-->

قصة قصيرة جديدة الفسحة لتقى حمدي - السبت 20/7/2024

 

قراءة قصة قصيرة الفسحة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة قصة الفسحة

قصة قصيرة جديدة

من روايات وقصص 

الكاتبة تقى حمدي

تم النشر يوم السبت

20/7/2024 



انطلق الجرس معلن خروج التلاميذ، وما أن سمعوه حمل كل منهم صندوق الطعام الخاص به مهرول لباحة المدرسة، وقفت شهيرة و ناريمان يتعاركان بالأيدي بلا سبب، تلك شقيقتي وصديقتي المجانين، ونور واقفة تشاهدهم فقد تعودت على شجارهم الدائم، صرخت بهم ابعد ايديهم عن بعض: 

_كفوا عن العراك، لدي بسكويت بالشيكولاته

خبزته أمي أمس. 


تركوا ايدي بعض يعيدون هندمة شعرهم المبعثر، هكذا هم كالقط والفأر لا يفكون عن

الشجار، جلسنا على السلم نتناول طعامنا ونشاهد الفتيات والفتيان يلعبون، و البعض الآخر يسخر من الآخر و يتشاجرون، هنالك حياة بالباحة وليست مجرد فسحة، مشاهدتهم ممتعة أكثر من التلفاز ذاته، مضي بعض الوقت ونحن نقضم قضمة من الأرغفة ونرتشف العصير الذي اشترينه منذ قليل.


نسيت أن أعرفكم بنفسي أنا نيره بالإعدادية تحديدا العام الثاني، لا تتعجب فأنا فصيحة اللسان وذكية وكذلك أصدقاء، يلقبنا المعلمون بـ "Amazing Four" 

قلت لك حسنا كفانا حديث، ثانية واحدة هل حدثتك عن المواد المفضلة لدي؟ لا، حسنا ولن أفعل. 


كدت أن أنهي طعامي  وأعود بعدها للفصل الدراسي، امضغ آخر قطعة خبر حتى سمعت صوت  أقدام آتيه من خلفي، وقفت اللقمة بحلقي لاتتحرك، باتت الأقدام تقترب أكثر كانت هي أشعر بها، أقدامها كأقدام الدب تصدر صوت حين تمشي رغم صغر حجمها سأركض لامحالة، قمت ملتفته أشير 

لـ ناريمان والبقية أن يتبعوني، وما أن ألتفت

وجدتها تقف أمامي ممسكه بياقة قميصي وردي اللون تقول مهدده: 

_إلي أين ستذهبين. 


ظللت محملقة بها دون أتخاذ ردة فعل لذا

تدخلت نور تزيح يدها بعنف على غير عادتها

محدقه ب عينيها: 

_ما دخلك أنتِ، إن لم تترك يدها سوف تندمين. 


ضحكت بسخرية عائدة للوراء تاركه القميص

تشبك يديها مردفه: 

_هيا، أرني ماذا ستفعلين. 


دفعنني أصدقاء للخلف متقدمين للانقضاض عليها، وقبل أن نقترب منها آتيت المعلمة فرح تسألنا " هل هناك خطب ما " لذا كذبنا وذهب كل منا مبتعد عن الآخر متجنب الوقوع بالأيدي المدير، فهو عاشق لمعاقبة الطلاب.

  

صعدنا للفصل جالسين بإحدى الحصص الهامة وكانت مادة الرياضيات المفضلة لدي، كانت ترمقني بازدراء طول الوقت وأنا متجاهله آيا ما تفعله، اخرجت كل منا ورقة وقلم نلعب XO، جاءت ممسكة بالورقة الخاصة بي تمزقها، لم اتمالك اعصابي وقمت بصفعها ركضت خارج الصف ونحن لا نعير للأمر آيا أهتمام، ولم ندري أن المعركة قد بدأت.

❈-❈-❈ 

خرجنا من المدرسة عائدين لمنزلنا معا فـ بيوتنا قريبة من بعض، فقط يفصلنا شوراع قليلة، ورغم إختلاف طبيعتنا ألا إننا قريبين لبعضنا البعض، دلفت للمنزل ألقي ب حقيبتي

أرضاً دون النظر أين استقرت، سمعت صوت أمي ينهرني أن أكف عن هذه العادة السيئة، وأن أكون مثل شقيقتي ناريمان، لا اعلم كيف أصبح مثلها؛ فهي شخص كثير الحركة والتحدث، وأنا عكس ذلك رغم إندفاعي 

لنعد لم كنت أقوله.


جلست ناريمان بجواري تشير نحو رأسي

بينما توكزها: 

_ماذا يوجد بالداخل يا تري؟ قول لي. 


رمقتها بلأمبالاة أخبرها أن تكف عن أزعاجي

وتتركني أجلس بهدوء، لكنها لم تنصاع لحديثي مكملة مشاكسة، ونجحت تلك اللعينة 

في جعلي أخرج من قوقعتي مازحه معها. 


_أخبروني عن يومكم؟ 

سؤال سألته لـ نور وشهيرة وقتما كنا نتحدث

محادثة مرئية، اللتن بدأ في سرد يومهم وعن المذاكرة التي ذاكرها، وللحديث بقية كان تلك

القصيرة المدعوة جاسمين الشهيرة بـ جين مخططين للقضاء عليها وعلى افعالها الشنيعة فلم تترك شخص إلا و قامت بأذيته وأخواتها يساعدنها، لذا من سيقوم بردع شاب وفتاة بالثانوية طوال القامة ضخمين يا تري؟ لا أحد. 


السادسة صباحا قمنا نترنح كالجمل مستعدين ليومنا الدراسي؛ فاليوم لدينا مادة الجبر والدراسات وبعض المواد الآخري لكنها سهلة عكس الذين ذكرتهم، ألتقيت بأصدقائي بطابور

الصباح نحيي مصر ونرفع ايدينا وننزلها يالا الضجر متي ننتهي من هذا الهراء، صعدنا للفصل ومعنا زمرة من التلاميذ، إن لم تنتظر حتى يصعدوا سوف تسحق بين أقدامهم 

تشعر وكأنه سيتم تسليمهم جائزة لمن يدلف أولاً. 


"صباح الخير يا أطفال كيف حالكم؟ سنتكلم اليوم عن زمن العباسين وكيف كان بكل ما فيه، اخرجوا كتابكم وركزوا معي"


بدأت المعلمة في الشرح وكان شرحها سلس 

نوعا ما، ولكن التاريخ ليس من المفضلات لدي

انتهت الحصة وواحدة تلو الآخري آتيت الفسحة، نزلنا نشتري ما سنأكله وجلسنا بالصف نأكل معا، لم يكن بالفصل سوانا وفتاة آخري تدعي مريم، لاتتحدث مع أحد وهم كذلك كأنها شبح لا يرونها، دقائق وسمعنا باب

الفصل يفتح بعنف ويدلف شاب طويل القامة أنه عمرو شقيق جاسمين تلك البرغوته المؤذية، وقف أمامنا يهددنا بتوعد ألا نسيئ

لها ورحل قبل أن ينتظر رد منا، نظرنا لبعض يساورنا القلق ماذا سيفعل ذاك الطويل؟

هل حقا سيبرحنا ضربا كما قال؟ ملئ المكان بالطلاب ومنهم هي تحدق بنا بأنتصار يالها من مغرورة، قررنا أن نعملها درس لا تنساه طوال عمرها حتى لا تعبث معنا مرة آخري.

❈-❈-❈ 

حسنا يا رفاق هل أعيد شرح شيء مما سبق لم تفهموه جيدا؟" 


قالتها معلمتنا تقى، معلمة مادة التربية الدينية قبل أن تغادر الفصل، بعدما اجابنها بأننا فهمنا الدرس جيدا، وأنه لا يصح السخرية من الغير كما تنص الآية بالقرآن الكريم 


" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم 

عسي أن يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيراً منهن وتلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم 

الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك

هم الظالمون"


حينها تذكرت ما تفعله، هل هي مدركة لذلك 

أم تفعله عن جهاله؟ قطعت شرودي شهيرة 

وهي تلوح بيدها أمام وجهي: 

_أين ذهبت يا فتاة؟ هل هناك خطب ما! 


تنهدت مشيره بطرف عيني نحو جين 

متحدثه: 

_هل تدرك ما تفعله؟ فكري معي هل

نضربها أم نقوم بـ. 


وقبل أن أكمل اوقفتني مبحلقة بي: 

_لا، آخر شيء نفعله هو استخدام العنف

أنظري لصغر حجمها هل تظنين أنها قادرة

على ايذاء نملة وحدها؟ 


التفتت إلينا نور مطبقة يدها بغضب

مردفه وهي تتوعد: 

_اتركوها لي فقط ولن تكررها مرة آخري. 


هتفت شهيرة مسرعة: 

_أرجوك لا احاول تهدئتها، والأمر لا يستحق

كل هذه الجلبة. 


ثم نظرت نحو ناريمان التي كانت منشغلة 

بتناول رغيف الجبن بالخيار خاصتها، تجذبه من يدها: 

_الطعام لن ينتهي من العالم لاتقلقي. 


ضيقت عينيها ممسكة بالرغيف تقطم منه قطعة متحدثه وهي تأكل بنهم: 

_هي هكذا دوما عنيفة، رغم أن مظهرها لايوحي بذلك، واياك الأقتراب من طعامي ثانيا. 


كانوا سيتعاركون لكن أوقفتهم موجهه حديثي 

لـ شقيقتي: 

_أنا عنيفة؟ انظر من يتكلم أنتِ لا تكفين عن الشجار طوال الوقت. 


تركت ما بيدها وهنا ادركت أن الأمر أصبح جدي، أشارت لي بسبابتها تقول غاضبة: 

_اتقصدين عراكي مع شهيرة؟ شيء طبيعي المهم أننا لا نقاطع بعضنا فوق الثلاث أيام. 


سألتها نور بفضول وعدم فهم: 

_ثلاثة أيام ماذا؟ 


نبست متوفهه: 

_أنتِ تهذين يا فتاة، دعك منها يا نور 

لا تجد ما تقوله. 


اجلستها شهيرة قبل أن تقترب مني 

وهي تتحدث لا تنفك عن الصراخ بوجهي: 

_لا اهذي وسأثبت لك ذلك

قال رسول الله صل الله عليه وسلم في

حديث أبي أيوب: 

" لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه ثلاث

يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هكذا

وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"

اظن أن معناها واضح لك أم اشرحه. 


شعرت بـ دلو يلقي فوق رأسي لم تكن تهذي

ولكن هي شقيقتي فلم الحرج منها، اكملت

حديثي معهم محاولين الوصول لحل وسط

يرضي الله ويجعلها تكف عن العبث معنا

صرحت نور بخفوت: 

_لدي فكرة وسوف تنجح، اخفضوا رأسكم

كي لا يسمعنا أحد. 


اخفضنا رأسنا كما طلبت وقمنا متجهين نحوها

فنحن نجلس بمقدمة الصف، أما هي ففي آخره وليس نفس صفنا حتى بل هي بعيدة عنا، وقفنا أمامها متحدثة احدنا مبتسمه بود أن تجلس بجوارها، رفضت لذا هي من اضطرتنا لأستخدام العنف، جلست بجوارها 

ونور وشهيرة جلسا بالمقعد الذي أمامها و

ناريمان قفزت جالسة بجانب الحائط فأصبحت تتوسطنا لا حيلة لها، نبست ناريمان 

مهدده: 

_انظري يا فتاة لولا حجمك الصغير ذلك لكنت

سحقتك، لذا كفي عن إثارة غضبنا. 


وقبل أن تتحدث أكملت حديثي بشكل هادئ: 

_اسمعي ندرك أن هذه طبيعتك أو تصتنعها لسبب لا نريد معرفته، ولكن أنتِ هكذا ترتكبين أثم كبير و أنتِ غير مدركه، لذا

كفي تلك التصرفات لأجلك أنتِ. 


شعرت بخوفها لذلك لم أرد زيادته فربما الحديث اللين يأتي بثماره، لم تتحدث

فقد تحدق بنا، قمنا راحلين عنها لقد اوصلنا ما نريد قوله اي تصرف آخر هي من أختارت 

أن تعاقب وليس نحن، مر ثلاث أيام وهي مكملة بما تفعله، لذا قررنا ألا نعيرها اي أهتمام 

مازال عقلها عقل طفلة مشاغبة، انحاسبها 

على تفكير خاطئ؟ 


"كل ساقي سيسقي بما سقي" 

بعد أسبوع بالظبط، وبينما نحن بـ حصة الألعاب بباحة المدرسة حيث لا نفعل شيء سوي الجلوس أو اللعب إن اردنا، اجتمعنا 

نلقي الكرة لبعض مشكلين أنفسنا على هيئة مربع، الجميع سعيد، هناك من يأكل وهناك من

يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك من

يعيد معرفة المدرسة بالتمشية فيها، كما قلت لكم حياة بأكملها بالباحة. 


_هيا القها سوف امسكها. 


قالتها شهيرة وهي عائدة للوراء تستعد للأمساك بالكرة، فلم تستطع؛ لأن ناريمان

تظننا، حينها سمعنا صوت فتاة تتوه، رفعنا

رأسنا ننظر لمصدر الصوت كانت سارة زميلتنا

بالصف الثالث، ولحسن حظنا أو لسوء حظ جين إن الكرة تبدوا للعابرين أن الكرة قادمة منها، آتيت أتجاها توكزها بكتفها بقوة جعلتها تقع بالأرض صارخة بها: 

_ألا ترين؟ هل أنتِ عمياء؟ 


والعجيب أن جين تملكها الخوف ولم تتحدث

كانت ثابته مكانها لا تتحرك، والجميع لا يقدم المساعدة؛ فلم تفعل شيء تستحق عليه المساعدة، نظرنا لبعض لتقول نور بعاطفة 

الأمومة التي لديها: 

_هل سنتركها هكذا؟ سوف تضربها. 


اغمضت عينيها ناريمان بغضب طفيف

مردفه: 

_هي لا تستحق، لكن لم اعتاد رؤية احد

يريد المساعدة واقف اشاهده يؤذي

لنساعدها، وإن فعلت شيء مرة آخري 

سوف الصقها بالحائط. 


في ذلك الوقت كانت الفتاة ممسكة بجين 

من ياقة قميصها تحركها كدمية بيدها تقدمنا نحوها محاولين جعلها تتركها دون الدخول في شجار معها، لكنها وكزتني بكتفي رامقة إياي: 

_ما شأنكم أنتم، لن أتركها ومن يتدخل في الآمر. 


انهت حديثها ودخلنا في شجار، جعل جميع من بالمدرسة يجتمع مشاهدنا، وجين فرت 

راكضة نحو المدير الذي تقريباً كان بغيبوبة

كيف لم يشعر بذلك الضجيج؟ 


آتي يبعدنا عن بعض وكذلك إخوة جين 

عن الفتاة، فعندما رأوها هكذا وعلموا بالأمر

ابرحوا الفتاة ضربا فوق الذي أخذته منا

وذهبنا نحن ال٨ عند المدير مستدعي والد

كل منا، خرجنا نعدل من هيئتنا مغادرين

اوقفنا صوت شقيقها عمرو يخبرنا أن نقف

فلم ننصت لحديثه فقال برجاء: 

_أرجوكم، أريد أن اتحدث معكم. 


وقفنا متلتفين نحوهم، وإذا به يدفعها نحونا

ركزت بصرها علينا محمحمه: 

_آسفة لسوء تصرفي معكم، لن أتصرف هكذا ثانيا. 


ابتسمنا بود نخبرها أنه سوء فهم وانتهي الأمر 

غادرنا المدرسة حاملين استدعاء ولي أمر

بحقائبنا، ولأول مرة يحدث ذلك ولكن بفخر

فمساعدة الغير ونصحهم أمر من الله لنا وعلينا أن نتخلق بأخلاق رسوله وصحابته، ومنذ هذا

اليوم أصبحت جين صديقتنا، من منا لا يحتاج لتقويم حين يسيئ التصرف لسنا بملائكة، وكمان تقول ناريمان نحن خمسة

ككف اليد لايترك احدنا الآخر، لا اعلم لم

تذكرت حديثها، حسنا إلي اللقاء كفاكم ثرثرة. 


     

تمت

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة