-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 44 - 1 - الأحد 9/6/2024

 


قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الرابع والأربعون

1


تم النشر يوم الأحد

9/6/2024 


  أما هناك في مكان اخر كان إدواردو تحت يدي ماريا، التي تقوم بالتمثيل بجثته، وهي تقول لنفسها كأنها تحاول أن تقنعها:

_ هذه بتلك.. هناك من أستحق الحياة لكن  عمره انتهي على يدك أنت واتباعك، والآن أنت لا تستحق الحياة، عقاباً لما فعلته، ستموت على يدي...


 كان يشعر بألم رهيب يخترق أحشائه، بينما هي تقوم بتقطيع أجزاء من جسده، تركت القلب لنهاية ليبقى جسده على قيد الحياة، وهي تستأصل أحد الكلى، وفص من الكبد، بينما الألم تجسد في عينيه، ولولا قطعة القماش  التي وضعتها  داخل فمه كان صراخه أيقظ اموات نابولي... 


اما هناك كان أسامة في ميلانو يقوم بنفس الشيء، بنفس الطريقة الفجة الموت يتمثل بأيديهم، لهؤلاء الملاعين الذين لم يشعروا بالشفقة تجاه أحد، لم يشعروا بالألم الذي يزرعونه في درب الآخرين، حينما يرون ذويهم يموتون امام اعينهم، وتظل الذكرى تتردد على عقولهم التي قد تفقد الوعي، والقدرة على التفكير من الأساس..


 وكما فعل اسامة فعل جورج وفادي وفي نفس اللحظة، كان الجميع يخرج إلا انا رحيم وتلك الدماء التي تنزف منه، وهو يقوم بإبادة كل من يقترب منه، لحظة كانت كافية قبل أن يغلق عينيه، لكن هل غلقها نهائياً وإلى الأبد؟ هل بعدما اعترف بالحب لنفسه يفارق الحياة دون أن يحظى بذلك الحب الذي أراده؟ 


بينما هناك كان قبضة تعتصر قلب سهام لا تعرف ما سببها؟ الالم ينهش روحها نهشاً وهي تنظر إلى امها التي علق لها محاليل والامصال، وعينيها تنظر لها بألم  وعقلها يسأل هل أتت اللحظة الفاصلة؟ هل ستفقدها الآن الوقت لازال مبكراً؟ امها ليست طاعنة في السن إلى هذه الدرجة، ولكن هل للموت وقتاً؟ هل تستطيع ان تخبره أنه آتى في وقت مبكر؟


 أسماء: عينك مالها يا بنتي؟ بتعيطي على أيه؟ انت كويسة..


ابتسمت سهام وهي تلتقط أنفاسها:


_ آه يا سمكة كويسة المهم انت..


_ أنا كويسه، وحتى لو مش كويسه يا سهام هو انا هعيش اكتر من كده ليه؟


_   بلاش تقولي كده يا أمي، انا ماليش غيرك


_ ازاي بقى، ربنا يكتر الحبايب ويخليهم، ليكي اخواتك ليكي حبايبك ليه بتقولي كده يا بنتي، وبعدين يعني هو بمزاجنا، لو موت يا سهام مش عايزاك تبكي ولا اشوف دمعة في عينك..


_ بعيد الشر عنك يا امي انا ماتخيلش حياتي من غيرك، ما تقوليش كده، انت هتبقي كويسة.


 نظرت لها ولم ترد.. فما هو الرد المناسب في بعض الأحيان يكون الموت أفضل 


 بينما هناك كان الجميع يرجع إلى نقطة التجمع، أسامة آت من ميلانو  وماريا آتت من نابولي، جورج من تورينو  فادي من فيرونا، ام رحيم فهم ينتظرونه من روما… 


نظر جورج لماريا ثم إلى أسامة الذي أمره بالرجوع لـ Safe home  هم وفادي 

جورج:  ورحيم 

اسامة:  الوقت المحدد انتهى ارجع لنقطة صفر أنت والفريق 

فادي: وسيادتك 

رفع الخوذة عن رأسه ونظر له بحدة 


_ مقصدش سيادتك بس لو هتنتظر شوية نفضل معاك تحسبا لأي حاجة تحصل.. 

هز راسه بالنفي وأمرهم بالانصراف وهو يراجع الأفكار في عقله هل يذهب إلى روما أم ينتظر هنا... 

الخوف يسكن روحه كلما مرت الدقائق ولم يأتى رحيم، ماذا يفعل..  هل فشل رحيم في مهمته؟ اخرج هاتفه وتوارى بعيد عن الطريق، وهو يقتحم غرفة الدون على موقع الدارك ويب.. 

لكن ما رأه يؤكد ان رحيم انهى المهم  واوقف البث بنفسه لكن أين هو؟ 


أم هناك كانت المجموعة يصلون للبيت الآمن،  لكنهم يشعرون بالقلق رغم مراجعة جورج الصفحة الخاصة بالدون  ليجد كل شئ  كما تم الاتفاق عليه بطريقة ولا أفضل... 

لكن لماذا لم  يعد حتى الآن...؟ 


ما أن شعر أسامة باليأس  وجد نفسه يتحرك بالدراجة النارية إلى روما، هو نفسه لا يعرف لما؟ لكنه لن يستطيع أن يعود دون أن يتأكد أن رحيم بخير  أي إن كان سبب عدم عودته، عليه أن يبحث عنه وعن اي شيء يوصله له... 


لقد انتهت المهمة، ربما تعطلت الدراجة او حدث شيء في الطريق، لكن يجب ان يكون رحيم بخير  هذا ما يحاول ان يقنع به نفسه، كانت الأفكار تتصارع في عقله، فهو يفكر في رحيم الذي تدرب على يده، والذي يعد أخا صغيراً له، والذي لا يستطيع أن ينسى فضل والده عليه، كل هذه الافكار في كفه، ومشاعر سهام التي تغدقها عليه في كفة اخرى، فهي لم تشعره يوما انها ليس ابنها... 


كيف يستطيع أن يواجهها أو يخبرها بأن ابنها كان في مهمة معه ولم يعود… 


وصل إلى روما ولكنه لم يصل لشئ سيارات مصفحة تنتقل  في نطاق القصر الموجود على أطراف المدينة لكنه لم يعرف إن كان رحيم بالداخل ام رحل.  ولا يستطيع ان يقترب أكثر حتى لا يلفت النظر… 


بينما أحمد يشعر بالقلق، الذي لا يعرف سببه،  لقد تابع المهمة عن بعد لكن اتصال رحيم به  بعد كل مهمة لم يحدث هل هناك شئ  حدث؟  أم هو متوتر من الانتظار، وجد نفسه يتحرك الى قاعة التدريب ليشرف بنفسه على المجموعة الجديدة، فهو بالعادة يترك المهمة لياسين او أسامة ولكن ياسين لازال في اجازته السنوية،أسامة في تلك المهمة،  نفض عقله  فقد عاد يفكر في تلك المهمة ورجع ينتابه القلق مرة اخرى.. 


كان ثائرا يصرخ في الجميع يرفض أي شخص منه على اتفه غلطة..  ولم يجرأ احداً من القطاع أن يراجع قراره، يبدوا ان تلك المجموعة حظها سيئة والاختبارات تسير بهم من سيئ إلى أسوأ.. 


❈-❈-❈


بينما سهام  تطعم امها الشوربة بيدها وهي تقول:  احلى شوربة  لست الكل سمكة هانم 

ابتسمت لها وهي تقول:  تسلم ايدك يا سهام يا غالية…  بس كنت عايزة حاجة كده 

ــ أأمريني يا ست الكل 

ـ عاوزة اكلم اخواتك اللي برة و تنادي لي سهر 

نظرت لها بألم هل ما تشعر به سهام حقيقياً؟ هل حانت ساعة الرحيل أم أن ما يتعب قلبها هاجسا مختلف! لا تعرفه ولم تدركه حتى الآن، لكنها لم تتأخر رفعت الهاتف لتتصل على سهر تطالبها بأن تأتي لتجلس مع والدتها..


هي لا تريد أن تتعبها بأي حال من الأحوال وبعد ذلك كانوا يجلسون معها ويتصلون بإخوانهم في الخارج رغم أن الوقت لم يكن مناسبا الاتصال دوليا، فكل واحدة منها في عمل، إلا أن نظرة عين سهام وهي تخبرهم ان امهم تريد ان تتكلم معهم، جعلت الخوف يتسرب الى نفوس الجميع… 


أما هناك كلما مر الوقت دون اتصال منه، تأكد ان هناك خطب، ان هناك شيء خاطئ، لذا لم يعد يقوى على الصبر اتصل هو بالبيت الآمن حتى يطمئن، ولكن نظرة جورج إلى ماريا وفادي وهم لا يعرفون ماذا عليهم ان يفعلوا؟ في اللحظة التي كان اسامة يدخل إلى البيت محمل بالاحباط واليأس لم يصل لشيء محاولة اختراق السيستم لم تجدي نفعا..


 نظر له چورچ بصدمة ما إن وجده يدخل بمفرده وهمس كمن يقر واقع:


_ رجعت لوحدك، ده معناه ايه؟ امال فين رحيم؟ 


لم يتلقى رد ولكن عينه تحولت الى الهاتف، الذي يرتفع رنينه ماذا بيده ليفعل؟ هل يرد عليه وهو لا يملك أي شيء يخبره به،  أم يخبره أن ابنه اختفى بعد أن أنهى المهمة! هل تم القبض عليه؟ ام استطاعوا هؤلاء المجرمون أن ينهون حياته؟  


نظرت له ماريا ونقلت نظرها الى الهاتف الذي لا زال رنينه يرتفع، وهي تسأل: مش هترد على التليفون سيد أسامة


ازدرد لعابه وهز راسه بالنفي فهو لن يستطيع أن يرد على الوحش، يخبره أن ابنه اختفى ولا يستطيع الوصول اليه، فـ الرحيم ليس طفلا، لكنه في نفس الوقت كانت تحت قيادته، وهو لم يستطيع ان  يوفر له الحماية الكافية، ولكن ماذا بيده لقد أصر الرحيم ان ياخذ المناب الأكبر في المهمة.. اصر ان ينهي حياة الدون بنفسه، ربما يكون القصر أكثر حماية من القصور الأخرى، رغم أن ما فعلوه هم كان في غاية الخطورة، فماذا حدث لـ رحيم؟ لا أحد يعلم! 


 رن الهاتف مرة أخرى، تحرك اسامه ليرفع الهاتف وهو يستجمع الكلام على شفتيه

 احمد: كل ده عشان ترد 

_ آسف بس الإجابة اللي انت عايزها مش عندي

ــ تقصد ايه؟ 

أخذ الهاتف بعيدا عنهم، وهو يقول:

ـ أنا للحظة دي مستني يا بابا، ولسه ما رجعش، فضلنا مستنيينه في النقطة صفر طلبت من المجموعة ترجع البيت لما الوقت عدى، وهو لسه ما رجعش، خفت ليكون اتكشف والمهم كلها تبوظ او يتم تصفيتهم، انت عارف انهم كلهم رجالتي، ومع ذلك مقدرتش ارجع معاهم البيت الآمن، اتحركت لحد روما  حاولت أوصل لأي حاجه ونتيجة صفر، مش عارف اوصل له حتى السماعة اللي متصله بينا مش شغالة…


_ انت عارف يا اسامه اللي بتقوله ده معناه ايه؟

 لم يستطع ان يرد فماذا عليه ان يقول؟ هو يعرف المعطيات.. وينتظر النتيجة إلا ان حدث شيء لم يتوقعه، كان احمد يحاول استجماع نفسه، ليس هو من ينهار بسهولة، هناك احتمالية أن يرجع في اي لحظة، هو متأكد  أنه بخير، لكن قبل ان يتكلم الوحش او يسأل عن شيء كان هناك طرقة على الباب، التفت أسامة كما التفت الجميع..

❈-❈-❈

 كان يتحرك ينظر من العين السحرية لكنه لم يرى احد، نظر إلى الجميع بدهشة تحرك فادي لا ينظر من الشرفة يبحث عن احد بالخارج، هل تم كشف البيت الآمن؟ هل ستنتهي حياتهم جميعا أما أن ذلك الغائب قد عاد؟


 چورچ: استنى حضرتك لما نتأكد مين اللي بره.. 


نظر له اسامه بدهشة وهو يفتح الباب ليجد رحيم امام الباب فاقد الوعي..


الصفحة التالية