-->

قصة قصيرة جديدة حقيقة مخادعة لسارة شريف - 1 - الأربعاء 24/7/2024

  

قراءة قصة حقيقة مخادعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






سكربت حقيقة مخادعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سارة شريف

1

تم النشر يوم الأربعاء

24/7/2024


ياسين التهامي دكتور جراحه عامة يبلغ من العمر ثلاثون عاماً 


_يمكن لو مكنتش دكتور جراحة أكيد كنت هطلع جنايني بس كانت هتبقا كـ.ـارثة ما هو مش معقول وأنا بشتغل جنايني بس كان هيبقي عندي فيلا حلوة زي دي ولا جنينه حلوة زي دي ولا هقدر أعيش مبسوط و مرتاح أنا و مراتي وحبيبة قلبي منه ومعانا أحلى هدية من ربنا "زين" أبننا


هذا ما كان يدور بعقله وهو يقوم بقص أحدى الأشجار بحديقة منزله وهو يتذكر كيف جعل أمه تأخذ زين للمبيت عندها بحجة اشتياقها له حتى تسنح له الفرصة بمفاجأة زوجته العزيزة التي لم تكن على علم بمجيئه اليوم فمن المفترض أن موعد عودته من المؤتمر الطبي الذي سافر من أجله أخر الأسبوع

ولكن كل تخطيطه لتلك اليلة ذهب أدراج الرياح عندما أخبـ....


أيقظه من شروده صوت ارتطام قوي على الأرض

جحظت عيناه من هول الصدمة عندما وقعت عيناه على ذلك الشئ الملقي على الأرض

والذي لم يكون سوى جسد منه الملقيه على الأرض غـ.ـارقة في دمائها كالجثـ.ـة الهامدة


_منه منه

هكذا صرخ بأسمها وهو يهرول نحوها بهلع


كانت منه فاقدة للوعي تماماً

حاول تدارك صدمته و تحرك ياسين من مكانة وقد قرر الذهاب بها للمشفى سريعاً فهو لن يستطيع أنتظار قدم سيارة الأسعاف

وبعد دقائق قليلة كان ياسين يدلف بها للمشفى التي يعمل بها 

بعد معرفتهم هويته قام المسعفون باسعافها سريعاً وتجهيزها لغرفة العمليات وهو معها بالطبع

للحظة نسى كل ما تعلمه يوماً حتى نسي أنه طبيب وقام بالكثير من العمليات الجـ.ـراحية المماثله ولاول مره يشعر بعجزه وعدم قدرته علي مجابهة ذلك الموقف

كل هذا وهو ينظر لها كالمغيب حتي أنتبه إلي يد صديقه التي وضعت على أحدى كتفيه قائلاً بدعم

_ أهدى يا ياسين وادعيلها هي هتبقي كويسة ان شاء الله ، بس إنت لازم تخرج مش هتقدر تعملها حاجة وأنت بالحالة دي

_ مقدرش أسيبها يا معتز

_ وجودك هنا وبالحالة دي هيوترني أرجوك أخرج برا عشان أعرف أشتغل ، أطمن هعمل كل الي أقدر عليه عشان أنقذها

هذا ما قاله معتز وهو يرتدي قفاذاته حتي يبدأ بإجراء العمليه لها


اربع ساعات مرت عليه كالدهر وهو يجوب المكان ذهاباً و اياباً وهو يحاول بقدر الامكان أن لا يفقد أعصابه

وأخيراً خرج معتز من الغرفة وهو ينزع عنه الماسك

تقدم نحوه ياسين بلهفه قائلاً

_ طمني يا معتز بالله عليك

وضع يده على كتفه بدعم : أنا عملت الى أقدر عليه وأنا مش هقدر أكدب عليك ، أنا أسف في الي هقوله بس للاسف الحاله حرجة جداً أنا وقفت النزيف وهي دلوقت هتتنقل للعناية المركزة ال 48 ساعة الجاين مهمين جداً 


وبالفعل تم نقلها لغرفة العناية المركزة 


وقف ياسين ينظر لها من خلف الزجاج 

أحـ.ـتل الحزن معالم وجج وهو ينظر لها من الخلف الزجاج، إلى الأن لا يستطيع تصديق ما حدث لها يدعو الله من كل قلبه أن يشفيها


قلقه عليها طغى على عقله حتى أنه لم يفكر كيف وقعت من الشرفة 


❈-❈-❈


دعونا نرجع بالزمن قليلاً 

دعونا نرى بداية بطلة قصتنا 


منه كانت البنت البكرية لوالديها ، انجباها بعد سنوات عديدة من زواجهما حيث أن والدتها كانت تعاني من مشاكل بالانجاب وقد رزقهم الله بها بعد عنا لم تكن ابنتهما الوحيدة فبعد انجابهم لها قد رزقهم الله بولدين أخرين على و معتصم 

كانت عائلتها فقيرة تجاهد من أجل قوت يومها حتي أن منه قد عملت بالعديد من المحلات لمساعدة أسرتها 


بمنزل قديم ومتهالك باحدى الحارات الشعبية


كان والد منه يجلس على الأريكة بتعب نظر لزوجتة موجهاً حديثة لها: قومي أعمليلي كباية شاي يا نعمة

وبالفعل تحركت من أمامة لصنع الشاي

خرج عليه أبنه الأصغر علي من المرحاض وبيدة منشفة يجفف بها وجهه

نظر له ناصر بانزعاج قائلاً 

_ أنت يا واد أنت بتعمل أي هنا لغاية دلوقت منزلتش الورشة ليه

رد عليه الأخر بسخرية : لاهو أنا ما قولتلكش مش أنا سبت الورشة

أنتفض ناصر من مكانه قائلاً: بتقول أيه ياض وسبتها ليه بقا انشاء الله

_ زي ما أنت عارف أن الشغل اليومين دول مش قد كدا وصاحب الورشة قالي أنه مش محتاج عماله دلوقت 

ابتسم بحزن واكمل بسخرية ... ما هو أكيد يعني هيمشيني ماهو مش هيسبني أنا ويمشي عياله الأتنين يعني 

خرج صوت ناصر الغاضب قائلاً بتوبيخ : تلاقيك عملت مصيبة من مصايبك ومش راضي تقول

تجاهل الأخر حديثه وهو يدلف للغرفة

- رنولي على معتصم يشوفلنا حل في الي أحنا فيه دا

_ ونبي يا ناصر لاتسيب الواد في حاله أحسن أنا كلمته الصبح وصوته كان وحش خالص وبيقولي ادعيلي يا أمي

كان ذلك صوت نعمة التي أتت وبيدها كوب الشاي الذي طلبه زوجها 


رمى بجسده فوق الأريكة قائلاً بصوت يأس


_ يعني أعمل أيه أنا دلوقت في خلفتك السوده الي أنتي جيباها دي ومشيليني الهم على طول  هي مفيش غيرها حبيبة أبوها منه

منه 

هكذا صرخ بأسمها بعد أنهاء حديثة 

خرجت منه من الغرفة قائلة : نعم يا بابا أنا جيت أهو

_ تعالي يا حبيبة أبوكي أقعدي جنبي


تقدمت منه وجلست بالكرسي المجاور للأريكة

نظر لها وهو لا يعرف من أين يبدأ ولكنه بالنهاية يريد بعضاً من المال وليس أمامه غيرها الأن فقال بمهادنه:


_ أنتي عارفه يا بنتي أنك أول فرحتي طول عمري بقول عليكي أن انتي سندي حتي بعد ما خلفت جوز الجزم أخواتك دول صح

_ أيوه يا بابا عارفه

نظر لها قائلاً: أنا عليا ديون يا بنتي وأخوكي أهو كمان ساب الشغل وقعد في البيت والتاني مش عارفيله بر

- طب وأنا في أيدي أي بس أعمله يا بابا

_ تستلفي من الحاج رضا 3000 جنيه أحطهم علي الألفين الي معايا و أديهم للحاج محروس والا هيقدم وصل الأمانه للحكومة وأنتي يا بنتي ميرضكيش أتبهدل وأنا في السن دا

_ طب أفرض مرضيش يدهملي

_ محروس بيعزك وبيعتبرك زي بنته مش هيرفضلك طلب

_حاضر يا بابا هحاول

وبعد مرور بعض الوقت كانت منه تقف بالمحل و بمقابلها محروس الممسك بالهاتف يتصنع التحدث به وهو ينظر لها بنظراته التي كانت تختـ.ـرقها 

_ ايوه أمال أي البطاعة حلوه وحلوه قوي كمان .... طب سلام أنت دلوقت

أقترب منها ببطئ قائلاً: رصيتي البضاعة يا منه

_ ايوه يا حاج رصتها

ـ رصتيها كويس

أجابته مرة أخرى بنفاذ صبر قائلة: ما قولتلك يا حاج رصتها والله خلاص

_ ماهو بين انها مرصوصه حلو وحلو أوي كمان

أرادت أن تغير مجرى الحديث فقالت دون مقدمات 

_ ممكن يا حاج تسلفني 3000 

........


❈-❈-❈


عودة للوقت الحالي


كان ينظر لها وهي متسطحه على الفراش لا حول لها ولا قوة أهتز قلبه لرؤيتها بهذا الشكل وشرد بالماضي

حيث لقائهما الأول 

كم كانت فتاة جميلة مفعمة بالحيوية والنشاط

كم كانت مشاغبة وعنيدة و سـ.ـارقة نعم سـ.ـارقة فقد سـ.ـرقت عقلة منذ الولهه الأولى 


"Flash Back"


دلف ياسين إلي المحل وهو يتحدث مع والدته بالهاتف

_ أنا مش عارف بصراحة سقوط أي دا الي بيتجاب فيه هديه دا أسمه جنان ...... خلاص يا ماما حاضر هجيبها وأجي

نظر حوله ليجد منه تقف على بعد منه تقدم منها قائلاً: أهلاً يا أنسه حضرتك الي هنا

_ ايوه يا فندم أقدر أساعد حضرتك في أيه

_ كنت عاوز هدية لواحد ومعنديش فكرة بصراحة أجبلها أي

_ حضرتك ممكن تقولى المناسبه عشان أقدر أساعدك يعني نجاح ،عيد ميلاد، تخرج 

_ سقوط

_ نعم سقوط أزاي يعني

ضحك بخفه قائلاً: أه والله سقوط بس مش سقوط في الأمتحان دا نزلت بيبي مكانتش عاوزاه من الأول المهم أنها مناسبه سعيدة بالنسبالها

_ أنا أسفة مش هقدر أساعدك

_ إزاي بس يا قمر بقازمعقول واحده قمر زيك مش هتعرف تنقي هدية حلوة زيها كدا

علت نبرتها قليلاً: لا بقولك أي يا جدع أنت أحترم نفسك مشـ. ... 

وقبل أن تكمل حديثها أتي مديرها قائلاً فيه أي

أجابه ياسين : مفيش حاجة أنا بس كنت هدية متقلش عن 10000جنية

اجابة الأخر بابتسامه سعيدة قائلاً اتفضل

غمز لها بابتسامه بينما ذهبت هي من أمامهما بغيظ 


"Back"


حاوط كفها الصغير بين يديه وهو يعود ذكرياته مره أخرى لا يعلم لما الذكريات لا تود تركه اليوم

تذكر كم شغلت تفكيره بعد ذلك اليوم، تذكر كم كان طائش يركض خلف الشهـ.ـوات، تذكر كل شئ كيف لاحقها لمدة أسبوع كامل في محاولة جعلها تلين ولكنها كانت ثابته لا تهتز بكل تلك المغريات 

تعلق بها ولم يجد حل لذلك سوى التوجه لعمه والأخذ بنصيحته 

وبالفعل ذهب له على الفور وقص له كل شئ منذ أن رأها لينهي حديثة بسؤال 

_ أعمل أية يا عمي دي مش راضيه تبصلي حتي وانا مش عارف أعمل أي

_ يتحب وعاوز تتجوز ولا بحب عشان تتسلي 

سائلني سؤال واحد والغريب اني رديت عليه بكل بساطة وقلتله

_ بحبها وعاوز اتجوزها والله ومش عارف اعمل أي 

رد غريب مني أنا بذات بس مهمنيش

_ روح وكلمها وقولها أنك عاوز تتجوزها متقولش اي حاجة غير كدا عشان مش هتسمع لو جبت سيرة أي حاجة تانيه

_ تفتكر هتقبل تسمعني

_ لا ماتقلقش البنات اول ما بتسمع سيرة الجواز بيتبدلو

_ خلاص هروح وعلى ضمانتك

خرج من عنده و أتجه لمكان عملها سريعاً

حينما وصل وجدها تقف بداخل المحل تبتاع بعض الأشياء لأحد الزبائن أنتظر رحيله وتقدم نحوها قائلاً: 

_ ازيك يا أنسة منه فكراتي 

_ أفندم أظن الي بتعمله حضرتك دا عيب و ماينفعش ،مش عشان سكلتك يبقي تتمدي لا أنـ ...

_أهدي بس أنا مش عاوز حاجة غير أني اتكلم معاكي شويه ممكن نتقابل في اي مكان

_ لا يا استاذ انت فاهم غلط مبخرجش مع حد انا،شكلك غلط في العنوان 

_ اهدي بس واسمعيني ولو الكلام معجبكيش اوعدك مش هتشوفي وشي تاني

لفت وشها الناحيه التانيه ومردتش عليا

_ فيه كافيه بعد المحل بشويه هستناكي فيه اتمني تيجي وأوعدك أنك مش هتندمي 


ذهب ياسين إلى المقهى الذي أخبرها عنه و جلس ينتظرها وهي يدعو الله أن تأتي

كان قلبه يخبره أنها سوف تأتي وقد صدق فقد اتسعت ابتسامته عند رؤيتها تدلف داخل المقهي 


رأته منه وذهبت له وجلست بعدما خرج صوته قائلاً بابتسامة لطيفة 

_ أتفضلي

_أنا شايفة على وشك كدا ابتسامة فرحة، اوعي تكون فاكر انك كدا جبت رجلي ولا حاجة لو فاكر كدا تبقي بتحلم، و بص بقا أياً كان الي أنت هتقوله أنا مش موافقة، بس جيت عشان أقولك إنك بقيت حاجة مزعجه أوي في حياتي وانك تحل عن سمايا بقا لان مينفعش كدا الناس هتقول عليا أيه وأنت ماشي ورايا كدا بقالك أكتر من أسبوع

قالت كلماتها تلك دفعة واحدة وهو يستمع لها بابتسامة لم تفارق وجهه

وحينما أنتهت من حديثها قال هو

_ خلصتي كلامك؟! 

أنا ياسين التهامي دكتور جراحة عامة وبصراحة كدا أنا بتاع بنات بحب البنات الحلوه الي زيك كدا، بس طريقتك وشخصيتك خلتني مفكرش غير فيكي و معنديش مانع أعمل أي حاجة عشان تبقي ليا

_ أبقى ليك! 

أية أبقي ليك دي يا أستاذ أنت فاكرني أيه ؟!

_ ششش أنا عارف كويس أني بكلم واحدة محترمة متربية وعشان كدا أنا بقولك أني مستعد أكلم أهلك و أتقدملك 

صمتت قليلاُ وهي تنظر له قبل أن تهم بالحديث مرة أخرى قائلة 

_ أنتَ بتقول أن مشاء الله عليك دكتور قد الدنيا والي معاك بره دي مش عربيه دي مركب فضائي فليه بقي تربط نفسك بواحدة من التوكتوك للميكروباص ومن الميكروباص للتوكتوك أنت عاوز تجنني 

_ بصي أنا هقولك كل حاجة من غير ما أضحك عليكي

أنا لما شوفتك فكرت يعني أننا نقضي وقت لطيف مع بعض وخلاص لكن لما اتعاملت معاكي وشفت شخصيتك عرفت قد أي أنتي واحدة مختلفة ومحترمة ومحافظة على نفسها و على كرامتها 

يعني مفرقش معاكي الفلوس الكتير الي صرفتها في المحل ولا العربية الأسبور ولا أي حاجة من الحاجات دي رغم أن الحاجات دي ممكن تزغلل عيون بنات كتير مبيركبوش غير أفخم العربيات و لا بيلبسوا أغلى الماركات فهلاقي أحسن منك فين تكون زوجة ليا من الأخر كدا أنا عاوز واحدة تصوني وتحفظ غيبتي واحده اسبها وانا مطمن ميهمهاش حاجة غيري ،واحدة تخليني أعرف أحبها، وانتي من النوع الي يتحب

تاهت عينها بارجاء المكان بعدما أثر عليها حديثه المعسول وقالت بتأثر حاولت مداراته 

_ كلامك حلو أوى، بس ميتصدقش

مديده بجانبة وأخرج لها وردة حمراء و لوح كبير من الشكولاته وهو يقول

_ جربيني مش هتخسري حاجة

تناولت منه الورد والشكولاته بتيه لا تعلم هل تصدقه أم لا ولطنها حسمت أمرها وقالت له

_ ومالو خلينا ورا الكداب لأخر الطريق، لو عاوزني بجد بيت أهلي موجود أتقدم وأنت هتعرف ردي وأظن هتعرف توصل للبيت زي ما وصلتلي سلام يا أستاذ

أنهت كلماتها وذهبت من أمامه على الفور

بينما أبتسم هو براحة وسعادة بعدما أستشعر الموافقة من حديثها وخرج من ال Coffe متجهاً إلى منزل عمه 


بعد مده كان ياسين يطرق على الباب طرقات موسيقية تدل على سعادته

و سريعاً ما أن وجد الباب يفتح ويظهر من خلفه عمه 


_ مساء الخير يا كبير

_ مساء الخير يا حبيبي، ها عملت أيه سبـ.ـع ولا ضـ.ـبع ?!

_ سبع طبعاً وسبع جداً كمان 

_ نفسي أشوفها الي شقلبت حالك بالشكل دا

_ هتشوفها يا عمي اكيد بس أسمع بقا أنا عملت الي قولتلي عليه بظبط و الدنيا بقت فل

ابتسم العم قائلاً بغرور مصطنع: 

_ عيب عليك هو الشعر دا شاب من شويه 

_باشا، بس في مشكله ومش عارف حلها أي،ماما أكيد مش هتوافق وهتقول بنت مين ومن عيله أيه والكلام دا كله ما انت عارفها وأنا مش عارف أعمل أيه 

_ أسمع يا ياسين صفيه لازم تعرف أن الموضوع دا مفيهوش نقاش وأن دي حياتك ومن حقك تختار الي هتكمل معاها حياتك، وبعدين أنا مش عارف أمك دي متقنعـ.ـره على أيه ما أبوك اتجوزها وهي بنت ناس غلابه و... ولا بلاش المهم أعمل بس زي ما قولتلك


حدث ما كان بالحسبان، رفضت أمه تلك الزيجة لكونها بنت من عائلة فقيرة لن تليق بمستواه

أما هو قرر تنفيذ ما أخبره به عمه والأصرار عليها حينها لن تقوى على الرفض 


_ أنت أكيد مجنون معقول عاوز تتجوز واحده زي دي 

كانت تلك الكلمات التي خرجت من صفيه فور سماعها لهُراء ابنها من وجهة نظرها 

رغم أن كلماتها لم تعجبه الا أنه قرر مهادنتها حتي يصل لما يريد 

_ ومالها دي بس يا ماما ما هي بنت زي كل البنات 

_ أنت أكيد بتهزر صح?! 

ما هو مستحيل تكون بتتكلم جد أنت مش شايف نفسك و لا شايف أنت عايش فين ،مش شايف الفيلا الي أنت شاريها بملايين، معقول تسكن بنت زي دي فيها

بقا هتتجوز بنت زي دي شغاله في محل و باباها جنايني هو دا الي أنت عاوزه ولا أخوها النقاش هو دا الي هيبقي خال عيالك

أنزعج ياسين كثيراً من حديثها عليها بهذا الشكل ولكنه تمالك أعصابه قائلاً بهدوء و لباقه 

_ أنا أسف يا ماما اعزريني في الي هقوله بس عيلة حضرتك كانت أقل كتير من مستوى عيلة بابا ومع ذلك بابا اتجوزك وبالنسبه للخال فانا أفتكر أن كان عندي خال متعلمش أصلاً وبعدين البنت متعلمة ومحترمه أي الي هيمنعني

_ أيوه يبني عيلتنا كانت اقل من عيلة باباك لكن كنا ولاد ناس 

_ يعني عيلتكوا ولاد ناس وهي عليتها بنت 60×70 ماهم ولاد ناس برضو

من الأخر كدا يا ماما أنا نصر أني أتجوزها منه بنت جميلة و حترمة وأنا عمري ما هلاقي زيها وأنتي عارفه أني عرفت بنات بعدد شعر راسي محدش عرف يهزني غيرها فا ياريت الموضوع دا ميبقاش فيه نقاس تاني وأنا هحدد معاد معاهم


وافقت صفيه على مضض بينما هو ام يكذب خير وقام بتحديد موعد للتقدم لخطبتها قبل أن تغير أمه رأيها 


بعد مرور أربعة أيام ذهب كل من ياسين و والدته فقط لأن عمه قد رفض الذهاب معه نظراً لخلافه مع صفيه والدة ياسين  

أوقف السيارة أمام أحد البنايات المتهالكة باحدى المناطق الشعبية 

نظرت له والدته بعدم تصديق قائلة: أوعى تقول أننا وصلنا 

_ أيوه وصلنا يا ست الكل يلا

_ يلا ! 

أنت بتتكلم بجد يا ياسين بقا هو دا بيت عروستك

_ يوه بقا يا ماما هنعيده تاني ما أحنا اتفقنا

_ حاضر يا ياسين سكتت أهو لما نشوف اخرتها معاك


صعد كلاهما الدرج حتي وصلا للطابق المقصود وكان باستقبالهما ناصر الذي هلل بفرح

_ أهلاً وسهلاً أهلاً بيكوا نورتوا البيت 

أجبرت صفيه والدة ياسين ابتسامتها على الخروج وهي تدلف للمنزل القديم و المتهالك وكل ما يحدث حولها لا يرضيها بتاتاً ولكنها تتحمل فقط لأجل ولدها العزيز


تنحنح ياسين قبل أن يبدأ حديثه قائلاً: طبعاً يا عمي حضرتك عارف أحنا جاين هنا ليه 

- أيوه يابني عارف أحنا يشرفنا ندي بنتنا لدكتور محترم زيك منه طول عمرها بنت حلال وتستاهل كل خير

_ أكيد يا حاج ودا باين من كلام ياسين دايماً عليها باين أنها بنت محترمه و ذات خلق

كان ذلك صوت صفيه التي خرج صوتها بذاك الحديث الراقي بينما ردت عليها والدة منه قائله

_ ربنا يخليكي يا ست هانم

تلاشت ابتسامة هبه وهي ترى ذلك المستوى المتدني و الفرق الكبير الذي يعجز أبنها عن رؤيته ولكن ما باليد حيلة

لاحظ ياسين ذلك التوتر الذي حدث وقرر تدارك الموقف سريعاً: طب بما أن خير البر عاجله نقرا الفتحه بقا 


عوده للوقت الحالي

❈-❈-❈


كان يقف بنظر لها من خلف الزجاج و الدموع تنهمر من عينيه و الكثير الكثير من الذكريات تتهافت على عقله


ذهب بذاكرته قبل أربع سنوات كانت منه تنظف المنزل و تطوي الملابس بشكلها الرائع وهي منتفخة البطن نتيجة لحملها بالشهر السابع بينما هو يجلس أمامها قائلاً وهو يشاهد التلفاز


"Flash Back"

_ أنا مش عارف يا حبيبتي أنتي مش راضيه ليع على موضوع الشغاله دا حرام عليكي نفسك 

_ وهو أنا كنت أشتكيتلك أدخل واحده غريبه بيتي بتاع أيه وبعدين هو أنت ناقصك حاجة

_ يا روحي والله مش قصدي أنتي بس بتصعبي عليا البيت كبير وانتي من غسيل لتنضيف لتجهيز أكل أيوه أنتي مش مقصرة في حاجه بس بصراحه بتتعبي وأنتي حامل وبعدين أنتي دلوقت لوحدك أنما بعد كدا هيكون فيه بيبي محتاج أهتمام هو كمان

_ وهو أنا ليا غيركوا يا روحي أنا مرتاحه كدا لكن وعد مني لو تعبت أكيد هقولك

ضيقت عينيها مكمله: وبعدين مالك مصمم كدا علي موضوع الشغاله دا 

_ ولا مصمم ولا حاجه أنا بس خايف عليكي على العموم اعملي الي يريح أنا رايح أخلص شوية شغل في المكتب

تركها وأتجه نحو مكتبه و أغلق الباب خلفه جيداً 

أخرج هاتفة وبدأ بمراسلة أحدى الفتيات لا بل لم تكن وأحده فقط واحده تلو الأخرى وهو لا يشعر بأي ذنب أو تأنيب للضمير


"Back"


نظر لها وهي متسطحه على الفراش متمتماً من بين دموعه : أنا أسف يا منه أسف علي كل مره زعلتك بقصد أو بغير قصد أسف أني كنت بخـ.ـدعك وأنتي مدياني الأمان



الصفحة التالية