-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 10 - 4 - الأحد 28/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العاشر

4

تم النشر يوم الأحد

28/7/2024 

أتت بهجة بناءًا على امر استدعائها، لتقابل اولا تلك الفتاة المتعجرفة، ترمقها بنظرات ازدراء من اعلى حجابها في الأعلى حتى ما ترتديه من حذاء في قدمها، 

تبرع دائما في بث صفة النقص بداخلها، ورغم ادعاء بهجة غير ذلك، إلا داخلها ينجرح بالفعل ، ولكن ابدا لن تعطيها غايتها في التقليل من ذاتها.


اهدتها ابتسامة صفراء قبل ان تخبرها:

- رياض باشا طالبني .


صدر رد لورا بتعالي، تشير بسبابتها نحو مكتبه دون ان تكلف نفسها حتى عناء الرد، لتعود اليها بهجة بنفس الابتسامة الصفراء دون رد هي الأخرى،  قبل ان تتحرك ذاهبة نحو وجهتها، تتمتم بصوتها كالهمس:

- جاتك قرصة في ايدك يا بعيدة. 


وصلت الى باب غرفته، تطرق بخفة ، حتى اذن لها بالدخول.


ثم دلفت الى داخل الغرفة التي ولأول مرة تخطوها بقدميها ، لتفاجأ به تاركًا مقعده خلف المكتب، واقفًا امامه بتحفز اثار بداخلها التوتر ، لتوجه سؤالها له بقلق:


- افندم يا رياض باشا، الريسة صباح بلغتني ان حضرتك طلبتني، هي نجوان هانم جرالها حاجة؟ 

- مجراش اي شيء، وهي تمام  وعال العال يا بهجة، انا كنت طالبك في حاجة تانية بعيدة عن البيت والست الوالدة. 


اردف بكلماته على عجالة وكأنه لا يطيق الاسهاب، ليثير بداخلها الفضول والسؤال للمرة الثانية:

- افندم يا باشا عايزني في ايه؟


زفر انفاسه الخشنة بصمت دام لحظات وكأنه يبحث عن حجة لسؤاله، ليحسم فجأة مندفعا:

- كنت عايز اعرف منك، صحة الكلام اللي قالته صباح، عن اللي اسمه تميم ده ورغبته ، في انه عايز يتقدملك. 


قطبت بعدم استيعاب، وقد تفاجأت بالسؤال الغريب:

- تميم مين يا فندم؟


ردد بانفعال يزيدها اندهاشًا :

- تميم زميلك في المصنع عندنا يا بهجة، انتي مش مركزة ليه؟


الاَن قد فهمت رغم استغرابها لعصبيته المفرطة وسؤاله عن شيء يخصها،  الا انها تمالكت تجيبه في الاَخير:

- هو فعلا عايز يتقدملي، بس بلغته كذا مرة انه مينفعش عشان اخواتي.

- يعني صباح بتكدب؟

- لا طبعا الريسة مبتكدبش، اصل هو كل شوية يكلمها عني في انتظار موافقتي .


تتحدث بعفوية، غافلة عن تبدل ملامحه وغضب غير مبرر يلوح في الافق، ليوميء برأسه فجأة ويردد بغيظ مكتوم، يفسر الأمر بمنطقه:

- اااه يعني الباشا مفقدش الامل، ورايح جاي يدور حواليكي، ومهمل في شغله؟

- لا يا باشا، تميم انسان محترم، وشايف شغله كويس.

- متدافعيش عن حد قدامي يا بهجة وخليكي في اللي يخصك ، انا شوفت بنفسي وانا اللي بقولك دلوقتي.


قابلت عصبيته بدفاع عن الشاب، وقد استفزها تحامله عليه:

-  انا مش بدافع يا فندم، انا بقول الحقيقة، بس انت شوفته فين صحيح  وهو بيدور حواليا؟ قصدك يعني لما جه وجابلي كوباية الشاي من شوية؟ .....

- اسكتي يا بهجة 


صاح بها مقاطعًا، لا يريد شرحا ولا تفسيرا، فقد رأى بنفسه ما يكفيه، ويجعل الدماء تغلي برأسه، ليفاجأها بقوله:

- قوليلي يا بهجة، انتي مشتغلتيش عندنا ليه بشهادتك؟!

- شهادتي. 


رددت بها من خلفه، وكأنها تستوعب المغزى من السؤال، لتجيبه بعدها بحرج:

- وشهادتي دي بقى،  هشتغل بيها ايه حضرتك؟ دي ثانوية عامة، يعني مفرقتش كتير عن الاعدادية.


- والحقوق....... انا عرفت انك دخلتيها، بس مكملتيش فيها.


اجفلها بمعرفته لهذه المعلومة عنها، فهي لا تتحدث بها على الإطلاق، ولكن يبدو ان لديه سبله الخاصة في البحث خلف من يعمل بمنزله، اذن لما التعجب.


- حضرتك انا مدرستش في حقوق غير سنة واحدة ، والتانية يدوب حضرت فيها كام محاضرة، وبعدها قطعت نهائي، يعني اكيد متتسماش دراسة

.


.


زفر يجلس على كرسيه مرددًا بلمحة من ضيق :

- انا طبعا مش هسألك عن السبب، عشان متقوليش نفس الحجة، في حكاية انك كنتي هتتجوزي ومحصلش نصيب.....  لكن دلوقتي انا بتكلم عن الوضع الحالي، وانا شايف انك تصلحي لوظيفة ارشيفية حتى لو بشؤون العاملين، بدل التفصيل والقعدة على المكن يا بهجة .


تخيل موافقتها على الفور،  ولكنه تفاجأ بردها:

- بس انا بحب التفصيل فعلا على فكرة. 

زفر بغضب مكتوم يردف حازما:

- تقدري تكملي هوايتك دي في البيت يا بهجة، انا بعرض عليكي دلوقتي فرصة ووضع احسن لواحدة متعلمة زيك. 


حينما ظلت على صمتها ضرب بكفه على سطح المكتب:

- فكري كويس وخدي فرصتك يا بهجة،  وانا من بكرة همضي قرار تعيينك. 


اومأت برأسها بموافقة، لكن سرعان ما انتبهت لقوله معقبة بعدم فهم:

- افكر ازاي واخد فرصتي وانت حاسم قرار تعييني؟


اومأ بلهجة لا تقبل النقاش:

- امشي دلوقتي يا بهجة، واعتبري القرار اتنفذ، بقووولك  امشي يا بهجة. 


اضطرت في الأخير ان تنصرف من امامه،  بتشتت اصابها، لا تصدق حزمه في امر يخصها كهذا، غير قابل حتى للمناقشة، لطالما وصفته الفتيات زميلاتها في العمل انه المغرور الوسيم، لتتيقن هي الاَن من صفة جديدة به، وهي انه ديكتاتور أيضا. 


❈-❈-❈


بداخل السيارة التي كانت تقلها معه، حيث كانت جالسة بجواره في الامام ، وفي طريقهم نحو المنتجع السياحي، لقضاء شهر العسل ، ليته كان كذلك بالفعل.


تراقب صمته وقيادته الناعمة للسيارة بهدوء يثير تعجبها،  رغم صخبه والمزاح المبالغ فيه، حينما يقابله شخص ما يعرفه، او يقف بلجنة ما ويصادف برؤية احد اصدقاءه من أفراد الشرطة، فيُقابل التهاني والمباركات منهم، بالابتسام وسعادة يجيدها امامهم، حتى اذا اختفى الجمع واختلت به كما يحدث الاَن، ظلت ابصاره منصبة على مراقبة الطريق، لا يتلفت اليها الا للضرورة، يحدثها بكلمات محددة ومقتضبة. 


برغم كل ما حدث منه بالأمس معها ، إلا انها تعطيه عذره، ولن تتوقف عن محاولاتها في القرب منه مرة اخرى،  علُه في يوم ما، يعود اليها عصام القديم. 


- عصام...... ممكن تنتبهلي ولو دقيقة. 


هتفت منادية حتى تخرجه من حالة الوجوم التي تتلبسه، وكما توقعت جاءها الرد بعد برهة من الوقت .


- نعم يا امنية، عايزاني انتبهلك ازاي وانا بسوق؟


تبسمت بضعف تجيبه:

- والله دي حاجة سهلة اوي، ممكن تتكلم وانت بتسوق عادي، دا لو عايز تتكلم.....  انا عايزة اسمع صوتك يا عصام، عايزة نتكلم مع بعض زي الاول ومنوقفش.... حتى لو هتفتح في الموضوع اياه...... انا قابلة.


رغم ترددها ، إلا انها ملكت الشجاعة لقولها، وهذا يحسب لها، ولكنه كان بحالة من الغليان المكتوم من اجلها،  حتى لا يجرحها، وما دامت طلبت بنفسها،  اذن فلتتحمل.


التف اليها بتنهيدة مثقلة قائلًا:

- ماشي يا امنية نتكلم ، انا بقى عايز اعرف منك، حصل كام مرة؟ والامر دا كان في الخطوبة بس؟ ولا قبل كمان؟ 


قطبت بعدم فهم في البداية،  لكن سرعان ما وصلت لمقصده، لتتنحنح بحرج تجيبه:

- مش بالصورة اللي في دماغك يا عصام، انا مكنتش هبلة للدرجادي، هما كام مرة بس بعد الخطوبة، لكن قبل الخطوبة والله ما حصل .


التف برأسه عنها معقبا بضيق متعاظم:

- في الحالتين مش فارقة، ما دام حصل، وكذا مرة كمان .


زفر دخان من حريق صدره،  حتى شعرت بسخونته وصل اليها، لتردد بضعف:

- والله ما حصل غير بعد ضغط منه، كان بيستغل اوي فرق السن ما بينا وعدم خبرتي.

- يعني محصلش مع اي حد تاني غيره؟


اجفلها بسؤاله، حتى ارتجفت بزعر تنفي:

- اقسم بالله ما حصل، حتى جيبلي المصحف احلف عليه.


قبض على مقود السيارة حتى كاد ان يكسره، ليعبر عن حسرته كازا على اسنانه بشدة :

- كان نفسي الإجابة دي تبقى شاملاه هو كمان، تبقى شاملة الجميع،  وانا ساعتها وربي كنت هصدقك من غير حلفان، لكن انتي يا امنية.....

الصفحة التالية