-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 10 - 2 - الأحد 28/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العاشر

2

تم النشر يوم الأحد

28/7/2024 

بعد قليل، 

وقد اجتمعت الاسرة في منزل الزوجية الجديد، قبل ذهاب العروسين الى رحلتهم في قضاء شهر العسل في احدى المنتجعات الشهيرة، كما هو مخطط من البداية. 


وكما فعل بالأمس، أجاد تمثيل الزوج السعيد بمهارة اذهلتها، يتبادل النكات والمزاح مع اهل العروس ووالديه وشقيقته، يظهر مشاهد السعادة الجمّة بينها وبينه، وهي تحاول مجاراته، رغم حزنها المتفاقم لجرحه، وما تسببت به من اذى لرجل بأخلاقه، فهي الاعلم الان بحجم معاناته، كم ودت ان يعود بها الزمن وتصلح كل ما فات، او تمحيه من ذاكرة الزمن وذاكرتها،  لو كانت تعلم بما يخبئه القدر لها من عوض جميل، ما كانت ابدا قللت من ذاتها بالارتباط بشخص فاسد وقميء مثل ابن خالتها ابراهيم، فليجازيه الله بأفعاله .



وفي محبسه، 

بالتحديد داخل مبنى المراحيض ، بزاوية مختصرة، بعيدة عن اعين رجال الامن، اجرى مكالمته الهاتفية عبر الهاتف النقال الذي استأجره من احد المساجين القدامى. 

مع والدته، والتي ما ان سمع بردها على سؤاله، حتى صاح لها باستنكار:


- ايه؟ اتجوزت وعملت فرح عليوي كمان؟........ وما استغربش ليه ياما؟ شكل الظابط بتاعها دا راجل قلة ومعندوش حرارة............. ايوة معندوش حرارة وانا برضو مش هحلهم من دماغي....... عشان تبقي عارفة......... سيبك ياما من الهرتلة دي وركزي مع محامي الزفت، ادفعيلو ودفي جيبه بالفلوس، خليه يخرجني في اقرب وقت، انا دمي بيغلي.......... متقوليليش اهدى،  انتي تعملي اللي بقولك عليه وتخرجيني، هو دا اللي هيريحني........ ماشي ياما؟  اسيبك بقى. 


فور ان انهى المكالمة، أٌختطف الهاتف من يده، بواسطة الرجل الذي يملكه،  يحدثه بصوته المتحشرج:

- شاطر يا حلو، دقيقة تانية وكنت هحسبها عليك بالضعف، عشان دي تتسمى بعرفنا ضريبة الوقت الزايد. 


ختم بضحكة سمجة اثارت سخط الأخر ، يرمقه بازدراء، ثم يبتعد عنه، مغادرا من المرحاض المقرف،  ليتناول احدى السجائر من علبتها، يشعلها بالقداحة،  يغمغم بالتوعد داخله:


- ماشي يا بنات ناصر الدكش، انا مفيش ورايا غيركم .


❈-❈-❈


على الاريكة التي كان مضجعًا عليها يشاهد مع شقيقه احدى برامج تحليل القنوات الرياضية،  يدعي الاندماج مع نقاش المذيع مع المحلل الرياضي، وعيناه تذهب كل دقيقة نحوه بابتسامات خبيثة كان يتجاهلها الاخر في البداية حتى فاض به، لينهره بحنق؛


- ما تتلم يا عمنا انت في يومك ده، شايفني اراجوز قدامك ؟ ولا وشي فيه حاجة مش عاجباك؟


اطلق سامر ضحكته الصاخبة ليردد:

- حاجة واحدة! قول حاجات ، انت وشك كله متشلفط يا باشا، بقى عامل زي الطريق الدائري....


ختم ضاحكا مرة اخرى ليستفز الأخر حتى هدر به :

- احترم نفسك يا سامر، اقسم بالله انا على اخري منك.


ببرود شديد واصل سامر ضاربًا بغضب شقيقه عرض الحائط:

- طب بدل ما تعصب نفسك وتتنزفز كدة، ما تريحني وقولي على صاحب الخناقة الحقيقية ، اللي سببلك البهدلة دي في وشك، قولي يا اخويا عشان اروح اخدلك بتارك من سواق الغبرة اللي زنق عليك بعربيته.


زفر يكظم حقده،  يود لو يفتك به، فتلميحات هذا الأحمق تثير بداخله الريبة، ولكنه يأبى كشف الحقيقة امامه:

- لا يا اخويا اطمن وحط في بطنك بطيخة صيفي،  انا ظبطت الراجل ومسحت بيه بلاط الشارع، يجي ايه اللي في وشي ده عن اللي انا عملته فيه. 

- يا بطل.


تمتم بها سامر ليطلق ضحكة رنانة أذهبت الباقي من عقل شقيقه، لينهض فجأة يهجم عليه ، يمسكه من تلابيب ملابسه، وقد ضج من سخريته:


- تحب اعرفك عملي انا عملت فيه ايه؟ شكلك مش مصدق وانا بقى عايز اثبتلك. 


صدح صوت دريه من خلفه يوقف المعركة من اولها:

- في ايه يا زفت انت وهو، فاكرين نفسكم عيال صغيرين وهنحوش ما بينكم، ولا ديوك وهتتناقروا، شيل ايدك عن اخوك يا سمير. 


صدحت الاخيرة بأمر اجبره على ترك هذا المستفز،  والذي لم يكف عن ابتسامته اللزجة وشقيقه يشتكي لوالدته:


- خليه هو يلم نفسه عني ياما، عمال مقلتة عليا بقالوا يومين وانا ساكتله، انما والمصحف لو زودها.......

- مفيش داعي للحلفان،  هو مش هيعملها تاني....


صدرت منها بمقاطعة حادة، لتتوجه بالأمر بعد ذلك نحو الأخر:

- سمعت انا قولت ايه يا سامر؟ مش هتعملها تاني، يا اما هتلاقي حسابك معايا انا يا حبيبي، جاتكم الهم، ولا اكنكم عيال اتناشر سنة، مش رجالة كبار ، قطيعة .


بصقت كلماتها وانصرفت من امامهما نحو وجهتها داخل المطبخ،  والذي وقفت على مدخله اسراء تراقب بصمت كعادتها، لترمقه بنظرة لائمة وكأنها هي الأخرى تفهم على ما اصابه، ليزداد الشك بداخله ان تكون شقيقته الملعونة قد افشت امره. 


❈-❈-❈


بعد لحظات، 

دلف الى داخل غرفتها يباغتها بقوله:

- انتي يا بت، بلغتي الواد ده باللي حصل صح؟ قولي الحقيقة لا اشلفط وشك. 

شهقت تخرج صوتا مستنكرا، بعدما أجفلها بحضوره اثناء وضعها لطلاء الاظافر على اصابع يدها:


- ودول بيطلعو امتى دول، محدش قالك يا حبيبي،  ان دي اوضة بنات ومحدش  ينفع يدخلها هجم كدة من غير استئذان.


اقترب منها هادرا بهمس:

- بطلي قلة حيا وردي على سؤالي، الاوضة اساسا دخلتها لما لقيت بابها مفتوح، يعني مش مقفول عشان اخبط عليكي، ولا انتي عايزة تاخذيني في دوكة وتهربي من السؤال؟ 


عبست ملامحها بضيق تقر امامه باعترافها:

- بصراحة بقى،  امك هي اللي زنقت عليا، وانت عارفها لما بتحتل على موضوع بتجيب قرار اللي قدامها، انا حاولت والله اداري على قد ما اقدر،  بس هي بقى فضلت تجرجرني لحد ما حكيتلها كل حاجة.


بحالة من الزعر تمتم خلفها بعدم تصديق:

- يا نهار ابوكي اسود ، انتي كمان حكيتي لامك ، دا على كدة البيت كله عرف. 

- لا والله مش كله، انا اعترفتلها هي بس، انما الزفت سامر معرفش لقطها ازاي؟ 


- سمعنا بقى ولا......

- ولا ايه تاني يا زفتة؟ انا كنت عارف من الاول انك متستريش لذلك نبهت وشددت عليكي، لكن اللي فيه داء ميروحش منه .


اطرقت رأسها بخزي، فهي بالفعل لم توفي بعهدها معه، رغم محاولتها ذلك، لكن والدتها لطالما عرفت كيف تسحب منها ما تريد. 


ليضرب شقيقها بكفيه على جانبي فخذيه، يغمغم بتفكير:

- اااه، وطالما امك ماتكلمتش ولا فتحت معايا سيرة يبقى مرقدالي ، او يمكن انا مش في حساباتها من الأساس، وهتجيب اللوم كله على بهجة،  دي امك وانا عارفها. 


مصمصت بشفتيها لتردد بضيق:

- وانت شاغل نفسك بيها ليه بقى؟ ما هي فعلا السبب يا حبيبي، لولا قعدتها معانا في نفس العمارة، مكنتش هتبقى حاططها في دماغك كل ده، كنت هتبص لمراتك المسكينة دي، بدل ما انت سايبها ومش معبرها. 


-  اه يا اختي مراتي المسكينة؟ لما هى صعبانة اوي عليكي كدة، ما تروحي تساعديها في المطبخ، ولا هو حط المونكير مينفعش يتأخر. 

عقب بها ثم سحب نفسه ليذهب من الغرفة، يكتنفه الغيظ بشدة لفعل هذه الحمقاء. 


❈-❈-❈


بهيئة جديدة كليا عن كل ما سبق،  قصت شعرها بعدما صبغته بدرجة من اللون جديدة عنها، واسلوب مختلف في الملابس،  حتى اثارت انتباه ذلك الذي كان يعمل مع رئيسها في هذه الوقت في مقر المصنع، ليوجه بحديثه عنها معه؛


- رياض.... البت قريبتك اللي برا دي، اقطع دراعي ان ما  كانت بتحبك ومتعلقه بيك. 


رفع اليه نظرة خاطفة بابتسامة مستخفة، قبل ان يعود إلى عمله ، وكأنه لم يسمع شيء ، ليعيد عليه مشددًا :

- طب وربنا انا ما بقول كلام جزافا، ما تجرب يا بني معاها، مش يمكن تطلع كويسة، انا مش فاهم، انت عايش ازاي من غير نسوان. 


اطلق ضحكته النادرة برزانة ليعقب بمرح:

- مفيش فايدة فيك يا كارم، هو احنا في ايه ولا في ايه بس يا بني؟ بقى قاطع الشغل عشان تكلمني عن النسوان في حياتي، وتقولي عايش ازاي؟ عايش عادي يعني يا سيدي،  ولا ينقصني اي حاجة.

- لا والله ينقصك. 


ردد بها يخالفه بتأكيد :

- بكرة لما تقع على بوزك وتحب، هتعرف قيمة الكلام اللي بقوله دا كويس .


عاد رياض ضاحكا متمتم له:

-  ماشي يا حبيبي هبقى افتكرك.

الصفحة التالية