رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 20 - 2 - الأحد 2/6/2024
قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تعويذة العشق الأبدي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سمر إبراهيم
الفصل العشرون
2
تم النشر يوم الأحد
2/5/2024
رفعت رأسها تنظر إليها بعيونها الحمراء وقبل أن تنطق بشيء سمعتا صوت فتح باب الشقة ليجدا مروان يلج الى الداخل وابتسم فور رؤيته لعهد ولكن ابتسامته تلاشت شيئًا فشيئًا فور رؤيته لوجهيهما الواجم خاصة وعد التي يتضح عليها علامات البكاء فتحدث بقلق:
- إيه مالكم فيه إيه؟
حمحمت عهد وأجابته وهي تحمل حقيبتها:
- مفيش حاجة أنا همشي دلوقتي وهسيبكم تتكلموا مع بعض.
أنهت حديثها وهي تربت على كتف شقيقتها برفق تحاول طمأنتها ومالت نحوه هامسة في أذنه:
- بالراحة عليها وهي هتحكيلك كل حاجة وحاول تتصرف بحكمة.
ازداد قلقه وهو ينظر في أثرها حتى خرجت بخطوات مثقلة متهدلة الأكتاف وأغلقت الباب خلفها ثم حول نظره بتعجب إلى تلك الجالسة أمامه عيناها تزرف الدموع بصمت لينخلع قلبه فور رؤيته لها في تلك الحالة فجلس أمامها أرضًا ممسكا بيدها وحدثها بحنان:
- إيه اللي حصل؟
تفرك يدها بتوتر دون أن تنطق فجلس مقابلًا لها واضعًا يده أسفل ذقنها ليرفع رأسها ناظرًا في عينيها بقلق:
- ممكن تبطلي عياط وتحكيلي اللي حصل بالراحة وأنا أوعدك أيًا كانت المشكلة أنا جمبك وهنحلها مع بعض.
كلماته بعثت بها القليل من الطمأنينه ولكنها لا تعلم كيف يمكنها أن تقص عليه ما حدث ولكن في النهاية هذا هو الحل الوحيد حتى وإن كان ذلك يعني فراقهما للأبد فعليها تحمل ما جنت يداها.
استجمعت قواها وبدأت تقص عليه ما حدث من البداية بعد أن حادت بعيناها عنه فهي لا تقدر أن تتحدث وهي تنظر إليه.
كانت تتحدث بحروف متقطعة من كثرة بكاءها أما عنه فكانت ملامحه تتبدل وهو يستمع إليها ما بين التعاطف والغضب لا يصدق أنه يوجد شخص بهذه الخسة وكلما زاد بكاءها زاد تعاطفه معها ليتولد بداخله شعور لا يعرف كنهه فكل ما يعرفه الآن هو أنه لا يريد رؤيتها تبكي بهذا الشكل يود لو يعانقها ويبث بها الأمان لتعلم أنه واقف بجوارها ولكنه خشي ردة فعلها وهي في هذه الحالة خاصة وهو لا يعلم حتى الآن ما هي مشاعرها نحوه.
كان يكور قبضته بغضب كلما تذكر هذا الشخص الذي تسبب في انهيارها هكذا، يود لو كان أمامه الآن ليصب عليه جام غضبه ولكن لما العجلة فسيأتي ذلك اليوم وأقرب مما كات يتصور.
أنهت حديثها قائلة بنشيج:
- أنا عارفة إن كان من حقك تعرف كل ده قبل جوازنا زي ما هو من حقك دلوقتي إنك تسيبني لأن ميشرفكش إنك تتجوز واحدة زيي.
ابتسم بهدوء وحدثها بما جعل الدماء تتجمد بداخل عروقها:
- ومين قالك إني معرفش حاجة تفتكري مروان نور الدين ممكن يتجوز واحدة من غير ما يكون عارف عنها كل حاجة.
كانت تنظر إليه ببلاهة جاحظة العينين بفم مفتوح فاتسعت ابتسامته وأردف وهو يعتدل ويجلس على الأريكة المجاورة لها:
- متقلقيش كل حاجة هتتحل هاتي بس عنوانه ووالميعاد اللي قالك تروحيله فيه
تحدثت برعب:
- هتعمل ايه.
اتسعت ابتسامته وحو يعقب باقتضاب:
- كل خير إن شاء الله متقلقيش.
❈-❈-❈
- ومعرفتيش مين اللي بعتلك الرسايل دي؟
تنهدت بضيق وأجابتها وهي تحرك كتفيها بقلة حيلة:
- لا معرفتش وبجد هتجنن أنا فكرت إنه ممكن يكون أحمد بس رجعت تاني وقولت لا أكيد مش هو لو كان هو كان بهدل الدنيا مش يبعتلي شوية رسايل خايبة.
أماءت لها بموافقة:
- أيوة فعلا أكد مش أحمد أومال مين بس؟
زفرت بقلة حيلة وتحدثت وهي تسند رأسها على راحة يدها على المكتب بتعب:
- مش عارفة وده اللي هيجنني.
- ولا يجننك ولا حاجة طز فيه ولا تاخدي في بالك.
عدلت رأسها ونظرت إليها بغيظ من طيقتها الغير مبالية:
- ماخدش في بالي إزاي بس يا بنتي دا شكله واحد عارفني كويس وشافني مع مراد في الكافيه.
حركت كتفيها بلامبالاة:
- أعلى ما في خيله يركبه هيعمل إيه يعني؟
زفرت بضيق وهي تجيبها:
- لأ من ناحية هيعمل فممكن يعمل حاجات كتير أولها إنه يدور يلسن عليا بالكلام وانتي عارفة نظرة المجتمع بتاعنا للمطلقة.
تجهمت ملامحها وهي تضع قبضتها على خدها:
- طب وبعدين؟
لم تعقب واكتفت بحركة من كتفيها مفادها لا تعلم لتغير الأخرى الحديث علها تخرجها من هذه الحالة:
- وناوية تعملي إيه في طلب مراد هتوافقي ولا هترفضي؟
زفرت بحيرة وهي تخبرها:
- مش عارفة والله يا صفاء محتارة جدًا ومش عارفة آخد قرار.
عقبت صديقتها بتأفف:
- مش عارفة إيه بس يا بنتي هو فيه حد عاقل يفوت فرصة زي دي دكتور محترم ووسيم ومستواه المادي كويس والأهم من دا كله متقبل ولادك وموافق يربيهم معاكي ناقص ايه تاني يطلع نار من بوقه.
ضحكت بصخب على مزحة صديقتها متحدثة من بين ضحكاتها:
- مهو دا اللي مخوفني بذمتك فيه بني آدم عادي ممكن تجتمع فيه كل الصفات دي خايفة اتعشم وآخد على دماغي في الآخر وأختك مش نناقصة.
- يا بنتي اقلعي النضارة السودا اللي انتي لابساها دي بقى تفائلي خير مش يمكن يكون دا العوض اللي ربنا باعته علشان ينسيكي السواد اللي شوفتيه في حياتك قبل كد.
تنهدت بقلة حبلة فهي تشعر وكأنها قد وقعت بين شقي الرحى تخشى الرفض تكون قد ضيعت عليها وعلى أولادها فرصة أن يعيشون حياة سوية وتخشى الموافقة ويكون عكس ما يظهره لها فتكون بذلك قد ضحت باستقرارها هي وأطفالها وتعيد مأساتها مرة أخرى.
أفاقت من أفكاره على صوت زميلها المليء بالسماجة:
- خير يا دكاترة قاعدين تتوشوشوا من الصبح لعله خير.
وهنا لم تستطع تمالك أعصابها فحدثته بما يليق بتدخله الغير مرغوب به وبما يتعارض مع طبيعتها الهادئة:
- وانت مالك معلش يعني شاغل بالك بينا ورامي ودنك عندنا ليه.
وكأن دلوًا من الماء البارد قد صب فوق رأسه فهو لم يتوقع منها ردة الفعل هذي ربما يتوقعها من صفاء أما هي فلا فعقب على حديثها بهجوم:
- عيب يا دكتورة الطريقة اللي بتكلميني بيها دي احنا مش في سوق هنا وبعدين هرمي ودني عندكم ليه أنا بتكلم بحسن نية بحكم الزمالة مش أكتر ولا انا لازم أكون بعيون ملونة وحليوة علشان تكلميني كويس ومش بعيد تقابليني في الكافيهات كمان.
صدمت من طريقة حديثه معها فكيف تسول له نفسه أن يحدثها بتلك الطريقة ولكن ترددت كلماته في رأسها فعن من يتحدث وهنا شكت بأن يكون هو صاحب الرسائل فأرادت الإيقاع بع لتتأكد من ذلك:
- يبقى انت بقى اللي بعتلي الرسايل امبارح.
ظهر التوتر على تقاسيم وجهه وتحدث بتلعثم.
- ر رسايل إيه اللي بتتكلمي عنها انتي، انتي هتتبلي عليا ولا ايه
تلعثمه والتوتر البادي على وجهه أكدا لها بأنه هو من فعل ذلك لتجد نفسها ودون إرادة منها تنهره بحزم ونفاذ صبر
- لا واضح من توترك إن مش انت طب بص الخلاصة بقى يا دكتور علشان نجيب من الآخر وننهي الحوار ده علشان بوخ أوي ياريت تشيلني من دماغك نهائي علشان وديني وما أعبد إن معملتش كدا لهفضحك قدام مراتك اللي انت مبتتجراش وتيجي تعمل الشويتين دول إلا وهي غايبة احترم نفسك واحترم الزمالة اللي بينا وعلى فكرة بقى اللي كنت قاعدة معاه امبارح ده يبقى خطيبي ياريت تتبط بقى وتحل عني.
لم يستطع أن ينطق بشيء بعد حديثها هذا خشية أن يتطور الأمر ويصل إلى زوجته لينصرف من أمامها محملًا بخيبة الأمل خاصة بعد إعلانها لخطبتها وضياع فرصته للتقرب منها لتنظر إلى صفاء متحدثة بغضب:
- شوفتي الحيوان طلع هو اللي بيبعت الرسايل.
- شوفت ومستبعدهاش منه بصراحة طول عمره عينه منك وما صدق اتطلقتي افتكر إن الجو خلاله بس جدعة إنك كشمتيله كدا وادتيله في جنابه وقولتيله إنه خطيبك.
زفرت بغضب:
- جدعة إيه بس دنا ورطت نفسي من غير ما احس منه لله البعيد أنا حاسة إني اتدبست.
- ولا اتدبستي ولا حاجة يمكن دي إشارة من ربنا علشان توافقي.
تنهدت بقلة حيلة:
- اللي عايزه ربنا هيكون بقى.
- ونعم بالله يا حبيبتي ان شاء الله خير وهفكرك.
- يارب يا صفاء يارب.
❈-❈-❈
تغطي جسـ دها العاري بشرشف الفراش محدثة إياه وهي تلوي شفتيها بتأفف وعلامات القرف ظاهرة على تقاسم وجهها:
- جرى إيه يا راجل انت مبتشبعش ارحمني شوية يا خويا مش كدا.
عقب على حديثها وعيناه تكاد أن تلتهمها:
- هو عدم اللامؤخذا فيه حد يبقى قدامه حتة القشطة دي ويشبع برضه تعالي بس انتي بتغطي نفسك ليه أنا لسة مخلصتش.
أنهى حديثه وهو يزيح عنها الملاءة ولكنها نهرته وغادرت الفراش وهي تلف جسـ دها بها.
- لا بقولك ايه أنا معادش فيا حيل انت زي الشاطر كدا تدخل تاخد دش وتروح تجيبلنا شوية سمك وجمبري واستاكوزا كدا يرموا العضم لحسن أنا حاسة إني هفتانة وساعتها بقى هعملك اللي انت عايزة يا عدولتي.
أنهت حديثها بغمزة من إ حدى عينيها ليسيل لعابه وقام من فوره لينفذ ما أمرته به:
- يا سلام جيتي في جمل فوريرة دا حتى الجمبري والاستاكوزا يرموا أحلى شغل.
أنهى حديثه وهو يهرول نحو المرحاض لتنظر في أثره بقرف متمتمة بصوت منخفض:
- داهية في شكلك الهي تروح ما ترجع يا بعيد اذتفو.
التفتت على صوت هاتفها الموضوع بجوار الفراش وعندما اقتربت منه وجدته ينير برقم غير مسجل فأجابت باقتضاب وهي عاقدة حاجبيها:
- ألو
- يا وعدي يا وعدي دا مطلعش القوام بس اللي يهبل دا طلع الصوت كمان.
ازدادت عقدة حاجبيها فور سماعها هذا الصوت فعقبت باستفهام:
- مين معايا؟
- إخص عليكي معقولة نسيتيني بسرعة كدا؟
عقبت بغضب مصطنع:
- هتقول انت مين ولا اقفل السكة في وشك؟
- اهدى بس يا جميل ومتبقاش حمقي ، محسوبك مرزوق.
رددت الإسم بينها وبين نفسها أكثر من مرة تحاول أن تتذكر صاحبه ولكنها فشلت في ذلك فعقبت بنفاذ صبر:
- مرزوق مين؟
- معجب ولهان مش قادر أطلعك من دماغي من ساعة ما شوفتك الصبح في الحارة.
تذكرت من يكون لترتسم ابتسامة على وجهها وعقبت وهي ترفع إحدى حاجبيها واضعة إحدى يديها على خصرها:
- وعرفت رقمي منين إن شا الله يا سي مرزوق؟
- دا سؤال برضه بقى فيه حد يشوف القمر ده وميجيبش رقمه دا حتى تبقى عيبة في حقي.
اتسعت ابتسامته ولكنها سرعان ما تلاشت فور سماعها لصوت فتح باب المرحاض لتنهي المكالمة سريعا واضعة الهاتف حيث كان راسمة على وجهها ابتسامة مصطنعة تخفي وراءها الكثير مما لا تستطيع البوح به.