-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 9 - 1 - الجمعة 12/7/2024

     قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل التاسع

1

تم النشر يوم الجمعة

12/7/2024




انظر إلينا ستجدنا اقوياء لا نخشى احد، 

ستظن أن قلوبنا ماتت منذ زمن او أننا لا نمتلك واحد من الاساس، 

لكن في الحقيقة، نحن نمتلك قلب كالجميع، 

نحن نشعر و نمتلك مشاعر مضطربة، 

مشاعر لا نستطيع فهمها او لا نريد إظهارها حتى لا نضعف امامها و نسقط رغمًا عن انفنا، 

ف لا تحكم على الكتاب من غلافه ف غلافه قاسي و لكن بالداخل كل صفحة بلون مختلف. 


❈-❈-❈


الجميع صعد الى غرفته مرة اخرى 

و لكن تلك المرة ب عقل مشوش مضطرب

كلمات لوسيفر ما زالت تدور في عقولهم

هل هو صادق ام مجرد لعبة و هراء كما قال فرناندو

و لكن يوجد شعور بداخلهم يقول لهم بأنه صادق و أن القصة حقيقية و هذا بالفعل ما حدث لآبائهم

ف بداخل فؤاد كل شخص منهم جزء ناقص، و هو العائلة، ب حياتهم لم يحصلوا على حب كافي مثل حب و حنان العائلة.. 


دلف مانويل الى غرفته و قبل ان يرتمي على الفراش ك عادته وجد الكثير من الصور موضوعة بإهتمام على الطاولة التي بجانب الفراش 


اقترب منها ثم تناولها ب فضول 

جلس على المقعد و هو يراهم

و لم يجد إلا صور ل طفل صغير يشبهه الى حد كبير

و بالفعل كان مانويل و هو في عُمر صغير


ابتسم باشتياق و هو يرى صورة تجمعه مع عائلته الصغيرة

كانت امه تحمل اخيه الاصغر و هو يقف بجانب امه و ابيه و يبتسم ببرائة الاطفال 


دقق في ملامح امه و قد شعر بأن فؤاده يكاد يقتلع من محجره 

ف قد كانت سيدة جميلة تشبه مانويل في الكثير ف كانت تمتلك نفس لون العينين الساحرتان 

يتمنى فقط الآن لو يمتلك آلة زمن تجعله يعود بالزمن و يعانق امه حتى يشبع و يروي فؤاده ف قد ملّ من هذا الجفاف. 


ظل ينظر الى جميع الصور حتى وجد بالنهاية ورقه بيضاء نُقش عليها بعض الحبر ب اهتمام

{بالتأكيد تشعر بالقلق و الشك حيال ما قُلته قبل قليل، و لكن اتمنى ان تنظر الى وجه ابيك و امك و تفكر كيف لاقوا حتفهم ب تلك البشاعة، كيف تم القضاء عليهم من قبل بعض الحمقى، انظر الى وجههم كلما تشعر بالتراجع و عدم الاستمرار، و إن كنت تخشى الموت ف لا تقلق سأحرس على بقاء الجميع على قيد الحياة، يا اخي.} 


قام ب تكوير الورقة و قد احمرت عيناه عندما فكر في كيف ماتت امه و مات ابيه. 


فعل كما قال له لوسيفر و نظر مجددا للصور و لم يجد الا دمعة خذلته و سقطت على وجه امه ف ازالها فورا و هو يقول

_آه يا امي، تركتيني و ذهبتي منذ العديد من السنوات و لكن ما زلتِ بداخل فؤادي، هل تعلمي بأنني لم اشعر بالدفئ او الحب حول عائلتي بالتبني لمرة واحده حتى، اشعر و كأنني فقدت هذا الشعور منذ رحيلك، و لكن لا تقلقي يا عزيزتي، سأقتل جميع الاوغاد الذين تسببوا في قتلك يا حبيبتي، سأقتلهم لأجلك انتي و ابي. 


❈-❈-❈


للمرة الثالثة يرن المنبه و تغلقه حتى تكمل نومها 

زفر ابيها ب ملل و هو يقترب منها 

_خديجة، خديجة حبيبتي يلا قومي. 


وضعت الوسادة فوق وجهها و هى تقول

_سيبني يا بابا بالله عليك انا منمتش امبارح كويس. 


نظر عبد الرحمن الى ساعة هاتفه ف وجدها اصبحت السابعه و نصف و من المفترض بأن موعدها الساعه الثامنة. 


صرخ في وجهها حتى تستيقظ

_خديجةة!!! 

اصحي فوراً هتتأخري، مش دي الرحلة الي قعدتي تتحايلي عليا علشانها!! 


انتفضت من مكانها و استقامت واقفة و هى تخرج ثيابها من الخزانة بإهمال

_اهدي يا خديجة و اغسلي وشك الاول اكيد مش هتروحي ب عماصك كده. 

تمتم ابيها بتلك الكلمات عندما رآها تتحرك ك الذبابة بالغرفة. 


_هتأخر و الاتوبيس هيمشي من غيري، فلوسي هتضيع عليا. 

قالت هذه الكلمات و هى تندب حظها 

ف اجابها ابيها و هو يخرج من الغرفة حتى تستطيع تبديل ملابسها براحة 

_اهدي بس يا حبيبتي و انا هوصلك بالعربية ل مكان الاتوبيس بس غيري هدومك 


بعد وقت ليس بطويل


كانت تجلس خديجة في السيارة بجانب ابيها و تقوم ب تعديل حجابها امام المرآة الصغيرة التي بداخل السيارة بعدما وضعته على رأسها بإهمال حتى لا تتأخر اكثر من ذلك


نظر لها عبد الرحمن و ابتسم ثم تحدث بجدية

_خديجة، هتتصلي بيا اول ما تركبي الاتوبيس و اول ما يتحرك.. 


اكملت معه و هى تقهقه 

_و افطر كويس و اكل السندوتشات و انا في الطريق علشان مقعش من طولي، و لما اوصل اكلمك علشان اطمنك عليا، و اخد بالي من نفسي، و ممشيش مع حد لو قالي تعالي هشتريلك حاجة حلوة. 


قهقه و ضربها بخفة في ذراعها ثم عقب على حديثها

_شطورة يا قلب بابا، ياريت بس تسمعي الكلام و متمشيش مع حد فعلا لأني مش بثق فيكي. 


_عيب عليك يا عبده ده انا بقيت شحطة كبيرة اهو.


قهقه مرة اخرى على كلامها ذلك ثم قال بجدية

_هما ليلتين بس يا خديجة الي هتقضيهم، اليوم التالت هتيجي لأما هجيلك انا بنفسي اخدك. 


اجابته عليه ب جدية مزيفة

_متقلقش عليا يا عبده قولنا. 


وصلا الى المكان المُراد اليه اخيرا

ترجلوا الاثنان معًا ثم عانقته بحنان ف بادلها و هو يشعر بالحزن لمفارقتها ليومين فقط! 


ركضت تجاه الاتوبيس كالاطفال عندما رآته يستعد للرحيل و عندما جلست في مقعدها المخصص اشارت له بالتحية

ف ابتسم لها من بعيد و هو يبادلها نفس الحركة ثم تحرك الاتوبيس تاركًا خلفه اب ينتظر انتهاء هذه الايام بفارغ صبر حتى تعود اليه ابنته سالمة من جديد. 


❈-❈-❈

كان يغلق عيناه و هو شارد الذهن و يقف تحت المياه و يستحم ب ماء بارد ينافي قلبه المُحترق. 


يحاول التفكير في كلمات لوسيفر لكن اقتحمت هى ذكرياته بلا شفقة لقلبه المحطم


تذكر حديثهم في وقت ما 


_هل ستتركني يومًا ما لورينسو؟ 

تمتمت كلماتها و هى متسطحة على العشب و تتأمل النجوم التي تشع و تلمع في السماء الواسعه


كان هو يتأمل ملامحها الرقيقة و هو جالس بجانبها و مبتسم

لكن كلماتها جعلته يفقد ابتسامته ثم تسطح بجانبها و امسك بيدها ثم قبلها و هو ينظر الى السماء مثلها

_ربما.. 


تجعدت ملامحها بضيق و صدمة و هى تستمع الى اجابته 

كيف يقول ذلك هذا الاحمق هل حقا يريد تركها؟! 


قهقه عندما رآها تستقيم واقفة و تريد الذهاب

وقف هو الآخر و امسك بمعصمها بهدوء و هو يقول

_ربما سيحدث ذلك عند موتي، لكن من المستحيل ان اترككِ ابدًا ف أنتِ محبوبتي و جميلتي و.. 


اقترب من اذنيها و هو يهمس

_و زوجتي المستقبلية. 


ابتسمت و نظرت الى الاسفل بخجل و هى تتهرب من عيونه


ضغط على زر إيقاف المياه بقوة و هو يشعر بالغضب من نفسه، من المفترض ان ينساها فحسب! 


في نفس التوقيت


كانت تتسطح جينيفر في نفس المكان و تنظر الى السماء

و لكن تلك المره السماء كانت خالية من اي نجوم 

فقط سماء مظلمة في الليل، ادمعت عيناها و هى تتذكر لقائهم الأخير


_هل حقًا ذهبتِ الى ذلك الاحمق المدعو هنري؟ 

كان يصرخ في وجهها بعنف على غير عادته

ف هو دائمًا لطيف، ودود، يغمرها بحنانه، لكن الآن هى تخشى منه و من غضبه لذلك لم تجرؤ على التحدث مما جعله يجن جنونه اكثر. 


امسك كوب من الزجاج و القاه في الحائط الذي امامه مما جعله يتناثر و يصبح فتات بكل مكان


كانت عيناه تشع غضب 

اقتربت منه لكنه ابعدها مما جعلها تتعثر و تسقط على الزجاج

جرحت في يديها مما جعلها تبكي بحرقة، و لكن ليس بسبب الجرح الذي في يديها بل الذي في قلبها. 


اقترب منها بضيق و هو يحاول رؤية الجرح لكن ابتعدت هى عنه و صرخت في وجهه

_لقد ذهبت له بالفعل ماذا ستفعل؟ 


سألها بنفس ذات النبرة الصارخة

_لماذا؟؟ 


اجابته بلا وعي

_لأنه اراد ان يقول لي بأنه يحبني و أنه يريد الزواج بي، و انا قبلت طلبه! 


جحظ عينه من الصدمة اما هى ف وضعت يديها على فمها، ف الآن فقط قد ادركت خطورة ما تفوهته. 


نظر لها نظرة اخيرة ثم ذهب قبل ان يفعل شئ سئ بها. 


افاقت من شرودها عندما اقتربت منها بائعة ورد مرتسم على وجهها ابتسامة بشوشة

_مرحبًا آنستي لم اراكِ هنا منذ زمن طويل. 


اعتدلت جينيفر ثم استقامت و بادلتها نفس ذات الابتسامة 

_مرحبًا عزيزتي، هل استطيع شراء منكِ وردة؟ 


هزت بائعة الورد رأسها بالقبول ثم اعطتها وردة حمراء اللون و رفضت اخذ النقود

_اين السيد الذي يأتي معكِ دائمًا؟ 


اختفت ابتسامة جينيفر تدريجيًا لكنها اجابت بهدوء

_لن يأتي مجددًا. 

تمتمت بكلماتها ثم قامت بشكرها على الوردة ثم ذهبت.. 


الصفحة التالية