-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 7 - 3 - الخميس 17/7/2024

  


قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع

1

تم النشر يوم الخميس

17/7/2024


وفي الاسفل 

هللت سامية نحو اسرتها تخبرهم:

- شوفتي ياما،  شوفت يابا، الحارة كلها مقلوبة تحت ع العربية الزيرو اللي سادة الشارع. 


سبقهم بالرد شقيقها الأوسط سامر:

- اه يا ختي شوفناها، وشوفنا كمان مين نزل منها ، عارف يابا العربية دي تبع مين؟


رد خميس بلهفة:

- مين يا واد؟

- بهجة بت اخوك يابا، ودي مش اول مرة على فكرة، انا شوفتها نازلة قريب منها برا الحارة، ودلوقتي جايبة معاها واحدة ست شكلها هانم بشعر اصفر، ولا اللي بيطلعو في المسلسلات التركي بحلاوتهم رغم سنها الكبير.


برقت عيني والده بشغف استفز درية لتتدخل وتنهره:

- تركي ولا مصري، هي جاية بيها هنا ليه؟ وتعرفها منين اصلا؟


- الله اعلم.

تمتم بها سامر،  ليجلس محله ويتكيء مضجعًا على الاريكة، فعلقت شقيقته بحقد:

- ودي هتغلب برضو، اكيد لقت لها سكة مع الست اللي بتقول عليها، انا ملاحظاها هي وواخواتها بقالي فترة، كلهم طقموا بالجديد، والنعمة بانت عليهم، دا البلوزة اللي خرجت بيها البنت جنات امبارح، انا كنت هموت عليها واجيبها، بس معرفتش تتجاب من اي محل. 


بضحكة ساخرة عقب شقيقها باندهاش:

- يا نهار ابيض عليكي يا سامية، بقى كل الهدوم اللي انتي جايباها دي، ومعجبكيش غير البلوزة اللي لابساها جنات وهي رايحة الكلية؟


عبست سامية بضيق لم تخفيه، ليتهكم والدها بضجر منها:

- ودي بتشبع ابدا دي؟ دي لو جابت كل اللي في السوق، برضو مش هتستكفى .

تجاهلت درية كل ما يقال ، لتتسائل بفضول :

- هو الواد سمير راح فين؟ مطلعش ليه هو كمان يرغي ويحكي، زي ما بيعمل في اي حاجة تخص المحروسة،  دا بقُه ما بيتبلش فيه فولة. 


❈-❈-❈ 


- اتفضل يا دكتور اتفضل. 

بحنق يسري داخلها،  وقفت تستقبل الطبيب الخارج من غرفة شقيقها، برفقة هذا البغيض ابن عمها، والذي تفاجأت به، حينما أتى به، فور ان رأه يدلف الى داخل البناية يبحث عن عنوان المنزل الذي وصفته له عبر الهاتف، ليأخذها حجة، لفرض خدماته عليهم. لولا الخوف من الفضائح ، ووضع صحة شقيقها في الاولوية، 

لكانت رفضت واعطته درس لن ينساه، هذا الوغد المتخاذل، يحاول الاَن تحسين صورته امامها، بعدما خيب ظنها في اشد اوقاتها احتياجًا له، كسند تتحامي به وقت أن كانت زوجته على الورق .


- الدكتور بيطمنك عليه متقلقيش يا بهجة. 

بضيق لم تخفيه رمقته بنظرة عابرة،  تتجاهل الرد عليه،  لتتوجه مخاطبة الطبيب :


- طمني يا دكتور على حالته. 

اوما لها الطبيب بعمليه، يشير لها نحو الأخر:

- انا كتبت كل التعليمات والارشادات اللي لازم تلتزمو بيها،  مع روشتة العلاج،  واديتهم للاخ قريبكم....


سارع بالتصحيح له.

- ابن عمها يا دكتور واكتر كمان.

كتمت زفرتها بصعوبة، تبتغي التوضيح:

- افهم من كدة انه مش دور برد عادي مع حمى، تتعالج بالأدوية اللي احنا عارفينها ؟ 


وافقها بأسف:

- في الحقيقية هو فعلا كدة، المريض عايز رعاية كاملة،  خلو بالكم من الاغذية كمان، دي حاجة مهمة اوي عشان تقوي مناعته، وبإذن الله خير متقلقلوش. 


ختم بالاَخيرة ، ليسحب نفسه كي يغادر ولكن بهجة اوقفته من اجل ان تنقده:

- استنى يا دكتور حق الكشف .

اشار بكفه:

- لا ما قريبكم قام بالواجب. 


صدمة احتلت ملامحها ، لتعد العشرة بداخلها، حتى اذا خرج الطبيب ، وتحرك هو يعطيها ظهره، باغتته بجذبه من قماش قميصه، ثم وبحركة سريعة تخطف ورقتي التعليمات وتلك التي مدون بها اسماء الادوية، وقبل ان يستوعب، وجدها تضع ورقة النقود ذات الفئة العالية داخل كفه قائلة:


- كدة بقى يبقى في ايدك حق الكشف ، وكتر خيرك اوي بقى على كدة. 

اعترض غير مستوعبًا لسرعتها في التنفيذ:

- انتي ازاي تعملي كدة؟ شايفاني كرودية يا بهجة،  ولا مش مالي عينك عشان تديني حق الكشف وتمنعيني من ان اجيب العلاج لابن عمي؟


بابتسامة ساخرة خالية من أي مرح:


- بلاش اقولك انا شايفاك ازاي؟ اما بقى عن ابن عمك ، ف انت يا سيدي كتر خيرك اوي ، عملت الواجب اللي عليك وزيادة لما دخلت مع الدكتور اللي كشف عليه، اما بقى تدفعله مليم واحد في كشف او دوا ف دا لايمكن اسمح بيه. 


امتقع وجهه بغضب شديد:

- على فكرة دي قلة زوق منك يا بهجة،  عشان انتي كدة بتهينيني وتقلي مني، طب قدري حتى صلة الدم اللي ما بينا .


- يا سيدي والله مقدرة،  بدليل اني ما طردتكش وانت داخل مع الدكتور وفارض نفسك في مرافقته. 


- فااارض نفسي. 

- ايوة فارض نفسك ، وياللا بقى معلش لو سمحت عشان انا عايزة ادخل لاخويا اطمن عليه، وزي ما انت عارف البيت كله حريم. 


تجمد محله، يطالعها بأنفاس هادرة، وصدر يصعد ويهبط  بانفعال مكبوت، يمنع نفسه بصعوبة عن التصرف  بحماقة قد يندم عليها بعد ذلك، وهذه الرفض القاسي لأي محاولة للقرب او التصليح، يصيب عقله بالعجز والغضب، وهي الاَن تطالعه بتحدي وكأنها تقرأ افكاره. 


ليقطع لحظة الصمت بينهم ، ولوج عائشة عائدة من المدرسة، ثم تعليقها بدهشة لا تخلو من تهكم:

- ايه ده ايه ده؟ هو انا لغبطت ودخلت بيت غير بيتنا ولا ايه؟...... ولا يكونش عقلي اللي بيكوبس دايما  بالعفاريت بالليل، اتطورت حالته وبقى يشتغل في النهار كمان؟


- عفريت لما ياخدك يا بعيدة. 

كان هذا رده، قبل ان ينسحب ويخرج ذاهبًا من حيث أتى .


لتطالع شقيقتها بتساؤل فور خروجه، ولكن هذه المرة بجدية، جعلت بهجة تجيبها على الفور :

- تعالي ورايا على اوضة ايهاب وانتي تعرفي بنفسك.


❈-❈-❈


بداخل الغرفة، كانت المفاجأة، حينما اكتشفت وجود نجوان بجوار شقيقها على الفراش جالسة ، وبأناملها تمر على شعر رأسه بحنو جلي ، جعلته يغمض عينيه براحة، لتطالعها بهجة بدهشة وعدم استيعاب،  


اما عائشة والتي كانت اول مرة تراها، فعبرت سائلة باستغراب:

- مين الحلوة ام شعر اصفر ؟ دي تبع الدكتور ولا خارجة من مسلسل في التليفزيون. 


انتبهت لها نجوان لتقرب رأسها منها، وتنظر الى عينيها مباشرةً، ثم خرجت كلمتها باقتضاب كما عودت بهجة:


- زتوني. 

ضحكت لفعلها بهجة، وقد تيقنت من تقدم حالتها، بتذكرها لهذه الشيء الصغير، لترد محفزة لها:


- ايوة هي بعينها ، دي يا ستي عائشة ام عيون زتوني،  والقردة بتاعتنا ام لسان طويل، برافو عليكي بقى انك افتكرتيها،  ودي بقى جنات طالبة الجامعة،  وايهاب اكيد عرفتيه، هي دي عيلتي المتواضعة يا ستي، ربنا يباركلي فيهم.


ابتسامة خلابة لاحت بثغرها، لتوزع بأبصارها عليهم والثلاثة يبادلنها بمودة، ما عدا ايهاب والذي غرق في النوم تأثرا بفعل نجوان وحقنة الطبيب التي حقنه بها قبل مغادرته، 


لتعلق عائشة بفراسة:

- كدة بقى انا عرفت لوحدي، هي دي الست اللي انتي شغالة عندها يا بيبة صح؟

- صح .

- ومشرفانا النهاردة فى البيت. 

- ايوة .


تدخلت جنات باقتراحها:

- طب كدة مدام ايهاب نام، يبقى احنا بقى نعمل بأصلنا مع الضيفة اللي مشرفانا النهاردة ونأكلها، ولا ايه رأيك يا بهجة. 


سمعت الاخيرة تجيبها بعمليه:

- خلاص يبقى خلو بالكم منها، سايروها واتكلموا معاها،  وانا هحضر اللي يناسبها،  اصلها مش بتاكل اي حاجة.


❈-❈-❈


سقط بجسده على كرسي مكتبه ، يحرك رأسه يمينا ويسارا، ثم يدلك على رقبته بتعب واجهاد متعاظم،  وقد أنهى اخيرا جولاته مع احد العملاء الجدد، ليعرفهم على  جودة بضائعه ومميزاته التي تصلح للمنافسة العالمية، ثم نقاش وغداء عمل وتوقيع صفقات،  


يوم مرهق مر به من اجل تحقيق احد أهدافه التي يسير على خطاها بجد واجتهاد،  يساعده على ذلك شريكه الجديد بنشاط وحنكة اكتسبها في سنوات عمره بالعمل ليست بالقصيرة. 


- رياض باشا، يحقلك دلوقتي ترتاح وتنام بعد الإنجاز العظيم اللي قومت بيه النهاردة. 


خاطبه بامتنان حقيقي:

- كله بفضل ربنا وبعده انت يا كارم،  بجد انا مبسوط من عدي اللي عرفني بيك. 


تبسم بثقة وتواضع يعدل في ياقة قميصه:

-ياااعم بقى اخجلتم تواضعنا. 


صدحت ضحكة الاخر، مرددا بمرح:

- والله انت مشكلة يا كارم. 


قالها وارتفعت رأسه فجأة نحو باب الغرفة، ليأمر الطارق بالدخول، لتلج اليهم لورا بملابسها الرسمية بأناقة ظاهرة، يطرقع حذائها ذا الكعب العالي على الارض، وهي تتبختر بخطواتها للفت النظر نحوها، حتى اقتربت تميل نحوه بعدد الملفات التي طلبها منها، امام ابصار كارم الذي لا تفوته فائتة بطبيعته:


- اهم يا فندم، عقود الصفقات اللي امرت بيهم .

اومأ لها:

- تمام يا لورا، اتفضلي انتي وانا هبعتلك لما اخلصهم. 


-  تحت امرك


الصفحة التالية