إتولدت بسبب إختناق أثناء الولادة،بعد ما كنتِ خايفه إن قابيل وجتها يطلقك او يلوف على غيرك.


جلست مره أخري تشعر بإنسحاب روحها وهمست 

"غيث".


ضحك بجبروت وإنبساط قائلًا:

أيوه غيث...اللى راجع عشان ياخد حقه،بس هأخر حقي من قابيل للآخر عندي الأهم الأول...إنتِ كمان بتكرهيها عكس قابيل المُتيم بها.


-مستحيل!.


ضحك غيث قائلًا:

كنت زيك كده ومفكر إن مستحيل بس قابيل حاول يقتلني عشان يفوز بـ ثريا،بس للآسف سبقه"سراج"وخطفها من قدامه 

مراتي إتنين من رجالة عيلة العوامري مُغرمين بها،ولازم ترجع لعندي تحت رجليا.


أجابته بسؤال مستفسره:

قصدك إيه،إزاي هترجعها،اللى عرفته إنها بينها وبين سراج خلاف وسايبه الدار بقالها كام يوم،وعمتك ولاء حاولت تعرف إيه السبب بس إنت عارف سراج.


أجابها ببساطة:

سراج كداب متأكد فى دماغه هدف..


قاطعته إيناس:

هدف إيه يعني...لاء هو أكيد كشف كذبها وخداعها وإنها بتلعب على كل راجل شويه،هي أكيد كانت بتلعب على قابيل 

معندهاش أخلاق،بس...


قاطعها بغضب مُعنفًا 

-بس إيه فوقي يا ايناس هوسك بـ قابيل ده هيدمر عقلك 

متأكد إن ثريا وسراج عاملين لعبه ولهم غرض من وراها....فوقي...فوقي...كفايه اوهام.


صرخت عليه بغضب وإحتدت ملامحها قائله برفض:

إنت اللى فوق،إنت راجع عاوز تنتقم من جوزي،بدل ما تنتقم من سراج اللى إتجوز مراتك،أو حتى تنتقم منها هي،إنها مصانتش عِشرتك وراحت إتجوزت اول واحد دخل مزاجها. 


بغضب ساحق ود لو يخرج سلاحه من جيبه  ويطلق رصاصه بمنتصف رأس إيناس، لكن حاول تهدئة نفسه وإبتلع صراخها قائلًا: 

سراج... قابيل

الإتنين طمعوا فى مراتي وكل واحد منهم هياخد جزاؤه وثريا كمان مش هتفلت من إنتقامي، فى لحظه هظهر للعلن وهعرف أخد حقي منها،وحق....


صمت وهو يتذكر ذلك الفيديو الذي شاهده لـ ثريا مع سراج وهما هائمان بلذة لقاء حميمي ما كانت ترفضه معه فعلته مع غيره بطواعيه ورغبه منها، رغم أن الفيديو لم يُظهر وجههما لكن تلك الهمسات والآنات المُتلذذة كفيلة بسحقه لهما أحياء...

كذالك تذكر كيف دخل الى شقة ثريا وسراج

[بالعودة قبل فترة وجيزة قبل مقتل عمران وأثناء غياب سراج...كان برفقة ذلك الصائغ بدار عمران العوامري من أجل عمته ولاء التى طلبت من الصائغ بعض المصوغات،وذهب إليها تجلس بدار عمران كعادتها،كانت فرصته الذهبيه للدخول دون شك بهويته...

وضع شارب ثقيل،كذالك نظارة طبيه كبيرة حول عينيه،و قُبعة تستكمل بقية التخفي،ذهب الصائغ مع تلك الخادمة الى إحد الغرف،بينما غيث طلب من الخادمة الذهاب الى الحمام،وجهته الى أحد المراحيض بالدار،ثم ذهبت الى قضاء عملها،بينما هو راقب تلك الخادمه كذالك راقب وإنتظر الى ان سنحت له الفرصه،رغم حركة قدميه الثقيله لكن صعد السلم مُستندًا على السياج الخاص،به بترقب توقف أمام شقة سراج كان الباب مُغلق لكن ذلك ليس عائق لديه بثواني فتح الباب ودخل وأغلق خلفه الباب،وقف قليلًا يلتقط نفسه،ثم تجول بين الغرف الى ان دخل الى غرفة النوم،كان الفراش مُرتبًا،وقف قليلًا يتخيل سراج وثريا وهما معًا على ذلك الفراش يستمتعان سويًا بجسديهم،ثار عقله مثل الطوفان الجارف،كان بجيبه سلاحً أخرجه وكاد يطلق الرصاص على تلك الوسائد التى تحمل رأسيهما،لكن تمكن من تهدئة غضبه كذالك الوقت لو ظل لوقت اكثر قد ينكشف،سريعًا نظر الى سقف الغرفه حدد أحد الزوايا التى يستطيع ان يضع بها كاميرا مراقبه يستطيع كشف ما يحدث بتلك الغرفة وبالأخص على ذلك الفراش،حدد الزاويه وقام بوضع تلك الكاميرا خلف لمبات الإضاءة...وقف قليلًا،وفكر لما لا يترك لـ ثريا تذكارًا بسيط،أخرج قنينة العِطر الذي سبق وكادت ثريا أن تختنق منها وقام برش رذاذ كثير على الفراش،كذالك اخرج كيس من الدم وسكب منه على الفراش ووضع الرصاصه،ظل واقفًا لوقت قليل،لكن إنتبه على الوقت،خرج مثلما دخل يترقب حوله لحسن حظه انه وقت فضاء لعمل الخدمات وكُن بإستراحة،عاد بنزل من على السُلم،لكن لاحظته إحد الخادمات كان قد أصبح ببهو الدار:

إنت مين وعاوز مين؟.


غير نبرة صوته قائلًا:

أنا مارون مساعد الحواهرجي،وجاي معاه،وكنت فى الحمام والدار كبيرة ومش عارف فين الاوضه اللى قاعد فيها مع الست ولاء.


تفهمت الخادمه وأشارت له على الغرفه،لكن ضغط على هاتفه ليصدح رنين،فنظر له ثم قال لها:

دي مراتي،هرد عليها فين باب  الدار اكلمها من بره الشبكه أحسن.


شاورت له،بالفعل سار نحو باب الدار،وذهب الى سيارة الصائغ وجلس بها ينتظر أن ينتهي،مر وقت طويل حتى عاد له الصائغ وقتها رأي دخول ثريا الى المنزل لوهله فكر ان يترجل من السيارة ويصدمها لكن رجح عقله ان يمهد لذلك أولًا ببث الرعب فى قلبها] 


عاد ينظر الى إيناس التى نهضت تشعر هذيان تقول:

وإيه السبب إنك تخفي إنك لسه عايش،متقوليش الانتقام،فين نخوتك لما عرفت إن مراتك إتجوزت،ومش بعيد تكون حِبله.


وقف يضرب بعصاه الأرض قائلًا:

فعلًا الأنتقام وكل واحد هياخد اللى يستحقه وأولهم ثريا وسراج،وإنتِ مغصوبه تساعديني والا هغير خطتي وهيبقى أول واحد أنتقم منه هو حبيب قلبك الخاين قابيل،وهكشف سر بنتك اللى مش بنتك أنا الوحيد عارف هي بنت مين واللى بسببها لغاية دلوقتي  إنتِ على ذمة قابيل، وكمان بحذرك حد غيرك يعرف إنى عايش مش هيهمني أي حد وهبقي زي الطوفان بياخد الكل فى رِجليه. 


فكرت إيناس ثم نظرت لـ غيث تحثه:

 ثريا لازمن تموت هي اللى زي الخية بتغوي رجالة العوامري. 


أومأ لها بمهادنه على قدر عقلها، فهو يريد القصاص من الجميع وتلك الحمقاء هي الجسر الذي سيمده ويسير عليه الى هدفه.


الصفحة التالية